منذ فترة قامت استراتيجية الرعاية الصحية في المجتمع المدني بالبدء في إنشاء وتشغيل مستشفيات خاصة ذات تقنيات عالية, وذلك بهدف رفع مستوي الخدمة الصحية والعلاجية. ولكن ما حدث في السنوات الأخيرة من طفرة واضحة في تطوير وتجهيز وتشغيل المستشفيات الحكومية, سواء التابعة للقطاع العلاجي أو أمانة المراكز الطبية المتخصصة أو التأمين الصحي, تعتبر قفزة هائلة تغطي احتياجات المواطن المصري وتوقعاته من حيث تشخيص أدق وأخطر الأمراض مثل أمراض القلب والأورام والكبد واستكمالا لمنظومة التطوير أصبحت الخدمة الصحية بأسعار في متناول الجميع في صورة علاج علي نفقة الدولة أو التأمين الصحي أو بالمجان لغير القادرين.. هذا الأمر أدي إلي بدء التفكير لدي المستشفيات الخاصة في كيفية منافسة المستشفيات الحكومية, كما أسفرت عمليات التطوير والتحديث, سواء في الإمكانات البشرية أو الطبية, عن أن تصبح بعض المستشفيات الحكومية بيوت خبرة في تخصصات دقيقة للغاية تلبي احتياجات المرضي ومنها مستشفي شرق المدينةبالإسكندرية الذي يضم بين جنباته أحدث الأجهزة الطبية التكنولوجية المتطورة بعد أن أنفق عليها مئات الملايين من الجنيهات فأصبحت نموذجا رائعا يتباهي به مواطنو الثغر. في لقاء مع الدكتور مجدي مطر رئيس قسم القلب والقسطرة بمستشفي شرق المدينة يقول: منذ نحو الشهر تم تدعيم المستشفي بأول جهاز لعمل القسطرة القلبية والتشخيصية والعلاجية مع تركيب الدعامات الذكية والعادية لمرضي نفقة الدولة والتأمين الصحي والتعاقدات وغير القادرين.. ويعد جهاز القسطرة القلبية أول جهاز بالإسكندرية والوجه البحري وتبلغ تكلفته75 مليون جنيه, أما تكلفة عناية ما بعد القسطرة فتبلغ نحو15 مليون جنيه. وعن مزايا أحدث جهاز لقسطرة القلب يقول: فيما يتعلق بالإشعاع الصادر منه فيعد أقل نسبة إشعاع قياسا بالأجهزة الأخري, لذلك يعد أمانا للمرضي والتعقيم الطبي, بالإضافة إلي أنه يتحرك في جميع الاتجاهات, ويمكن استخدامه لإجراء القسطرة القلبية عن طريق شرايين الذراعين أو أية شرايين بالجسم, وهذا الأمر ساعد في القضاء علي عدة مشكلات وصعوبات كانت تواجه الفريق الطبي داخل غرفة العمليات في أثناء إجراء القسطرة القلبية.. وقد ساعد وجود هذا الجهاز علي خروج مريض القسطرة التشخيصية في اليوم نفسه وتركيب الدعامات بعد مرور24 ساعة, ويقوم باستخدام هذا الجهاز أساتذة متخصصون من جامعات الإسكندرية والقاهرة وعين شمس وفريق طبي ذو مهارات من فنيي أشعة وأطباء واستشاريين وهيئة تمريض. ويضيف قائلا: لقد نجحنا في مستشفي شرق المدينة في القضاء علي قوائم الانتظار لمرضي القسطرة القلبية في الإسكندرية ووجه بحري, فخلال شهر واحد فقط تم إجراء176 قسطرة تشخيصية, منها70 علاجية, أي تركيب دعامات ذكية وعادية لمرضي القلب, سواء علي نفقة الدولة أوالتأمين الصحي أو غير القادرين.. وللعلم فإن المستشفي يقوم بإجراء القسطرة القلبية لمريض نفقة الدولة فور عقد اللجنة الثلاثية دون انتظار صدور قرار العلاج علي نفقة الدولة, وذلك بهدف إنقاذ حياة المرضي دون وصولهم إلي المستشفي. أما الدكتور محمود الدماطي مدير عام مستشفي شرق المدينة فيقول: يوجد بالمستشفي مبني طبي تم تحديثه منذ عام2008 والانتهاء منه عام2010 بتكلفة إنشائية تبلغ25 مليون جنيه, وتم تجهيزه بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية بلغت تكلفتها نحو70 مليون جنيه, ويضم هذا المبني المتطور المعامل وبنك الدم وقسم الأشعة المتطورة وقسم الطب النووي, بالإضافة إلي عناية وقسم النساء والتوليد ومركز التدريب والمكتبة, ويستقبل من5 10 حالات مرضية يوميا من مختلف التخصصات والفئات, وأيضا منهم مريض نفقة الدولة وغير القادرين. ويشير إلي أن هناك عدة أقسام تم استحداثها داخل المستشفي لخدمة المرضي ليس بالإسكندرية فقط, بل ومحافظات الوجه البحري بأكمله, منها قسم الأورام الذي يضم أحدث الأجهزة الطبية المتطورة كجهاز الأشعة المقطعية للأورام(PET-CT) وهو يتكون من جهازين للأشعة المقطعية أحدهما يعمل باستخدام مادة مشعة لتحديد موقع وعدد خلايا الأورام في أي جزء من الجسم ومعرفة التمثيل الغذائي ونشاط هذه الخلايا, وكذلك تحديد أماكن ثانويات الأورام السرطانية, ويستخدم أيضا لمتابعة الحالات بعد العلاج الكيماوي والإشعاعي لتحدبد فعالية العلاج من عدمه للاستمرار في خطة العلاج أو تغييرها بالكامل.. أما الجهاز الآخر مازال يواصل حديثه فهو يفتح باستخدامه آفاقا جديدة في وسائل التشخيص الدقيق, منها إلي جانب الكشف عن الأورام تقييم استجابة الأورام السرطانية للعلاج والقدرة الدقيقة علي التفرقة بين ارتجاع الورم والتغيرات النسيجية المترتبة علي وسائل العلاج, وكذلك التقييم الدقيق لحالات الالتهابات النسيجية والعظمية وتحديد البؤر النشيطة لمرضي الصرع والتشخيص المبكر لمرض الزهايمر وتقييم كفاءة وحيوية عضلة القلب. أما الجهاز الآخر, وهو جهاز الأشعة الرقمية للثدي, فيعد أحدث جهاز أمريكي بتقنية رقمية للشكف المبكر عن أورام الثدي بدقة متناهية.. ففي إطار حملة السيدة سوزان مبارك للاهتمام بصحة المرأة من خلال مبادرة الكشف المبكر عن أورام الثدي نقوم بفحص السيدة بالجهاز الرقمي وجهاز الموجات الصوتية ويتم أخذ عينة بالإبرة تحت مخدر موضعي لأي ورم مهما صغر حجمه ويتم تحليله بمعمل الباثولوجي داخل معامل مستشفي شرق المدينة.. مع العلم بأن هذه الإجراءات تتم بالمجان للسيدات فوق سن ال45 عاما. ويواصل الدكتور الدماطي حديثه عن تطوير المستشفي فيقول: تم تدعيم المستشفي أيضا بجهاز أشعة مقطعية متعددة المقاطع(128) الذي تبلغ تكلفته نحو15 مليون جنيه, وهو أول وأحدث جهاز بالإسكندرية ومنطقة الدلتا, ويقوم بفحص جميع أجزاء الجسم وتصوير شرايين المخ والقلب والأطراف وجميع أعضاء الجسم بمعدل128 صورة في الثانية, ويسمح بتداخلات لتركيب الدعامات وتوسيع أي شرايين بالجسم. ويشير الدماطي إلي أن المستشفي تستقبل نحو ألف مريض يوميا بالعيادة الخارجية, منهم نحو200 مريض قلب, ويتم إجراء ثلاث عمليات قلب مفتوح يوميا, بمعدل15 20 عملية أسبوعيا, وذلك بعد تعزيز المستشفي بأطقم جديدة من أحدث الآلات والجراحات بجراحة القلب, مع تطوير عناية القلب المفتوح.