الاستنساخ الآمن لقناة السويس بطول 231 كم فكرة جديدة جديرة بالدراسة والتفكير فى إطار السعى الجاد لتنمية سيناء الفكرة فى إنشاء ممر ملاحى جديد عبارة عن قناة بحرية بين طابا والعريش على الحدود الشرقية لمصر يمكن من خلالها جذب السفن العملاقة mother ships التى تزيد حمولتها على 250 ألف طن وهى السفن التى لا يمكنها المرور من قناة السويس نظرا لأنها تحتاج إلى غاطس كبير لا يتوافر فى قناة السويس . المشروع الجديد وفقا لدراسة أعدها المهندس سيد الجابرى تؤكد حدوث نقلة نوعية كبيرة فى سيناء بالكامل حيث سيؤمن المشروع الجديد ملايين فرص العمل لأبناء مصر وسيؤدى إلى خلق تجمعات عمرانية جديدة على أرض الفيروز تستوعب حوالى 7.5 مليون شخص أى ان عدد سكان سيناء سوف يتضاعف 16 مرة خلال الأربعين سنة القادمة بجانب إمكانية تحول سيناء إلى أكبر محجر فى العالم نتيجة لمخلفات الحفر التى ستخرج من مسار القناة الوليدة التى تقدر بحوالى 150 مليار متر مكعب تحتوى على الكثير من الرمال والصخور التى تدخل فى العديد من الصناعات التعدينية والأسمنت والزجاج والسيلكون التى يتوقع أن تدر تمويلا ذاتيا للمشروع يقدر بحوالى 50 مليار دولار وفقا للتقديرات المبدئية للأسعار العالمية لهذه المخلفات. وحول الهدف من إنشاء هذه القناة يقول المهندس سيد أبوالمعاطى الجابرى إن العالم يتجه نحو الكيانات الكبرى (الماكرو) سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا وغيرها من مجالات الحياة المختلفة حيث تقود أمريكا والدول الغربية هذا الاتجاه فأصبح الحديث يتردد عن انشاء المدن المعرفية والسفن العملاقة والطائرات والقاطرات العملاقة مشيرا إلى أن وسائل النقل البحرى تطورت بصورة مذهلة بعد ظهور البترول كعصب للحياة الصناعية فى أوروبا والعالم وتصنيع سفن عملاقة بغاطس كبير وذات قدرة تصل الى حمولة (مليون طن) حيث ابتلعت هذه الناقلات الناقلات الصغيرة وتوجهت الى الطريق الاوفر اقتصاديا بالنسبة لها وهو طريق رأس الرجاء الصالح مما ادى الى حرمان قناة السويس من مصدر دخل كبير ومحتمل تضاعفه فى المستقبل القريب. واكد أن قطاع النقل البحرى يستحوذ على 84% من حجم التجارة العالمية لذا فإن تطويره هو تطوير للاقتصاد العالمى وهذا التطوير يتم إما باكتشاف طاقة جديدة تؤدى الى تطوير وسائل النقل البحرى او اكتشاف ممرات مائية جديدة وعملاقة توفر سهولة النقل البحرى للسفن العملاقة وما يستتبعها من تطوير. وأوضح أن فكرة القناة الجديدة تقوم على إنشاء قناة عملاقة بغاطس (250قدما) وعرض يتراوح من (500 1000متر) بين طابا والعريش لاستيعاب كافة السفن التى تمر برأس الرجاء الصالح التى حرمت منها قناة السويس بجانب انشاء 2 ميناء عملاق ذات أحواض بغواطس كبيرة وانشاء أكبر محطات حاويات فى العالم واكبر مخازن للسلع الترانزيت مما يعود بالنفع على مصر واحداث طفرة فى الدخل القومى المصرى ومضاعفة الناتج المحلى منوها بأنه فى حالة هذه القناة فإن مصر لن تكون مجرد محصل لرسوم مرورية او مؤد لبعض الخدمات الملاحية المحدودة فقط حيث ان هذ المشروع يعتبر وبحق مشروع النهضة الكبرى لمصر الحديثة الذى يلبى نداءات التطور والتقدم فى كافة المجالات مثل التنمية البشرية وخلق مجتمعات جديدة طبقا لاحدث النظم العلمية (المدن المعرفية) وتوفير فرص عمل بالملايين لكافة الاعمار وكافة الانشطة والتخصصات فى مجالات عديدة فى مجال التعمير بإنشاء مدن مليونية عملاقة جديدة وفى مجال التعدين (استخراج الخامات التى تشكل ثروة قومية كبيرة كما ونوعا) وفى مجال الصناعة (انشاء صناعات عديدة على ما يتم استخراجه من المشروع) وفى مجال العلوم والتكنولوجيا (إنشاء جامعة علمية بخصوص علوم البحار) وفى مجال النقل البحرى (ستكون هذه القناة هى اكبر ممر عرفه العالم منذ بداية الخليقة حتى اليوم مما يؤدى الى تطور وسائل النقل البحرى وما يرتبط بها من نشاطات) وفى مجال التجارة العالمية (إحداث طفرة فى التجارة العالمية بين الشرق والغرب لسهولة الاتصال وتوفر ابعاد غاطس كبيرة تسمح للسفن العملاقة الحالية والمستقبلية بزيادة حجم التجارة العالمية) فى مجال الانشاءات الهندسية، فعمليات الانشاءات المختلفة التى تشمل اعمال الحفر وتسوية المناسيب فوق سطح البحر التى تصل فى بعض النقاط الى (900م) وحتى عمق (80م) تحت سطح البحر وكذا اعمال الانفاق والكبارى العلوية على طول المسار ستعتبر معجزة هندسية انشائية من كافة الجوانب. وأضاف المهندس سيد الجابرى أنه قام بتكليف معهد اقتصاديات النقل البحرى والخدمات اللوجستيةI S L فى المانيا لعمل دراسة جدوى من حيث عدد السفن العملاقة المتوقع تصنيعها حتى عام 2030 ، وكذلك عدد السفن المتوقع مرورها من خلال القناة المقترحة وتأثير هذه القناة على التجارة العالمية. و خلصت هذه الدراسة الى أن انشاء قناة بهذه الابعاد من طابا الى العريش فكرة مثيرة للاهتمام ولم يسبق لها مثيل فى التاريخ كما ان هذه القناة المقترحة سوف تستوعب كافة السفن العملاقة التى تبحر حول رأس الرجاء الصالح والتى تعادل قيمة رسوم مرورها من قناة السويس حوالى ستة اضعاف دخل القناة الحالى بالاضافة الى السفن التجارية التى تنتظر لوقت طويل للمرور من خلال قناة السويس لكثافة المرور بالقناة كما انها سوف تستوعب كافة السفن العملاقة التى سيتم تصميمها بأبعاد اكبر نتيجة لوجود هذه القناة بأبعادها العملاقة كما انها سوف تستوعب المواد التى تنقل بالانابيب عبر الطرق البرية وذلك لارتفاع نسب الفاقد بها. وأشار إلى أنه تم عمل الأبحاث والدراسات على الطبيعة وان الكميات المحسوبة للمواد الناتجة من حفر المسار (الحجر الجيرى الدلوميت الحجر الرملى الزلط .. وغيرها) هى كميات حقيقية تقترب من الحقيقة بنسبة تفوق (95% ) وهى محل طلب للسوق العالمى. وجاءت نتائج الدراسات الاقتصادية بنتائج عظيمة من حيث كمية وانواع الخامات الناتجة من الحفر التى تبلغ مليارات الاطنان من الحجر الجيرى والطفلة والحجر الرملى والدلوميت والصخور الرملية والتى قدرت قيمتها بأقل الاسعار حاليا فبلغت مليارات الدولارات وهذه من اكبر المميزات لهذا المشروع حيث ان تكاليف تنفيذه ستكون من قيمة نواتج الحفر التى تفوق التكاليف بعدة مرات. واقترح الجابرى فى دراسته تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل تبدأ بمرحلة تسوية المسار بمستوى سطح البحر (مدة زمنية من 5 الى 7 سنوات) ثم مرحلة شق القناة (3الى 5 سنوات) ثم مرحلة انشاء المدن المصاحبة للقناة (من 5 الى 12 سنة) منوها بأن هذا التقسيم يتيح سهولة تمويل المشروع حيث انه فى المرحلة الاولى تم تقدير نواتج الحفر بمليارات الدولارات طبقا لدراسة الجدوى الاقتصادية التى تم إجراؤها والممكن استغلاله فى تنفيذ باقى المراحل كما سيساهم المشروع فى حل مشكلة البطالة الحالية واستيعاب نسبة من الأجيال الجديدة التى تدخل سوق العمل وهذه ميزة لا توجد الا فى المشروعات القومية الكبرى كما ان المشروع سيكون الحل الدائم والنهائى لمشاكل اهالى سيناء بتوفير فرص عمل جادة وحقيقية لأبنائها وكذلك وجود نشاطات تجارية وصناعية وخدمية وترفيهية تستوعب اهالى سيناء البالغ عددهم (400ألف نسمة) حسب آخر إحصاء. وحول ما توصل إليه الفريق البحثى بعد دراسة مسار القناة الجديدة قال الجابرى تم اختيار مسار القناة الجديدة فوق صخور رسوبية تتكون من الصخور الجيرية والطفلية والرملية والترسيبات الرملية والحصباء الحديثة التى تمثل الغالبية العظمى من المسار المقترح وسيبلغ طول مسار القناة المقترح حوالى 231 كيلومترا ويبدأ من الشمال شرق مدينة العريش عند الخروبة على ساحل البحر المتوسط ويمر بمناطق ام شيحان/ القصيمة/ عريف الناقة/ الكنتلا/ خشم الطارف/ جبل التيهى/ شعيرة/ حتى خليج العقبة عند مرسى ابو سمرة) وتم اختيار هذا المسار بدقة للابتعاد عن الصخور النارية الصلدة و الصلبة. وأكد أنه تم تقسيم مراحل العمل بالمشروع الى ثلاث مراحل متتالية تشمل الأولى منها تسوية المسار حتى منسوب سطح البحر وانشاء عدد 2 ميناء عملاق بطابا والعريش وانشاء خط سكة حديد من طابا الى العريش وانشاء مدن صناعية للاستفادة من المنتجات التعدينية ونواتج الحفر للمسار وتستغرق من 5 7 سنوات. أما المرحلة الثانية فتشمل حفر المسار حتى منسوب القاع وانشاء محطة تداول الحاويات ومنطقة مخازن للسلع الترانزيت بميناءى طابا والعريش وانشاء احواض لصيانة واصلاح السفن العملاقة وحفر ترعة مياه حلوة فى القطاع الاوسط من الاسماعيلية وتستغرق من 3 5 سنوات فيما يتم خلال المرحلة الثالثة انشاء المدن المعرفية والتوسع السكانى بسيناء وجامعة العلوم البحرية الدولية لخدمة المشروع والتوسع فى انشاء المدن السياحية.