تحت عنوان تبرعات مليونية دعا اللواء صالح خميس لتنظيم حملة تبرعات لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين يكون الحد الأدني فيها مليون جنيه. ويمولها أصحاب الدخول المليونية مثل الفنانين ولاعبي الكرة ومقدمي البرامج والمعلقين عبر الشاشات التليفزيونية من أصحاب الأجور الفلكية, ورجال الأعمال الذين يجنون الملايين من خيرات البلد. ومضمون هذه الدعوة يبدو مخلصا لتحقيق أهم ركن من أركان التكافل الاجتماعي بمد يد العون من المواطن القادر لغير القادرين, إلا أن جمع التبرعات المليونية من بعض الفنانين, ولاعبي الكرة, والإعلاميين يمثل اعترافا ضمنيا في أحقيتهم في الحصول علي هذه الأجور الخيالية في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن البسيط لقمة عيش يسد بها رمقه, كما أن مثل هذه الفكرة قد تستهوي بعض رجال الأعمال الذين تكشف أوراقهم عن تجاوزات وتحايل في الحصول علي أراضي الدولة, واستغلال النفوذ, واستباحة المال العام, فيبادر كل منهم بتقديم تبرعاته المليونية مرتديا لباسا زائفا من الورع والتقوي لإخفاء ما وراءه. وحتي لا تبدو هذه الدعوة كما لو أنها استجداء لدفع هؤلاء وهؤلاء لتقديم تبرعاتهم المليونية فيكفينا منهم حاليا سداد حق الدولة وعدم التهرب من سداد الضرائب المستحقة علي دخولهم الفلكية والتي تعد من أهم مصادر رفع مستوي المعيشة. وعلي الجانب الآخر علينا ألا نتهاون لتحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الموارد والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات والقضاء علي البطالة, وإعادة النظر في الأجور والمرتبات الاستفزازية, وزيادة الحد الأدني لمرتبات أصحاب الدخول المتدنية, مع الدفع بعجلة الانتاج, فكلها مجتمعة سوف تظهر تحسنا ملموسا في الظروف المعيشية دون الحاجة لحملة التبرعات المليونية. فؤاد علي الطير لواء مهندس متقاعد