لم تتوقع والدة أحمد سرور أحدث شهداء ميدان التحرير نبأ وفاة ابنها بعد دهسه من سيارة للأمن المركزي أمام مبني مجلس الوزراء، حيث استقبلت جثة ابنها مساء اليوم، بالزغاريد والهتافات العالية التي تندد بقتله الأبرياء في التحرير. الأم المكلومة لم تحتمل الصدمة فسقطت أكثر من مرة مغشيًا عليها بعد وصول جثة فلذة كبدها، وعندما أفاقت مر شريط الذكريات أمامها وكيف كان ابنها يطلب الشهادة في الميدان من أجل مصر، وكل يوم كان يريد أن ينالها. وبكلمات تملؤها الدموع تتذكر الأم صدي صوت ابنها وهو يردد الشهادة كل يوم قبل خروجه للميدان، وعندما نهرته والدته ذات مرة رد عليها قائلا "ألا تستحق مصر أن أنال الشهادة من أجلها"، وتنهض الأم من علي الأرض وسط نحيب أقارب وأصدقاء الشهيد وتنادي علي جيرانها بأن يفتحوا المقبرة التي سيوراي ثري ابنها فيها قائلة "افرشوا الورد في المقبرة العريس هيزف إليها الآن "، ولم تتمالك الأم فراق ابنها فجلست في ذهول تنتظر اللحظة التي سيدفن فيها. توجهت الجنازة إلي مسجد الصحابة بالشرابية لأداء الصلاة عليه ثم توجهوا إلي مقابر باب النصر ليواري تحت الثري.