اختتمت ظهر اليوم الخميس في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، أعمال "الدورة التدريبية الإقليمية الرابعة للدبلوماسيين العرب في مجال القانون الدولي الإنساني"، والتي يستضيفها وينظمها مركز الإمارات للدراسات بالتعاون مع وزارة الخارجية بدولة الإمارات واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقد شارك في أعمال الدورة، التي عقدت على مدى أربعة أيام، دبلوماسيون من الدول العربية إضافة إلى عدد من دبلوماسيي وزارة الخارجية والباحثين بمركز الإمارات للدراسات. هذا، وقد هدفت الدورة إلى التعريف بالقانون الدولي الإنساني وآليات تنفيذه، والجهود الإنسانية التي تبذلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مناطق الحروب والنزاعات، إضافة إلى إبراز أهمية نشر الثقافة المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني، سواء أكان على مستوى الأفراد أو المؤسسات الوطنية والإقليمية، لاسيما على مستوى الكوادر الدبلوماسية، وذلك دعما لتنفيذ أحكام القانون الدولي الإنساني، وفقا لما نصت عليه اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكوليها الإضافيين لعام 1977 وتطبيقا لالتزامات الدول تجاه هذه الاتفاقيات. وفي كلمة الدكتور عبد الرحيم يوسف العوضي خلال حفل توزيع شهادات التخرج على الدبلوماسيين العرب، أكد فيها إن اعتماد المعهد الدبلوماسي في دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز اقليمي لتدريب الدبلوماسيين العرب في مجال القانون الدولي الإنساني جاء نتيجة الشراكة الحقيقية القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوزارة الخارجية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، مشيرا إلى أن دولة الإمارات لن تدخر جهدا بتقديم أي دعم مادي ومعنوي وفني لنشر ثقافة تطبيق أحكام القوانين الإنسانية الدولية وبما يحقق الأمن والسلام في ربوع المنطقة والعالم. وشدد العوضي على ضرورة تفعيل القانون الدولي الإنساني وبخاصة في ظل ظروف دولية وعربية بالغة الصعوبة، أفرزت العديد من التحديات، وأوجدت في الوقت نفسه الضرورة الملحة لتفعيل القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين من أثار النزاعات المسلحة وتعويض الضحايا والمتضررين من أعمال العنف، وكبح جماح الاستفزازات وخرق السيادة وأعمال الإرهاب، وهو أمر يحتم على الدبلوماسي للدبلوماسيين العرب الواجب تحمل مسئوليته بكل جدارة للقيام وفي كل المحافل الدبلوماسية الإقليمية منها والدولية. من جانبه، أعرب الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية وفي تصريح له بهذه المناسبة، عن تمنياته للدبلوماسيين العرب بالتوفيق وسداد الخطى على طريق تطوير العمل الدبلوماسي في الهيئات الدبلوماسية العربية في الخارج وإظهار الوجه المشرق للدبلوماسية العربية في الدفاع عن القيم النبيلة والحقوق الإنسانية ومبادئ العدل التسامح والحوار، فضلا عن التمسك بالحقوق المشروعة وفقاً للاتفاقيات الدولية والقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى أهمية وحدة موقف الدبلوماسيين العرب في الدفاع عن القضايا العربية المشروعة وبخاصة فيما يتعلق بأي نوع من أشكال الاحتلال للأراضي العربية أو محاولات انتهاك سيادتها. ودعا السويدي إلى تنظيم المزيد من الدورات الدبلوماسية للدبلوماسيين العرب لتأهيلهم وفق أحدث العلوم الدبلوماسية المعاصرة في العالم، مخاطبا الدبلوماسيين العرب قائلا: إن المسؤولية والجهود التي تنتظركم للقيام بها كبيرة وشاقة، وبخاصة في عالمنا المعاصر الذي يتجه إلى التكتلات والتحالفات السياسية والاقتصادية والأمنية، وليس هناك أكثر من البلدان العربية بحاجة لمثل هذه التكتلات والتحالفات المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر واحترام كل دولة لسيادة الدول الأخرى بما يخدم السلام والأمن الدوليين وتحقيق الرفاهية الإنسانية والاجتماعية لشعوبنا العربية قاطبة. جاء انعقاد الدورة في ظل مذكرة التفاهم الموقعة بين دولة الإمارات واللجنة الدولية للصليب الأحمر، باعتبار دولة الإمارات مركزا إقليميا لتدريب الدبلوماسيين العرب في مجال القانون الدولي الإنساني. يذكر أن دولة الإمارات بادرت إلى إنشاء لجنة وطنية تعنى بدراسة ومتابعة كل ما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني، مع العمل على مواءمة التشريعات الوطنية مع ذلك.