شعر: أمين حداد متي سكن الهدير في أذنيك؟ حين خرج الشجر.. يجوب شوارع البلاد وهل رأيتهم ؟ نعم.. شجرة ورد كانت تصرخ: الشعب يريد وشجرة كافور كانت تلهث بجانبي وتقول: طول عمري عايشه في مكاني, وضلي رايح جاي فوق النيل, أوراقي تبدر حناني.. علي الشباب الجميل, اللي بيحفر قلبه علي جذعي. أنا النهارده.. زي الأمهات بادعي, زي العيال باجري, وصوتي طالع حفيف وهتاف وحرية, يا شعب يا مصري, أنا شجرة مصرية. شجرات الليمون, والصندل والتفاح يمشين فيعطرن الجو بروائح الحرية والكفاح شجرة البرتقال قالت قصيدة عن نهار لا يشبه ليله... ويوم جمعة يملأ الأسبوع... عن غازات مسيلة للدموع... وعن دموع عنيدة... وخوف من الهزيمة... ومشاعر قديمة... ومشاعر جديدة... وعن واحد هو المجموع شجرة الياسمين غنت شجرة الفل تمنت حين سمعت النخلة ترتل ما تيسر من الآيات وسحابة بيضاء حنت فنادي العشب: أبانا الذي في السموات ومتي عرفت الإيقاع ؟ يوم عرفت أن الشهيد يسكن الجنة... وأن الشاعر يسكن القلب واستمعت للنبض فأدركت أنه دم... يركض ركضا مرتبطا بالأرض... وبعيدا عنها ويدور في أروقة مظلمة ومنيرة وشوارع وميادين خاوية وغفيرة وانتبهت أن الدم لا يعرف لونه الأحمر إلا عند الانفجار وأنه يمشي بانسياب... علي إيقاع رتيب وأنه الميلاد والغياب والعدو والحبيب والفداء وأنه يخضب الشهداء حين يدخلون الجنة وهل يسكن النور في عينيك ؟ نعم.. منذ أن نزل القمر إلي الميدان وبات معنا علي الأرض وأبي أن يعود إلا برفقة عروس من الثوار علي أنغام العود وماهي الأخبار؟ سمعت أن الجمل قتل صاحبه والحصان مظلوم... فبعد أن أسر من يركبه... سار إلي سرة الميدان وحمل الأطفال ودار بهم حول الحديقة الوسطي دورات بطيئة ثم سريعة فأسرع ثم طار ولف مع المروحيات والطيور من حمام ويمام وأرواح سابحة, ولوح الأطفال إلي عدسات الفضائيات في الأسطح والشرفات, وصرخوا صرخات مفرحة, ولهثت عيون الآباء والأمهات, إلي أن هبط بهم الحصان وهو يضم الأجنحة. وعلمت من مصادر أن مومياء في المتحف المصري تنفست بصوت مسموع وتحركت ذراعها. وأن تكبيرات العيد كانت تسمع طوال الليل في صحراء تطل علي البحر في مكان بعيد. وأن الشجر انضم للمظاهرات وأن دماء تجري في الشوارع وأن القمر نزل إلي الأرض وأن النور سكن في عيون المصريين والإيقاع سكن قلوبهم