ميادة حافظ: معاملة المدرسين للطلاب فيها أفضل وهناك اهتمام بتدريس اللغات سهام سعيد: قلة الكثافة والحفاظ على المحيط الاجتماعى أهم المميزات
مع تعويم الجنيه وارتفاع أسعار الدولار، كانت المصروفات المدرسية البند الأول الذي ناقشته الأسر المصرية، نظرا لأن ذلك البند يمتص الجانب الأكبر من الميزانية. ومع إعلان العديد من المدارس عن رفع أسعارها لهذا العام والذى رافقه ارتفاع أسعار الاشتراكات في أتوبيسات المدارس نظرا لارتفاع أسعار البنزين، كان السؤال: هل يمكن أن يتقلص الإقبال على المدارس الخاصة لصالح الحكومية والتجريبية والقومية؟
عبير إبراهيم، مدير عام التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم، أكدت أن أعداد المدارس الخاصة في مصر تصل إلى 6664 مدرسة، منها 6447 مدرسة خاصة «عربي ولغات»، و217 مدرسة دولية، وأن زيادة مصاريف المدارس الخاصة ستكون بنسبة 11 % للمدارس التي تقل مصروفاتها عن 2000 جنيه، وزيادة بنسبة 8 % للمدارس التي تتراوح مصروفاتها بين 2000 إلى 3000 جنيه، وزيادة بنسبة 6 % للمدارس التي تتراوح مصروفاتها بين 3000 إلى 7000 جنيه، وزيادة بنسبة 5 % للمدارس التي تبدأ مصروفاتها من 7000 جنيه فأكثر.
فى حين يقول المستشار مرسي أبو زهرة - رئيس مجلس إدارة إحدى المدارس الخاصة بالبحيرة: المدرسة تقدم قاعدة شرح مبسط وواف ومتطور للمواد الدراسية، بالإضافة إلى نشاطات تربوية وتعليمية لتنمية قدرات ومواهب التلاميذ حسب منهج الوزارة، كما تهتم المدرسة بسلوكيات الطلاب وأخلاقهم وتربيتهم، وتحرص على تنظيم رحلات للأماكن السياحية وإقامة حفلات ترفيهية للأطفال، أما عن غلاء الأسعار فقد حرصت المدرسة على تقديم لفتة إنسانية ومساهمة منها مع الوطن ألا تزيد المصروفات حتى لا تزيد من أعباء أولياء الأمور».
أما أولياء الأمور،فقد تمسك معظمهم بالبقاء فى المدارس الخاصة برغم زيادة المصروفات. تقول ميادة حافظ: دائما تحرص الطبقة المتوسطة من الشعب أن تجعل لأولادها مستقبلا أفضل، ويتطلعون دائما لتقديم ما لم ينعموا به أو على الأقل لا يقدمون لأبنائهم أقل مما حصلوا عليه من قدر كاف للترفيه والتعلم، وتعتبر أكبر مميزات المدارس الخاصة هو الحفاظ على المحيط الاجتماعي للطفل، والاهتمام باللغات والأنشطة الترفيهية والرحلات. ورواتب المدرسين في المدارس الخاصة أكبر، مما ينعكس على حرصهم في التعامل مع الطلاب ليحافظوا على وظيفتهم ، وتكلفني مصاريف المدرسة حوالي 12 ألف جنيه، وبرغم أن المبلغ كبير، فإنه يعتبر مقبولا مقارنة بمصاريف المدارس الدولية التي أعتبرها خدعة كبيرة تكلف مصاريفها 80 ألف جنيه للعام الواحد».
وأضافت حنان محمد: ابني في مدرسة لغات تكلفتها هذا العام 14 ألف جنيه، بدون كتب أو ملابس أو اشتراك في أتوبيس المدرسة الذي بلغت قيمة اشتراكه 4 آلاف جنيه بعد غلاء سعر البنزين، ولكن الغريب أن الكثير من أولياء الأمور لا يتركون المدارس الخاصة بل يبحثون عن الأعلى سعرا برغم عدم قدرتهم على تجميع مصاريف المدرسة الحالية، ولكن إصرارا منهم على أن يتعلم أولادهم أحسن تعليم في مصر».
وتستكمل سهاد سعيد قائلة:»مميزات المدرسة الخاصة من وجهة نظري هي قلة كثافة الطلاب في الفصول، أما جودة التعليم فمن وجهة نظري كل المدارس أسلوبها واحد، والجميع يعتمد كليا على الدروس الخاصة، وتستغل المدارس الخاصة تدني مستوى الأخلاق، ليخاف الآباء على أبنائهم ويبتعدون عن المدارس الحكومية خوفا على أخلاق أبنائهم برغم أن ذلك حتى لم يصبح مضمونا». أما رينا جلال فقالت:»التعليم الخاص حاليا يضمن أقل قدر من التعليم الجيد ويوفر الفصول والحمامات الآدمية، وبرغم زيادة المصروفات فإننى لا أشجع التعليم المجاني العشوائي أعني بذلك أن تكون المجانية للطالب المتفوق وكلما قل المستوى تحمل الأب نسبة أكبر من المصاريف، ولا أهتم بمراقبة الوزارة للمصاريف بقدر اهتمامي بمراقبة جودة التعليم وأساليب التدريس». وأضافت رضوى شوقي:»من وجهة نظري مميزات التعليم الخاص تتلخص في قبول الأطفال من سن صغيرة عكس المدارس التجريبية، وقلة عدد الطلاب في الفصول، ولكن زيادة الأسعار مبالغ فيها جدا، فالعام الأول من رياض الأطفال مصاريفه وصلت فى إحدى المدارس إلى 15 ألف جنيه».
بينما تقول سميرة النجار:»لا أرى أي ميزة في المدارس الخاصة إلا تباهي الآباء بمدارس أبنائهم، ولأنى أسمع سباب المدرسين داخل المدرسة واتباع العنف كأسلوب تعليم، فقد حرصت ألا يحضر ابنى فى المدرسة، واكتفيت بإعطائه دروسا خصوصية فى كل المواد بمبالغ تتعدى قيمة مصاريف المدرسة، بالإضافة لجشع المدرسين وطلب الهدايا للمدرسين والمدرسة نفسها، وبرغم ازدياد المصاريف لم أر أحدا يقوم بإخراج ابنه من المدرسة، وقد يقوم البعض بتخفيض ضروريات حياتهم ويظل الأبناء فى مدارسهم حفاظا على المظهر الاجتماعي».
وعلى العكس تقول منال رياض:» ألحقت أولادي بإحدى مدارس اللغات الخاصة ولكن بعد غلاء الأسعار حولتهم إلى مدرسة تجريبية حكومية وأتخوف من النتيجة ولكن ليس أمامي أي اختيار آخر». من خلال عملها داخل مدارس خاصة.. تقول صافي علي:»لا يوجد فرق في المناهج التعليمية التي تدرس في المدارس الحكومية والخاصة، ولكن يتلقى الطلاب فى المدارس الخاصة قدرا كبيرا من التدليل على حساب أموال آبائهم. وميزة المدارس الخاصة تتلخص في نظافة وتطور الفصول والمعامل والأنشطة والرحلات الترفيهية».
كما تقول رنا سيد - معلمة بإحدى مدارس الراهبات بالفيوم -:»المدارس الخاصة لها قيمتها، ومنذ بدء ظهورها في الفيوم أصبحت موضة للتباهي برغم أن الفارق الوحيد هو دراسة المواد العلمية باللغة الإنجليزية، وبالطبع المدارس الخاصة أفضل في الاهتمام بالطلاب، ولكن بعد زيادة المصروفات، انصرف عدد كبير من أولياء الأمور ليلحقوا أبناءهم بمدارس تجريبي».