في قصيدته الجميلة التي كتبها أحمد عبدالمعطي حجازي ليلة تنحي مبارك في11 فبراير الماضي, بعنوان عودة الروح.. التقط الشاعر الكبير هذا المعني الرائع الذي تعكسه هذه الصفحة:إنها عودة الروح عودة مصر إلي نفسها.. عودة الشعراء إلي الشعر.. عودتنا كلنا للغناء. نعم, لقد أعادت الثورة الشعب كله للغناء وللشعر وللفرح بعد ثلاثين عاما من فظاعة الحياة تحت ثقل نظام كريه أحال حياتنا كلها إلي نثر ركيك. وهذه القصائد التي كتبها مواطنون ينتمون إلي مهن وفئات اجتماعية مختلفة تشير الي هذه الحالة الجميلة التي سكنت وجدان الأمة.. وكلها قصائد اندلعت تحت تأثير الفرحة الطاغية بالثورة.. باستثناء قصيدة واحدة هي الأرض دارت دورتها التي كتبها الشاعر الراحل فتحي سعيد ونشرها في ديوانه الثائر الذي يحمل عنوانا: موحيا هو: مصر لم تنم. وإلي الشعر الذي اعادته الثورة إلي الشعب. يوم الكبرياء شعر: الدكتور عصام زيادة ارجل ذليلا وعش ذليلا بعد الظلام يشع نور إبليس يلطم خده ينعي الظلام ومجده ويشيع الزمن الضرير آن الآوان ان تستريح أعطاك عرشا تعتليه فخلعت ثوبك يا بطل وحنثت في قسم جلل ومشيت في زهو وتيه ارحل ذليلا وعش ذليلا هامان هل رفع الصروح فبأي قلب تستبيح دم البراءة والذبيح هل زيفت مرآتك الوجه القبيح آن الآوان ان تستريح تختار شر بطانة في كل حين كي ترفع الإعلام في جنح الظلام وتسرق الأحلام من قلب الجنين هل خدروك هل غيبوك من قال إن شعبك كالقطيع الف الهوان وقد استكان فخذ الإمارة ما تشاء وتستطيع هل خدروك هل غيبوك أنسيت ان كنانة الله العظيم خير الجنود شعب ولود أعطي الشعوب بحكمة علما يدوم ياسيدي مهلا اصبحت كهلا وبطانة السوء السفيهة تحتويك اخذت خطاك لمنتهاك هل غاب عنك العقل أم هم همشوك ياسيدي مهلا اصبحت كهلا قد اوهموك بأن ذا الطفل الغرير أضحي أمير وضع الغرور شرب السفالة من قوارير الشرور قد زينوه وألبسوه ثوبا لفرعون ابي ان يستفيق ياصاحب النمرود ياحافر الاخدود ارحل وعش بالعار انكرك الرفيق اليوم جاء زمن الضياء ابناء مصر من الشباب الابرياء بطهارة القلب الجسور والعقل منه يشع نور وسلاحهم عطر يفوح وكبرياء وجوابك الصلف العتيد لا.. لن اجيد اعمت بصيرتك الغشاوة والرياء جاءت فلولك بالسلاح عطشا لدم مستباح فبأي قلب جئت تنعي الشهداء ياوائلا في خير جيل ياعصبة الزهر الجميل البستموا مصر ثيابا من بهاء عصر الجليد لا.. لن يعود في القلب أصبحتم رموز الكبرياء قل للشهيد وذوي الشهيد هل دون جنات الخلود لكم جزاء ياليتني كنت الشهيد.. ولمصرنا كنت الفداء شكرا للثورة شعر: محمد اللاوندي شكرا للثورة, لبلاد سلكت درب الحرية لشهيد فضل ان يرحل كي نبقي نحن شكرا للشعب الثائر في أدب كي يتحرر من أردية القهر ومن أغلال الخوف وكي تسقط رايات الظلم وأقنعة الغدر فهيا نتلو آيات النصر الصادق في كل الأنحاء نودع أزماننا مفعمة بالتدليس ومترعة بلصوص سرقوا خبز الفقراء الأرض دارت دورة شعر: فتحي سعيد من ديوان مصر لم تنم الأرض دارت دورة بالخير والمسرة يا عامنا الجديد يا فجرنا الجديد بارك لنا الوليد والشيخ والفتاة والنيل والقناة وبارك الحياة علي شطوط النيل والشمس والنخيل والفأس والرجال والحقل والرمال والأرض والحصيد وصيحة النضال تضج في العروق وروعة الشروق وروعة الأصيل اغدق علي الأنام النور والسلام وبارك الجنود خفاقة البنود وقبل الشهيد وفجرنا الجديد وكن مع الثوار علي خطوط النار في الشرق والشمال والغرب والجنوب وضد من يريد الموت للأطفال والسجن للشعوب والنار والحديد وبارك الشهيد وفجرنا الجديد سواعد الأبطال لانت لها الجبال وفجرت الصخور إرادة الإنسان تحدت الزمان فانشقت البحور أسطورة تقال علي فم الأجيال منسوجة من نور حروفها نشيد للابن والحفيد تروي مدي الدهور فالأرض دارت دورة بالخير والمسرة وعادت الأيام خفاقة الأعلام يا مصرنا يا حرة الشعب يريد إسقاط النظام شعر: محمد عبدالنبي إبراهيم لكل المحبين لهذا الوطن اتركوهم لمعاودة النهوض لقد عاد بعد طول غياب طائر النور والنار..عاد الذي حكي عنه رفاعة الطهطاوي وطه حسين جاء مبرقا في سمائك يا مصر ليغزل لك من الجهات الاربع ثوبا من خيوط الشمس ليضئ وجهك يوم العرس بكل ألوان الطيف هذا الطائر البري الحر لا نستطيع ملامسته فهو دائم الترحال جاء ليحكي للأجداد والآباء ما فعله الشباب وكم غبنا عنه..فغاب عنا وكيف فهموا لغته.. ولم نفهم اتركوهم ليقودوا المسيرة صوب النور وحتي النار لاتدعوا الخبرة فهم يعرفون كيف تتحقق الأحلام والرحلة آمنة بتضحياتهم فترتيلهم قداس قدر قدروه الشعب يريد..إسقاط النظام مصر التحرير شعر: ماهر المهدي مصر الوطن قلب كبير وكل الوطن تحرير حقيقة مش خيال ولا حلم واهم فقير من كل كفر وكل مدينة راجل مسن وطفل صغير وست بسيطة ساحبة الولد بإيد وضفيرة البنت بتطير كله اتجمع في التحرير وكل الضمائر واضحة وضوح النفير مرسومة ومكتوبة ومتصورة أصدق تصوير لا للفساد..لا للتزوير ولي الشرف يا بلدي اني لمست العلم وهو بيطير وهتفت مع الثوار يسقط النظام من غير تأخير قصيدة التحرير شعر: محمد شعث الزمان:52 يناير المكان: ميدان التحرير الحكاية: شعب ثاير طالب بحرية وتغيير ثار علي اللي هان كرامته..ثار علي خوفه وصمته ثار كمان عشان عياله..بكره يتباهوا بصمته ينصر دينكم يا ثوار..فكرتونا إننا عايشين يسلم صوتكم يا أحرار.رجعتونا بني آدمين فهمتونا اننا ممكن..نغلط ونقول لأ عرفتونا علي كلمة غريبة..من حرفين كدة واسمها حق اثبتوا لنا لو فيه إرادة ممكن نهزم كل الصعب شرفتونا معاليكو يا سادة..رجعتوا لنا كرامة شعب وانت يا أزمة كتر خيرك.. صحيتي كل المصريين مش عارفين والله من غيرك..ما كنا عرفنا عدونا مين أما أنت..يا شهيد القضية.. ياللي اديت لأولاد أولادي الحرية أنا مكسوف منك أصل المشكلة كلها انك.. طب أقولها ازاي؟! مش هاقدر اقتل إللي خانوك..آه يا حسرة أبوك اصل انت يا غالي مقتول من أخوك!! لكن وغلاوة دمك.. والله وحياة راس أمك لحاخدلك تارك مش هاخده رصاص ولا بالتعوير هيكون إنجاز..هيكون تطوير هناخد بإديها..هنخلي لك مصر بلدنا زي ما كانت بتحلم بيها علي فكرة خلاص اتنحي..وخلاص جبت لنا النصر والثمانين مليون في الشارع..بيغنوا بأعلام مصر تسلم لنا أمك.. تسلم تربتها( تربيتها) لو شفتها هاركع وأبوس جزمتها ما هي رفعت راسنا تسلم خلفتها وفي النهاية..مش هاكتب تمت ما هي الحكاية ما تمتش ونجاح الثورة الشعبية..مش مربوط مع واحد يمشي نجاح الثورة هو بداية.. هو حياة.. ايدي في ايدك ياللا يا مصري نبدأ باسم الله.. البداية..