عندما يطرح الزرع فى «أوانه» تزداد بركته، ويحلو شكله، وبالتأكيد مذاقه. تلك هى القاعدة البسيطة التى يفسر بها «عم سيد» جمال مشهد ثمرة «القرنبيط» فى وقت حصادها. يخطط الرجل الخمسينى لتلك «الزرعة» بدقة ورثها عن أجداده الفلاحين، الذين ورثوها بدورهم عن أجدادهم الفراعنة، فيحسب موعد وضع البذور فى الطين بالتقويم المصرى القديم، أو كما قال: بعد شهر أبيب بعشرين يوما يكون الجو قد تحسن قليلا، «فنحرت» الأرض ونزرع البذور ونعطى الأرض سمادا وملحا، ونسقيها، ولكن «ما تشبعش»، وبعد أربعة أشهر ننتظر الحصاد. ويتم جمع القرنبيط «البلدى» على عدة مرات، حيث يجد وسط زرعه بعض الثمار الصغيرة التى يجب أن ينتظر حتى «تطيب» ليتم حصدها. يخطط «عم سيد» لزرع محاصيل أخرى فى الأرض نفسها بعد الانتهاء من حصاد «القرنبيط»، وحين سألته عن التغيرات المناخية وهل لها أثر على الزرع؟، أوضح: «الزرع بقى يستوى بسرعة، ولو ما لحقناش نجمعه، الزرعة تبوظ مننا». لا تتعدى مساحة أرض «عم سيد» - التى لا يملكها بل يؤجرها من العام للعام - القيراط الواحد، ولكنها مصدر رزقه هو وعائلته. «أوان» الرزق «أوان» الرزق