كنت أتحدث ذات يوم مع الخال عبدالرحمن الأبنودي رحمه الله، وكان ذلك فى عام 2009، وبعد الاطمئنان على صحته قال لي إنه مشغول فى كتابة أغنيات مسلسل رائع اسمه "الرحايا"، سيقوم ببطولته النجم نور الشريف ، وعرفت منه أن المؤلف هو بلدياتي عبدالرحيم كمال الذي وصفه بأنه كاتب مبدع "بحق وحقيقي". المهم أنني توقفت طويلاً أمام شخصية سوف تظهر في أحداث المسلسل بمواصفات معينة، فقلت له يا خال هذا الرجل موجود عندنا في القرية، فضحك وقال: ليس في قريتك فقط بل هو موجود فى كل مكان. فقد كان "أبو ذكرى" وهو اسم الشخصية التي جسدها الفنان المبدع لطفي لبيب حينما تشاهده لا تشعر تجاهه بأي غربة؛ بل تشعر أنك تعرفه عز المعرفة؛ فهو الذي بكل تأكيد كان سبباً ذات يوم فى "زونبة" قديمة بينك وبين أحد من أخوتك أو أي شخص من أفراد عائلتك.. وهو الذي بكل تأكيد يقف وراء أي شائعة بأن امرأة خانت زوجها، بينما هي أشرف من الشرف.. وهو أيضاً من يسهر معك فى بيتك طوال الليل، وفى الصباح تجد سيرتكم على كل لسان. الحاج أبو ذكرى وإن كنا قد شاهدناه فى سياق عمل درامي فهو شخصية موجودة فى كل مكان، فلو فكرت بهدوء وأمعنت النظر جيداً فيمن حولك ستجد أبو ذكرى هو هذا الشخص الذي يمارس هوايته فى إحداث الوقيعة بين الناس حتى يحقق أهدافه الخبيثة فى التأثير على أصحاب النفوس الضعيفة الذين للأسف الشديد يصدقون كل شيء ويقتنعون بأي كلام يقال لهم حتى لو كان عن أقرب الناس إليهم. [email protected]