- الجيران لم يعلموا بوفاتها حتى الآن فى سرية تامة، وبعيدا عن أى ضوضاء، ودون أن يشعر أحد، رحلت فاتن ابنة الأديب العالمى نجيب محفوظ بعد صراع مع المرض دام 6 أشهر لم يتذكر أحد فى مصر شرقها وغربها أن يزورها فى المستشفى . رحلت فاتن نجيب محفوظ فى عمر ال60 فى صمت تام، بناء على طلب شقيقتها، التى حتى لم تبلغ أحد من جيرانهم فى شقتهم الشهيرة بالعجوزة بوفاة شقيقتها فاتن، حتى وقت كتابة هذه السطور، دون أن يكون فى وداعها إلى مثواها الأخير أحد سوى شقيقتها والحانوتى والتربى، بعدما فضلوا الموت فى صمت مثلما عاشوا فى صمت بعدما ابتعد عنهم طوابير المثقفيين والحرافيش والأصدقاء، و.....إلخ الذين كانوا يعيشون معهم ساعة بساعة فى حياة والدهم . كانت مصر كلها تعلم أن فاتن ابنة نجيب محفوظ مريضة للغاية، ولكن لأن والدهم رحل عن الحياة قبل 10 سنوات، فلم يفكر احد مطلقا ولا حتى وزير الثقافة أن يطمئن عليها، ولو باتصال هاتفى، ولم يفكر أحد ممن تاجروا باسم نجيب محفوظ وصنعوا نجوميتهم الفكرية والثقافية على حس نجيب محفوظ ان يسأل عن مدى حاجة بنات نجيب محفوظ إلى أى دعم مالى أو معنوى . وبحسب معلومات " الأهرام العربى" فإن الشقيقة الأخرى أم كلثوم كانت صاحبة القرار بأن يكون كل الأمر سرا، بداية من خبر وفاتها، وحتى تشييع جثمانها الى المقابر بجوار قبر والدها ووالدتها بطريق مصر الفيوم الصحراوى . 3 أسابيع على رحيل فاتن نجيب محفوظ دون أن ينتبه أحد، مثلما رحلت والدتها قبل عام فى صمت ولم يحضر الجنازة سوى السيدة جيهان السادات والمهندس إبراهيم المعلم الناشر المعروف، وبعض الجيران فى حين غاب الجميع من وزراء ومثقفين وحرافيش عن العزاء، لدرجة أن السؤال كان بين الحضور من الجيران: ماذا لو توفيت زوجة نجيب محفوظ فى حياته؟ بنات نجيب محفوظ فى حوارهما مع الأهرام العربى فى ديسمبر 2016 فى أول وآخر حوار صحفى لها مع مطبوعة كانت هى مجلة «الأهرام العربى» فى الخريف الماضى، وتم بمكتب الأستاذ سيد عمار محامى أسرة نجيب محفوظ، واستغرق الحوار عدة ساعات ونشر فى ديسمبر 2016 الماضى. قالت فاتن: «بعد 10 سنوات من رحيله، وحشنا جدا بابا، كان شخصاً جميلاً، ولكن المحيطين به أساءوا له ولنا ولوالدتنا، وللعائلة، فقد كانوا أسوأ شيء فى حياة نجيب محفوظ بعد نجاته من الاغتيال، فبعض الناس ظهروا فى حياتنا من شياطين الإنس، وبعد نوبل اتجننت ناس كتير حوله، كل واحد عنده أجندة ومصالح، وكانت حاجة صعبة جدا، وكل واحد عايز يقرب ويعمل خطة علشان يبقى قريباً منه ويطلع يقول كلاماً مش صحيح، وفى كل ذكرى عيد ميلاد أو رحيل بيكون أسوأ شىء إننا بنتذكر «شياطين الإنس» الذين كانوا محيطين به». وأضافت فاتن فى هذا الحوار: «نجيب محفوظ كان مجاملاً جدا، معنا ومع كل الناس، وعمره ما طلع كلمة سيئة، أو وحشة أو هاجم سلطة، لدرجة أننا كنا بنتضايق أوقات منه ونقوله قول رأيك الحقيقى، وكان معندوش مشكلة إنه يعتذر لنا أو لأى حد».