المعتصم بالله حمدى جاء إغلاق بعض المحطات الفضائية المصرية لبعض قنواتها والإبقاء على الرئيسية منها أو إلغاء عدد من البرامج، فضلا عن خفض أجور الميزانيات والعاملين فيها خير تأكيد على الأزمات التى تعيشها الفضائيات الخاصة والمرتبطة أكثر بالتمويل المادى، فمن يدقق فى صناعة الفضائيات سيجد أن ملاكها راجعوا حساباتهم ولم يعد لديهم صبر لتقبل الخسارة، فجاء إغلاق فضائيات المحور2 والمحور دراما وcbc2 والتحرير التى غيرت اسمها إلى TEN فى محاولة لتجاوز خسائرها المادية وتأمل إدارة المحطة فى أن يكون إعادة إنتاج برنامج "البيت بيتك"، هو الحل لجذب المشاهد والمعلن، وهناك أنباء عن غلق مزيد من الفضائيات خلال الفترة الماضية أو تغيير سياساتها الإعلامية. أما بورصة انتقالات المذيعين خلال الفترة الحالية فتشهد حالة من النشاط والتجديد، فبعد انتقال المذيع عمرو عبدالحميد من قناة الحياة وتعاقده مع قناة TEN، وقع الإعلامى معتز الدمرداش عقدا مع قناة MBC مصر ليظهر على الشاشة بداية شهر إبريل المقبل بعد غياب ما يقرب من ثلاثة أشهر، ومن المتوقع أن يكون برنامج معتز الجديد بعيدا عن التوك شو التقليدى المرتبط بالأحداث الجارية. ومازال موقف بعض المذيعات غامضا، حيث اختفت كل من هبة الأباصيرى ودينا عبدالرحمن وجيهان منصور ومى الشربينى وأخريات، وهناك مشاكل قضائية بين بعض المذيعين وبين الفضائيات التى كانوا متعاقدين معها بسبب عدم دفع المستحقات المالية. أما البرامج الرياضية فى الفضائيات المصرية فهى مهددة بالتوقف نهائيا، خصوصا أن مسابقة الدورى العام غير معلوم مستقبلها، ولهذا غاب عن الشاشة كل من مدحت شلبى وأحمد شوبير وخالد الغندور ومصطفى عبده وزكريا ناصف وآخرون، ويرى عدد من وكالات الإعلان أن تسويق البرامج الرياضية صعب فى المرحلة الحالية، خصوصا أن 60% من المنتجات لا يمكن أن يعلن عنها فى برامج مرتبطة بالرجل ولا تملك حقوق بث مباريات مهمة تحقق نسب مشاهدة. ملف الفضائيات الخاصة أصبح محيرا، فالخسائر ليست وليدة اللحظة، ومازال هناك إصرار من قبل بعض المحطات على إنتاج برامج ضخمة لا تحقق دخلا ماديا يتناسب مع ميزانياتها، وهناك تساؤلات عديدة تدور حول جدوى هذه البرامج، وأيضا سبب ظهور عدد من القنوات واختفائها بشكل سريع، وهذا يدل على العشوائية التى تسيطر على المشهد الفضائى، كما أن هناك أمورا أخرى فرضت نفسها على المشهد الفضائى دفع رجل الأعمال والملياردير نجيب ساويرس 35 مليون دولار أمريكى لشراء 53 فى المائة من أسهم شبكة "يورونيوز" الأوروبية. إيهاب أبوزيد، مدير قناة المحور قال إن هناك عدداً من الأسباب أدت إلى المشاكل المادية التى تواجهها الفضائيات مثل، تحكم المعلن فى محتوى الشاشة، فالمنافسة بين الوكالات الإعلانية جعلت هناك حالة من الفوضى فى الإعلام المرئى لأنه لن يقبل أى رجل أعمال أن يخسر ملايين الجنيهات حتى لو كان يقدم إعلاما متوازنا ومهنيا، فالمسألة لم تعد مرتبطة بالجودة والمضمون فقط ولكن هناك حسابات تجارية أخرى، فمثلا برامج الفورمات العالمية تحظى بنسب إعلانات جيدة ولكنها فى الوقت نفسه تتكلف ميزانيات كبيرة جدا. وأوضح إيهاب أن هناك مزيدا من الفضائيات الخاصة ستغلق فى الفترة المقبلة بسبب تراجع نسب الإعلانات وأيضا الحالة المزاجية للمشاهد وتغير الحسابات، فقد كانت برامج التوك شو هى الشغل الشاغل للجمهور خلال الفترة الماضية، والعديد من رجال الأعمال فكروا فى إنشاء فضائيات اعتمادا على أن برامج التوك شو تحقق دخلا ماليا كبيرا، ويمكن أن تعوض النفقات، ولكن حدثت متغيرات عديدة غيرت هذه الحسابات، ولم يعد دخل التوك شو قادرا على تعويض راتب مقدمه، كما أن هناك عددا من الفضائيات ستجدد فى شكلها ومضمونها لتحافظ على إمكانية استمراريتها. ونفى إيهاب أن يكون غلق الفضائيات الخاصة بسبب الخوف من الصدام مع الدولة، لأن الموضوع مادى بحت ولا أساس لصحة الكلام الذى يتردد عن وجود ضغوط على ملاك الفضائيات، فالزمن الحالى وعصر السموات المفتوحة ومواقع التواصل الاجتماعى لا يمكن أن تجعل هناك إمكانية لممارسة أى ضغوط داخلية أو خارجية.