سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    أسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في قنا    «البترول»: مستودعات ضخمة لتخزين 400 ألف طن وقود بميناء الحمراء    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    بنك مصر يوقع عقد قرض طويل الأجل ب 990 مليون جنيه مع إيديتا للصناعات الغذائية لتمويل خطوط إنتاج جديدة    محافظ جنوب سيناء: نسعى للنهوض بالسياحة العلاجية وشرم الشيخ تتميز بتنوعها السياحي    طهران تصدر تحذيرات مشددة للدبلوماسيين الإيرانيين في الخارج    آخر مستجدات جهود مصر لوقف الحرب في غزة والعملية العسكرية الإسرائيلية برفح الفلسطينية    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    زلزال يضرب محيط مدينة نابولي جنوبي إيطاليا    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    10 لقطات لا تنسى في موسم الدوري الإنجليزي 2023-2024 (صور)    رقم تاريخي لعدد أهداف موسم 2023/24 بالدوري الإنجليزي    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    أول صور لحادث سقوط سيارة من أعلى معدية أبو غالب في المنوفية    بالأسماء، إصابة 18 عاملًا في انقلاب ميني باص بالشرقية    موعد عرض مسلسل دواعي السفر الحلقة 3    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    اليوم.. «محلية النواب» تناقش طلب إحاطة بشأن إزالة 30 عقارًا بالإسماعيلية    جهات لا ينطبق عليها قانون المنشآت الصحية الجديد، تعرف عليها    موعد إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر: توقيت وقفة عرفات وعدد أيام العطلة    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق في منتصف الأسبوع الثلاثاء 21 مايو 2024    حمدي الميرغني يحيي ذكرى رحيل سمير غانم: كنت ومازلت وستظل أسطورة الضحك    جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تنهي كافة الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    تعليم الوادى الجديد تحصد المركز الثامن بالمسابقة البحثية للثقافة الإسلامية    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    عاجل.. مصرع شاب إثر غرقه بمياه نهر النيل بمنشأة القناطر    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: مصر تستقبل 4 مواليد كل دقيقة    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال قرب مفترق بلدة طمون جنوب مدينة طوباس    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    على باب الوزير    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 12 - 2010

كلنا شركاء في جريمة قتل اللغة العربية‏..‏ القرش عندنا قاتل وعندهم يحمونه من الإنسان‏!‏ **‏ في حياتنا قضايا علينا جميعا مسئولية مواجهتها والتكاتف لأجل حلها‏..‏ واللغة العربية التي تنسحب من أفواهنا وتبتعد عن آذاننا وتتلاشي من عيوننا وتخمد في عقولنا‏..‏ تعد إحدي أهم هذه القضايا والكارثة أنها منسية ولا أحد علي أي مستوي وفي أي موقع يعيرها أدني اهتمام‏...‏
أغلبنا عندما يقرأ هذا الكلام قد يقول في نفسه وهل قضية اللغة العربية أهم من مشكلة البطالة وإشكالية القمح وحدوتة القمامة؟‏.‏
وأقول أنا‏:‏ نعم مهمة وخطيرة وأخطر ما فيها أن آثارها قد لا تكون ظاهرة ومؤثرة الآن لكن المؤكد أنها ستكون لا قدر الله دمارا لوطن ونهاية لأمة‏...‏
وهل هناك أخطر وأسوأ من أن يأتي يوم علي أمة بأكملها ماتت فيها اللغة التي كانوا يتكلمونها بعد أن اختفت تماما من حياتهم أمام خليط من كل لغات العالم نتكلمه ولا نكتبه لأنه لا يكتب إنما يسمع فقط‏!.‏
نعم‏..‏ اللغة العربية مهمة والحفاظ عليها أهم‏..‏ لأنها ليست مجرد حروف تقرأ وتكتب وتسمع إنما هي هويتنا وهي الجذور الراسخة في باطن الأرض التي تمكننا من التقدم والارتفاع علي سطح الأرض‏..‏ هي عنوان حضارة أضاء بها العرب كل جنبات العالم وقت لم تكن فيه حضارة إلا حضارة العرب‏..‏ فهل يمكن أن يأتي يوم علي العرب وقد فقدوا فيه لغتهم العربية التي صنعوا بها تاريخا وحضارة ومجدا وشموخا‏..‏ يفقدون اللغة التي هي الرابط الوثيق المتين بينهم كأمة؟‏.‏
أخطر ما في هذه القضية أن دمارها غير مرئي الآن وأشبه بنزيف غير محسوس في شعيرات بأطراف شريان صغير داخل الجسد قد لا يمثل أدني خطورة في البدايات لكنه إن استمر خطورته تتعاظم وآثاره المدمرة لا ترحم ونهايته الطبيعية المنطقية هي الموت‏...‏
لا أحد يلتفت أو يتنبه إلي الأسماء الأجنبية للمحلات والشركات والمنتجات ولكل شيء في حياتنا لدرجة أن قرابة ال‏60‏ في المائة من الأنشطة أسماؤها أجنبية وكأن اللغة العربية ليس فيها أسماء لها‏...‏
لا أحد يتوقف أمام زحف الكلمات الأجنبية علي العربية في الحوار اليومي العادي بين شريحة ليست قليلة من المجتمع لدرجة أن الجمل الواردة نجد في تركيبتها كلمات أجنبية أكثر من العربية‏...‏
هل يحدث ذلك لأن اللغة العربية ليس في مفرداتها ما يوضح وجهة نظر المتكلم والكلمات الأجنبية هي التي تسعفه في التعبير عما يريد قوله؟‏...‏
هل يتم ذلك علي سبيل الوجاهة الاجتماعية؟‏...‏
هل هو إحساس بعقدة نقص تجاه كل ما هو أجنبي يتم تعويضها باستخدام المصطلحات الأجنبية والأسماء الأجنبية؟‏...‏
لا أحد لفت نظره الإعلانات وهي سلاح خطير ومؤثر في المجتمع وعلي المجتمع‏..‏ وكيف أن اللغة العربية انسحبت منها ومكانها علت الأجنبية والعامية ومعهما ظهرت مفردات من لغة الشباب الحالية ومصطلحات الشباب الخاصة وهذه كارثة جديدة أن تظهر لغة جديدة بمفردات جديدة تزاحم الأجنبية في هجمتها علي اللغة العربية‏...‏
شيء مهم وحتمي ورائع أن يتعلم أطفالنا لغات أجنبية وهذه مسألة لا رجعة عنها ولا نقاش فيها بشرط ألا يكون ذلك علي حساب لغة الأمة لأن اللغة العربية هي الرحم الذي فيه تحتمي الأمة ولأنها حضارة الأمة ولأنها ذاكرة الأمة ولأنها الأمن القومي لهذه الأمة‏.‏
طبيعي وحتمي الحرص علي تعليم أولادنا لغات أجنبية والمنطقي أيضا أن نعلمهم بنفس الحرص ونفس الاهتمام اللغة العربية وإن تكلمنا معهم بالأجنبية في حواراتنا العادية فلابد ألا يكون ذلك علي حساب اللغة العربية لأن الطفل إن وجد الكبار حريصين علي الأجنبية فسوف يقلدهم ويوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد أخري سيأتي يوم نكتشف فيها أنه لا أحد علي أرض هذه الأمة يتكلم العربية‏...‏
أسأل هنا‏:‏ هل رأيتم في لندن مواطنا إنجليزيا يتكلم لغة بلده الإنجليزية وداخلها مصطلحات فرنسية أو ألمانية أو إيطالية؟‏.‏
الألمان من فرط اعتزازهم ببلدهم ولغتهم مستحيل أن تأتي علي ألسنتهم كله غير الألمانية وإن حدث يكونون مضطرين في حوار مع غرباء لا يتكلمون الألمانية‏!.‏
الاعتزاز بلغة الوطن أمر موجود في كل العالم لأنه انتماء وفخر وشموخ وعزوة‏...‏
أنا لا أعرف سببا واحدا يدعو العرب إلي التفريط في لغتهم وهرولتهم تجاه اللغات الأجنبية لتكون هي لغة حوارهم‏...‏
هل عندنا نحن العرب عقدة نقص نعرضها باستخدام الكلمات الأجنبية في حواراتنا العربية؟‏.‏
هل نعتبر المصطلحات الأجنبية في حوارنا نوعا من التفاخر والتباهي؟‏.‏
الذي أعرفه أن الإنسان يتباهي ويتفاخر بالأفضل‏...‏
والذي أنا علي يقين منه أن اللغة العربية هي فخرنا وهي شرفنا وهي تاريخنا ولابد أن تكون حاضرنا ومستقبلنا لأنها لأمتنا‏!.‏
القضية أكبر وأخطر مما نتصور ولم تعد تتحمل أن تبقي في ذاكرتنا المنسية التي نحيل إليها أغلب مشكلاتنا ظنا منا أنه طالما لا نتذكرها أو نذكرها هي ليست موجودة أو قائمة‏...‏
القضية ليست قاصرة علينا هنا في مصر إنما هي موجودة بصور متفاوتة في جميع الدول العربية والنهاية ستكون لا قدر الله واحدة‏...‏ موت اللغة العربية‏...‏
علينا أن نبدأ‏..‏ ليس مهما من أي بلد لأن الأهم الآن أن نبدأ‏..‏ وتصوري أن الأمر يتطلب قرارا رئاسيا بتشكيل لجنة تضم في عضويتها جميع التخصصات المعنية لتبحث وتحلل وترصد وما تصل إليه تضعه في صورة توصيات تدفعها للقيادة السياسية لاتخاذ ما تراه من قرارات هدفها وقف كل التجاوزات القائمة ضد لغة الأمة والبدء في إصلاح ما أفسدته السنوات الماضية‏...‏
إلي أن يحدث ذلك وإلي أن يصدر قرار وإلي أن تتشكل لجنة وإلي أن تجتمع اللجنة وإلي أن ترفع اللجنة توصيتها‏..‏ إلي أن تتم كل هذه الخطوات‏..‏ أتمني‏!.‏
أتمني أن يبدأ كل منا من مكانه‏..‏
الأب والأم في الأسرة بحرصهما علي تعلم أبنائهما العربية وحرصهما بالحفاظ علي اللغة العربية وأن يكونا قدوة في استخدام لغتنا في الحوار اليومي وألا يقحما الكلمات الأجنبية في كلامهما وأن يتابعا تعلم وإتقان أطفالهما العربية‏...‏
أتمني من وسائل الإعلام‏..‏ صحافة وإذاعة وتليفزيون أن تعيد مراجعتها للإعلانات وأن تعود الرقابة المسئولة عن هذا القطاع الهائل الخطورة‏..‏ رقابة مسئولة تحمي عقولنا وصحتنا وأيضا لغتنا‏...‏
أتمني أن يعاد النظر في لغة الحوار التي وصلت إليها الدراما السينمائية والتليفزيونية‏...‏
أتمني أن يصدر قرار ولا أعرف من الذي يصدره‏...‏ المهم أن يصدر بحظر إطلاق الأسماء الأجنبية علي المحلات وعلي السلع وعلي المنتجات وعلي أسماء الشركات وعلي أي حاجة في حياتنا‏...‏
أتمني أن نبدأ ونتحرك ولو خطوة‏...‏
هل بلغت اللهم فاشهد‏...‏
‏.....................................................‏
‏**‏ لم نسمع لأنه لم يحدث علي مدي سنين طويلة طويلة ربما خمسين سنة وربما مائة‏..‏ أن هاجم سمك القرش إنسانا علي شواطئنا لا في شرم الشيخ ولا الغردقة ولا في الساحل الشمالي والإسكندرية‏..‏ وهذا معناه من ناحية المنطق أن مصر شواطئها آمنة تجاه القروش وغير القروش وعندما تكون هذه هي الحقيقة فيجب أن نتعامل معها بحجمها لا تهويلا ولا تهوينا لأن سلامة من يرتاد شواطئنا مسئوليتنا الأخلاقية قبل أن تكون القانونية أو الأدبية‏..‏ إلا أن‏!.‏
الحكاية فيما يبدو مطلوب خارجيا تحويلها إلي قضية رأي عام عالمي وكأن تقاعسا مصريا وقع أو أن مهاجمة القروش للبشر اختراع مصري وقاصر علي مصر والهدف من الحملة الإعلامية الجائرة محاولة النيل من سمعة ومكانة ومكان شرم الشيخ وبالتالي ينفض عنها السائحون وينضرب الاقتصاد المصري وتنشغل مصر في المصيبة التي أتت علي فجأة بالنسبة لنا والتي هي عادية جدا في كل بلاد العالم‏..‏
يبدو أنه مطلوب أن تنشغل مصر بالضربة الاقتصادية وتنصرف عن دورها ورأيها في الكوارث المحيطة بها وتهدد أمنها القومي الذي يتأثر بما يحدث علي الحدود البعيدة لدول الجوار والذي يحدث في جنوب السودان مثلا تهديد لأمن مصر القومي‏..‏ ولهذا إشعال النار في ملابسها يلهيها في نفسها ولا يجعلها تقيم رأسها‏...‏
يريدون تحويل حدوتة القرش الذي يهاجم السائحين في شرم الشيخ إلي قضية عالمية لتخويف ولإبعاد السائحين عن الحضور إلي مصر‏..‏ يريدون هذا رغم تناقض ذلك مع كل ما يحدث حول العالم في مثل هذه الحوادث‏!.‏ كيف؟‏.‏
‏1‏ حوادث هجوم القرش علي البشر التي تمت وتتم علي شواطئ أستراليا والبرازيل وغيرها من الدول التي تعد شواطئها موطنا للقرش‏..‏ هذه الحوادث علي تلك الشواطئ لا مقارنة بين عددها وعنفها وشراستها وبين الحالات الخمس أو الأربع التي وقعت مؤخرا في شرم الشيخ في سابقة لم تحدث من قبل لا في هذا المكان ولا في غيره من الأماكن‏.‏
‏2‏ لا العالم وقف علي حيله بسبب الحوادث شبه اليومية في أمريكا وأستراليا والبرازيل ودول كثيرة مشهورة بهجوم القرش علي شواطئها والغوص في مياهها‏..‏ وهذا معناه أنه لا يوجد من يترصد هذه الدول ويتمني خرابها ومعناه أيضا أن حوادث القرش جزء من تركيبة البحار وأخطار الطبيعة ومن يرد الاستمتاع بالطبيعة يتحمل وجهها الآخر والذين يعشقون تحدي الطبيعة وتسلق قمم الجبال الشاهقة الحادة الانحدار يدركون مخاطر تحدي الطبيعة وكلها قاتلة ومع هذا تتضاعف هذه المغامرات أو التحديات وإقبال السائحين عليها خلق نشاطا اقتصاديا هائلا في بلاد كثيرة‏.‏
‏3‏ سمكة القرش أنواعها كثيرة والموجود أمام شواطئنا قرابة ال‏17‏ نوعا وسمكة القرش ليس لها عنوان مختار إنما هي تعيش في المياه العميقة وحيث يوجد غذاؤها من الأسماك المختلفة وهي تتحرك وفقا لخطوط سير الأسراب الكبيرة للأسماك مثل التونة والسالمون وقشر البياض وغيرها التي تنتقل من مكان لآخر في أسراب كبيرة من حجمها وحركتها يسهل رؤيتها من فوق سطح الماء‏..‏ وهذه الأسراب من الأسماك وراءها يتحرك القرش وأينما تذهب هو وراءها لأنها الغذاء الأسهل الموجود في التناول وحركة أسراب السمك تفسر وجود سمكة القرش في أماكن لم تظهر فيها من قبل‏...‏
‏4‏ ليس معني وجود سمكة القرش في شاطئ أنه تحول إلي حقل ألغام وكل واحد ونصيبه إن نزل فيها‏!.‏ لماذا؟‏.‏
لأن سمكة القرش لا تمثل خطرا في ظروفها العادية وهي تصبح قاتلة في حالتين‏:‏
حدوث تغيير غير معتاد في المياه مثل غرق مركب مثلا أو وقوع سمكة كبيرة في شرك موجود في المياه وصدور أصوات منها لا نسمعها نحن لكنها تنتقل في شكل ذبذبات يلتقطها القرش من مسافات بعيدة ربما كيلومتر أو أكثر فيتحرك تجاه هذه الذبذبات غير المعتاد وجودها وهو في حالة تحفز وهجوم وهذا يفسر وجود أسراب القرش عند غرق أي جسم كبير في الماء مثلما حدث يوم سقوط الطائرة الفرنسية في عرض البحر العميق قبالة شرم الشيخ وأيضا عند وقوع الأسماك الكبيرة في سنارة صياد يصطاد بالجر أو التسقيط ومقاومة السمكة للصياد وكثيرا ما تستمر هذه المقاومة لفترة زمنية كافية لأن تستقبل أي سمكة قرش موجودة في المنطقة هذه الذبذبات وتحركها تجاهها وإن وصلت قبل إخراج الصياد للسمكة الواقعة في أسر سنارته يتدخل القرش ويقضمها وهذا يتضح عندما يخرج الصياد سنارته والعالق بها جزء من السمكة والباقي التهمه القرش‏.‏
الحالة الثانية التي يتحول فيها القرش إلي قاتل عندما يوجد في المياه دماء وهي تجذبه من مسافات ووجود الدم‏..‏ دم بشري أو دم أسماك أو حيوانات بحرية يحول القرش إلي سمكة قاتلة تهاجم وتلتهم أي شيء يتحرك أمامها تحت الماء‏.‏ حتي لو كانت الضحية سمكة قرش مثلها أصابها جرح ونزفت دماء أو علقت في سنارة وصدرت عنها ذبذبات الاستغاثة التي تحول القرش إلي قاتل يلتهم ما يقابله حتي ولو كان سمكة قرش وقعت في شرك أو انجرحت‏...‏
‏5‏ في حالتنا التي نحن بصددها والسائحين الذين تعرضوا لهجوم قاتل من القرش لم تكن هناك حركة غير عادية في المياه نتج عنها تلك الذبذبات التي تجذب القرش وتجعله عدائيا لأن السائحين الروس والأوكرانيين الأربعة منهم سيدة مصابة في السبعين من عمرها بما يعني أنها بالكاد تغطس وليس عندها ولا زملائها ما يغير طبيعة المنطقة وبذلك تنتفي الحالة الأولي التي بسببها يتحول القرش إلي عدائي‏...‏
والحالة الثانية أن يكون أحد من الأربعة الذين تعرضوا لاعتداءات القرش في الحادث الأول‏..‏ أن يكون أحد منهم تعرض لجروح نزفت دماء وحضر القرش وهاجم‏...‏
وهذا الاحتمال غير قائم لأنه لم يحدث والسائحون الأربعة في الحادث الأول والسائحة الألمانية في الحادث الثاني‏..‏ أحد منهم لم يتعرض لإصابة نتج عنها جروح تنزف‏...‏
طيب لماذا تحول القرش إلي قاتل؟ هذا هو السؤال‏!‏
‏6‏ إما أن يكون قد حدث غرق لمركب أو قارب ولا أظن أن هذا حدث‏..‏ أو تكون هذه المنطقة في هذا الوقت ممرا لحركة سير أسراب التونة أو البياض أو أي نوع من الأسماك الكبيرة أو حتي الصغيرة وجذبت خلفها القروش والوليمة خلفت وراءها دماء بسببها هاج القرش والحظ العاثر أوقع السائحين في هذا المكان في ذلك التوقيت‏...‏
ويبقي احتمال آخر مستبعد لكن لابد من أخذه في الاعتبار‏..‏ وهو أن يكون في الأمر أمور لأجل ضرب واحدة من أشهر وأعظم المدن السياحية في العالم الآن‏...‏
أيا كانت الإجابة فالقضية تحتاج إلي بحث وتحليل ولو احتاج الأمر إلي استخدام خبراء من الخارج وإن كان في مصر من هم أعظم خبرة لكن زامر الحي لا يطرب‏...‏
في مصر عالم وخبير وأتكلم عن السيد اللواء عادل المستكاوي أطال الله في عمره وأعطاه الصحة وهو من الدفعة الأولي للقوات البحرية وربان أعالي البحار ورئيس سابق لمؤسسة الثروة السمكية والمناصب التي تقلدها في هذا المجال لا تعد ولا تحصي‏..‏ اسألوه‏!.‏
‏7‏ تبقي عندي ملاحظة علي من يحاولون جعل هذه الحكاية قضية رأي عام عالمي لأجل التأثير علي سمعة شرم الشيخ السياحية بهدف ضرب الاقتصاد المصري‏...‏
أريد القول لهم‏:‏ سمكة القرش التي جعلوها إلها للموت علي شواطئنا‏..‏ هي نفس سمكة القرش الموجودة علي كل شواطئ العالم بل إن في العالم أنواعا أشد فتكا وشراسة ومع هذا التبرعات تنهال من كل العالم علي الجمعيات المعنية بالبيئة البحرية لأجل الحفاظ علي سمكة القرش وحماية سمكة القرش من الصيادين رغم حوادثها المميتة ضد الإنسان‏...‏
سمكة القرش التي يتبرعون لها ويبحثون علميا لحمايتها من الإنسان‏..‏ هي نفس السمكة الموجودة عندنا والتي يريدون ضرب اقتصادنا لوجودها حية علي شواطئنا‏.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

[email protected]
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.