هل اصبح حل الدولتين مستبعدا ومرفوضا وغير مقبول في ظل تواصل استيلاء اليهود علي الاراضي الفلسطينية وزرعها بالمستوطنات, وكذلك مدينة القدسالشرقية, والتي باتت اقرب الي التهويد الكلي, وطرد سكانها الفلسطينيين الاصليين. وهدم بيوتهم, امام اعين دول العالم كافة, التي تدعي وقوفها مع قضية العدل والحرية والمساواة ومع الحقوق الانسانية, وضد احتلال اراضي الغير بالقوة المسلحة؟! فشلت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي, واللجنة الرباعية, وكذلك الدول العربية جميعها, في إحداث اختراق في الموقف الاسرائيلي بتمديد فترة تجميد الاستيطان لأطول مدة زمنية ممكنة, لإعطاء فرصة لانجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين, وترسيم حدود الدولة الفلسطينية المستقلة, فإذا كان الموقف الاسرائيلي المتعنت والمتزمت لهذا الحد, في موضوع تمديد فترة تجميد الاستيطان لبضعة شهور, فما هو موقف حكومته اليمينية من قضية الحدود, وقضية إزالة المستوطنات, وعودة اللاجئين الفلسطينيين الي مدنهم وقراهم التي هجروا منها في عام1948, وقضية المياه وقضية عاصمة الدول الفلسطينية المستقلة اي القدسالشرقية والتي تدور فيها عجلة التهويد بأسرع من عقارب الساعه, فهل يعقل ان تقبل حكومة نيتانياهو الائتلافية بعودة اللاجئين الفلسطينيين الي مدنهم وقراهم, وترسيم الحدود علي اساس حدود الرابع من يونيو عام1967, واعادة تقسيم القدس, الي قدس شرقية واخري غربية؟ وكذلك التخلي عن الأغوار؟ تساؤلات نطرحها في قمة الازمه بتجميد الاستيطان وصولا الي المفاوضات التي تحولت من وسيلة الي غاية امام كل الاطراف, واستطاع الجانب الاسرائيلي ان يحصر الجهود الامريكية في زاوية استئناف المفاوضات وكأنها اذا دارت يكون الرئيس اوباما قد حقق هدفه الاستراتيجي في صراع الشرق الاوسط. القدس تلتهم علي مدار الساعة احمد قريع أبوعلاء رئيس دائرة شئون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية يبدي عدم تفاؤل من المفاوضات التي تسعي كل الاطراف لانطلاقها للأسباب التي طرحناها في التساؤلات السابقة, ويرد بأن عجلة التهويد في القدس تلتهم الحق العربي في كل ساعه تمر بل كل دقيقه, ويتساءل اين القانون الدولي لوقف الهوس اليهودي الذي يلتهم الارض والبيوت والبشر بآلية لاتوحي بأن هؤلاء البشر من الممكن ان نصل معهم الي حل عادل.. والحقيقة علي الارض تختلف الف مرة عن عما يدور علي موائد الحوار او حتي صفحات الصحف, كما ان المفاوض الفلسطيني لا يستطيع ان يتنازل قيد انملة عن الحقوق المشروعة في القدس. اذن علي ماذا نتفاوض, ثم في ما يخص حق العوده من هو الذي من الممكن ان يفاوض او يقدم تنازلا عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ونيتانياهو واعضاء حكومته من رئيس الدولة شيمون بيريز الي وزير خارجيته افيجدور ليبرمان يتحدثون عن نسيان حق العودة ويطالبون بالاغوار حتي لا تستطيع الحكومة الفلسطينية ان تفتح حدودها لمواطنيها التي تطالب بعودتهم الي بيوتهم في اراضي48!! فحتي لو تم تمديد تجميد الاستيطان ودارت عجلة المفاوضات فمن الذي سيلزم اسرائيل بالحقوق الفلسطينية ويجبرها علي التنازل عن احلامها التي تقوم علي التهام حق الغير, ومن الذي يستطيع ان يطبق عليها القانون الدولي والولاياتالمتحدة عجزت عن إلزامها فقط بالتجميد المؤقت. النائبة العربية في الكنيست الاسرائيلي حنين الزعبي تقول إن اسرائيل لا تشعر بأنها في حاجة الي السلام لأنها حلت هاجسها الأمني بطريقة أخري عن طريق الجدار الفاصل في الضفة, والحصار الذي فرضته علي غزة والتنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية. وتضيف لكن اسرائيل بحاجة الي المفاوضات لأنها تحميها من الضغوط والعزلة الخارجية, وتري ان المفاوضات ضربت القضية الفلسطينية وقضت علي منجزات سياسية لنضال دام عشرات السنوات. وخلصت الي ان مصلحة الفلسطينيين تتطلب العودة الي المرجعية الوطنية الحقيقية الشعبية واعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير, مشددة علي رفض المفاوضات كآلية تستبدل النضال بل اعتبارها وسيلة لحصد ثمار النضال وجزءا من المشروع الوطني. و بدلا من ان يكون توسيع الاستيطان عثرة امام السلام, بات الحديث عن توسيع المستوطنات عثرة امام المفاوضات. نيتانياهو يقود حكومة مستوطنين الدكتور نبيل شعث عضو وفد المفاوضات الفلسطيني ومسئول العلاقات الخارجية في حركة فتح, يدفع بأن العقبة في طريق السلام هو الحكومة الائتلافية الحالية التي يقودها بنيامين نيتانياهو لأنها حكومة مستوطنين بالدرجه الاولي وفي سبيل استمرارها في السلطة تخضع وتركع امام اصوات التطرف مثل مشاريع وزير الخارجية ليبرمان من يهودية الدولة, وقانون المواطنة ومشاريع التبادل السكاني, وكل الافكار العنصرية موجوده في هذة الحكومة التي تألفت لتدعم عنصرية الدولة, واستشهد شعث بما اعلنه الرئيس محمود عباس في القناة الاولي الاسرائيلية بأنه تحدث الي نيتانياهو في الجولة التي عقدت في منزله بالقدس باستعداده للقبول بتجميد غير معلن لاعمال البناء في المستوطنات بغية اتاحة الفرصة لاستمرار التفاوض في مسالة الحدود, وأن هناك فرصة سانحة حاليا لإحلال السلام وانه اذا لم يحدث تقدم في المستقبل القريب فسيؤدي الي ازدياد اليأس وتقوية العناصر المتطرفة, الا ان نيتانياهو رفض هذا الاقتراح خشية من ان يؤدي ذلك الي سقوط حكومته. لكن الدكتور شعث يؤكد ان الخيارات مازالت مفتوحة امام الفلسطينيين ولسنا شعب معدوم الخيارات, ولدينا بدائل جميعها قائمه علي القانون والشرعية ولا نعرف كلمة الطريق المسدود, وان ما تفعله اسرائيل هو محاولة للوصول بنا الي اليأس, وهذة الكلمة لاوجود لها علي الاجندة الفلسطينية