أسعار البيض اليوم 11 يونيو    ارتفاع أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 11 يونيو 2024    تباين أسعار «العملات العربية» في بداية تعاملات اليوم    رئيس «خطة النواب»: استثمارات القطاع الخاص في مصر سترتفع إلى 50%    أستاذ اقتصاد: الاتحاد الأوروبي يولي اهتماما بمصر كداعم أساسي ومهم    عاجل: حدث ليلا.. 4 حرائق تشعل تل أبيب ومقتل وإصابة 22 جنديا إسرائيليا واختفاء مسؤول كبير وأمريكا تهدد بالنووي    «القاهرة الإخبارية»: انفجارات تهز شرقي نابلس.. والاحتلال الإسرائيلي يقتحم القدس    حزب الحرية النمساوي يفوز في انتخابات البرلمان الأوروبي    وزيرة التنمية الألمانية: هناك تحالف قوي خلف أوكرانيا    رئيس "النواب الأردنى": مؤتمر الاستجابة لغزة يؤكد محورية دور القاهرة وعمان    فلسطين.. إضراب شامل في محافظة رام الله والبيرة حدادا على أرواح الشهداء    منتخب الجابون في مواجهة قوية أمام جامبيا بتصفيات المونديال    عاجل.. كم يحتاج منتخب مصر للتأهل لكأس العالم 2026 بعد التعادل مع غينيا بيساو؟    عبد العال: تغييرات حسام حسن تأخرت كثيرًا أمام غينيا بيساو    الأهلي يستأنف تدريباته استعدادا لمواجهة فاركو    مختار مختار: تصريحات حسام حسن تجعله يرتكب الأخطاء    الأرصاد: كتلة هوائية شديدة الحرارة تضرب البلاد.. والذروة في هذا الموعد    حالة الطرق اليوم، كثافات متحركة بكورنيش النيل وكوبري 6 أكتوبر وشارعي الهرم وشبرا    المعمل الجنائي يعاين حريق شقة سكنية في البدرشين    أحدهم مجهول الهوية.. مصرع 3 أشخاص وإصابة 2 آخرين في حادث سيارتين بأسيوط    إيلون ماسك يهدد بحظر استخدام أجهزة «أبل» في شركاته    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    عصام السيد: تغيير الهوية سبب ثورة المصريين في 30 يونيو    دار الإفتاء توضح طواف الوداع    شغل في القاهرة.. بحوافز وتأمينات ورواتب مجزية| اعرف التفاصيل    تراجع محدود في أسعار الفراخ اليوم 11 يونيو.. والبيض مولع    حكم الشرع في ارتكاب محظور من محظورات الإحرام.. الإفتاء توضح    دراسة ترصد زيادة كبيرة في معدلات تناول المكملات اللازمة لبناء العضلات بين المراهقين في كندا    ذاكرة الكتب.. كيف تخطت مصر النكسة وبدأت حرب استنزاف محت آثار الهزيمة سريعًا؟    هل يجوز الاضحية بالدجاج والبط؟ عالم أزهري يجيب    عيد الأضحى 2024.. الإفتاء توضح مستحبات الذبح    مصطفى كامل يتعرض لوعكة صحية خلال اجتماع نقابة الموسيقيين (تفاصيل)    إيلون ماسك يهدد بحظر استخدام أجهزة "أبل" في شركاته    عمرو أديب: مبقاش في مرتب بيكفي حد احنا موجودين عشان نقف جنب بعض    كواليس جديدة بشأن أزمة رمضان صبحي ومدة إيقافه المتوقعة    احتفالا بعيد الأضحى، جامعة بنها تنظم معرضا للسلع والمنتجات    صحة الفيوم تنظم تدريبا للأطباء الجدد على الرعاية الأساسية وتنظيم الأسرة    بعد 27 عاما من اعتزالها.. وفاة مها عطية إحدى بطلات «خرج ولم يعد»    مصر ترحب بقرار مجلس الأمن الداعي للتوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة    عيد الأضحى 2024.. إرشادات هامة لمرضى النقرس والكوليسترول    الحق في الدواء: الزيادة الأخيرة غير عادلة.. ومش قدرنا السيء والأسوأ    أحمد عبدالله محمود: «الناس في الشارع طلبوا مني أبعد عن أحمد العوضي» (فيديو)    «جابوا جون عشوائي».. أول تعليق من مروان عطية بعد تعادل منتخب مصر    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    إخماد حريق داخل حديقة فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    تحذير عاجل ل أصحاب التأشيرات غير النظامية قبل موسم حج 2024    أحمد كريمة: لا يوجد في أيام العام ما يعادل فضل الأيام الأولى من ذي الحجة    إبراهيم عيسى: طريقة تشكيل الحكومة يظهر منهج غير صائب سياسيا    قصواء الخلالي: وزير الإسكان مُستمتع بالتعنت ضد الإعلام والصحافة    منتخب السودان بمواجهة نارية ضد جنوب السودان لاستعادة الصدارة من السنغال    وفد من وزراء التعليم الأفارقة يزور جامعة عين شمس .. تفاصيل وصور    بالصور.. احتفالية المصري اليوم بمناسبة 20 عامًا على تأسيسها    هل تحلف اليمين اليوم؟ الديهي يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة (فيديو)    وزيرة الثقافة تفتتح فعاليات الدورة 44 للمعرض العام.. وتُكرم عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي    الاستعلام عن حالة 3 مصابين جراء حادث مروري بالصف    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من وحى ديوان الحياة المعاصرة يوم "التولّى"
نشر في الأهرام العربي يوم 30 - 06 - 2012

السبت الثلاثون من يونيو 2012 يوم مشهود، يوم له ما بعده يمثل نقطة فارقة وتحول كبير فى تاريخ مصر الحديث.
يوم يتولى فيه أول رئيس مدنى منتخب مهام المنصب الرفيع، ويؤدى فيه اليمين الدستورية ليبدأ منه الدكتور محمد مرسى مسيرته الرئاسية مختلفا فى ذلك عن كل الرؤساء السابقين الذين جاءوا من خلفية عسكرية وعبر استفتاءات أو انتخابات صورية.
من خلال صفحات الأهرام العريقة نتذكر معا يوم التولى بداية من رئاسة اللواء محمد نجيب حتى هذه اللحظة التاريخية.
فى 19 يونيو 1953، 8 شوال 1372ه، خرجت الأهرام بمانشيتها الرئيسى: إعلان الجمهورية
محمد نجيب، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء
جمال عبدالناصر، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية
صلاح سالم، وزير الإرشاد ووزير الدولة لشئون السودان - عبداللطيف بغدادى، وزير الحربية - عبدالحكيم عامر، قائد عام القوات المسلحة - خروج وزراء الداخلية والإرشاد والأشغال والمواصلات، فيما كانت درجة الحرارة قد وصلت إلى أعلى معدلاتها فى البلاد، حيث وصلت فى القاهرة إلى 31 درجة وأسوان إلى 43 درجة ، حرارة تتسق مع حرارة الجو السياسى الفاصل، فعن ذلك اليوم كان العنوان الذى اعتلى اسم الأهرام يقول «سقوط أسرة محمد على».
صفحة الأهرام الأولى حملت في ذلك اليوم بتوازن مقصود، فعلى يمين الصفحة كانت هناك صورة كبيرة للواء محمد نجيب، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وعلى يسارها صورة بنفس الحجم للبكباشى جمال عبدالناصر، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وبينهما كانت هناك صور أقل حجما للصاغ صلاح سالم وقائد الجناح بغدادى، و اللواء عبدالحكيم عامر، قائد القوات المسلحة والذى أفردت الأهرام له خبرا بعنوان «رتبة اللواء لعبدالحكيم عامر»، يقول حيث أصدر الرئيس اللواء أركان الحرب محمد نجيب، رئيس الجمهورية المصرية فى الساعة الواحدة من صباح اليوم، أول أمر بترقية الصاغ أركان الحرب عبدالحكيم عامر إلى رتبة اللواء، وهذا أول أمر يصدره الرئيس بعد إعلان الجمهورية (وفيما بعد كتب نجيب فى مذكراته أنه أصدر الأمر مرغما).
اهتمت الأهرام فى صدر صفحتها ب (بيان رئيس الجمهورية إلى الشعب)، وتقول فيه: «أذاع الرئيس أركان حرب محمد نجيب، رئيس الجمهورية المصرية ورئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس مجلس الوزراء البيان التالى: لما كانت الثورة عند قيامها تستهدف القضاء على الاستعمار وأعوانه، فقد بادرت فى 26 يوليو سنة 1952 إلى مطالبة الملك فاروق بالتنازل عن العرش، لأنه كان يمثل حجز الزاوية الذى يستند إليه الاستعمار، لكن منذ هذا التاريخ، ومنذ إلغاء الأحزاب، وجدت بعض العناصر الرجعية فرصة حياتها ووجودها مستمدة من النظام الملكى الذى أجمعت الأمة على المطالبة بالقضاء عليه قضاء لا رجعة فيه، وأن تاريخ أسرة محمد على فى مصر، كان سلسلة من الخيانات التى ارتكبت فى حق هذا الشعب، وكان من أولى هذه الخيانات إغراق إسماعيل فى ملذاته، وإغراق البلاد بالتالى فى ديون عرضت سمعتها وماليتها للخراب، حتى كان ذلك سببا تعللت به الدول الاستعمارية للنفوذ إلى أرض هذا الوادى الأمين، ثم جاء توفيق فأتم هذه الصورة من الخيانة السافرة فى سبيل محافظته على عرشه فدخلت جيوش الاحتلال أرض مصر لتحمى الغريب الجالس على العرش الذى استنجد بأعداء البلاد على أهلها، وبذلك أصبح المستعمر والعرش فى شركة تبادل النفع، فهذا يعطى القوة لذاك فى نظير هذه المنفعة المتبادلة فاستذل كل منهما باسم الآخر فى هذا الشعب، وأصبح العرش هو الستار الذى يعمل من و رائه المستعمر، ليستنفد أقوات الشعب، ومقدراته، ويقضى على كيانه ومعنوياته وحرياته.
وقد فاق فاروق كل من سبقوه فى هذه الشجرة، فأثرى وفجر وطغى وتجبر وكفر فخط بنفسه نهايته ومصيره، فآن للبلاد أن تتحرر من كل أثر من آثار العبودية التى فرضت عليها نتيجة لهذه الأوضاع.
أولا: فنعلن اليوم باسم الشعب إلغاء النظام الملكى وحكم أسرة محمد على مع إلغاء الألقاب من أفراد هذه الأسرة.
ثانيا: إعلان الجمهورية يتولى الرئيس اللواء أركان الحرب محمد نجيب قائد الثورة رئاسة الجمهورية مع احتفاظه بسلطاته الحالية فى ظل الدستور المؤقت.
ثالثا: يستمر هذا النظام طول فترة الانتقال وتكون للشعب الكلمة الأخيرة فى تحديد نوع الجمهورية واختيار شخص الرئيس عند إفراز الدستور الجديد.
فيجب علينا أن نثق فى الله وفى أنفسنا وأن نحيا بالعزة التى اختص بها الله عباده المؤمنين والله المستعان، والله ولى التوفيق.
7 شوال 1372، 8 يونيو 1952.
ومن الملاحظ أن البيان لم يتعرض لمؤسسى أسرة محمد على، ولم يتعرض بالاسم إلا إلى إسماعيل وتوفيق ثم الملك فاروق الذين حملهم المسئولية الرئيسية فى تردى أحوال البلاد، غير أن رئيس تحرير الأهرام أحمد الصاوى محمد كان أكثر عنفا فى مقاله الشهير «ما قل ودل» الذى كتب فيه: «تتجه اليوم أنظار العالم نحو هذه البلاد، وهى تغلق قضبان الحديد على أسرة محمد على، وتفتح أمام الشعب المصرى باب الحرية على مصراعيه فى ظل الديمقراطية الصحيحة وتحت علم الجمهورية الخفاق.
انتهى عصر أسرة استهدفت مصالحها الخاصة قبل المصالح العامة، وعاشت لنفسها وأفرادها وذراريها، جيلا بعد جيل، وتهرب الذهب، وتقتنى القصور الباذخة، والشعب من حولها حافى القدمين، وتنهب وتسلب الضياع التى لا أول لها ولا آخر، والشعب لا يجد غذاء أو كساء، وتحبس على «شفاكلها» ماء النهر، والشعب من حولها يشرب ماء البهائم ويصاب بالأمراض التى لا تحصى.
لو أن أسرة محمد على اندمجت قلبا و قالبا بالشعب المصرى، لو أنها لم تعش فى عزلة روحية ومادية، لو أنها أدركت متاعب الشعب وعذاباته، وعملت على النهوض به، لوجدت من ورائها عناصر القوة والاستقلال لا عناصر الفساد والاحتلال، ولما كانت تلك الهوة السحيقة بين الحاكم المحكوم، ولما شعر الحاكم دائما أنه غريب ولما شعر المحكوم دائما أنه غريب، ولما كنت تلك الثغرة التى تسربت منها جيوش الاحتلال وعناصر الانحلال، ثم يقول الصاوى فى مقاله الذى كتب عام 1953 وليس فى الألفية الثانية:
«إن الأب ينظر هذا الصباح إلى ولده، وتشرق عيناه ببريق عجيب وهو يقول: قد تكون يا بنى يوما رئيسا للجمهورية المصرية!
فليهنأ الشعب، فقد فازت ثورته وارتفعت رايته وعلت حكمته، «إن ينصركم الله فلا غالب لكم.....»
ثم يأتى يوم الثلاثاء 23 يونيو 1953، لتنشر الأهرام تفاصيل الاحتفال الكبير بتولى محمد نجيب رئاسة الجمهورية، فتقول فى عناوينها الرئيسية:
رئيس الجمهورية يعد خطابه السياسى التاريخى
أذاعته بمختلف اللغات فى نفس الوقت الذى يلقى فيه.
جمال عبدالناصر يلقى مبايعة الشعب المصرى، فيرددها الشعب خلفه.
وتقول تفاصيل الخبر:
سيكون الاحتفال الذى تقيمه هيئة التحرير بميدان الجمهورية فى مساء اليوم أعظم احتفال شهدته مصر، لأنه الفرصة الأولى التى يتاح فيها للشعب أن يظهر ابتهاجه بالخلاص النهائى من أسرة محمد على، ومن الحكم الملكى كله، وسروره العظيم بإعلان الجمهورية لأول مرة فى تاريخ مصر الطويل. وإعطائه حقوق انتخاب رئيسها.
زعيم الأمة
وسيتجلى اليوم التفاف الشعب نحو زعيمه وقائده ورئيس الجمهورية اللواء محمد نجيب فى صورة تكون دليلا قاطعا على أنه رئيس الجمهورية الذى اختارته الأمة وولته أمرها، إلى أن يعيش ميعاد التصويت بعد انتهاء فترة الانتقال.
وتنشر الأهرام أبرز ما سيتم فى الاحتفال وتقول: وسيبدأ الاحتفال فى الساعة السادسة والنصف مساء بأن يرتل المقرئ الشيخ مصطفى إسماعيل آى الذكر الحكيم، ثم يلقى فضيلة شيخ الأزهر خطابه، ثم يلقى خطاب غبطة بطريريك الأقباط، ثم يلقى سيادة الحاخام خطابه، وكل منهما يتضمن تأييد النظام الجمهورى، ومبايعة الرئيس اللواء محمد نجيب على رئاسة الجمهورية، ثم يلقى كلمة الشباب أحد طلبة معهد التحرير، ثم يلقى كلمة العمال أحد العمال، وستكون هذه الكلمات موجزة، وبعدئذ يلقى الرئيس اللواء محمد نجيب خطابه التاريخى السياسى.
مبايعة الشعب ومطعم خميس
فإذا انتهى من إلقائه، ألقى البكباشى أركان الحرب جمال عبدالناصر، السكرتير العام لهيئة التحرير مبايعة الشعب على التضحية فى سبيل تحرير الوطن، ويرددها الشعب خلفه جملة جملة، وتعزف فرق موسيقى الجيش نشيد التحرير، ويختتم الحفل كما بدأ بترتيل آى الذكر الحكيم.
وكانت القاهرة فى ذلك الوقت قد امتلأت بالوفود القادمة من جميع أنحاء مصر، لتشارك فى مهرجان تولى محمد نجيب الرئاسة، وذلك لم يفت صاحب أحد المطاعم الذى نشر إعلانات الصفحة الأولى من الأهرام يقول فيه:
مطعم خميس، شارع ألفى بك ت 45199
يهنئ الأمة المصرية بجمهوريتها العظيمة، ويتمنى من قلب مخلص مؤمن بوطنيتها أن يثبت أقدام الرئيس اللواء محمد نجيب وإخوانه فى خدمة البلاد والعمل على رفاهيتها وتقدمها، ويدعو الزائرين للقاهرة بهذه المناسبة السعيدة أن يتفضلوا بزيارته ليلمسوا منه الشعار:
الاتحاد بين صاحب المحل وعماله
النظام .. السريع الذى لا مثيل له
العمل .. على راحة رواده
ويأتى اليوم التالى الأربعاء 24 يونيو 1953 لتكمل الأهرام تغطيتها لتفاصيل الاحتفال بتولى نجيب رئاسة الجمهورية بمانشيتات تقول:
مليون مصرى يرددون البيعة لرئيس الجمهورية
رؤساء الأديان الثلاثة يباركون جمهورية مصر ويدعون للجيش بالنصر
ضباط القوات المسلحة يحلفون يمين الولاء للرئيس فى ساحة القصر الجمهورى
خطاب الرئيس محمد نجيب فى احتفال هيئة التحرير بمولد الجمهورية
وتقول فى التفاصيل: ألقى حضرة رئيس الجمهورية اللواء محمد نجيب مساء أمس، خطابه التاريخى السياسى المنتظر، من شرفة المقر الرئيسى لهيئة التحرير، على مليون مصرى احتشدوا فى ميدان الجمهورية والمسالك المؤدية إليه.
..... قال الرئيس حفظه الله: الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، فقد عاهدتكم منذ البداية على أن تكون كلمة الشعب هى العليا، وأن يكون أمره ملك أهله، ورهن مشيئة أبنائه، وتمضى «الأهرام» فى نشر نص خطاب الرئيس ومما جاء فيه: كان أساس الحكم فى الماضى المحسوبية والرشوة، كان أساسه الارتجال ونحن بدأنا حربنا ضد هذه الأمراض التى توطنت وفرعت فروعها، وهى حرب حياة أو موت بالنسبة لكل مواطن، فلا يقول أحد مثلاً : إن الرشوة والمحسوبية والتواكل أمراض تحاربها الحكومة فقط ففى الأوبئة إن لم يتعاون كل فرد فى التضييق على الوباء وحصاره، ضاع كل تدبير يرسمه الحاكمون، وتمضى الأهرام فى نشر الخطاب حتى نهايتى إذ يقول: أيها المواطنون فى مثل موقفى هذا، خاطب أبوبكر الصديق رضى الله عنه، المؤمنين بقوله: أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتم فىّ استقامة فأعينونى وإن أسأت فقومونى.
وتمضى الأهرام فى رصد تفاصيل الاحتفال فتنشر فى صفحتها الأولى: عاصمة مصر فى أعظم أيامها.
الرئيس ورجال الثورة يتعاهدون أمام الحشد الثائر.
ونبدأ تفاصيل الخبر هكذا: «اللهم إنا نشهدك، وأنت السميع العليم، أننا قد بايعنا اللواء أركان الحرب محمد نجيب قائد الثورة رئيساً لجمهورية مصر، كما أننا نقسم أن نحمى الجمهورية، بكل ما نملك من قوة وعزم، وأن نحرر الوطن بأرواحنا وأموالنا وأن يكون شعارنا دائماً الاتحاد والنظام والعمل والله على ما نقول شهيد، والله أكبر وتحيا الجمهورية والله أكبر والعزة لمصر.
بهذا القسم العظيم كانت تختلج أمس مليون حنجرة فى ميدان الجمهورية.
وكان البكباشى جمال عبدالناصر هو الذى يتلو قسم المبايعة على الأعصاب والشرايين والأوردة والشعيرات، من شرفة المقر الرئيسى لهيئة التحرير، فتردد ما تقول، كان يلقيه مجزءاً كل جزء كلمة أو اثنتان وقد تحولت كل قواه إلى حنجرته، فكان صوته قوياً كأصوات الانفجار، وكان واضحاً بيننا، لقد كان أمس أعظم يوم فى تاريخ مصر.
ونشرت الأهرام صورة اللواء محمد نجيب فى الاحتفال وهو يمسك بيدى نهرو ومحمد على ويرفعهما فى الهواء. حيث كان الرئيس الباكستانى محمد على ورئيس الوزراء الهندى نهرو فى زيارة لمصر وشاركا فى حفل المبايعة.
غير أن الأهرام نشرت فى مكان مميز فى صفحتها الأولى خبراً له مغذاه من باريس يقول: فاروق إيطالى!
عدم اهتمامه بفوز السباحين المصريين
ويقول مراسل الأهرام الخاص: زرت اليوم حمام «موليتور» للسباحة حيث كان السباحون المصريون يتدربون قبل الاشتراك فى مباراة «السين» وقد قص علينا المسيو هنرى أحد المديرين المشرفين على الحمام القصة التالية عن فاروق: زار فاروق أمس حمام السباحة، وقد تحدث معه المسيو هنرى قائلاً: أظنك مسروراً من الفوز الباهر والنصر المبين الذى أحرزه مواطنون فى مباريات السباحة!
غير أن فاروق رد عليه فى شىء من عدم الاكتراث قائلاً: هذه مسألة لا تهمنى ولا تعنينى، فهم مصريون أما أنا فإيطالى!
وتواصل الأهرام نشر تفاصيل الاحتفال بتولى محمد نجيب ونجد فى الصفحة الرابعة صورة لنجيب وعبدالناصر معاً، وتحتها كتبت تقول: يد واحدة وقلب واحد، وقوة لا تقهر، بهذه المعانى ختم الرئيس حفلة أمس، وهو يضغط على عصاه بقبضتى يده وضغطة تجمعت فيها كل قواه، وبجانبه جمال عبدالناصر تفيض عيناه حباً للشعب الوفى.
فيما نشرت فى الصفحة السادسة وتحت عنوان عريض: «أمة تبايع رئيسها»
عدة صور للرئيس فى الاحتفال وصور لأعضاء مجلس قيادة الثورة وصورة لشيخ الأزهر وغبطة البطريرك وحاخام اليهود.
وتنشر الأهرام فى صفحاتها الداخلية أخباراً لها مغزى فى داخل قصر ورياسة الجمهورية، فنجد خبراً من ديوان كبير الأمناء عن يوم الثلاثاء 23 يونيو يقول: فى الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم أقسم حضرات ضباط القوات المسلحة يمين الطاعة أمام حضرة رئيس الجمهورية بساحة قصر الجمهورية.
وبجواره خبر يقول: رياسة الجمهورية لم تغير من عادة الرئيس
وتقول تفاصيل الخبر:أمضى الرئيس محمد نجيب وقتاً فى مكتبه بقصر الجمهورية إلى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر.
ثم قصد إلى دار الإذاعة لتسجيل كلمته، ووجد أن الوقت متأخر، ولا يتمكن من الذهاب إلى داره لتناول الغداء، إذ إنه سيستقبل فى الساعة الخامسة بعد الظهر رئيسى وزراء الهند وباكستان، فأمر بإحضار الشطائر وتناولها، واستمر فى العمل حتى تم اجتماع بالرئيسين.
وبرغم أن الأهرام أفاضت فى نشر تفاصيل الاحتفال إلى أنها لم تنس الأخبار الأخرى محلياً وعالمياً، لكن أبرز ما نشرته تفاصيل هروب أحد المذنبين.
وتقول فيه: هرب المذنب من سجن الاستئناف ينشر قيده الحديدى وقضبان فى نافذة السجن الحديدية ويصنع من فراشه حبلاً يتدلى عليه من النافذة إلى الطريق العام.
كما تقول التفاصيل : إن المجرم اسمه فتحى أبوطالب وهو محكوم عليه بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة فى حادث السطو على البنك الأهلى فرع مصر الجديدة.
كما تنشر إعلاناً لشركة «الشيخ الشريب» الذى تقيم شركته احتفالاً بحديقة الأندلس بمناسبة تولى الرئيس نجيب، يشرف على الاحتفال الأستاذ يوسف وهبى ويحييه كبار النجوم ومنهم الكحلاوى وشكوكو وتحية كاريوكا وحسن فايق وعبدالحليم حافظ ومنير مراد والمطربة اللبنانية نجاح سلام، مع مفاجأة الحفل رقصة جديدة للراقصة نبوية مصطفى , ولا ينسى الإعلان أن يشير إلى: باكو شاى الشيخ الشريب الجيد على كل تذكرة هدية.
جمال عبدالناصر
ويبدو أن شهر يونيو موعود بالتحولات والانتخابات الرئاسية, إذ يأتى يوم 23 يونيو 1956، للاستفتاء على الرئيس الجديد والدستور الجديد، وتصدر الأهرام يوم الأحد 24 يونيو 1956، بمانشيتات تقول: جمال رئيس جمهورية مصر بالإجماع الموافقة على الدستور بأغلبية ساحقة فى أول انتخابات حرة قادة الثورة والوزراء مع أفراد الشعب أمام صناديق الاستفتاء
وتقول فى التفاصيل: انتخب الشعب أمس بالإجماع جمال عبدالناصر، رئيساً للجمهورية فى أول استفتاء تسوده الحرية والسرية والنزاهة، كما وافق على دستوره الجديد بأغلبية عظمى، وبالرغم من أن وزارة الداخلية لم تتلق حتى الساعات الأولى من صباح اليوم جميع النتائج التى أسفر عنها الاقتراع فى مختلف أنحاء الجمهورية، فإن النتائج الأولى تبين فى وضوح وجلاء مدى ما يكنه شعب مصر من الوفاء والإخلاص لزعيم وقائد ثورته ومحرره من الاحتلال والاستبداد والإقطاع.
وتمضى تقول: نعم يحدث فى تاريخ مصر أن أقبل الناخبون والناخبات فى حماسة وعزيمة ووطنية على إبداء رأيهم فى نظام وحرية يمثل ما حدث.
وهكذا سجل المواطنون كلمتهم فى هدوء ونظام تأمين حتى لم يقع حادث واحد، فأظهر الشعب مشيئته واضحة جلية فى إجماعه على انتخاب جمال رئيساً لمصر وموافقته على الدستور الذى سيرسى لمصر قواعد الحياة الديمقراطية الصحيحة.
فمنذ صباح أمس الباكر احتل الناخبون والناخبات مراكزهم فى صفوف طويلة منتظمة أمام مداخل دوائر الاستفتاء ساعات طويلة متعرضين لحرارة الشمس فى صبر وحماسة باديين وكانت تلك الصفوف تضم المواطنين بمختلف طبقاتهم وطوائفهم من شيوخ وشبان وسيدات ومن وزراء وعمال ومواطنين وخدم وبوابين وموقف الجميع كل فى مجلسه ينتظر دوره لا كبير فيهم ولا صغير، كان هذا المظهر دليل تطور حقيقى نحو الروح الديمقراطية السليمة والمساواة التى نادى بها جمال عبدالناصر.
وفى اليوم التالى الاثنين 25 يونيو تصدر الأهرام وعلى صدر صفحاتها: الرئيس يعلن اليوم قيام الجمهورية الرياسية وأنها مهمة مجلس الثورة ويقلد أوسمة لقادة الثورة والوزراء
النتيجة النهائية للاستفتاء تعلن اليوم
القاهرة تمنح الرئيس 99,6 ٪ من أصواتها والدستور 97،7 %
نتائج الاستفتاء حتى منتصف ليلة أمس: الرئيس 4,533,308 .. الدستور 4,522,098
وفى عنوانيها المتعددة بالصفحة الأولى نجد الرئيس ينال تأييداً شعبياً منقطع النظير
نسبة الموافقين على انتخابه تفوق مثيلاتها بأمريكا وإنجلترا وألمانيا
الوعى الانتخابى للشعب المصرى يضرب أكبر رقم قياسى عالم
ونجد خبراً مهماً يقول: 4 قرارات لمجلس الثورة
تخويل الرئيس سلطة العفو عن المحكوم عليهم بمحاكم الثورة
لوزير الداخلية حق التحفظ على من قاوموا الثورة
صرف معاشات لأسر المحكوم عليهم من محاكم الثورة
فيما نجد القرار الرابع فى التفاصيل وهو تخويل رئيس الجمهورية حق إصدار القوانين فى الفترة بين العمل بالدستور وبين اجتماع مجلس الأمة فى نوفمبر طبقاً للمادة 136 من الدستور.
وتبرز الأهرام خبراً تقول فيه: إعلان الجمهورية الرياسية وإنهاء مهمة مجلس الثورة وتقول التفاصيل: يقيم اللواء محمد إبراهيم رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة مأدبة عشاء فى الساعة التاسعة من مساء اليوم تكريماً للرئيس عبدالناصر والسادة أعضاء مجلس قيادة الثورة فى نادى ضباط الجيش بالزمالك
وسيلقى الرئيس فى هذا الحفل خطاباً سياسياً مهماً يعلن فيه قيام الجمهورية الرياسية وعودة جميع الضباط إلى صفوف الجيش العامل وإنهاء مهمة مجلس قيادة الثورة، كما تبرز خبراً عن أول قانون يوقعه الرئيس وهو قانون إلغاء الأحكام العرفية وذلك تمهيداً لعرضه على مجلس الأمة بعد الانتخاب: وتبرز أيضاً خبراً عن موكب من 20 ألف معلم ومعلمة على رأسه كمال حسين لتهنئة رئيس الجمهورية وبجواره إعلان يقول: فى هذا اليوم الذى أشرقت فيه شموس الحرية وفاز الرئيس جمال عبدالناصر برئاسة الجمهورية يتقدم أصحاب ومديرو وموظفو وعمال شركة زوزو ومصانعها الشركة المصرية الكبرى لاستيراد وتعبئة الشاى بأصدق التهانى القلبية إلى سيادته وإلى المواطنين أجمعين وفيما أدى الرئيس عبدالناصر اليمين الدستورية أمام مجلس وقيادة الثورة وبرغم انشغال الأهرام بتفاصيل فوز عبدالناصر فإنها لم تهمل أهم الأخبار الأخرى، وتصدرت صفحة الحوادث خبراً عن قضية المخدرات الكبرى حينها وبطلتها الفنانة زوزو ماضى حيث تقول: النيابة تأمر بحبس كمال عبدالعزيز وزوزو ماضى و13 آخرين، وتنشر صوراً للفنانة وهى فى طريقها للنيابة وتعرض لأهم ما توصلت إليه التحقيقات فى تلك القضية.
كما تنشر خبراً عن انتحار قاض من الطابق الثامن بسبب نوبة عصبية انتابته.
فيما تنشر تقريراً أعلى صفحة كاملة عن مشروع قانون المعاشات الجديد
الموظف يسهم ب 10 ٪ من مرتبه الأصلى والحكومة تسهم بالمثل.. الوالدان والإخوة يستحقون فى المعاش إذا ثبت أن الموظف كان يعولهم فيما نجد أخباراً عن تجديد المرحلة الأولى من مشروع كهرباء مدينة القاهرة.
ويأتى الثلاثاء 26 يونيو وتتصدر الأهرام بمانشيتات عريضة تقول: فوز عبدالناصر برئاسة الجمهورية بنسبة 99.9 ٪
والموافقة على الدستور بنسبة 99,8 ٪
الرئيس يعلن بدء الزحف المقدس لتحقيق أهداف الوطن ويعتبر نتيجة الاستفتاء أمراً وتكليفاً ومسئولية عظمى.
فى 23 يوليو كان الجيش هو الطليعة، أما اليوم فقد أصبح الشعب هو الطليعة
إهداء قلادة النيل باسم الشعب المصرى إلى أعضاء مجلس قيادة الثورة
وتقول فى التفاصيل: أعلن الرئيس جمال عبدالناصر أمس أن شعب مصر قد آل على نفسه أن يسير قدماً مع زحفه المقدس من أجل حياته وحريته.
وقال الرئيس هذه هى سبيلى وكما خرجت مع الطليعة فى 23 يوليو لا أفكر فى مصيرى كذلك أبدأ اليوم مرحلة جديدة لا أعمل إلا ما يمليه عليه ضميرى.
وتنشر الأخبار فى صفحتها السابقة مجموعة من الحوارات والمقالات لأعضاء مجلس قادة الثورة أولها حوار مع زكريا محيى الدين بعنوان: لماذا رشح مجلس قيادة الثورة جمال لرياسة الجمهورية!
فى الإجابة يؤكد أن ذلك لم يكن محل نقاش، بل كان أمراً مفروغاً منه، فإن جمال ذو الشخصية القيادية القديرة، وبخاصة فى قيادة الثورة ورياسة مجلسها ثم قيادة الأمة هذه الشخصية هى التى جعلت ترشيحه أمراً مفروغاً.
ونجد مقالاً للصاغ كمال الدين حسين وزير التربية والتعليم بعنوان: القائد الذى انتزع النصر فى حرب فلسطين ومعارك الثورة
وآخر للبكباشى حسين الشافعى وزير الشئون الاجتماعية والعمل بعنوان: شخصية الرئيس القوية سر نجاح الثورة.
وفيما يتحدث قائد الجناح عبداللطيف البغدادى عن الرئيس كما عرفته يذكر الأستاذ سيد مرعى العضو المنتدب للجنة العليا للإصلاح الزراعى فى مقاله: الرئيس يخلق جو الثقة والحرية بين الفلاحين.
السادات
وتمر الأيام ويرحل الرئيس جمال عبدالناصر ويستفتى الشعب على نائبه محمد أنور السادات ويأتى يوم الأحد 18 أكتوبر 1970، وتخرج الأهرام وصفحاتها الأولى تقول: السادات أدى اليمين الدستورية وتولى سلطاته الدستورية رئيساً للجمهورية
رئيس الجمهورية يوجه كلمة إلى الأمة مساء اليوم
السادات بدأ مشاوراته السياسية لإعادة تنظيم الدولة وتحقيق مسيرة عبدالناصر
وتقول التفاصيل: أدى الرئيس أنور السادات أمام ممثلى الشعب فى مجلس الأمة فى السادسة والنصف مساء أمس اليمين الدستورية التى تنص عليها الدستور قبل أن يبدأ الرئيس الجديد عمله.
قرأ الدكتور لبيب شقير، رئيس مجلس الأمة قرار وزير الداخلية بنتيجة الاستفتاء الشعبى الذى منح الشعب فيه ثقته بالإجماع لأنور السادات.
وقال رئيس مجلس الأمة إنه طبقاً للمادة 104 من الدستور يؤدى الرئيس أمام مجلس الأمة اليمين.
وعند ذلك وقف الرئيس أنور السادات وأعلن أمام ممثلى الشعب: وأقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى وأن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه.
وبعد أداء اليمين غادر الرئيس أنور السادات القاعة برفقة الدكتور لبيب شقير، رئيس المجلس الذى صحبه فى سيارته إلى قصر الطاهرة وكان جريا على التقاليد البرلمانية قد صحبه أيضاً فى طريقه من قصر الطاهرة إلى مجلس الأمة
نجد فى عنوان عريض خبراً يقول: أساسان فى مشاورات الرئيس أمس
علم مندوب الأهرام أن الرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية قد واصل مشاوراته السياسية طوال يوم أمس، وقد وضع السيد أنور السادات فى كل مشاوراته التى أجراها أمس أساسين: كيف يمكن إعادة التنظيم على أساس استمرار مسيرة عبدالناصر؟
كيف يمكن أن تكون عملية التنظيم موجهة بالكامل لخدمة بيان 30 مارس؟
وفى مكان مهم تبرز الأهرام خبراً يقول: السادات يزور أسرة عبدالناصر بعد حلف اليمين.
ونجد فى الصفحة الثالثة تحقيقاً للزميل حسن أبوالعينين حول: أين تذهب أوراق الاستفتاء؟
وينتهى التحقيق إلى أن بطاقات الرأى تظل 15 سنة تحت الحفظ فى مخازن الانتخابات ونجد تحقيقات ومقالات وآراء بل وإعلانات كلها تؤكد أن السادات يسير على خطى عبدالناصر بالوفاء للراحل العظيم وثورته ومبادئه.
مبارك
وتمر الأيام ويجىء الأربعاء 14 أكتوبر وتصدر الأهرام وهى تحمل مانشيتات تقول فيها: حسنى مبارك رئيساً للجمهورية بأغلبية ساحقة
إقبال قياسى على الاستفتاء يؤكد ثقة الشعب فى استكمال المسيرة الوطنية بقيادة مبارك
ونجد صوراً للسيد مبارك وهو يدلى بصوته فى الاستفتاء وصورة للسيدة جيهان السادات وهى تدلى بصوتها، لكن الغريب كان فى صورة للرئيس والسيدة قرينته وهما يدليان بصوتهما فى استفتاء مصرى، كما نجد أن الأهرام أبرزت فى صدر صفحاتها الأولى تصريحاً للسيدة جيهان السادات تؤكد فيه أن حسنى مبارك هو أمل مصر اليوم، وكما زار السادات أسرة عبدالناصر بعد حلف اليمين نجد خبراً عن: مبارك سيزور أسرة السادات بعد أداء اليمين.
وبالطبع تواصل الأهرام تغطيتها لحادث مقتل الرئيس السادات، ونجد خبراً يقول: الأهرام يشهد عملية اقتحام وكر الإرهابيين
القبض على خمسة بينهم طارق وعبود الزمر فى معركة بالرشاشات والقنابل عند الفجر فى وكرهم بالهرم
كما نجد تصريحاً ذا دلالة للمشير أبو غزالة: يخاطب فيه مبارك: أفراد القوات المسلحة كلفونى أبلغكم تأييدهم ووقوفهم خلف قيادتكم
وحين يأتى يوم الخميس 15 أكتوبر 1981، تبرز الأهرام تفاصيل أداء مبارك لليمين الدستورية رئيساً لمصر أمام مجلس الشعب، كما تبرز أهم ما جاء فى بيانه إلى الشعب وأهمها: مصر لن تستسلم لضربة المحنة بل ستقدم ضريبة الوفاء.
مصر ليست مدينة لأحد ولكننا جميعاً مدينون لها
سنبنى ولن نفرق وسنحمى ولن نهدد وسنصون ولا نبدد
ولو كان فعل ما سبق، ما كانت قامت الثورة وجاءت ب محمد مرسى كأول رئيس مدنى لمصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.