رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة بسبب سوء الأحوال الجوية وتعطيل العمل غدًا    مكتبة مصر العامة بالأقصر تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء.. صور    وزير الصحة يهنئ إيهاب هيكل ومجلس «أطباء الأسنان» للفوز في انتخابات النقابة    إزالة 27 حالة تعدٍّ على أراضي الدولة ضمن حملات الموجة ال 22 في الشرقية    جامعة القاهرة تناقش دور الملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة    غدًا.. قطع المياه عن قريتين ببني سويف لاستكمال مشروعات حياة كريمة    محافظ كفرالشيخ: استلام 47 ألف طن بشون وصوامع الأقماح    مصر تستهدف بيع أصول حكومية قيمتها 3.6 مليار دولار بالعام المالي المقبل    «الجارديان» عن مسؤول أممي: العدوان الإسرائيلي على غزة خلف 37 مليون طن من الأنقاض    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان    برقم مثير.. محمد عبد المنعم ومعلول يبصمان على ثنائية تاريخية في الأهلي    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    بيريرا يكشف حقيقة رفع قضية ضد حكم دولي في المحكمة الرياضية    تفاصيل 9 ضوابط استعدادًا لامتحانات الشهادة الإعدادية    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    طبيب نفسي يوضح الأسباب وراء قضية مقتل طفل شبرا    الإعدام والمؤبد للمتهمين باللجان النوعية في المنوفية    وزيرة التضامن: فخورة بتقديم برنامج سينما المكفوفين بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    الليلة.. أصالة تلتقى جمهورها فى حفل بأبو ظبي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    رئيس البرلمان العربي يكرم نائب رئيس الوزراء البحريني    محافظة القاهرة تكثف حملات إزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    التنمية المحلية: تدريب 2034 قيادة علي منظومة التصالح في مخالفات البناء بالمحافظات    كرة اليد، موعد مباراة الزمالك والترجي في نهائي بطولة أفريقيا    مديرية الشباب بالشرقية تنفذ دورات لطرق التعامل مع المصابين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    رئيس جهاز العاصمة الإدارية يجتمع بممثلي الشركات المنفذة لحي جاردن سيتي الجديدة    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    تحرير 134 محضرا وضبط دقيق بلدي قبل بيعه بالسوق السوداء في المنوفية    قوافل بالمحافظات.. استخراج 6964 بطاقة رقم قومي و17 ألف "مصدر مميكن"    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين: الوضع في سجون الاحتلال كارثي ومأساوي    حان وقت الصفقة.. تحرك جديد لعائلات الرهائن الإسرائيليين في تل أبيب    بسبب البث المباشر.. ميار الببلاوي تتصدر التريند    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    الليلة.. أحمد سعد يحيي حفلا غنائيا في كندا    وسط اعتقال أكثر من 550.. الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل بالجامعات الأمريكية ترفض التراجع    بيان عاجل لهيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة ويأثم فاعله    «بيت الزكاة» يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة ضمن حملة إغاثة غزة    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    الكشف على 165 مواطنًا خلال قافلة طبية بالزعفرانة وعرب عايش برأس غارب    طلب إحاطة يحذر من تزايد معدلات الولادة القيصرية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما بين أجندات القنوات الخاصة وأحلام ماسبيرو.. «تورتة الإعلانات» تشعل حرب الفضائيات
نشر في الأهرام العربي يوم 09 - 02 - 2014


المعتصم بالله حمدى - أحمد سعد الدين
حالة من الارتباك تسود المشهد التليفزيونى خلال الفترة الحالية، خصوصا بعد تزايد حدة الانتقادات الموجهة للفضائيات المصرية والتى ترى أنها لا تعمل لحساب المشاهد، وأن لها أجندات خاصة، كما أن صراع الاستحواذ على تورتة الإعلانات وإنشاء كيان جديد هو غرفة صناعة الإعلام المرئى والمسموع فتح الباب أمام أسرار وكواليس لم يكن الجمهور العادى على دراية بها، خصوصا أن الأسس التى يتم من خلالها تحديد نسب المشاهدة ليست معروفة، كما أن تمويل الفضائيات والأهداف التى تعمل من أجلها يحاصرها الغموض، ويشعر المشاهد أيضا بحالة من الدهشة بعد عودة «الوجوه القديمة» إلى شاشات الفضائيات، حتى إن البعض وصف ذلك بعودة عقارب الساعة للوراء قبل ثورة 25 يناير ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل زادت البلبلة بعد أن تحول الضيف لمذيع والصحفى لمحاور واختلط الحابل بالنابل.. كل هذا الارتباك والصراع على المعلن والمشاهد يحدث، والتليفزيون المصرى الحكومى لا يحرك ساكنا ولا ينافس من قريب أو بعيد بقناة تحقق نسب مشاهدة عالية، بل لا يوجد برنامج توك شو قويا على شاشة التليفزيون يستطيع منافسة البرامج المسائية فى الفضائيات، على الرغم من توافر الإمكانات المادية والبشرية التى تؤهل التليفزيون الحكومى لأن يكون منافسا شرسا للفضائيات التى أسسها معظم من يعملون أصلا فى ماسبيرو.."الأهرام العربى" تحاول من خلال التحقيق التالى أن تصل لإجابات حول أهم الأسئلة التى تدور فى ذهن المشاهد الذى أصبحت الشاشة الصغيرة جزءا مهما من حياته اليومية حتى إنه يقضى معظم ساعات يومه أمامها..
فى البداية أكد عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أنه لا توجد أسماء أو شخصيات معينة ممنوعة من الظهور على شاشات قنوات التليفزيون المصرى، لكن فيما يخص عودة الوجوه القديمة من الضيوف الثابتة ومقدمى البرامج الذين كانوا موجودين على الشاشة باستمرار قبل ثورة يناير فلن يحدث ذلك، فالتليفزيون المصرى لم يعد مقصورا على أشخاص معنيين وأصبح ملكا للشعب ومن حق أى مواطن أن يعبر عن أرائه وأحلامه وحتى انتقاداته للمسئولين من خلاله، وهذا واضح جدا للمشاهدين بعد أصبحت الكاميرات موجودة فى شوارع وميادين مصر فى كل وقت، فضلا عن أن التليفزيون ليس بحاجة إلى مذيعين من الخارج، لأن لديه طاقة بشرية هائلة من المذيعين والمذيعات قادرون على إعادة قنواته إلى الصفوف الأولى كما كان من قبل، وفيما يتعلق بعدم وجود برنامج توك شو كبير على شاشة التليفزيون قال، هناك عدد من البرامج الحالية استطاع أن تستحوذ على اهتمام المشاهدين ونجحت فى استعراض مختلف القضايا بحيادية وشفافية شديدتين وقريبا جدا سيكون هناك أكثر من برنامج توك شو كبير وأخرى متنوعة يقدمها كبار المذيعين منهم ريهام السهلى التى ستطل على المشاهدين خلال الأيام المقبلة، وهنا أحب أن أشير إلى أن ريهام ستقدم البرنامج بمفردها وليس صحيحا كما تردد من مشاركة خالد أبو بكر لها فى تقديم البرنامج، وعن آلية التحالف المنتظر بين التليفزيون والقنوات الفضائية المصرية قال: بالفعل حدث تحالف مع القنوات المصرية الخاصة فيما يتعلق بالبث المشترك أثناء الاستفتاء على الدستور، وبعدها تم الاتفاق على تبادل الماتريل بما يخدم استقرار ونهضة مصر وأمنها القومى وأضاف: من الواجب على التليفزيون المصرى بصفته الأخ الأكبر أن يحتضن القنوات الفضائية ويدعمها لتعظيم دورها فى خدمة المجتمع، وعن إمكانية تغلغل رأس المال العربى فى ماسبيرو مثلما حدث فى بعض الفضائيات الخاصة قال، يصعب جدا أن يحدث ذلك فى التليفزيون المصرى صاحب المكانة الكبيرة فى المنطقة العربية، كما أن تليفزيون الدولة لا يمكن أن يعتمد على الغير أو أن يوجه لصالح دول على حساب دول أخرى.
وقالت صفاء حجازى رئيس قطاع الأخبار: مسألة عدم وجود برنامج توك شو كبير على شاشة التليفزيون المصرى مثل القنوات الفضائية يرجع إلى كثرة أعداد العاملين فى القنوات، والذين يحتاجون جميعا إلى العمل والظهور على الرغم من تفاوت قدراتهم من شخص لآخر، وهذا الأمر يؤدى إلى عدم قدرة المشاهدين على التعود على مذيع بعينه أو متابعته، بعكس القنوات الخاصة التى تنتقى أفضل المذيعين وتهيىء لهم فرص الظهور بشكل جيد جدا، وأضافت: أنا مقتنعة جدأ بأهمية تقديم مذيع واحد أو اثنين على الأكثر للبرنامج، وأسعى لتنفيذ ذلك فى بعض برامج القطاع خلال الفترة المقبلة ولن أتراجع مهما حدث، وسيكون اختيارى مبنىا على وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب دون أى اعتبارات أخرى، وأضافت : أما عن التحالف مع القنوات الأخرى فيما يخص الأخبار فلم يتم التطرق إلى هذا الأمر ويقوم جميعها فقط بالنقل عن التليفزيون المصرى عندما تكون هناك محاكمات حصرية، وأنه منذ فترة عرضت وكالة صوت القاهرة فكرة بيع بعض المواد الإعلامية الخاصة بالمحاكمات والتغطية الحصرية لبعض اللقاءات والأحداث للقنوات الفضائية ووافقت عليها بهدف زيادة موارد الدخل للاتحاد .
أما طارق مبروك رئيس الإدارة المركزية للإعلانات بالقطاع الاقتصادى فيقول: مما لا شك فيه أن ما حدث منذ ثورة يناير وتراجع نسبة مشاهدة قنوات التليفزيون المصرى بسبب التغطية السلبية للثورة فى ذلك الوقت، بالإضافة لرحيل كبار المذيعين لقنوات أخرى أثر بشكل كبير على حجم الإعلانات التى كانت تأتى لماسبيرو خلال العامين الأخيرين للثورة، وخلال شهر رمضان الماضى بدأت الإعلانات تعرف طريقها لماسبيرو من جديد، حيث بدأت الوكالات الإعلانية فى العودة لرعاية بعض البرامج على القنوات التليفزيونية والإذاعات المختلفة منها نشرات الأخبار وبرامج صباح الخير يا مصر و يسعد صباحك، وأخرى فى قنوات نايل سبورت ولايف والفضائية المصرية، وأضاف : من أهم أسباب قلة الإعلانات فى الفترة الماضية هو عدم وجود مذيعين نجوم أوشباب، وغياب التنسيق بين القطاع الاقتصادى والقطاعات الأخرى عند الإقدام على تنفيذ برنامج جديد، وعدم قدرة الاتحاد على شراء أفلام أو مسرحيات جديدة تعرض حصريا على شاشاته بسبب الأزمة المالية التى يعانى منها منذ سنوات، وأشار مبروك إلى أن المحطات الإذاعية وعلى رأسها إذاعتا راديو مصر والشباب والرياضة أكثر جذبا للإعلانات من قنوات التليفزيون .
ألبرت شفيق مدير قناة on tv أكد أن وجود ميثاق شرف إعلامى وتفعيله أمر مهم جدا لضبط كل السلبيات التى يشعر بها المشاهد، كما أن الهدف من غرفة صناعة الإعلام المرئى والمسموع هو ضبط إيقاع الإعلام التليفزيونى والتدقيق فى المهنية والمشاهد يمتلك القدرة على تحديد الشاشة التى تتواصل مع طموحه وأهدافه كما أن موضوع الإعلانات وتفجير قضية نسب المشاهدة، مرتبط بحق كل فضائية فى تحقيق دخل مادى يتناسب مع نسب مشاهدتها خاصة أن صناعة الأخبار مكلفة والمشاهد يتواصل معها ومن حق الفضائيات أن تحقق ربحا ماديا لاستمرار ظهورها.
ونفى المخرج محمد سعيد المدير التنفيذى لقناة المحور أن تكون هناك أجندات خارجية تلتزم بها الفضائيات المصرية ولكن من حق أى فضائية أن تبحث عن مصادر تمويل مشروعة لأن صناعة الإعلام التليفزيونى تحتاج لنفقات كبيرة وتدهور الأوضاع الاقتصادية يؤثر سلبا على قدرات المعلنين المادية، وبالتالى فإن الفضائيات تواجه خسائر لأن دخلها الرئيسى يعتمد على الإعلانات.
وأكد سعيد أن المهنية هى أساس تقييم أى مذيع أو مذيعة، وطالما أنه يقدم إعلاما محترما فمن حقه الظهور على الشاشة والجمهور لا يمكن خداعه ولا يمكن أن يتواصل مع إعلامى لا يمتلك أدواته.
المهندس محمد الأمين رئيس قنوات "سى بى سي" أكد أن قرار إنشاء غرفة صناعة الإعلام المرئى والمسموع، جاء بسبب ما يواجهه قطاع الإعلام من تحديات بدأت منذ عهد الرئيس المعزول محمد مرسى.
وأوضح الأمين أن الفضائيات قررت تأسيس كيان واحد يمثلها بهدف حماية مصالح أصحابها، وحل أى مشكلات لها مع الدولة، وعمل ميثاق شرف إعلامى يشارك فى وضعه جميع الإعلاميين.
وأشار إلى أن الفضائيات بدأت فى عقد لقاءات مع 4 شركات عالمية فى مجال بحوث الإعلام، وأن هناك قرارا جماعيا بأهمية وجود شركتى أبحاث فى السوق المصرية خلال 45 يوما، موضحا أن أعضاء الغرفة يدرسون حاليا إنشاء كيان بنسب متساوية يكون شريكًا مع شركة الأبحاث العالمية.
وأكد الأمين أن الغرفة لن تكون حكرا على قنوات بعينها، وأنها ترحب بأى فضائية جديدة مشيرا إلى أن الاستثمار فى الإعلام مرتفع جدا، ومصادر التمويل مصرية 100 % ، ولو كانت مصادر التمويل غير نظيفة لكان الإخوان أغلقوها أيام مرسي، خاصة وأن الإخوان بحثوا كثيرا فى كل المعلومات التى تخص الفضائيات الخاصة من أجل التحجج بأى فرصة وإغلاقها.
وأشار الأمين إلى أن غالبية الفضائيات المصرية، تعرضت لتهديدات بالإغلاق خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ولو تأخرت ثورة 30 يونيو لبضعة أيام فقط، لكان معظم أصحاب القنوات والإعلاميين فى السجون.
وأكد الأمين أن الجمهور يتواصل مع الإعلام المهنى ولذلك فإن نسب المشاهدة التى تحققها قنواته هى خير دليل على أن هناك تميزا فى محتوى ومضمون المادة الإعلامية التى تقدم للناس وإذا كان هناك بعض السلبيات فهذا الأمر طبيعى وسيتم تداركها خلال الفترة المقبلة بناء على تقارير وأسس علمية يتم من خلالها تقييم البرامج التى تعرض.
الدكتور صفوت العالم، رئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامى المشكلة من قبل وزارة الإعلام أن الربط بين الدعم السياسى وما يحدث بين أصحاب المحطات الفضائية أمر غير صحيح وبعيد عن أرض الواقع، خصوصا أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومصر أكبر من صراع بين المحطات الفضائية على السوق الإعلانية ومساندة السعودية لمصر بعد ثورة 30 يونيو كانت إيجابية لأبعد الحدود والشعب المصرى لن ينس هذه المواقف التاريخية.
وأكد العالم أن الجمهور أصبح لديه الوعى والفكر اللازم لتحديد مدى مصداقية الشاشة التليفزيونية التى يشاهدها، وهو أمر لا يتأثر فى الغالب بدراسات الرأى العام والأبحاث، كما أنه لابد أن تعتمد الفضائيات المصرية على المهنية فى التعامل مع الأخبار والمعيار الحقيقى لمعرفة مدى إقبال الجمهور على فضائية دون غيرها أمر غير متوافر حتى الآن أو متفق عليه، والأمر لا يتوقف على التعاقد مع شركات أبحاث عالمية لقياس نسب المشاهدة كما يعتقد بعض أصحاب المحطات الفضائية الخاصة.
وطالب العالم الفضائيات المصرية الالتزام بميثاق الشرف الإعلامى والتدقيق فى موضوعيتها حتى تنال رضا المشاهد الذى يشعر أحيانا باستياء بسبب عشوائية بعض البرامج وتحول المذيع لضيف عندما يستطرد فى إبداء رأيه طوال البرنامج بشكل يفقده حياديته.
وشدد العالم على الدور الإيجابى الذى يمكن أن يقوم به الإعلام التليفزيونى خلال المرحلة المقبلة، خصوصا أن مصر تواجه تحديات كبيرة فى الداخل والخارج والشاشات يجب أن تتسم بالنزاهة وتدعم المواطن وتسهم فى عرض طموحاته وأحلامه.
الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامى يرى أن محاولة تقييم العمل الإعلامى بالنسبة لقناة الجزيرة مباشر مصر والجزيرة بشكل عام هو عبارة عن تدليس، لأن الجزيرة لاتعمل وفق مشروع إعلامى وإنما وفق مشروع مخابراتى سياسى، فعلى سبيل المثال الجزيرة تقول إنها تقدم خدمة إعلامية حقيقية وحيادية، وعلى ذلك تنتقد السياسة المصرية وتصف ما حدث فى 3يوليو بأنه انقلاب، فهل تحدثت الجزيرة عن الشأن القطرى وما حدث من الأمير "تميم " فى الانقلاب على والده وما حدث من الأسرة المالكة من تجاوزات سواء فى قطر أم فى بعض السلوكيات التى تمت فى أوروبا ؟ وأضاف، هذا هو الفارق بين الجزيرة وبين قناة أخرى مثل ال بى بى سى التى تنتقد السياسة البريطانية وتعدد الأسباب لذلك، بمعنى أنها عندما تتحدث بعد ذلك عن الشأن المصرى تطرح وجهة النظر وتسمح للضيف الآخر بانتقاد السياسة البريطانية بشكل ديمقراطى يعطى جزءا من المصداقية الإعلامية، أما دولة قطر فلديها هاجس كبير بالشأن المصرى لتحقيق أهداف مخابراتية وعندما شعر الجمهور المصرى بأن الجزيرة تلعب دورا آخر غير الدور الإعلامى ابتعد عنها، مما دفع قطر لتمويل قنوات إعلامية أخرى كى تبث سمومها نحو مصر فهناك تقارير إعلامية تتحدث عن تمويل قطر لقناة "رابعة " التليفزيونية الإخوانية لتكون رديفا لقناة الجزيرة وتمرر بعض المواد التى لو مررت من خلال الجزيرة لكانت مفضوحة بشكل كبير، وقال، أيضاً لا ننسى أنه فى عهد الإخوان كادت قطر أن تفوز بحصة كبيرة من امتلاك أسهم بعض القنوات المصرية، لكن انتهاء حكم الإخوان فى 30 يونيو أوقف هذا المشروع الذى كان قاب قوسين أو أدنى من أن يتحقق، فى نفس الوقت علينا أن ننظر بعين فاحصة للقنوات التى تخصص مساحة كبيرة فى الشأن المصرى بمعنى أن بعض القنوات الكبرى تنشىء قناة تليفزيونية مخصصة للشأن المصرى مثل إم بى سى مصر وروتانا مصرية وغيرها فهذه القنوات لابد أن تعمل وفق القانون المصرى ولا تخرج عن المألوف كى لا تحرض الجمهور ضد فئة على حساب فئه أخرى، لكن أكثر ما لفت نظرى فى الفترة الأخيرة تمثل فى عودة بعض الوجوه القديمة للشاشة مرة أخرى وهذا الأمر على درجة كبيرة من الخطورة، لأن هناك بعض الشخصيات الإعلامية التى تحاول أن تجعل من 30 يونيو ثورة على 25 يناير، لأن هؤلاء شاركوا فيها ولم يشاركوا فى ثورة يناير، وهذا الانطباع تزامن مع استضافة بعض وجوه نظام مبارك التى قامت الثورة عليهم نظراً لحالة الفساد السياسى التى ارتكبوها خلال السنوات الماضية والتى يريدون مسحها من الذاكرة بجرة قلم حتى يثبتوا أنهم أبطال، وأن ما حدث فى 25 يناير كانت مؤامرة خارجية، وهو ما جعل الشباب فى حالة تململ مما يحدث وعلى إثر ذلك قام الرئيس عدلى منصور بعقد اجتماعات مع شباب الحركات الثورية كى يعطى رسالة اطمئنان بأن ثورة 30 يونيو مكملة لثورة يناير وليست ضدها ، وأشارعبد العزيز إلى انه لو استمر الإعلام الفضائى فى الزج بهذه الوجوه فستكون العاقبة كبيرة وغير مضمونة، وهنا علينا أن نقول إذا أردنا العمل بجدية فلابد من إنشاء مفوضية عليا للإعلام، وهو ما جاء فى نص المادتين 212,211 حتى ننشأ نقابة للإعلاميين تستطيع محاسبة المذيع إذا أخطأ وتبين له مدى الخطورة فى الطرح الذى تبناه، وقال، أما الحديث عن ميثاق الشرف الإعلامى فقط فهذا مضيعة للوقت ولا جدوى منه إن لم تفعل القوانين وإلا ستكون المواد الدستورية فى جانب ونسير نحن فى جانب آخر .
الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة يرى أن جميع الفضائيات التى خرجت إلى النور بعد ثورة 25 يناير تحاول أن تأخذ موقفا معينا على أساس أن ذلك هو جواز مرور إلى عالم الثوار وأصحاب الرأى الحر، لكن فى نفس الوقت تقع معظم الفضائيات فى بعض الأخطاء التى تتسبب فى وضعها داخل قائمة الانحياز، بمعنى أن معظم الفضائيات أصبحت تحرص على وجود برنامج رئيسى ليلى وهو ما يسمى التوك شو، هذا البرنامج يقوم حالياً على الفرقعة الإعلامية التى تجذب الإعلانات وهى ما يقاس على كثرتها مدى نجاح البرنامج من عدمه، هذه النقطة تجعل مذيع البرنامج يحاول أن يمسك بخيط فى مشكلة ما ويركز عليه أو يقود الحديث نحو اتجاه معين يحاول إشراك ضيوفه معه حتى يكون الحوار ساخنا، وهو ما يلفت النظر بالنسبه للمشاهد، وأضاف، لكن فى نفس الوقت بعض مقدمى البرامج لا يمتلكون الآلية الصحيحة فى الوقوف فى المنطقة المحايدة، وتأخذهم الحماسة أثناء الحديث لارتداء ثوب البطولة وهذا خارج سياق الشكل الإعلامى الصحيح، لأن أساس الإعلام أن يكون المذيع محايداً ولا يتبنى وجهة نظر مسبقة عن الموضوع الذى يتحدث عنه وعليه أن يعطى الفرصة للضيوف كى يشرحوا وجهات نظرهم بصرف النظر عن أن تكون فى صف المذيع أو ضد ميوله الفكرية، وهذا ما يجعلنا نتحدث عن المذيع الصحفى الذى انتشر بشكل كبير فى الفترة الأخيرة والتى تم استيراد هذه التجربة من هيئة الإذاعة البريطانية، وقال، تكمن المشكلة فى أننا استوردنا الشكل فقط أما المضمون فهذا لم نفكر فيه، فليس كل صحفى يصلح للعمل التليفزيونى والعكس صحيح، لذلك نجد حالياً أن بعض البرامج يتذكرها الجمهور المصرى باسم مقدمها وليس باسم البرنامج، وهذا خطأ مهنى وقعت فيه القناة، فعلى سبيل المثال نجد أن أحد مقدمى البرامج المشهورين قد يتفق مع مبادئ ثورة 25 يناير، فيبالغ فى تكبير حجمها ومكتسباتها فى المقابل لو كان هناك مذيع آخر ضد ثورة يناير تجده يوجه الحديث على أن ما حدث كان أشبه بمؤامرة أو شيئاً من هذا القبيل فى هذه الحالة تجد الجمهور يأخذ كلام المذيع على أنه رأى صحيح مسلم به، لأنه نجم أولاً وأخيراً وهذا خطأ مهنى كبير تقع فيه جميع الفضائيات حالياً، وأردف، بالإضافة لعودة وجوه قديمة للشاشة مرة أخرى وهو ما يسبب حالة من الإحباط لدى الشباب الذى يتساءل عن سر عودة هؤلاء للظهور من جديد بعدما قامت الدنيا عليهم لسبب أو لآخر، أيضاً هناك ظاهرة أصبحت ملموسة بشكل كبير وهى دخول بعض رجال الأعمال المستثمرين فى مجال الإعلام وقيامهم بإنشاء قنوات فضائية تتبنى وجهة نظرهم والدفاع عنهم بشكل كبير، وهذا النموذج أصبح موجودا بكثرة فى الفترة الأخيرة، بالإضافة لقيام بعض القنوات العربية بإنشاء قناة فضائية خاصة بمصر تناقش الشأن المصرى بشكل متخصص هذه القنوات قد تكون قريبة من الحياد بعض الشىء لكن بعضها يتبنى سياسة الدولة صاحبة رأس المال مثلما شاهدنا فى الجزيرة مباشر مصر، التى كانت تعمل وفق أجندة محددة برغم عدم وجود تصريح خاص بها، ولا تزال حتى الآن تعمل من داخل قطر بنفس الاسم ونفس المضمون حيث تتبنى الهجوم الصريح على مصر، وأكد، وبعد كل هذه الأخطاء أعتقد أن ميثاق الشرف الإعلامى سوف يضع حدا لها، فمن غير المعقول أن نجد السباب على الشاشة يسمعه الأطفال أو أفراد الأسرة الواحدة، لذلك أرى أن الفترة المقبلة ستشهد تغيراً فى الخريطة الإعلامية على الشاشة .
الدكتورة ليلى عبدالمجيد، العميد السابق لكلية إعلام 6 أكتوبر قالت: الإعلام الآن قائم على وجود رأس المال وهذا ما يفسر لنا وجود بعض القنوات الفضائية التى يتم توجيهها مع أو ضد سياسة معينة، ولا ننسى أن الحياد الإعلامى غاية لاتدرك فأمريكا التى تتشدق بأنها أصل الديمقراطية فى العالم لديها أكثر إعلام موجه فى الدنيا ويتم استخدامه خارجيا وداخلياً، ونفس الشىء نجده فى هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى، لكن تبقى هناك ثوابت يحاول الإعلام الحفاظ عليها وتتمثل فى عرض وجهتى النظر على الشاشة بالتساوى، ومناقشة الأمور بشىء من الحيادية والحرفية وهذا ما نفتقدة الآن فى الفضائيات التى نراها، فالمشكلة تكمن فى كيفية عرض وجهة النظر بشكل أقرب للحيادية فى الوقت الذى نجد فيه المذيع يقول مقدمة طويلة فى بداية الحلقة يعلن فيها دون أن يدرى عن انحيازه الواضح لطرف من أطراف الأزمة، وأضافت، أضف إلى ذلك أن هناك بعض المذيعين يتحدثون أكثر من الضيوف فى بعض الأحيان أو يقاطع الضيف أثناء الحديث، وهو ما يجعله يقف فى جانب طرف من الأطراف، كما أن مصادر تمويل القناة بالتأكيد تؤثر على السياسة التحريرية لها فعلى سبيل المثال كانت هناك قناة تليفزيونية تابعة للإخوان قالوا إنها حيادية إلا أن أحد المذيعين فيها عندما حاول إنتقاد سياسة الإخوان كان مصيره عدم الظهور على شاشة القناة مرة أخرى، قس على ذلك باقى القنوات، وقالت، أيضاً انظر إلى قناة الجزيرة وكيفية توجيهها نحو بعض البلدان وتبنيها وجهة نظر واحدة وهو ما حاولت فعله فى مصر، والآن تفعله فى سوريا وتبرز دور المعارضة فى البلدين فنجدها تصف بعض المظاهرات القليلة على أن آلاف الأشخاص قد شاركوا بها وهو ما يجد صدى عند البعض خصوصا فى الخارج، لذلك علينا أن نفعل ميثاق الشرف الإعلامى لأن الشاشة لابد أن تقترب من الحياد، وأن نبتعد عن المناظر والألفاظ التى تخدش الحياء فماذا نستفيد من عراك اثنين يستخدمون ألفاظا نابية على الشاشة يراها الأطفال والكبار معاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.