كان بريد الأهرام من أوائل المهتمين بموضوع الفتنة الطائفية وأحب أن أسميها الفطنة الطائفية لأسباب سوف أسردها فيما بعد فقد نشرت لي تحت عنوان الحجاب.. والصليب بتاريخ(1998/4/1) كلمة حول هذا الموضوع أشدت فيها بالمعاملة النبيلة بين المسلمين والمسيحيين وأشرت إلي زميلنا العزيز ناصر وليم سيفين الذي يطبع علي نفقته الخاصة امساكيات رمضان ويوزعها علينا مزيلة باسمه بجوار الآيات القرآنية, وأشرت أيضا إلي الصداقات القوية بين الزميلات المسلمات والمحجبات والاخوات المسيحيات, وبعد كل هذه السنوات مازلت أومن بأن النسيج الوطني المصري القوي لا تتخلله أية فراغات, وأن بعض الأحداث التي تطفو علي السطح أحيانا ما هي إلا فقاعات هوائية سرعان ما تختفي, وعلينا أن ننتبه جيدا لما يسمي حرب الذرائع فلا نفتح أبواب الفرص لمن يريد أن ينتهزها, خاصة أن مصر مستهدفة دائما من الخارج وللأسف من الداخل أيضا. ونحن المصريين مسلمين ومسيحيين نعلم جيدا أن تعاليم الدين المسيحي والدين الإسلامي كلها تعاليم سمحاء تدعو للسلام والأمن والمحبة والإحسان إلي الآخر واحترامه. ونحن نعلم أيضا أن الأديان السماوية لن يزيدها ولن ينقصها من دخل فيها أو خرج منها فهي باقية خالدة والأفراد راحلون. إن الشعب المصري لديه من الذكاء ما يجعله يفهم جيدا من هو العدو الخفي, ومن هو الصديق الوفي, ولديه أيضا من الفطنة لكي يعرف من يريد اشعال الفتنة, وعلينا نحن المصريين أن نوظف مالدينا من الفطن لمواجهة كل أنواع الفتن, أن نتوحد معا المسلم والمسيحي المؤيد والمعارض لكي ننهض ببلدنا ونقضي علي مشكلاتنا وخلافاتنا العقائدية والحزبية والفكرية ونحن قادرون علي أن نصبح معا عوامل بناء ووحدة لا معاول هدم وتشتت. هذه هي مصرنا الجميلة بوجهها المشرق المطل علي نهر النيل النبيل. وسبحان من قال: بسم الله الرحمن الرحيم( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون)[82 المائدة] صدق الله العظيم سهير إبراهيم عليوة وكيل أول الوزارة بمجلس الشعب سابقا