سيمنز الألمانية تكشف موعد تسليم أول قطار كهربائي سريع ل مصر    مقتل ضابط ومجندين إسرائيليين خلال معارك شمالي قطاع غزة    قائمة الترجي التونسي لمواجهة الأهلي بإياب نهائي أبطال إفريقيا    الأرصاد الجوية تكشف موعد انكسار موجة الحر    مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية: إنشاء دار للابتكار والمعرفة.. ومجمع ارتقاء للثقافة والفنون    عرض آخر حلقتين من مسلسل البيت بيتي 2 الليلة    رامي رضوان يهنئ زوجته دنيا سمير غانم على فيلمها الجديد روكي الغلابة    أمين الفتوى يوضح أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة: هذا اليوم صيامه حرام    الكشف عن ملعب نهائي دوري أبطال أوروبا 2026    إعلام إسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات شمالي الأراضي المحتلة    برلماني: مصر تمارس أقصى درجات ضبط النفس مع إسرائيل    انتبه- 8 أعراض للسكري تظهر على الأظافر    مراقبة بدرجة أم.. معلمة بكفر الشيخ "تهوي" للطالبات في لجنة الامتحان "فيديو"    كيليان مبابى يتوج بجائزة هداف الدورى الفرنسى للمرة السادسة توالياً    سام مرسي يفوز بجائزة أفضل لاعب في دوري القسم الثاني بتصويت الجماهير    تقارير| بوتشتينو يدخل اهتمامات اتحاد جدة    قيادى بحماس: حملات إسرائيل استهدفت قطر بالأمس القريب واليوم تبدأ على مصر    اتحاد الكرة يكرم حسن وسامي بعد ظهورهما المشرف في كأس الأمم لكرة الصالات    وزير الري يشارك في جلسة "نحو نهج عالمي واحد للصحة" بمنتدى المياه.. صور    وزارة الصحة تقدم نصائح للحماية من سرطان البروستاتا    موعد وقفة عيد الأضحى وأول أيام العيد 2024    6 يونيو المقبل الحكم بإعدام المتهمة بقتل طفلتيها التوأم بالغردقة    ضبط المتهمين باختطاف شخص بسبب خلاف مع والده فى منطقة المقطم    الجارديان: وفاة رئيسي قد تدفع إيران لاتجاه أكثر تشددًا    إقبال متوسط على انتخابات الغرف السياحية.. والقوائم تشعل الخلافات بين أعضاء الجمعية العمومية    وزير التعليم العالي يبحث مع مدير «التايمز» تعزيز تصنيف الجامعات المصرية    رئيس هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا: التصميمات النهائية لأول راوتر مصري نهاية العام    تضامن الفيوم تنظم قوافل طبية تستهدف الأسر الفقيرة بالقرى والنجوع    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    وزير الصحة يفتتح الجلسة الأولى من تدريب "الكبسولات الإدارية في الإدارة المعاصرة"    مجلس الوزراء يبدأ اجتماعه الأسبوعي بالعاصمة الإدارية لبحث ملفات مهمة    اتصالات النواب: البريد من أهم ركائز الاقتصاد الوطني وحقق أرباحا بمليار و486 مليون جنيه    السكة الحديد: تخفيض سرعة القطارات على معظم الخطوط بسبب ارتفاع الحرارة    البنك المركزي يكشف عن وصول قيمة أرصدة الذهب لديه ل448.4 مليار جنيه بنهاية أبريل    مسابقة 18 ألف معلم 2025.. اعرف شروط وخطوات التقديم    فرقة طهطا تقدم "دراما الشحاذين" على مسرح قصر ثقافة أسيوط    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    التصريحات المثيرة للجدل لدونالد ترامب حول "الرايخ الموحد"    أبرزهم بسنت شوقي ومحمد فراج.. قصة حب في زمن الخمسينيات (صور)    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    واشنطن بوست: خطة البنتاجون لتقديم مساعدات لغزة عبر الرصيف العائم تواجه انتكاسات    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    للمرة الأولى منذ "طوفان الأقصى".. بن جفير يقتحم المسجد الأقصى    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    حفظ التحقيقات حول وفاة طفلة إثر سقوطها من علو بأوسيم    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    مصر والأردن    لأول مرة .. انعقاد مجلس الحديث بمسجد الفتح بالزقازيق    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    إنبي: من الصعب الكشف عن أي بنود تخص صفقة انتقال زياد كمال إلى الزمالك    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شاهد علي السلام‏..‏ في مفاوضات القدس سعت مصر الي السلام

ما أشبه اليوم بالبارحة‏!‏ وما أشبه المناورات والمراوغات الإسرائيلية اليوم في ملف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين‏, بما واجهه الوفد المصري في مباحثات مينا هاوس من مراوغات إسرائيلية ومساومات حول الأراضي المصرية التي احتلتها إسرائيل عام‏1967‏ والمشروع الإسرائيلي لمعاهدة سلام مع مصر كما وصفها الوزير أحمد أبو الغيط في الحلقة الماضية من مشاهداته شاهد علي السلام والتي حاولت فيها إسرائيل أن تحقق أقصي مكاسب لها بالالتفاف علي الموقف المصري الصلب مستخدمة الأساليب الإسرائيلية المعروفة في التفاوض مع العرب‏...‏
أنهي الدكتور عصمت عبد المجيد تلقينه لنا في مساء يوم‏25‏ ديسمبر بقوله‏...‏ أن لدينا اليوم وزيرا جديدا للخارجية سيحتاج إلي كل الدعم‏...‏ كما أنه لا يعرف شخصيا إذا ما كان سيبقي معنا بالقاهرة أم سوف يعود إلي استئناف عمله في نيويورك‏...‏ إلا أن الأمر الهام هو أن تستمر مجموعة العمل في مداولاتها ونشاطها وإعدادها للمواقف المصرية توطئة لمفاوضات القدس التي اتفق أن تكون مقرا لاجتماعات اللجنة السياسية علي مستوي وزراء الخارجية‏...‏ والقاهرة التي ستشهد مفاوضات وزيري الدفاع في مصر وإسرائيل علي المسائل العسكرية تحقيقا لهدف الانسحاب الكامل من أراضي مصر والالتزامات الأمنية المصرية في هذا المجال‏.‏ وجاء توجيه الرئيس السادات للوزير محمد إبراهيم كامل بالإبقاء علي الدكتور عصمت عبد المجيد لفترة من الوقت بالقاهرة وحضوره أيضا لمفاوضات القدس عند انعقادها وحتي يستفيد الوزير محمد إبراهيم كامل بخبرات ومعرفة الدكتور عصمت عبد المجيد في المسائل المحيطة بالقضية الفلسطينية والمفاوضات القادمة بشأنها‏...‏ وبدأت أتبين عندئذ أن المنهج المصري هو السعي فعلا لاتفاقية شاملة بين العرب وإسرائيل تنهي النزاع العربي الإسرائيلي وتقيم سلاما شاملا واستقرارا للجميع‏...‏ من هنا أخذ اقتناعي يزداد بايجابيات المبادرة وقدرتها علي تحقيق الكثير من المكاسب والمزايا التي غابت عن العمل العربي المشترك حتي ذلك الحين‏...‏ وكان الملاحظ أن الإعلام المصري خرج في الأيام التالية لانتهاء لقاء الإسماعيلية ينتقد بحدة بالغة الأسلوب الإسرائيلي في التفاوض وصدرت مقالات حادة من كتاب قريبين من السلطة المصرية مثل موسي صبري وعلي حمدي الجمال‏...‏ كما صدرت صحيفة الأهرام بمقال بالغ العنف ضد إسرائيل كتبه الصحفي المقتدر صلاح منتصر‏...‏ كما صدرت مقالات عن شيلوك وأسلوبه في التفاوض‏...‏ واستثيرت إسرائيل وبدأ الأمريكيون يتدخلون لوقف الانتقادات المصرية للأسلوب التفاوضي الإسرائيلي‏.‏
والتقينا جميعا بالوزير محمد إبراهيم كامل‏...‏ وهو شخص مثلما كتبت سابقا دمث الأخلاق‏...‏ لديه اقتناع عظيم ببلاده وقدراتها‏...‏ كما أنه تمتع في هذه الفترة بقناعات محددة لم يتنازل عنها حتي استقالته في قمة كامب دافيد‏...‏
قام أحمد ماهر السيد‏,‏ مدير مكتبه‏...‏ ووزير الخارجية القادم في مستقبل الأيام‏...‏ بإبلاغه أنني سوف أعمل مع أحمد ماهر السيد في ملف التسوية‏...‏ وبذا فسوف أقترب من الوزير كثيرا‏...‏ وعبر الوزير عن معرفته بي وتقديره لي وأنه سوف يكلفني بالكثير من المهام والمسئوليات‏...‏ وأخذت أعمل معه منذ ذلك اليوم‏26‏ ديسمبر‏77‏ اليوم التالي لانتهاء مؤتمر الإسماعيلية وحتي يوم إعلان استقالته في‏22‏ سبتمبر‏78‏ عن قرب لصيق‏...‏ وكنت ومنذ بداية العمل مع الوزير الجديد استشعر أنه ورغم بدء اقتناعه بالمزايا الإيجابية للمبادرة المصرية إذا ما تم إدارتها بمقدرة وفاعلية‏...‏ فانه استمر أيضا يطرح الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول الأسباب والدوافع التي فرضت علي الرئيس السادات أن يفكر في نهج هذا السبيل وتحقيق هذه الصدمة للجميع بزيارة القدس وتحريك عملية السلام بهذا الأسلوب غير المسبوق في جرأته‏.‏ وكتبت للوزير الجديد في الأيام التالية لتوليه مسئولياته ما تصورته تفسيرا منطقيا لمبادرة الرئيس وحيث جاء بالمذكرة المرفوعة له والتي وافق عليها السفير أحمد ماهر السيد‏.‏ أن مصر وبعد مضي أربع سنوات علي صدمة معركة الحرب وضرب الجيش الإسرائيلي في سيناء تبينت أن الموقف قد تجمد بشكل وأضح‏...‏ كما أن محاولات جمع العرب وإسرائيل في إطار مؤتمر للسلام في جنيف قد كشفت أيضا عن الاستمرار في إضاعة الوقت حول مسائل إجرائية وأن الأطراف العربية من ناحية‏...‏ والمفترض رضاها بالمشاركة في المفاوضات‏...‏ والجانب الإسرائيلي من ناحية أخري‏...‏ تستمر تناور وتراوغ حول الإجراءات دون البحث في الجوهر وكيفية التوصل إلي المفاوضات الجادة التي يمكن أن تفتح الطريق إلي التسوية العادلة والصادقة التي تحقق أهداف الجميع‏...‏ وهي نقاط لا شك أنها لم تغب عن الرئيس السادات رغم اقتناع وزير الخارجية عندئذ‏...‏ إسماعيل فهمي‏...‏ أنه يقترب من تحقيق هدف عقد المؤتمر وإطلاق المفاوضات الجادة في إطار عربي متماسك وصلب‏...‏
وفي هذا السياق أبلغت الوزير محمد إبراهيم كامل شفهيا بحديث كان لي مع أحد الأصدقاء والزملاء الذين جمعتني بهم صلة وثيقة منذ وجودنا في مدرسة مصر الجديدة الثانوية سويا‏...‏ وهو الصديق محمد أحمد إسماعيل نجل المشير أحمد إسماعيل عليالذي كان قد أخبرني في أكتوبر‏77‏ أنه كلف من الوزير إسماعيل فهمي أثناء مشاركته في دورة الجمعية العامة في سبتمبر من نفس العام بحمل تقرير سياسي للعرض علي الرئيس السادات رأي إسماعيل فهمي إرساله مع مخصوص وعدم تضمينه الحقيبة الدبلوماسية أو الإبراق به خشية كسر شفرته‏...‏ وكان التقرير علي حد قول محمد أحمد إسماعيل يتناول جهود الوزير إسماعيل فهمي لعقد مؤتمر جنيف مرة أخري واتصالاته مع الأمريكيين وبقية الأطراف في هذا الشأن‏.‏ لقد أبلغني محمد أحمد إسماعيل في حينه أنه حمل التقرير إلي ديوان رئاسة الجمهورية في الأسبوع الأول من أكتوبر‏...77‏ إلا أن الرئيس السادات وقد علم بأن حامل التقرير هو نجل المرحوم المشير أحمد إسماعيل علي فقد طلب أن يأتي حامله السكرتير الثاني محمد أحمد إسماعيل للقائه في القناطر الخيرية‏...‏ في استراحة الرئيس هناك‏...‏ وأستقبل الرئيس السادات‏...‏ الشاب محمد أحمد أسماعيل في حجرة نومه بالاستراحة وفتح المظروف المغلق بالخاتم‏...‏وأخذ يقرأ بإمعان وتدقيق كبير‏...‏ ثم نظر إلي الشاب الواقف أمامه محمد أحمد إسماعيل‏...‏ وسأله هل لديك اطلاع علي محتويات هذا التقرير وأجابه الدبلوماسي الصغير بالنفي‏...‏ فتحدث إليه الرئيس بإيجاز شديد بمحتواه‏...‏ وسأله الرئيس‏...‏ ما رأيك‏...‏ وأخذ الشاب محمد أحمد إسماعيل يتحدث ويعقب دفاعا عن رؤية الوزير إسماعيل فهمي‏...‏ وإذ بالرئيس يقاطعه ويقول له هذا كلام لن يقود إلي شئ حقيقي‏...‏ الأمور لن تتحرك‏...‏ إن الأمر يحتاج لصدمة‏...‏ وصدمة شديدة؟‏!‏ وعبر للدبلوماسي عن شكره‏...‏ وطلب منه العودة إلي مقر عمله في نيويورك‏.‏
وقد سرد محمد أحمد إسماعيل لي هذا الأمر قبل سفره عائدا إلي نيويورك واستغربنا سويا‏...‏ ماذا يدبر الرئيس‏...‏ علي أي الأحوال مضت الأسابيع بطيئة بعد ذلك حتي الإعلان عن زيارة الرئيس إلي القدس‏...‏ وقدرت كما قدر إسماعيل انها هي الصدمة التي تحدث بها الرئيس معه في القناطر الخيرية في أوائل أكتوبر‏...77‏ ولا يجب ألا يخفي علي القارئ هنا ان الاتصالات المصرية الإسرائيلية المباشرة كانت قد بدأت في المغرب في نهاية سبتمبر‏77‏ بين حسن التهامي وموشي ديان مع وجود رئيس المخابرات المصرية كمال حسن علي في المغرب في نفس التوقيت‏.‏ وأطلعت الوزير محمد إبراهيم كامل علي هذه القصة‏...‏ تأكيدا لاقتناعي بأن الرئيس السادات لم يكن علي يقين بأن مؤتمر جنيف سوف يعقد‏...‏ وأنه إذا ما كان قد عاد للانعقاد‏...‏ فإنه ما كان سيؤدي إلي شئ حقيقي في التسوية‏...‏ وأخذت مذكرتي تسرد بقية الأسباب والتفسيرات التي أراها سببا للمبادرة وقلت ان ما يتردد عن الرئيس أنه يري أن العرب ما بعد انتهاء حرب أكتوبر لم يدعموا مصر بالشكل المناسب‏...‏ بل أن البعض منهم ذهب بعيدا في التعبير عن ضيقه من المطالب المصرية للدعم الاقتصادي في فترة التحولات التي أطلقها الرئيس السادات في المسرح المصري سواء في أبعادها الاقتصادية أو السياسية‏.‏ وقيل أن الرئيس غاضب من أسلوب المعاملة الذي تعرض له بعض مبعوثيه في دول عربية‏...‏ عند طلب الدعم للاقتصاد المصري ومشروعاته الطموحة‏.‏ وتطرقت بعد ذلك إلي عنصرين اعتقدت وقتها أن لهما ثقلهما في قراراته بالتحرك في إطار المبادرة‏...‏ وكان أولهما‏...‏ انفجار المسرح الداخلي المصري في مظاهرات‏19/18‏ يناير والشعور بأنها تعبر عن استنفار المجتمع المصري والحاجة للإسراع في برامج التنمية الاقتصادية لحماية الجبهة الداخلية خاصة وكان العدو لا يزال يرابط في الجزء الأعظم من سيناء‏...‏ أما السبب الآخر فكان في وصول حزب الليكود إلي الحكم في إسرائيل‏...‏ في مايو‏77‏ ولم يكن خافيا عن الرئيس السادات أن الحزب‏...‏ وهو في الأصل والأساس حزب حيروت الذي يعد من عتاة التشدد بإسرائيل برئاسة مناحم بيجين التلميذ الحميم والمحب لمعلمه جابوتنسكي البولندي الذي كان أكثر اليهود عداءا للعرب في فلسطين‏.‏ لقد كان وصول الحزب إلي السلطة في إسرائيل مؤشرا إلي مرحلة من التشدد والاتجاه نحو اليمين لأول مرة في إسرائيل منذ إنشائها في عام‏...48‏ وكان مؤشرا سلبيا‏...‏ فرض علي الرئيس أن يفكر مليا في كيفية تطويق الجانب الإسرائيلي ووضعه في موضع الدفاع‏...‏ وجاء الأمريكيون في هذا التوقيت ينقلون محاولة إسرائيل الانفتاح علي مصر وطرح رؤي ومواقف جديدة‏...‏ أو هكذا أوحي الأمريكيون‏...‏ وقدر الرئيس المصري إمكانية السعي للتحقق منها‏...‏ من هنا تحرك في اتجاه الموافقة علي لقاءات حسن التهامي وموشي ديان في المغرب وتلاها‏...‏ بالتالي بصدمة القدس‏...‏ ويبقي السبب الأخير في تقديري وقتها وهو أن مصر وقد أضعفت علاقتها بالاتحاد السوفيتي فقد مضي السوفيت في تضييق الخناق علي الإمدادات السوفيتية بالسلاح لمصر واستشعر الرئيس عندئذ أن علاقات القوي وتوازنها العسكري يتحول إلي صالح إسرائيل وكان عليه التحرك‏...‏ وأطلع محمد إبراهيم كامل بالتقدير علي هذه المذكرة الصريحة التي رفعتها إليه‏...‏ وأخذنا نعد لاجتماع القدس الذي عقد فعلا يوم‏17‏ يناير‏.1978‏ وأخذ الوزير محمد إبراهيم كامل يتحول تدريجيا وبسرعة لكي يتبني أهداف مبادرة الرئيس السادات ويعبر عن اقتناعه بها وبما يمكن أن تحققه لمصر وللعرب خاصة إذا ما نجح العرب ومصر في الاستمرار في الضغط علي الجانب الإسرائيلي وتوظيف الرأي العام الدولي للقبول بالأطروحات المصرية‏.‏
وكان تقدير مجموعة العمل المصرية والوزير محمد إبراهيم كامل أن أحد الأهداف المصرية المباشرة يجب أن تكون في تطوير التعاون والاتصال مع الأمريكيين‏...‏ وفي هذا السياق ابقي الوزير محمد إبراهيم كامل علي اتصال وثيق مع السفير الأمريكي بالقاهرة وهو السفير الأمريكي الكفء هيرمان أيلتس‏...‏
ودعت الولايات المتحدة إلي بدء الاجتماعات للجان السياسية والعسكرية‏...‏ وأخذنا نحن علي الجانب المصري دبلوماسيين وعسكريين ننسق المواقف ونعد لما سوف نتبناه سواء في البعد العسكري للمفاوضات أو المسائل السياسية والدبلوماسية للتسوية‏...‏ وعقد اجتماع عال المستوي لوزيري الدفاع والخارجية المصريين في مقر الخارجية المصرية يوم‏10‏ يناير توطئة لبدء أعمال اللجنة العسكرية في الأيام التالية بالقاهرة‏...‏ والأخري السياسية في القدس‏...‏ وأسفر التنسيق علي أهمية عدم وقوع الدبلوماسية المصرية في شرك قد ينصبه لها الجانب الإسرائيلي للبحث في موضوعات خطوط الانسحاب والمستوطنات وخلافه إذ اتفق أن تلك هي موضوعات تدخل في المسائل العسكرية للانسحاب المحسوم أمره مسبقا وبالتالي فلن تتطرق لها الاجتماعات الدبلوماسية‏...‏ أما في اجتماعات القدس فقد اتفق أن يكون المنهج هو البحث في إطار التسوية السياسية الشاملة بين العرب وإسرائيل وليس فقط بين مصر وإسرائيل‏.‏ كما كان الهدف المصري المعلن هو التوصل إلي إعلان مبادئ متفق عليه يحكم عناصر التسوية والمفاوضات التالية والتي يجب ألا تستغرق طويلا‏...‏ وأخذ الجانبان الإسرائيلي والمصري يتبادلان الوثائق التي تعكس رؤية كل منهما لما يمكن أن يكون إعلانا مرضيا للمبادئ الحاكمة للتسوية وذلك عبر الجانب الأمريكي الذي ابقي وإلي حد كبير علي حيادية واضحة‏...‏ كانت هذه الأيام تشهد بدء تململ المسرح الإيراني وظهور الأمام الخوميني علي المسرح الإيراني وبدء متاعب الشاه داخليا وتركيز الولايات المتحدة علي التطورات الإيرانية‏...‏ وجاء الرئيس كارتر إلي مصر قادما من الهند‏...‏ والتقي الوزير محمد إبراهيم كامل مع سيروس فانس لأول مرة في الأقصر‏...‏ وتوطدت الثقة بينهما بعد لقائهما القصير والذي لم يستغرق أكثر من نصف ساعة‏...‏ وهنا ينبغي القول أن من يعرف سيروس فانس لا يستطيع إلا أن يستشعر الرجولة في أخلاقياته ولقد كنت أنظر إليه دائما باعتباره أحد الشخصيات الخارجة من التاريخ الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية‏...‏ من هؤلاء الرجال الانجلو ساكسون‏...‏ من امثال افريل هاريمان ولوفيت وماكلويد ومارشال وهوبكنر‏...‏ الذين ساعدوا بلادهم علي الانتصار في الحرب وتوجيه العالم الغربي نحو الحرب الباردة وحلف الأطلسي وغير ذلك من تطورات‏...‏ وأقول سعي الجانب المصري مرة أخري لتأمين أكبر قدر من التفاهم المصري الأمريكي‏...‏ وأعلن كارتر في أسوان في مصر‏...‏ ولأول مرة موقفا أمريكيا أكثر موائمة للوضع الفلسطيني إذ قال البيان الأمريكي أنه يجب أن يكون هناك حل للمشكلة الفلسطينية من جميع جوانبها‏...‏ وأنه ينبغي أن يتضمن الحل الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في المشاركة في تقرير مصيره‏...‏ وهي إشارة ذات مغزي كان يجب التمسك بها والبناء عليها في الأيام والأسابيع والشهور التالية‏...‏ لم أكن أعرف عندئذ‏...‏ أنني السكرتير الأول صغير السن سوف ابقي اتناول هذه المسألة مع غيري من أعضاء وزارة الخارجية المصرية ليس فقط علي مدي عام‏1978‏ ولكن عبورا بمؤتمر مدريد في اكتوبر‏1991‏ بعد ثلاثة عشر عاما‏...‏ ثم بعد ذلك كمساعد رئيسي لوزير الخارجية المصرية عمرو موسي في الفترة من‏91‏ وحتي عام‏...99‏ وأخيرا وزيرا للخارجية اليوم‏..‏ وأسترجع الآن الجهد الذي بذل للإعداد والاتفاق علي جدول أعمال المفاوضات‏...‏ إذ سارع الجانب الإسرائيلي لكي يقدم لنا في أول يناير‏78‏ تصورا لما يمكن أن يكون عليه هذا الجدول للأعمال‏...‏ وتكشف الوثيقة المؤرخة في‏31‏ ديسمبر عناصر المشروع الإسرائيلي في هذا الصدد‏,‏ إذ كتب هيرمان ايلتس السفير الأمريكي بالقاهرة إلي وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل بما جاءه من قرينه الأمريكي صمويل لويس بإسرائيل وحيث اقترح موشي ديان جدول أعمال من ثلاث نقاط‏:‏ بحث موضوع وضعية المستوطنات الإسرائيلية المدنية في سيناء في المنطقة الواقعة إلي الشرق من خط العريش رأس محمد‏.‏ مبادئ معاهدة السلام المتعلقة بكل من جوديا وسماريا‏...‏ يقصد الضفة الغربية والمقترح الإسرائيلي في الحكم الذاتي للفلسطينيين العرب من سكان جوديا وسامريا وقطاع غزة‏.‏ العناصر التي يمكن تضمينها في اتفاقية السلام‏.‏ وطلبت الرسالة من مصر أن تقدم رؤيتها إذا ما كانت مصر ترغب في تقديم مقترح مضاد‏.‏ وأشارت الرسالة الأمريكية أيضا أن موشي ديان يحث الجانب المصري علي سرعة إعداد رده ولكي تتحرك الأمور إلي الأمام‏,‏ كما أضاف أي موشي ديان أنه يقدر أن موضوع نزع سلاح سيناء سوف تعالجه اللجنة العسكرية بالقاهرة التي ستبدأ أعمالها عدة أيام قبل اللجنة السياسية بالقدس‏,‏ حقيقة الأمر فقد بدأت اللجنة العسكرية أعمالها يوم‏11‏ سبتمبر‏,‏ أما الأخري السياسية فقد انعقدت في‏17‏ سبتمبر في القدس‏.‏ وأضافت رسالة موشي ديان أخيرا أنه إذا ما تمكنت الاجتماعات العسكرية من تسوية موضوع نزع سلاح شبه الجزيرة فإنه يمكن بالتالي أن تركز أعمال اللجنة السياسية علي المسائل السياسية علي سبيل المثال مسألة وضعية المستوطنات المدنية الإسرائيلية في سيناء‏.‏ اما إذا ما لم يتم التوصل إلي تسوية مسألة نزع السلاح‏...‏ فإنه يمكن بالتالي بحثها أيضا في القدس والقاهرة في اجتماعات اللجنتين رغم تقدير الوزير الإسرائيلي أن المسألة هي عسكرية أكثر منها سياسية‏.‏ وأكد السفير الأمريكي بالقاهرة في نهاية رسالته أنه مجرد ناقل للرسالة وهي لا تعكس أي موقف أمريكي‏.‏ وقرأنا نحن في القاهرة‏,‏ مجموعة العمل السياسية والسفير أحمد ماهر السيد و أحمد أبو الغيط‏,‏ الرسالة بالكثير من الضيق لأنه وضح منها أن إسرائيل لازالت تفكر بالأسلوب القديم‏,‏ وأنها تفترض افتراضات غير موجودة‏,‏ في مقدمتها مسألة مطلب مناحم بيجين في مشروعه المعيب بالحفاظ علي المستوطنات الإسرائيلية داخل اراضي سيناء وكذلك مسألة نزع السلاح‏...‏ كذلك وضح أن الإسرائيليين يتحدثون عن تسوية للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية تدور حول مجرد ضمان الحكم الذاتي للفلسطينيين‏.‏ وكان الملاحظ‏...‏ مرة أخري‏...‏ استمرار إسرائيل في تناول أوضاع السكان الفلسطينيين باعتبارهم الفلسطينيين العرب‏...‏ أي أن هناك فلسطينيين يهود‏...‏ وهم الإسرائيليين‏....‏ وذلك تماشيا مع النهج الذي طرحه مناحم بيجين في لقاءاته بالإسماعيلية وأحاديث موشي ديان وجولدا مائير وغيرهم من أن الإسرائيليين هم الفلسطينيون اليهود وأن هناك فلسطينيين عربا في ارض متنازع عليها‏.‏ وقمنا من جانبنا بمناقشة الأمر فيما بيننا ووافق وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل علي مقترح قدم له لكي يطرح علي الإسرائيليين عبر الأمريكيين للرؤية المصرية بالنسبة لجدول أعمال اجتماعات اللجنة السياسية‏.‏ وتضمن في أهم عناصره‏:‏
بندا خاصا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة منذ عام‏.67‏
ضمان وحدة الأراضي والاستقلال السياسي لكل دول المنطقة من خلال إجراءات يتفق عليها بين الأطراف علي أساس المعاملة بالمثل‏.‏
ضمان حق كل دول المنطقة لسيادتها ووحدة أراضيها واستقلالها‏.‏
التوصل إلي تسوية عادلة للقضية الفلسطينية في كافة عناصرها من خلال مفاوضات تشارك فيها كل من مصر الأردن إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني‏.‏
إنهاء كل دعاوي الحرب وإقامة علاقات سلمية بين كل دول المنطقة بالاتساق مع ميثاق الأمم المتحدة‏.‏ وبطبيعة الحال يلاحظ القارئ الكريم أن الطرح المصري في هذه الوثيقة لم يتغير كثيرا في جوهره خلال هذه السنوات الثلاثين‏...‏ إذ ركزنا عندئذ علي إنهاء الاحتلال بحث التسوية الفلسطينية حق الجميع في العيش في سلام وإقامة علاقات طبيعية في إطار سلام شامل وتسوية للقضية الفلسطينية‏.‏ وغاب الجانب الإسرائيلي لعشرة أيام بعدما طرحت مصر مشروع جدول أعمال المفاوضات في الأول من يناير‏...78‏ وجاءت رسالة من موشي ديان إلي محمد إبراهيم كامل تعبر عن موافقة إسرائيل علي ثلاثة مقترحات من التي قدمتها مصر مع تعديلات محددة تفرغها في الحقيقة من محتواها‏...‏ كما أضاف رفضهم لفقرتين‏...‏ هما بند الانسحاب من الأراضي المحتلة‏/‏ والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية‏.‏ وذكرت رسالة موشي ديان أنه بطبيعة الحال فان إسرائيل توافق بالكامل وبدون أي تحفظات علي حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل أراضيها‏.‏ وأكد موشي ديان في رسالته أن إسرائيل علي استعداد لقبول أي صياغة لجدول الأعمال يكون قد تضمنها قرار مجلس الأمن‏...242‏ وما عدا ذلك فإن إسرائيل لا تستطيع القبول بأي شئ آخر مشيرا إلي رفض إسرائيل ما قدمته مصر من مقترحات في الإسماعيلية يوم‏25‏ ديسمبر‏77‏ مثلما سبق التعرض له في الصفحات السابقة‏...‏ وعاد وزير خارجية إسرائيل إلي تكرار الموقف الإسرائيلي بخصوص الفلسطينيين العرب وعلاقتهم بجوديا وسامريا‏...‏ ثم اقترح أن تكون الصيغة الأساسية لجدول أعمال مفاوضات القدس تدور حول معاهدات السلام مع معالجة كل النقاط السياسية والمدنية للقضايا مثل مسائل المستوطنات المدنية في سيناء‏...‏ وعادت الرسالة في نهايتها تؤكد الرؤية الإسرائيلية في خمس نقاط كجدول أعمال مقترح‏...‏ وهي‏:‏
ضمان قدسية الأراضي والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة من خلال إجراءات من بينها إقامة مناطق منزوعة السلاح‏.‏
ضمان حق كل الدول بالمنطقة في السيادة‏/‏ ووحدة الاراضي والاستقلال السياسي‏.‏
إنهاء كل دعاوي الحرب وإقامة علاقات سلام بين كل الدول من خلال توقيع معاهدات سلام‏.‏
تضمين معاهدات السلام‏,‏ المسائل السياسية والمدنية مثل المستوطنات في سيناء‏.‏
الاتفاق علي إعلان خاص بالفلسطينيين العرب المقيمين في جوديا وسامريا وغزة‏.‏ ومرة أخري نلاحظ أن إسرائيل تسعي للتركيز علي النقاط التي تراها إيجابية لها وفي مقدمتها إنهاء حالة الحرب وتوقيع معاهدات السلام‏...‏ وتراوغ في استمرار الإشارة إلي مسألة المستوطنات بسيناء كوسيلة لتثبيت وضعية هذه المستوطنات‏...‏ ثم أخيرا إضعاف البعد الفلسطيني وحقوق الفلسطينيين باعتبارهما مجرد قضية سكان وليس شعبا له كل الحقوق وعدم تناول مسألة الانسحاب بأي شكل من الأشكال‏.‏ وعدنا في مجموعة العمل السياسية المصرية نتدبر الموقف ووافق وزير الخارجية يوم‏12‏ يناير‏78‏ علي موافاة الجانب الإسرائيلي‏,‏ عبر الأمريكيين بمقترح جديد‏...‏ مع تأكيدنا أن الأفكار المصرية لجدول الأعمال تعكس في الأساس روح ونص القرار‏242‏ الذي يؤكد عدم جواز الاستيلاء علي أراضي الغير بالقوة ومن ثم مطالبتنا لإسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة منذ عام‏67‏ وأن مصر ترفض بشكل حازم إسقاط مطالبها في الانسحاب الإسرائيلي من جدول الأعمال المقترح للمفاوضات مع تأكيد رفض مصر أيضا للموقف الإسرائيلي المعلن في الإسماعيلية ومقترحاتها في هذا الصدد وتقديم مصر لمقترحات بديلة في حينه‏...‏ تؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من سيناء‏/‏ الجولان‏/‏ والضفة الغربية وغزة‏.‏ وأخذت الرسالة المصرية من محمد إبراهيم كامل إلي موشي ديان تسخف الموقف الإسرائيلي وترد عليه باستفاضة وبالكثير من التفاصيل واتسمت الرسالة المصرية بالتالي بالحدة وبالاقتراب من نفاذ الصبر‏...‏ وعاد محمد إبراهيم كامل يكرر الموقف المصري السابق طرحه في جدول الأعمال المصري السابق اقتراحه‏.‏ وبدا أن الجانبين المصري والإسرائيلي لن ينجحا بمفردهما في التوصل إلي اتفاق علي جدول للأعمال يفتح الطريق أمام بدء المفاوضات في إطار اللجنة السياسية بالقدس‏.‏ وقدر الأمريكيون أهمية‏...‏ بل وضرورة التفكير في التدخل بين الطرفين لمساعدتهما علي تجاوز خلافاتهما‏.‏ وجاءت رسالة من السفير الأمريكي إلي وزير الخارجية المصرية في‏12‏ يناير‏78‏ تقترح التركيز علي التوصل إلي إعلان مبادئ للمفاوضات والتسوية باعتبارها الهدف الابتدائي لأعمال اللجنة السياسية ومع التوضيح بأهمية التسوية الفلسطينية والتحرك من خلال حل مرحلي لها مدته حوالي خمس أعوام‏...‏ ووصلت خلاصة الطرح الأمريكي في الرسالة إلي المطالبة بإتاحة الفرصة للوزير الأمريكي سيروس فانس أن يناقش في القدس مع الطرفين المصري والإسرائيلي مسألتين أساسيتين‏...‏ هما الاتفاق علي خطوط استرشادية للتفاوض علي ترتيبات للضفة الغربية وغزة لفترة خمسة أعوام‏...‏ وكذلك إعلان مبادئ للتسويات بين العرب وإسرائيل‏...‏ وقبل الطرفان المصري والإسرائيلي الذهاب إلي المفاوضات في إطار اعمال اللجنة السياسية بالقدس علي هذا الأساس‏.‏ وكانت اللجنة العسكرية المصرية‏/‏ الإسرائيلية قد بدأت أعمالها وعقدت فعلا أربعة اجتماعات في أيام‏12/11‏ يناير‏78‏ قبل أن يصل الوفد المصري إلي القدس يوم‏16‏ يناير‏...‏ ورأس الجانب المصري الفريق أول محمد عبد الغني الجمسي والجانب الإسرائيلي عيزرا فايتسمان وزيرا الدفاع في البلدين‏...‏ وكشفت مواقف الأطراف في هذه الجولات الأولي بين الجانبين العسكريين عن تباعد كبير‏,‏ إذ أخذ الإسرائيليون يؤكدون حاجتهم للأمن وحساسيته الكبيرة لديهم وبذا استمروا يتمسكون باستخدام القواعد الجوية في سيناء من قبل قواتهم الجوية وبقاء المستوطنين في مستوطنات سيناء‏...‏ وأخذوا يرددون سخافات وسخافات‏....‏ ورد الجانب العسكري المصري بتسفيه كل هذه المطالب والحجج‏,‏ مؤكدا عدم الاستعداد إطلاقا وتحت أي ظرف بالقبول ببحث مسألة الأمن من خلال التنازل عن اراضي أو السماح بالتواجد علي الأرض المصرية بأي شكل من الأشكال‏.‏ ورفض الجانب العسكري المصري بالتالي المقترحات الإسرائيلية لإخلالها الفاضح بالسيادة المصرية‏...‏ كما أنها تحد من قدرات مصر في الدفاع عن سيناء أو الدفاع عن قناة السويس ضد أي نوايا عدوانية إسرائيلية مستقبلية‏...‏ وأقول من جانبي إنني وبعد أن استعدت قراءة ما هو مسجل لهذه المفاوضات بين العسكريين‏...‏ أن اليوم ما هو إلا انعكاس للأمس‏...‏ وأن محاولات إسرائيل اليوم في تطويع الفلسطينيين تحت دعاوي مختلفة أشرت إليها سابقا‏...‏ ما هي إلا محاولات في الحقيقة تستهدف الحصول علي الأرض وتحت دعاوي مختلفة أثبت التاريخ والواقع خلوها من أي منطق أو حقيقة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.