في جنازة شعبية مهيبة شارك فيها الآلاف من ابناء محافظة الدقهلية تم امس تشييع جثمان الجنديين المصريين الشهيدين بدارفور إلي مثواهما الاخير وذلك بمسقط رأسيهما بمدينة الكردي وبقرية الاتحاد التابعة لمدينة ميت سلسيل. الشهيدان أحمد سليمان محمد سليمان »02 سنة« من قرية الاتحاد بميت سلسيل ومحمود رضا ابو الليل »12 سنة« من مدينة الكردي لبيان اداء الواجب فور حصولهما علي شهادة الدبلوم الفني وتوجها لقضاء فترة التجنيد ونيل شرف اداء الخدمة العسكرية والواجب الوطني.. وكما كانا مثالا للخلق القويم وللشهامة المصرية كانا - أيضا - مثالا الانضباط والتفاني في اداء الواجب العسكري وينتمي الشهيدان لأسرتين مصريتين مكافحتين يحصلان علي قوت يومهم ويسعيان وراء رزقهم بالعمل الشاق والمضني لكنهما يدركان جيدا قيمة الواجب الوطني. وصل جثمان الشهيدين إلي مسقط رأسيهما قبيل صلاة الظهر حيث تم التوجه بهما مباشرة إلي أكبر مساجد الكردي واكبر مساجد قرية الاتحاد.. وعقب صلاة الظهر وصلاة الجنازة عليهما تم التوجه بهما للمقابر ليواري جثمان كل منهما الطاهر الثري ولتسكن ارواحهما الطاهرة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. المشهد كان فريدا حيث اختلطت الدموع بالزغاريد لان الكل يدرك قيمة ما فعله الشهيدان ويدرك انهما ينعمان في اعلي عليين بالجزاء الاوفي من المولي عز وجل. ما يقرب من 02 ألف من ابناء الكردي والاتحاد والقري المجاورة شاركوا في تشييع الجنازة معظم المشاركين لا يعرفون الشهيدين ولكنهم حرصوا علي التواجد ونيل شرف توديعهما في مشهد نادر حتي السيدات الريفيات انطلقن وراء الجنازة يطلقن الزغاريد وكأنهن يزفون عريسا. ففي مدينة الكردي المجاورة لمركز منية النصر وايضا لمدينة ميت سلسيل كان وداع جثمان الشهيد محمود رضا أبو الليل »12 سنة« الذي كان قد انطلق من مسقط رأسه بعد اجازته وتوديع اهله منذ 34 يوما لأداء الواجب الوطني والمساهمة في قوات حفظ السلام المصرية في دارفور. والده عامل بسيط يكسب قوت يومه بالعمل الشاق في المزارع ووالدته فتحية محمود سلامة ربة منزل اختلطت دموع الحزن والألم والحسرة علي فراق فلذة كبدهما بدموع الفرح وهما يزفانه شهيدا ويلمحان هذا المشهد الذي كتب له الخلود والالاف من حولهما. شقيقه الاكبر محمد حاصل علي ليسانس حقوق وسافر للأردن للعمل لكي يستطيع تلبية احتياجات اسرته وشقيقته الصغري سماح ربة منزل الكل توجه لانتظار جثمانه أمام المسجد. وفي قرية الاتحاد بميت سلسيل يتكرر ذات المشهد حيث تحولت الجنازة الشعبية لوداع الشهيد أحمد سليمان محمد سليمان »سنة 12« إلي مظهر من مظاهر الوطنية المصرية عندما تجمع الآلاف من أبناء القرية والقري المجاورة وهم يرددون »تحيا مصر«. ينتمي الشهيد »احمد« ايضا لأسرة مصرية مكافحة وشقيقه الاصغر محمد بدبلوم الصناعة وشقيقتهما الصغري إيمان بالاعدادية »توفي والدهم وتركهم اطفالا لكن الام المصرية كانت كعهدها حيث تفرغت لتربيتهم«. وكما يقول ار وقريبه يوسف صديق ان أحمد كان نموذجا للشباب المصري المكافح حيث كان يحرص علي العمل خلال اجازاته في اصلاح الاجهزة الكهربائية كما كان مثالا للخلق القويم وقد سافر لأداء واجبه بدارفور منذ 5 أشهر. ويضيف علي محمد سليمان احد ابناء عمومته بأن آخر اتصال له بهم كان يوم الثلاثاء الماضي حيث حرص علي التحدث مع أمه واشقائه واعمامه فاضل واسماعيل وحسن واخواله ابراهيم ويوسف واسماعيل ويؤكد بأن الشهيد أحمد وزميله محمود هما مثال للجندي المصري الذي هو خير اجناد الارض.