حذر المستشار الألماني السابق هيلموت كول الملقب بمستشار الوحدة الألمانية, من اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء في المانيا وبين المتعلمين والأقل تعليما. مشيرا إلي أن النسيج الاجتماعي الألماني يواجه تحديات كبيرة في هذه المرحلة. وتتزامن تحذيرات كول بمناسبة احتفالات المانيا بمرور20 عاما علي سقوط جدار برلين وإعادة توحيد شطريها وسط أرقام مقلقة نشرتها معاهد البحوث الألمانية حول تقلص عدد سكان الولايات الألمانية الجديدة في الشرق بسبب هجرة المواطنين منها, و انخفاض أعداد المواليد, وبسبب انخفاض مستوي المعيشة والتعليم فيها مقارنة بولايات ألمانيا القديمة في الغرب. وبرغم هذه الصورة المتشائمة فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعت الألمان إلي الاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي- في إشار ة إلي توحيد ألمانيا- والتوقف عن عقد المقارنات بين الشرق و الغرب. في هذه الأثناء, وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تهنئة للألمان وصف فيها تحول الألمان السلمي وتجاوز جدار الفصل بين الألمانيتين بالإنجاز التاريخي علي طريق تحقيق حلم أوروبا المشتركة والموحدة. ووصف أوباما ألمانيا الموحدة بأنها واحدة من أوثق حلفاء وأصدقاء الولاياتالمتحدة اليوم. وجاءت تصريحات السياسيين في وقت متزامن مع تمكن مناهضي الوحدة من تعكير أجواء الاحتفالات التي جرت في ولاية بريمن التي شهدت مصادمات بين نحو2000 شخص من مناهضي الوحدة الألمانية وبين قوات الأمن التي نجحت في إعادة الهدوء إلي شوارع المدينة. وفي العاصمة برلين, حالت الشرطة دون وقوع مصادمات بين المتظاهرين وبين أنصار السياسي الهولندي اليميني خيرت فيلدرز الذي ألقي كلمة في أحد فنادق المدينة هاجم فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ودعا فيها الألمان لعدم القبول بما وصفه بأسلمة المانيا. وحضر الاحتفال عدد كبير من الألمان الذين يؤيدون تأسيس حزب يميني في المانيا علي غرار حزب الحرية الهولندي, كما حضره السياسي الإسرائيلي اليميني أليعازر كوهين الذي ألقي كلمة وصف فيها إسرائيل بأنها خط الدفاع الأول عن قيم أوروبا المسيحية اليهودية.