قال دبلوماسي روسي كبير أمس الثلاثاء: إن روسيا مستعدة لقبول ترك الرئيس السوري بشار الأسد السلطة في إطار تسوية سياسية بعد 15 شهرًا من إراقة الدماء، لكنها لا تجري محادثات مع دول أخرى حول مصير الزعيم السوري. وذكرت وكالة إيتار-تاس الروسية للأنباء أن جينادي جانيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قال أيضا إنه من غير المرجح أن تنجح في سوريا خطة لانتقال السلطة على غرار ما حدث في اليمن لأن كثيرين من خصوم الأسد غير مستعدين للتفاوض مع حكومته. واستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأدوات أخرى لحماية الأسد، الذي يمنح روسيا موطئ قدم راسخة في الشرق الأوسط وهو مشتر للأسلحة الروسية. وتتعرض روسيا لضغوط كي تتخلى عن دعم الأسد أو على الأقل لزيادة الضغوط عليه كي يلتزم بهدنة تدعمها الأممالمتحدة وبخطة سلام متعثرة توسط فيها كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وللجامعة العربية. وأكد جاتيلوف من جديد البيانات الروسية التي كررها أيضا يوم الجمعة الماضي الرئيس فلاديمير بوتين بأن موسكو مستعدة لبحث خروج الأسد من السلطة إذا كان ذلك نتيجة لحوار سياسي سوري دون تدخل أجنبي. ونقلت إيتار-تاس قوله في جنيف بعد يوم من اجتماعه مع أنان "لم نقل قط بضرورة بقاء الأسد في السلطة أو اشترطنا ذلك كنتيجة لهذه العملية السياسية...هذه قضية يجب أن يقررها السوريون بأنفسهم". وقال: إن روسيا لا تجري أي اتصالات أو مباحثات مع أي شخص عن بقاء الأسد في السلطة أو رحيله. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدول مجموعة الثماني التي تضم روسيا الشهر الماضي إن الأسد يجب أن يترك السلطة وأشار إلى اليمن كنموذج محتمل لنقل السلطة في سوريا، حيث ساعدت دول أجنبية على وضع حل لنقل السلطة من علي عبد الله صالح لحكومة بقيادة نائبه عبد ربه منصور هادي. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن واشنطن تسعى للحصول على تأييد روسيا لهذه الخطة، ونقلت وزيرة الخارجية الأمريكية في اتصال تليفوني مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف يوم السبت رسالة نصها "يجب أن نبدأ العمل سويا لمساعدة السوريين على وضع استراتيجية جدية للانتقال السياسي". وقالت السفارة الأمريكية في موسكو أمس الثلاثاء إن مسئولا في وزارة الخزانة الأمريكية يجري محادثات مع روسيا حول تنفيذ عقوبات ضد إيران وقضايا أخرى "بحث أيضا الحاجة إلى زيادة الضغط على النظام السوري". وأضافت السفارة أن ديفيد كوهين وكيل الوزارة لشئون الإرهاب والمخابرات المالية "دعا الحكومة الروسية مرة أخرى إلى دعم الجهود الدولية لضمان انتقال سلمي للسلطة في سوريا". ويفضل دبلوماسيون روس مقارنة سلوك دول غربية ودول عربية في اليمن بالطرق التي تستخدمها بعض الدول للسعي للإطاحة بالأسد مثل العقوبات ضد الحكومة ودعم خصومه، ويشيرون إلى الاختلاف كعلامة على ازدواجية المعايير. لكن جاتيلوف عبر عن شكه في أن الصيغة التي استخدمت في اليمن قد تنجح في سوريا. وقال "سيكون جيدا إذا كانت هناك.. رغبة سياسية لدى الطرفين تسمح بالتقدم نحو حل، وفي تلك الحالة فمن المحتمل أن يكون من الملائم الحديث عن النموذج اليمني. "ولكن في سوريا لم نر رغبة كهذه من جانب المعارضة". وأعلنت المعارضة السورية أمس الاثنين أنها لم تعد ملتزمة بهدنة تدعمها الأممالمتحدة لأن الأسد رفض المهلة التي منحتها المعارضة حتى يوم الجمعة للالتزام بوقف إطلاق النار. وعبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر اليوم الثلاثاء عن "قلقها البالغ" إزاء ذلك القرار قائلة إنه يستهدف "تقويض الجهود الدولية لتعزيز الانتقال من المواجهة إلى عملية للسلام". وفي بكين حث بوتين والرئيس الصيني هو جين تاو العالم على عدم التخلي عن خطة عنان التي تدعو إلى "عملية سياسية" لكنها لا تتضمن أي دعوة للأسد بأن يترك السلطة. واستخدمت الدولتان حق الاعتراض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي في فبراير شباط لمنع صدور قرار بدعم غربي يؤيد دعوة الجامعة العربية للأسد للتخلي عن السلطة.