منذ 300 عام كان علي رجل يدعي عميرة أن لايترك حصانه لوالي تركى كان لايترك شيئاً أعجبه، إلا أخذه عنوة "جباية" وكان علي عميرة الذي نزح مع أجداده من اليمن واستوطن قرية السمطا بدشنا -والتي تعنى مكان السماط أي مكان تناول الطعام- أن يعلن العصيان علي كل الولاة الأتراك. ويرفض عميرة إعطاء حصانة لأي من الولاة الذين لا يفرقون بين طلب الهدية أو الجباية بالذل، ومن هنا بدأت حالات من النفي والمطاردة ضده فقرر عميرة الارتحال بعيداً ليكون جيشاً ضد الوالي التركى المعاصر له. وتبدأ الحرب بين عميرة والوالي التركي بالقرب من مقام "الشيخ رزق" القادم من بلاد المغرب العربي والذي زعمت عنه الحكاية أنه أخرج ناقة قامت بتفريق وهزيمة الجيش التركى مساندة للفتي الثائر الذي رفض الجباية والذل. ومن هنا بدأت حكاية التقليد السنوي الموسمي، بذبح الشبة العزباء "الجاموسة الصغيرة التى لم تحمل"، ليتم توزيع لحمها بالتساوي علي كل القبائل في مثل هذه الأيام وبعد انتهاء مولد سيد عبدالرحيم القنائي مباشرة من كل عام. وهو اليوم الذي لاتطلق فيه أعيرة نارية وإن كانت تدق فيه كيسان "كئوس" النحاس القادمة من حلب الشام وهي من صفائح نحاسية تدق ويعلن حاملوها، بداية الاحتفال لتأسيس ما أعلنه عميرة الثائر المصري المنتصر علي الوالي التركى بذبح "الشبة. يقول أهالي السمطا ل"بوابة الأهرام": إن عميرة الذي ثأر لنفيه عن وطنه قرر منذ 300 عام، أن تكون هذه التقاليد باقية في أحفاده إلي يوم القيامة وأن لايخلو عام من أعوام الكون العامرة منها، حيث أطلق صيحته "ياشيخ رزق لك شبة عزباء لولد الولود" ويقصد ذبح وليدة جاموسة كل عام في أوقات معروفة وهى تقاليد تبدأ برحلة بحث عن "شبة" يتم اختيارها بعناية فائقة في الأسواق ويتم توزيع لحمها حتي ظفرها بالتساوي بين كل العائلات في السمطا. يضيف أبوزيد عبدالعاطي، أن التقاليد التي أرساها الثائر عميرة تقضي بتقديم لحم الشبة إلي مجموعة "الكيسان" وهم الذين يقومون بضرب النحاس الذي تم شراؤه من مدينة حلب بالشام، حيث يأخذون الرأس والرجلين ثم مجموعة "الولوع" وهم من أحفاد عميرة أيضاً وهم القائمون علي إشعال النيران لطهي الطعام ثم مجموعات "القراوي" التي يتم وضع اللحم بها علي خوص النخيل وهي تتكون من 250 قراية تغطي 14 نجعًا، لافتًا أن هذه التقاليد معمول بها منذ 300 عام، حيث يتم ذبح الشبة، مشيرًا إلي أن عميرة الذي أنجب 3 أبناء تفرعت منها قبائل وعائلات كثيفة العدد تصر علي الاحتفاء بذكري جد قرر إرساء تقاليده إلي أبد الدهر . وأوضح محمد الأمين الذي يقوم كما تحتم التقاليد بختم سباق "المرماح" رضوخاً للتقاليد، أن إطلاق الأعيرة النارية ممنوع في الاحتفال بالشيخ رزق طبقاً للتقاليد التي أرساها الجد عميرة مضيفاً: من يتجرؤ ويطلق الأعيرة النارية بالقرب من ولي يكره العنف، مشيرًا إلي أن التقاليد التي أرساها الجد تحتم علي وضع تابوت الشيخ وتقسيمه علي 4 جمال، حيث تقوم الإبل باللف علي المنازل والشوارع، حيث يقوم الأهالي بتحيتهم ووضع النذور للمقام وهي النذور التي تكون غالبًا لشراء أنواع من الذبائح المختلفة للوافدين للزيارة. ويضيف الأمين أن سباق "مرماح" الخيل الذي يقام احتفاءً بالتقاليد التي تم إرسائها منذ 300 عام لايكون فيها منافسة إنما هي استعراض لمواهب الفروسية وعند انتهائها تكون الخاتمة بقراءة الفاتحة، حيث يقوم من يختم المرماح بالاتجاه برفع الزانة " عصا طويلة" حيث يجبر الفوارس بعدم المرماح ثانية لافتا أن المرماح يبدأ غالباً بغناء المغنيين علي المزمار البلدي " وغالبا ماينشدون "سيدي محمد ياسلطان باع الفرسة وجاب له حصان وبعوده ياصاحب الليلة". قال محمد القاضي: ليلة الشيخ رزق هي الليلة الوحيدة التي تروي فيها سيرة بنت بري مع سيدي أحمد البدوي بالإضافة إلي سرد قصص السيدات الطاهرات رقية وفاطمة وخديجة رضي الله عنهن، حيث تروي السير الشعبية بدون أدوات موسيقية، لافتًا أن من يقوم بالدق علي كئوس النحاس دائماً يبدأ برواية حروب الرسول مع اليهود، حيث دائما يردد "ركبوا الصحابة والرسول علي قوم جهجهون" إلي آخر المقطع الذي يروي تهجير اليهود من المدينة بعد نقضهم للعهد. وفي المساء، ينشد الراوي والمتخاصمون ربما يتقابلون ورغم ذلك لايبدأون بالخصام، فهنا في ليلة الشيخ رزق يمنع الرصاص والعداء فيما يستمع الجميع لقصة الراوي التي تحكى علاقة بنت بري مع السيد أحمد البدوي وفكرة تقسيم الأكوان بين الأقطاب الأرابعة وهنا فقط تظهر بوضوح تقاليد الثائر المصري عميرة التي أرساها منذ 300 عام بدون تبديل أوتغيير رغم التقلبات التي عاشها الصعيد بعده.