اللقاء الثاني مع الحق 4 سيناء أرض المعجزات: ذهب موسي في الميقات الذي حدده له الله طامعا في رؤيته, يقول الحق: ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك قال لن تراني, ولكن إنظر إلي الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني, فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا, فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين الأعراف341. كان موسي طويل القامة قوي الجسم, كما وصفه الرسول صلي الله عليه وسلم عندما طلبوا إليه وصف الأنبياء الذين التقاهم في رحلة الإسراء والمعراج, إلا أن موسي بدا صغيرا جدا ضئيل الحجم بالنسبة لجبل الطور, ولهذا فإنه عندما طمع في النظر إلي الله أراد الحق أن يجيبه بما يثبت أن من هو الأكبر والأضخم منه آلاف المرات لا يجرؤ علي رؤيته, وأن مجرد أن يتجلي الله لهذا الجبل الراسخ, والذي لا يتخلخل, ولا يتحرك من مكانه ينهار في مكانه. وقد تعددت التفسيرات حول كلمة تجلي في الآية الكريمة فقال البعض إن الله أشار إلي الجبل بإصبعه, وهو تفسير أرفضه لأنه يتحدث عن المولي الذي ليس له نظير في إطار البشر الذين لهم أصابع وأعضاء, والتفسير الأصح أنه لما بدا لهذا الجبل الضخم شيء من نور الله لم يتحمل وانهار. وبالطبع فإنه عندما رأي موسي انهيار الجبل سقط مغشيا عليه, فلما أفاق شعر بخطئه وتاب إلي الله فعاد الجبل يرتفع مرة أخري, كما كان من قبل ثم تتدارك موسي رحمة ربه ويتلقي منه اصطفاء الحق له ليكون رسولا ونزول الألواح عليه كانت الوسيلة التي تستخدم للكتابة متضمنة تعاليم الحق ومنهجه إلي بني إسرائيل: يقول الحق في سورة الأعراف: إني اصطفيتك علي الناس برسالتي وبكلامي, فخذ ما آتيناك, وكن من الشاكرين, وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخدها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين, ومازال الحديث متواصلا. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر