نتحدث اليوم - بطبيعة الحال – عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنيويورك لإلقاء كلمة مصر في الدورة رقم 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. سوف يقتصر حديثي على نقاط محددة قد لا يكون تم ملاحظتها بالقدر الكافي برغم أهميتها الكبيرة من وجهه نظري والتي قام بها الرئيس بكل جسارة وثقة بالنفس تؤكد ان هذا الرجل قد وصل الى درجة عالية من معرفة المجتمع الدولي وكيف يحاوره ويتحاور معه. أولاً: أن الرئيس لم يصطحب معه أيا من أعضاء البرلمان المصري لقناعته الكاملة ان المصريين في الولاياتالمتحدةالامريكية يقدرون ما يقوم به من جهود كبيرة هي محل تقدير واحترام من جانب القيادة الامريكية...وهو ما حدث بالفعل حيث تواجدت اعداداً كبيرة من المصريين بل والامريكيين امام مقر اقامته او امام الجمعية العامة فاقت الاعداد التي كانت متواجدة في الزيارات السابقة. ثانياً: الإشارة بكل وضوح أن مصر لن تسمح بانهيار سوريا وليبيا وسوف تقف بحسم ضد محاولات تقسيمهما باعتبارهما دولتين لهما بعداً استراتيجياً مع مصر. ثالثاً: الإشارة الى تقاعس اثيوبيا في تفعيل اتفاقية استخدام مياه النيل...وهو الأمر الذي يطرحه لأول مرة في محفل دولي كإنذار او تحذير لعدم التلاعب في حصة المياه الواردة من هناك وكأنه يشهد العالم كله بتوجهات اثيوبيا في هذا الشأن. رابعاً: الإشارة الى احتمالية ان تكون افريقيا ملاذاً للإرهاب إذا لم يهتم المجتمع الدولي بتنميتها والحفاظ على استقرارها. خامساً: ان منظمات حقوق الانسان تكيل بمكيالين بين ما يحدث في بعض الدول والدول الأخرى والدليل على ذلك تقاعسها في مواجهة الاضطهاد والتطهير العرقي الذي تشهده ميانمار. ثم نأتي عقب ذلك الى اهم مقابلات الرئيس خلال هذه الزيارة – أيضا من وجهه نظرنا – وتقيمنا لها حيث نجد ما يلى: - 1-كانت المقابلة الأولى مع رئيس الوزراء الإيطالي والتي تشير الى عودة العلاقات الدافئة الى طبيعتها في الجانب الإيطالي خاصة وانه كان قد سبقها عودة السفير الإيطالي الى القاهرة والسفير المصري الى روما بعد الغيوم التي صاحبت حادث مقتل الإيطالي ريجينى والتي حاولت بعض القوى الخارجية وجماعة الاخوان الإرهابية استغلالها للتأثير على العلاقة بين البلدين. 2-ثم تأتى المقابلة الثانية مع الرئيس الفلسطيني/ محمود عباس واعتقد انها كانت من الأهمية بمكان خاصة بعد نجاح مصر في اقناع حركة حماس بحل لجنتها الإدارية في قطاع غزة والموافقة على اجراء انتخابات فلسطينية عامة...وان حديثه مع الرئيس الفلسطيني جاء لإقناعه بضرورة القيام بخطوة إيجابية مع هذا التوجه الإيجابي لحركة حماس بغض النظر عن مبررات ذلك على الأقل في المرحلة الحالية. 3-ثم جاء اللقاء الأهم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذى استغرق تسعون دقيقة ولم يهتم الرئيس بردود الأفعال التي من المؤكد انه توقعها خاصة من جماعة الفاشلين والمتشدقين الا انه بالرغم من ذلك كان لقاء معلناً في مقر أقامه الرئيس السيسي تناول خلالها ما تم من مصالحه بين الفصائل الفلسطينية المتصارعة وقبول حماس بتسليم مسئولية قطاع غزة الى حكومة السلطة الفلسطينية بالإضافة الى إعلانها قبول عملية السلام وقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية...وانه على الجانب الإسرائيلي ضرورة ان يتحمل مسئولياته تجاه ذلك وان يبدئ استعداده للتفاوض المثمر مع الجانب الفلسطيني. هكذا كانت رؤيتنا لنتائج هذه الزيارة بغض النظر على اللقاءات البروتوكولية الأخرى بما فيها لقاء الرئيس الأمريكي ...لأنها لقاءات أغلقت ملفات وفتحت ملفات ادارها بنجاح وذكاء وبكل ثقة في النفس الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتحيا مصر