رغم قرار وزارة التربية والتعليم بدء العام الدراسي فى منتصف أكتوبر القادم، فإن بعض المدارس الخاصة والدولية الحكومية اتخذت خطوات استباقية لبدء الدراسة أون لاين، فى محاولة لتعويض ما فاتهم خلال العام الدراسى الماضي، وبين حالة عدم الارتياح من جانب أولياء أمور، خاصة الذين يلتحق أولادهم بالمراحل الابتدائية، وبين دفاع المدارس عن نفسها وما يقال إن الغرض من بدء الدراسة قبل الميعاد الرسمى هو تعويض الطلاب عما فاتهم خلال العام الدراسى السابق، والزعم بأن الغرض ليس مادياً، فالمحصلة العامة للتعليم أون لاين تحتاج إلى إعادة نظر خاصة لصغار السن. تحقيقات «الأهرام» طرحت الموضوع للنقاش وسألنا خبراء التعليم وأولياء الأمور: كيف يستفيد الصغار من التعليم عن بُعد ، خاصة فى مرحلة رياض الأطفال ؟ وماذا سيكون الحال لو أصبح التعليم عن بُعد أمرا مفروضاً حال عودة فيروس «كوفيد19» مرة أخرى، التفاصيل فى السطور التالية.. بداية تقول هند السيد ولية أمر إن التعليم عن بعد من أسوأ نظم التعليم، خاصة مع صغار السن، وذلك وفق تجربتى مع أبنائى فى الصفين الثانى والثالث الابتدائى بعد أن أعلنت المدرسة بدء العام الدراسى إلكترونياً «أون لاين» بحجة تعويض الطلاب ما فاتهم من العام الماضي، ولا أنكر كم المجهود المبذول من المدرسين لكن التجربة بوجه عام صعبة جدا للصغار، حيث إن هذا العمر يحتاج إلى المواجهة والتعليم بشكل مباشر. وتوضح أن يومهم الدراسى يبدأ من الثامنة صباحا حتى الثانية تتخلله فترتا راحة نصف ساعة، ناهيك عن المجهود الذى أبذله مع أبنائى، فطوال فترة اليوم الدراسى أحثهم على الانتباه للشرح، كما أن شبكة الإنترنت ليست بالكفاءة المطلوبة التى تساعد على التعليم من خلالها وأثناء انقطاع خدمة الإنترنت يفوت على الأولاد جزء من الشرح، فضلا عن التفاعل مع المعلمة الذى لا يقارن أبداً بوجودهم فى المدرسة، وكذلك عبء تهيئة المنزل للدراسة وتوفير الجو المناسب لكل طفل بحيث يكون له غرفة مستقلة وجهاز خاص به، مستنكرة تعامل المدرسة مع الطلاب الذين لم يسددوا مصروفات العام الدراسى الجديد فى اليوم الأول وحجبهم من دخول الفصل أون لاين لحين سداد المصروفات وأنه كان تصرفا غير لائق. فيما تقول زينب أحمد ولية أمر لتلميذ فى الصف الثانى ابتدائى: لم أستطع تقبل فكرة أن مدرسة تبدأ فى التعليم عن بعد لهذا العمر سوى أنها تريد تحصيل مصروفات العام الدراسى الجديد وتأمين نفسها كما حدث الترم الثانى من العام الماضي، وإلا ما معنى حجب الطلاب الذين لم يسددوا القسط الثانى من المصروفات للعام الجديد وهو ما لم يبدأ رسمياً بعد، على أن يتم تحصيل القسط الثالث والأخير قبل بدء العام الدراسى بالفعل. تجربة غير مُبشرة وباعتبارهم المتعاملين بشكل أساسى والقائمين على الخدمة ذاتها، ترى هبة محمود مدرسة فى إحدى المدارس الخاصة أن تجربة التعليم عن بُعد غير مبشرة خاصة لهذه السن، فنحن كمدرسين نحتاج إلى تواصل مباشر مع التلاميذ لمعرفة نسبة تركيزهم أثناء الشرح ومدى استيعابهم للدروس خلال التفاعل أثناء الحصة، لكن مدرستنا على سبيل التجربة بدأت فى الدراسة أون لاين لتذكير التلاميذ بالمناهج وشرح ما فاتهم خلال العام الدراسى الماضي. سلوك فردي بينما يقول الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوى إن وزارة التربية والتعليم وضعت خريطة العام الدراسى الجديد للمراحل من رياض أطفال حتى الصف الثالث الابتدائى على أن يكون التعليم مباشرا لهذه المراحل، وبالتالى لا يوجد تعليم عن بُعد لهذه المراحل، فإن كانت بعض المدارس الخاصة قد بدأت الدراسة أون لاين فيعتبر سلوكا فرديا لهذه المدارس وأعتقد أن الغرض غرضا ماديا بحتا ولا يوجد أى مصلحة للطالب فى هذه السن من التعليم عن بُعد سوى تحصيل المصروفات من أولياء الأمور قبل بدء العام الدراسي، وهذه المدارس دائمًا تحاول إثبات أنها تسبق الوزارة بخطوات، مضيفاً أن التعليم المباشر لهذه المراحل العمرية هو أصح تربوياً وعلمياً والتجربة الحسية للطفل هى الطريقة المثلى للتعليم. مشكلات التعلم ويقول أشرف فضالي، خبير تربوي: حتى هذه اللحظة لا يوجد خطة واضحة بأى مدرسة للعمل خلال العام الدراسى الجديد سوى قرارات الوزارة بتحديد أيام للحضور لكل صف، وهناك ترقب لمديري المدارس الحكومية وفى انتظار خطة موجهي المواد الدراسية الذين يسعى كل منهم إلى الاستحواذ على أكبر عدد ساعات لمادته وكأنها هى المادة الوحيدة التى يدرسها الطلاب، وبالتالى لا يوجد مجال لإبداع مديري المدارس الحكومية فى وضع حلول للمشكلات التى قد تواجههم خلال سير العملية التعليمية، على الرغم من أنهم لو تم إشراكهم فى العملية التعليمية سيجدون حلولا كثيرة، باعتبارهم أكثر الناس معرفة بمشكلات التعليم، متسائلاً عن كيفية تطبيق التعليم عن بعد فى المدارس الحكومية إن كانت بعض المدارس الخاصة التى بها إمكانات أكثر تواجه بعض المشكلات فى تطبيقه فما بالك ب المدارس الحكومية ؟!. تجربة إيجابية أما النائبة ماجدة بكرى عضوة لجنة التعليم بمجلس النواب فتقول إن كان هناك بعض المدارس الخاصة القليلة التى بدأت الدراسة عن بُعد فهذه خدمة تقدمها هذه المدارس لطلابها وتجربتها أمر إيجابي، لكن الدراسة رسمياً 18 أكتوبر القادم، متسائلة: ماذا يتصور البعض لو حدث لا قدر الله موجة ثانية من الوباء؟ فلا حل سوى التعليم عن بُعد ولا يوجد حلول أخرى، مشيدة بإدارة الأزمة بنجاح خلال الفترة الماضية. تجربة خاصة ويوضح محمود حسونة، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أن بعض المدارس التى بدأت فى الدراسة أون لاين ما هى إلا تجربة خاصة بهم وخدمة مقدمة لطلابها وليست تجربة عامة للنقاش، وهناك خطة للوزارة فى حال تعليق الدراسة وإغلاق المدارس والتعليم أون لاين وفى النهاية ما يهمنا هو مصلحة الطالب، أما فى الوضع الراهن فالوزير أعلن آلية حضور الطلاب سواء على يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام للدراسة حسب كثافات الفصول، وترك الأمر لكل مدير مدرسة ينظم عملية الحضور وفقا لكثافة فصول مدرسته، مشيراً إلى أن الوزير لم يتحدث حول إمكانية أن تكون الدراسة أون لاين للمراحل من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائي، وإن حدث واضطرت الدولة لأخذ إجراءات احترازية فيرى المتحدث أن هذه السن يتعامل مع التكنولوجيا بذكاء ولا يوجد منزل إلا ويتعامل أصحاب هذه السن مع المحمول والتكنولوجيا ببراعة، فضلا عن أن المناهج لهذه المراحل جديدة ومختلفة وقائمة على التواصل مع المدرس، والفترة التى لم يحضر فيها الطفل للمدرسة سيكلف بأنشطة سيقوم بها كواجب منزلي، مشيرا إلى أنه بجانب التكنولوجيا هناك قنوات تعليمية وبرامج تعرض جميع الدروس بشرح واف لجميع المراحل، موضحاً أنه لا يُخفى على أحد أن لدينا معوقات مثل سرعة الإنترنت، وفى هذا السياق تعمل وزارة الاتصالات بكافة جهودها على تحسين الخدمة وأيضاً توفير أجهزة، رغم أن الدولة وفرت أجهزة تابلت للمراحل الثلاث للثانوية العامة، فكل المشاكل يتم تداركها وتحتاج إلى تكاتف الجميع لنجاح مشروع التعليم الجديد. نقلا عن صحيفة الأهرام