المتابع لحالة الطرق في مصر يتعجب من الواقع الذي تعيشه فعلي الرغم من قدرة الشركات والجهات المنفذة علي انجازها بشكل يطابق المواصفات القياسية مثل الوصلة الجديدة بالطريق الدائري. إذ الأرض بها حريرية في حين نجد طرقا أخري بالرغم من التطوير المستمر بها, إلا أنها متعرجة ولا تسير في خط مستقيم مثل طريق الأتوستراد الذي يمتد من كوبري الكيلو5,4 حتي بداية طريق الكريمات بمحافظة حلوان, والذي يشكو التطوير العشوائي: في جولة ميدانية بطريق الأتوستراد رصدت تحقيقات الأهرام حال الطريق الذي يبدو فيه التطوير وإن كان مازال به بعض السلبيات, لكنه أفضل من وضعه السابق قبل ستة أشهر عندما رصدنا المشكلة المتعددة به, والتي تم تدارك معظمها, وإن كان التنفيذ به العديد من العيوب مثل الانخفاض الذي تم إصلاحه أمام المجزر الآلي بالبساتين, والذي أصبح الآن أشبه بالمطب. أما التعرجات الموجودة أمام مدينة15 مايو فقد تم إصلاحها ولكن للأسف مازال هناك العديد من التعرجات في الطريق خاصة أمام إحدي نقاط الشرطة, بالإضافة إلي وجود العديد من أعمدة الانارة بلا لمبات إضاءة. أما المطبات الموجودة علي الطريق فلا يوجد أمام بعضها علامات تحذيرية, ويعيب الطريق ضيقه واتساعه في بعض المناطق مثل طريق النصر الذي يضيق بعد منطقة المنصة, ويزدحم عند الاتجاه إلي مدينة نصر, ويمثل مرور مترو مدينة نصر من هذه المنطقة مشكلة للمتمردين عليها خاصة مع قطع خطوطه الحديدية للطريق السريع! إسناد المشاريع لمن؟ يوضح الدكتور رشاد المتيني أستاذ هندسة الطرق والمرور أن هناك مشكلات أساسية تواجه جميع الطرق في مصر, تبدأ من المرحلة الأولي لبناء الطرق حيث يتم إسناد هذه المشاريع إلي الشركات أو المكاتب الاستشارية من خلال المناقصات والمزايدات التي غالبا ما ترسو علي العرض الأقل سعرا بعكس الأعراف الدولية التي ترفض العرض المادي المتدني حتي وإن كانت هذه الجهة مقدمة لعرض فني جيد إلا أن انخفاض الميزانية المقدمة يؤدي إلي استبعاد هذه الجهة. لكن القانون المصري يلزم الجهات الحكومية بأقل الأسعار علما بأن الكيلومتر الواحد في الطريق يتكلف ما يقرب من10 ملايين جنيه, وهذا لا يتحقق لكثير من الطرق في مصر! بالإضافة إلي عدم الالتزام بالتخصص فيتم إسناد المشاريع كما يقول لجهات هندسية ولكنها غير متخصصة في مجال الطرق, وبالتالي ينفذ الطريق بعيوب كثيرة, ولا تستطيع الجهات المشرفة أن تلاحظها نظرا لعدم تخصصها, ولذلك لابد من تصنيف المكاتب المتقدمة لهذه المشاريع وفقا للعمالة الدائمة لديها. أما السبب الثالث لمشكلات الطرق كما يؤكد فهو المواد المستخدمة في تنفيذ الطرق والتي تعد من مشتقات البترول, أما عيوبها فتنتج أثناء تكريرها, واستخراجها من البترول حيث تمثل منتجا ثانويا, وبالتالي لا تخرج وفقا للمواصفات العالية فتكون أقل جودة وتظهر سلبيات هذه المواد في شكل لون لامع جدا للأسفلت أو انبعاجات متراكمة في الطريق وعلي جانبيه! وللأسف مازال الكلام للدكتور المتيني فان الانفاق علي صيانة الطريق وترميمها يتكلف مبالغ طائلة يمكن تجنبها من البداية بالاختيار الصحيح للمواد وتكريرها بشكل صحيح الذي قد يتكلف مبلغا أكبر لكنه سيجنبنا عناء الصيانة المستمرة والترميمات التي تحدث في فترات متقاربة جدا بالرغم من أن الطرق المنفذة بشكل سليم لا تحتاج إلي صيانة قبل ثلاث سنوات وقد يظل الطريق في حالة جيدة إلي15 عاما! ويضيف أن الترميم الذي يتم للطرق لابد أن يتم علي يد المتخصصين وحتي لا تظهر الترميمات بوضوح وبشكل غير متساو مع باقي الطريق. حلول.. ورقابة إذا انتقلنا بالحديث إلي طريق الأتوستراد تحديدا نجد أنه ينفرد بمشكلة اللواري التي تنقل بضائع من خلاله وتحمل أضعاف الحمولة المخصصة لها التي لا تتعدي50 طنا فنجد السيارة تحمل100 و120 طنا ويكون التأثير التدميري لهذه الحمولة أكثر من16 ضعف الحمولة العادية. وعن الحلول المطروحة يشير الدكتور المتيني, إلي وجود عدد من الحلول السريعة التي يمكن تطبيقها وتتمثل في الرقابة الصارمة علي اللواري وأحمالها وعدم السماح لمالكيها بدفع الغرامات والسير مرة أخري علي الطريق, بالإضافة إلي تجنب العديد من العوامل التي تؤدي إلي تآكل الاسفلت ومنه تسرب الجاز وتفريغ قائدي الشاحنات للزيوت علي الطريق, وكذلك غسل السيارات واستخدام الكثير من المياه فالمواد البترولية يكون تأثيرها كبيرا علي أسفلت الطريق, ولكنها سريعة التطاير, بينما تكون المياه ذات تأثير أقل ولكنه أبطأ في تطايرها. من جانبه يوضح المهندس محمود حسني مدير مديرية الطرق بالقاهرة, أن هناك صيانة مستمرة للطريق, وتتم وفقا للبلاغات التي تصل إلي المحافظة ومن خلال المرور الدوري للمهندسين إذ يتم إصلاح أي جزء به تلف ويعاد رصفه مرة أخري. ويوضح أن انفجار المواسير الخاصة بالمياه والصرف الصحي هي أكثر أسباب تلف أجزاء من طريق الأتوستراد بما يسبب تآكلا في الأسفلت. ويؤكد المهندس محمود حسني وجود متابعة وإشراف من المحافظة والمديريات علي تنفيذ هذه الطرق إذ يتم التأكد من الأعمال ومن سلامة الخلاطات المستخدمة في تنفيذها. كما يشير إلي اهتمام المحافظة بوضع اللوحات الإرشادية علي طول طريق الأتوستراد.