أكد أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربيأهمية التعاون والتنسيق بشأن تعزيز التشريعات الضرورية لحماية حقوق الإنسان، التي تكفل التصدى للتهديدات الأمنية الجديدة ،وكافة النشاطات التي تهدد أمن واستقرار الشعوب في كافة أنحاء العالم والنيل من حقوق المواطن، والعمل على إعادة النظر فى التشريعات والاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب ، دون إصدار تشريعات من شأنها زيادة التوتر وتقويض الحرب العالمية ضد الاٍرهاب . وقال الجروان في كلمته أمام الدورة (135) للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف- سويس اليوم: انطلاقا من المسؤولية المشتركة، اقف اليوم للمشاركة بالاهتمام بالموضوع الرئيس للدورة الحالية لإتحادكم الموقر، والتي تنعقد تحت شعار " دور البرلمانات للاستجابة السريعة ضد انتهاكات حقوق الانسان التي تنذر بالصراع "، وإن اختيار هذا الموضوع في هذا التوقيت الذي تمر به كثير من مناطق العالم من توترات وتحديات ، يعكس رؤية صائبة لأن تكون صيانة حقوق الانسان والدفاع عنها من اوليات عمل الحكومات ، لضمان العيش الكريم لكافة شعوب العالم في أجواء من الحرية والكرامة ، وبهذه المناسبة، أبارك لكم مرور 40 عام على إنشاء لجنة حقوق الإنسان للبرلمانيين . وأشار الجروان إلى سعى في البرلمان العربي لمد جسور التعاون مع شركائنا في كافة انحاء العالم ، لضمان العيش الكريم للمواطن وصيانة حقوقه،ولن ينسى العرب يوما الشعوب التي ساندتهم ووقفت الى جانبهم في قضاياهم المصيرية، ولقد وفقنا في عقد أول جلسة مشتركة خلال شهر اكتوبر الجاري مع برلمان عموم إفريقيا توجت بإعلان شرم الشيخ،الذي يعطي لعلاقات الشراكة الإستراتيجية التي تربط المنطقة العربية بأفريقيا البعد الشعبي والبرلماني المطلوبين من أجل خدمة مصالح شعوب المنطقة. وأكد الجروان على أن حقوق الإنسان بيئتها السلام، وأن نبذ الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل لم يعد خيارا ، بل ضرورة، ولابد من مساندة كافة دول العالم،لسلام تلمسه الشعوب وتجني ثماره، مشيرا الى ان إقرار الكونغرس الامريكي لقانون العدالة ضد رعاة الاٍرهاب تعارض مع مبدأ سيادة الدول ، وفقا للقانون الدولي، ويجب ان تكون القوانين موحدة للدول في حربها على الاٍرهاب والحد من تمويل وتمدد التنظيمات الإرهابية ، وخاصة تنظيم داعش الإرهابي وتفرعاته، وكافة المجموعات والمنظمات الإرهابية الأخرى في شتى أنحاء العالم، لذا ندعم ونساند عملية تحرير الموصل للتخلص من تنظيم داعش الارهابي مع ضمان حماية أرواح المدنيين، كما ندعم جهود الشعب المصري وقواته المسلحة في حربها ضد الارهاب. وقال رئيس البرلمان العربي إن مساندة الدول العربية في التخلص من الجماعات الارهابية التي لا تريد استقرار، ولا تلتفت لحقوق الانسان يمثل اختبارا حقيقيا للمجتمع الدولي، يدعونا جميعا لدعم بناء الجيش الوطني الصومالي، وتفعيل المؤسسات الدستورية في الصومال، كما يدعونا للدعم اللامشروط للاتفاقات الهادفة لوقف الصراع في ليبيا، والوقوف بجانب الشعب الليبي في حربه ضد الارهاب . ومؤكدا على ضرورة استمرار المشاورات اليمنية للوصول الى حل سياسي شامل وفق المرجعيات المتفق عليها ممثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة . كما أشاد الجروان بنتائج الحوار الوطني بجمهورية السودان الذي استمر لأكثر من عام وصولا للتوافق على الوثيقة الوطنية لتحقيق السلام، ودعا المجتمع الدولي لمساندة هذه التجربة وهذا النموذج للتوافق والمصالحة . واكدالجروان على دعمه الراسخ والمساندة الكاملة لنضال الشعب الفلسطيني ضدالاحتلال الاسرائيلى ، وضمان حقوقه الوطنية في تقرير مصيره ، والعيش في سلام واستقرار داخل حدود دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف ، طبقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية . كما رحب بالقرار التاريخي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بشأن القدس والمقدسات الاسلامية ، الذي اعتبر أنه لا وجود لأي ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، وقدر كافة الدول الصديقة التي انتصرت للحق والحقيقة ، في التصويت على هذا القرار الذي تترتب عليه المسؤولية القانونية والسياسية الدولية بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته الاسلامية والمسيحية التي تتعرض بصورة متسارعة وغير مسبوقة للانتهاكات الجسيمة، والتي تصنف كجرائم حرب وتطهير عرقي وتدنيس وعبث ومحاولة لتهويد القدس الشريف واشار الجروان الى اننا نكاد نتفق جميعا ان ربط الصراع بحقوق الانسان يجعل وجهتنا تتجه نحو أشقائنا في سوريا، ، وما يحدث هناك من صراع ومجازر ترتكب يوميا ،ونتيجة لهذا الصراع ، فإن اللاجئين والمهجرين السوريين بلغوا تقريبا نصف تعداد الشعب السوري، يعيشوا معظمهم ظروف غاية في القسوة، مؤكدا بأن العمل سويا لحل هذه المأساة الإنسانية سوف يساعد في الضغط على المجتمع الدولي وصناع القرار بتأمين عودة هؤلاء اللاجئين والمهجرين الى ديارهم بسلام لتجنب كثير من الاشكاليات المحتملة في المستقبل. واوضح رئيس البرلمان العربي اننا نؤمن بالتعايش والتواصل المبني على حسن الجوار ، وان مبدأ حسن الجوار هو الدعامة الاساسية لنشر السلام وتحقيق الامن والاستقرار وضمان حقوق الشعوب، ومن هذا المنطلق لابد من الانتباه الى أن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية مرفوضة وتعد مخالفة وانتهاكا للقانون الدولي، وأن عدم احترام الأعراف الدولية والحشد بحجج مختلفة يزيد التوترات في المنطقة ، كما طالب النظام الإيراني إلى إنهاء الاحتلال والتجاوب مع مطلب دولة الامارات العربية المتحدة في حل قضية الجزر الاماراتيةالمحتلة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، بالتفاوض المباشر أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية . وفي ختام كلمته اشار الجروان الى أن هذه الدورة محملة بالكثير من هموم شعوبنا التي تعاني من القضية الرئيسية بها ، وهي قضية الصراعات والارهاب التي تنال من حقوق الانسان والكرامة الإنسانية، وانه بالفعل عبء كبير ولكن ستكون دورة تاريخية لأنها وضعت يدها على لب المعاناة، وستكون بداية عهد جديد من المصارحة والمكاشفة أمام شعوب العالم ، لدورنا كبرلمانيين في تخفيف المعاناة عن شعوبنا التي ترغب في العيش في سلام وتسعى إليه. نحتاج الى مزيد من التنسيق والمشاورات واللقاءات المنتظمة ،على كافة المستويات ومن خلال أجهزة البرلمانيين المناظرة بغية تحقيق آمال المواطنين .