الأولوية لمشكلة البطالة! بعيدا عن الأسباب السياسية التي أدت إلي انفجار بركان الغضب والثورة علي امتداد أرض مصر يوم الخامس والعشرين من يناير وفي مقدمتها الضبابية المتعلقة بمشروع التوريث والفجاجة الغبية في تزوير انتخابات مجلس الشعب فإن هناك سببين رئيسيين هما اللذان صنعا هذا الالتفاف الشعبي الواسع حول الثورة وأعني بهما استشراء الفساد وتفاقم حدة أزمة البطالة. والحقيقة أن هذا الجيل الجديد من شباب مصر الذي أشعل فتيل الثورة بجسارة وجرأة كان مستفزا من كثرة الحديث عن الشباب وعن المستقبل دون أن يري علي أرض الواقع ما يؤيد ذلك وإنما علي العكس كان هناك تنام ملحوظ في أحاسيس ومشاعر هذه الأجيال الشابة بأنهم أصبحوا كالغرباء في مجتمع يتعمق اغترابه عنهم بسبب شدة الغلاء وحدة البطالة وغياب الأمل. كان واضحا للعيان- برغم كل محاولات حكومة القرية الذكية باتجاه المكابرة والمغالطة- أن مصر أغمضت عينيها عن رؤية الحجم الحقيقي للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والطاحنة ولم يعد يهمها سوي تلك الشهادات ا المضروبة ب من بعض المؤسسات الدولية حول معدلات التنمية وأرقام النمو التي لم تنعكس بأي قدر معقول علي أرض الواقع لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي خصوصا توفير الحد الأدني من فرص العمل الضرورية التي تسهم في تخفيف حدة أزمة البطالة والتي بلغت أرقاما مخيفة في أوساط خريجي الجامعات والمعاهد العليا والمعاهد المتوسطة. وفي اعتقادي أن المهمة الرئيسية للمرحلة المقبلة من العمل الوطني يجب أن ترتفع إلي مستوي حلم وطموح الأجيال الجديدة من شباب الوطن من خلال برنامج يجمع بين الجرأة والواقعية لاقتحام مشكلة البطالة التي هي لب وجوهر الأزمة الاقتصادية والاجتماعية قبل ثورة25 يناير وبعدها. إن أحاديث الديمقراطية بكل تنوعاتها تمثل متنفسا لا غني له لشعب متشوق لاستنشاق نسائم الحرية وأيضا فإن إجراءات ملاحقة الفساد والمفسدين عملية ضرورية لتأكيد مصداقية الالتزام بأهداف الثورة... ولكن تظل القدرة علي حل مشكلة البطالة هي التحدي الأكبر والجائزة الأعظم التي ينتظرها شباب مصر. وعلي كل صاحب رأي وفكر ورؤية أن يدلي بدلوه في قهر هذا التحدي وصنع هذه الجائزة
خير الكلام: كيف كنا نقتات جوعا ونعطي... أرذل المتخمين أشهي المطاعم! [email protected]