تناولت الأقلام والأبواق عبر وسائل الإعلام المختلفة الدين الحنيف قبل وبعد التعديلات الدستورية ما بين أن الذي يقول نعم للتعديلات فهو من الطائعين لله ورسوله ومن يرفض التعديلات فهو من العصاة وآخرون يرفضون إقحام الدين في الحياة السياسية بدعوي أنهم يريدونها دولة مدنية دون الارتباط أو التأثر بالدين وتعاليمه وأوامره ونواهيه وكأن الدين مسجد وأذان وصلاة فقط. ولعل تلاعب البعض بالشعارات والألفاظ عند الفريقين وعدم بيانهم لمقاصدهم قد جعل الدين العظيم مدعاة وعرضة لمن يفقه ومن لا يفقه في تناوله بأسلوب لا يليق بمكانته داخل النفوس. ومن منطلق ذلك أريد أن أقول للجميع إن مصرنا العظيمة منذ أن تم الفتح الإسلامي لها في عصر أمير المؤمنين عمر الفاروق ستظل بمشيئة الله وحتي قيام الساعة الدولة الإسلامية المعتدلة سواء رفض الرافضون أو وافقوا والمنبهرون بحضارة الغرب المتخلفة خلقيا وسلوكيا وذلك لوجود الأزهر الشريف ومذاهبه الشرعية الوسطية السمحة ومواطنيها الذين ناصروا وأحبوا وارتبطوا بأهل بيت النبوة وتمسكوا بالسنة ولم يتشيعوا ولم يتركوا دينهم ومعتقداتهم لدعاة فصل الدين الإسلامي عن نظام حكمهم وقوانينهم المنظمة لحياتهم وستظل المادة الثانية من دستورنا بأن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع للمصريين علي اختلاف معتقداتهم لكون الشريعة الإسلامية هي الصالحة والنافعة لكل العصور الزمنية ولجميع الأنشطة ونواحي الحياة فهي المقررة للحقوق والواجبات بمساواة تامة بين المسلمين وغير المسلمين ولا يأتيها ولن يأتيها باطل أو هوي من بين يديها أو خلفها لأن مصدرها الحكيم العليم الذي أعجز الجن والإنس علي أن يأتوا ولو بآية واحدة مثل قوله الحكيم بالقرآن الكريم أو بتشريع نبيه العظيم بالسنة النبوية الشريفة ومعا نتدبر بعض الآيات القرآنية ليعلم الكافة بأننا لو أردنا الحياة بسعادة وطمأنينة فلا سبيل لنا إلا السمع والطاعة والاستجابة لأوامر ونواهي الدين الإسلامي الحنيف وعلي المناهضين والمعترضين علي تنظيم الدين لحياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها أن يعودوا للوراء لعصور أو عصر انقضي بظلمه ولظلمه منذ أسابيع قليلة قبل البحث فيما حدث بالزمن البعيد. وكيف يا سادة نخاطب من قبل المولي عز وجل بمثل هذه الآيات ولا نستجب في تشريعاتنا وحياتنا لها. (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون)(51) سورة النور. (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا)(58) سورة النساء. (فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)(65) سورة النساء. يا سادة إنني أتحدي أي شريعة من صنع البشر مثل ما شرعه ربي الحكيم في كافة المسائل والقضايا بالشريعة الغراء كالإرث والمواريث والنهي عن أكل الربا والحصول علي الأموال من الأغنياء لصالح الفقراء ومحاربة السرقة والفساد والزني وشرب الخمر وخلاف ذلك في كافة أوجه الحياة ولنتذكر السلف حينما طبقوا واستجابوا لله وللرسول فقد حكموا الدنيا من مشارقها إلي مغاربها ولنتذكر عبارة سيدنا عمر بن الخطاب وهو في طريقه لاستلام مفاتيح القدس( كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام). هذا عن ضرورة التمسك بالدين واتباع أوامر الله ورسوله فيما أمرنا به ونهانا عنه, اما بالنسبة للسادة اصحاب الشعارات الدينية والأبواق المحترفة التي تتاجر بالدين الحنيف كوسيلة لتحقيق أغراضهم الدنيوية وبيان أن الدين الإسلامي لهم وحدهم دون الفئات الأخري فعليهم أن يكفوا عن هذه الأساليب ونوصيهم بتقوي الله عز وجل لأن الدين لم يخاطبهم وحدهم ولم يعين وسطاء بين العباد ورب العباد ولم يعين أوصياء علي البشر.