أظهرت نتائج دراسة جديدة أجرتها الجمعية الأوروبية لأمراض القلب وتدعى "شيفت شيفت" نجاح علاج جديد لمرضى هبوط عضلة القلب المزمن الذى يصيب 15 مليون مريض على مستوى العالم، ويتسبب فى وفاة 200 ألف حالة سنويا، حيث تمكن العلاج الذى يحتوى على المادة الفعالة "ايفابرادين" في خفض معدل ضربات القلب لديهم إلى 75 نبضة فى الدقيقة أو أكثر، مما كان له الأثر الكبير فى خفض معدل الوفيات بشكل كبير للغاية أكثر من 18٪. وقررت المفوضية الأوروبية منح موافقتها لاستخدام العلاج الجديد بعد استعراض البيانات من دراسة شيفت، والتي تعد أكبر دراسة تتم في مجال هبوط القلب المزمن حيث ضمت أكثر من 6500 مريض. وأثبتت هذه الدراسة أن العلاج نجح بشكل واضح فى خفض معدل الوفيات أو دخول المستشفيات بالنسبة لمرضى هبوط القلب، وتحسين نوعية الحياة للمرضى الذين يعانون هذا المرض. جاء ذلك خلال مؤتمر الجمعية المصرية لأمراض القلب اليوم.. وتكمن خطورة الإصابة بهبوط عضلة القلب في خفض قدرة العضلة على ضخ الدم بنحو فعال والمحافظة على الدورة الدموية الكافية لتلبية احتياجات الجسم ويرجع سبب هذا المرض في أغلب الأحيان إلى جلطة حادة في الشريان التاجي أو ذبحة صدرية مزمنة أو ضيق بالشرايين التاجية. وعلق الدكتور ميشيل كوماجدا، رئيس الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، والرئيس المشارك للجنة شيفت التنفيذية: "إن قرار منح هذه الموافقة الجديدة لعلاج ايفابرادين هو بمثابة خبر جيد بالنسبة للأطباء والمرضى، ويعد خطوة مهمة إلى الأمام في العلاج من مرض هبوط عضلة القلب. بينما تظل مثبطات البيتا دعامة رئيسية في علاج هبوط القلب، إلا أن الدراسة الجديدة أثبتت أن خفض معدل ضربات القلب يحول دون تطور المرض ويحسن أعراضه، وله تأثير مفيد على النشاط اليومي للمريض ونوعية حياته". ويقول الدكتور رامز جندى استاذ أمراض القلب بطب عين شمس إن العقار الجديد يتميز بقدرته على خفض معدل النبض بدون أى تأثيرات على ضغط الدم أو وظائف عضلة القلب وهذا يعتبر تطورا فى علاج هؤلاء المرضى غير مسبوق حيث إن كل العلاجات السابقة المستخدمة فى خفض معدل النبض غالباً ما تؤثر سلبياً على الضغط أو وظائف عضلة القلب بجانب تأثيرات أخرى على أعضاء الجسم المختلفة. وأكد الدكتور جندى أن ارتفاع النبض له آثار سلبية على عضلة القلب حيث يزيد من العبء عليها أثناء التنفس مما يعنى حدوث مضاعفات والأدوية التقليدية التي كانت تستخدم لخفض معدل النبض ويطلق عليها مجموعة مثبطات بيتا كانت لها تأتيرات جانبية تحد من استخدامها بالجرعة المطلوبة للوصول إلى معدل النبض الطبيعي حيث كانت تؤدى إلى هبوط شديد في ضغط الدم بالإضافة إلى تأثيرات جانبية ضارة على مرضى حساسية الجهاز التنفسي وأيضاً مرضى السكر بالإضافة إلى تأثيرها السلبى على عضلة القلب. ومن جانبه قال الدكتور حسام قنديل أستاذ أمراض القلب بطب قصر العينى إن حالات هبوط القلب غير الحادة انتشرت بشدة فى السنوات الأخيرة وأرجع هذا إلى تحسن مستوى الرعاية الصحية وزيادة متوسط العمر ليصل في بعض الدول إلى ما فوق الثمانين للرجال والسيدات وأيضا نتيجة تطور العلاج الدوائى لحالات هبوط عضلة القلب، وأضاف قنديل أن هبوط عضلة القلب مرض شائع الحدوث في كبار السن نتيجة انتشار أمراض الشرايين لديهم وأمراض الشيخوخة. وأوضح الدكتور عادل الأتربى أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بطب عين شمس فيقول لوحظ فى الآونة الأخيرة وجود علاقة بين سرعة النبض ونسبة الوفاة في أمراض القلب، وأثبتت الدراسات أنه كلما قل نبض المريض قلت نسبة الوفاة في مضاعفات أمراض القلب لذلك يتم أستخدام أدوية عند بدء الاقلال من نبض القلب حتى يقل استخدام الأوكسجين بواسطة عضلة القلب وبالتالى الحفاظ على العضلة ولكن نظرا لوجود آثار جانبية كثيرة لهذه الأدوية يقلل من استخدامها أو على الأقل يقلل من الجرعات المطلوبة لخفض النبض، ومن أهم هذه الآثار الجانبية هبوط عضلة القلب وانقباض الشعب الهوائية وضعف عضلة القلب، وفى الآونة الأخيرة تم اكتشاف علاج جديد يتميز بقدرته على خفض النبض بدون أى آثار جانبية مما يعطى الأمل في إمكانية الوصول بالنبض إلى الأرقام المطلوبة للحفاظ على عضلة القلب وهى أقل من 70 نبضة وأثبتت الدراسات أن استخدام هذا العقار يؤدى إلى خفض نسبة الوفيات بنسبة 17 % مقارنة بالأدوية التقليدية.