العاصمة لها مشاكلها, وظروفها الخاصة, ففيها مقر الحكومة, ومباني الوزارات, والهيئات, والسفارات, والأجهزة الإدارية المركزية, كما أنها تمثل مركز جذب سكانيا, واقتصاديا كبيرا, لذلك أصبح من الضروري أن يتحقق لها استقلالها الإداري. , بما يضمن تنفيذ برامج التطوير فيها بسرعة بعيدا عن روتين المحليات. ومن أجل تحقيق هذا الاستقلال الإداري للعاصمة, وإنجاز عمليات التطويرفيها بشكل سريع,_ تقرر إعداد مشروع قانون جديد لإدارتها, علي أن يكون قانون العاصمة, منفصلا عن قانون الإدارة المحلية بالإضافة إلي تشكيل مجلس أمناء لإدارتها, وقد تم طرح الاقتراح في اجتماع موسع عقده الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء لمناقشة المخطط الاستراتيجي, والرؤية المستقبلية للقاهرة الكبري في عام2050, وثقلها الحضاري كعاصمة للثقافة, والتراث, والفن, وكمقصد سياحي عالمي, حيث عرضت وزارة الإسكان7 برامج في إطار المخطط الاستراتيجي_, يقوم البرنامج الأول علي التنظيم بحيث يتم وضع قانون جديد لإدارة العاصمة يدعم استقلاليتها الإدارية, أما البرنامج الثاني فيقوم علي دعم, وحماية الموارد الطبيعية, بينما يهدف البرنامج الثالث إلي حماية التراث العمراني, ويعمل البرنامج الرابع علي إعداد هيكل جديد للتوسع العمراني في العاصمة, أما البرنامج الخامس فيهدف إلي رفع كفاءة المرافق العامة, والطرق_, ويركزالبرنامج السادس علي تطوير العشوائيات, وأخيرا يتضمن البرنامج السابع تطوير الخدمات خاصة في المناطق الأكثر احتياجا وتتواكب هذه التوجهات, مع العديد من المشروعات التي تدخل في هذا النطاق, ومنها مشروع تطوير القاهرة الخديوية,والفاطمية, وتطوير المباني, والمحافظة علي التراث العمراني, وإزالة عشوائية الإعلانات, ومشروع تطوير منطقة ماسبيرو, وإعادة تخطيطها, وإنشاء عدة حدائق جديدة في عدد من المناطق منهما حديقتان علي طريق صلاح سالم, ومشروعات الطرق, والمحاور المرورية, ومشروع إعادة فتح الجراجات أسفل العمارات بالعاصمة. أفضل الحلول لإدارة العاصمة لقد حان الوقت, لأن يكون هناك كيان علي مستوي عال لإدارة العاصمة.. هكذا يقول المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة, ويهدف هذا الكيان إلي التنسيق بين الوزارات القطاعية التي تعمل في العاصمة, وفك الاشتباك بين المشروعات المتداخلة التي تنفذها الوزارات المختلفة كالصحة, والتعليم, وغيرها, فالعاصمة البريطانية لندن يديرها كيان علي أعلي مستوي, والحال كذلك في بعض العواصم العالمية مثل باريس, وحتي الدول القريبة منا, وهناك مجالس عليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء لإدارة العواصم في بعض الدول, ونحن ندرس أفضل الحلول والبدائل لإدارة القاهرة الكبري, والتنسيق الكامل بين الأجهزة المعنية بتنفيذ المشروعات الكبري بها, وعلي ذلك لابد أن تكون هناك استقلالية أكبر للمحافظين العاملين في هذا النطاق. فوائد الاستقلال الاستقلال الإداري للعاصمة, كما يقول الدكتور مصطفي مدبولي رئيس هيئة التخطيط العمراني له فوائد كثيرة, فهو يحل مشكلة التضاربات, والتداخلات بين الجهات المختلفة داخل العاصمة بصورة جذرية, كما أن هذا الاستقلال يعطي فرصة كاملة لاتخاذ قرارات حاسمة بخصوص المشروعات الكبري المراد تنفيذها بالعاصمة, بعيدا عن الإطار البيروقراطي الذي يقيد العمل داخل المحليات, ولذلك لابد أن تكون للعاصمة خصوصية أعلي من المحافظات الأخري, مشيرا إلي أن مشروع الاستقلال الإداري للعاصمة تقوم بالعمل عليه لجنة موسعة تضم العديد من الجهات مثل وزارة المجالس النيابية والتشريعية, والتنمية الإدارية, ووزارة التنمية المحلية. مواجهة تضارب الاختصاصات بينما يؤكد الدكتور ثروت بدوي أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة القاهرة, أن قانون الإدارة المحلية الصادر في عام1948, يجعل من القاهرة والمحافظات مناطق إقليمية مستقلة, ولا شك في أن القانون الحالي للإدارة المحلية, والدستور يجعلان من القاهرة شخصية قانونية مستقلة, كما تجعل من المدن الأخري شخصيات قانونية مستقلة لها إداراتها المستقلة, كما أن لها ميزانياتها المستقلة, ومن المقبول أن يكون للقاهرة نظام إداري مختلف يميزها عن أنظمة المحافظات الأخري, ويراعي ظروفها سواء من ناحية تنظيم الأجهزة الإدارية, وبما يتواءم مع توجهات الدولة نحو تطبيق اللامركزية في مختلف القطاعات, فالعاصمة تضم العديد من الأجهزة الإدارية المركزية مثل هيئات البريد, والسكك الحديدية, والنقل العام, فضلا عن وجود أجهزة إدارية غير مركزية يرتبط نشاطها, ويتحدد بحدود المدينة أو المحافظة, وبذلك يكون للقاهرة بالذات وضع مختلف لوجود جميع الأجهزة الإدارية القومية أو المركزية بها, بالرغم من أنه ليس هناك ما يمنع من وجود بعض الوزارات المركزية في بعض المحافظات, كأن تكون وزارة النقل البحري في الإسكندرية أو بورسعيد, أو السويس, وليس هناك ما يمنع من نقل وزارة التعمير إلي محافظة الوادي الجديد. الواقع الحالي يؤكد- والكلام مازال للدكتور ثروت بدوي- أن الغالبية العظمي من الوزارات, والأجهزة القومية المركزية موجودة في العاصمة, ولذلك يجب تنظيمها بما يتفق مع وجود معظم الوزارات, أو الأجهزة الإدارية المركزية, أو غير المركزية بها, وبما يحقق التنسيق الكامل بين هذه الأجهزة, منعا للتضارب, وتداخل الاختصاصات, وهذا النظام المقترح بشأن تحقيق الاستقلال الإداري للعاصمة يجب أن يكون مستقلا عن نظام الإدارة المحلية الحالي, وأن يصدر معه قانون خاص بالإدارة المحلية للعاصمة, لا سيما أن الأصوات قد بحت من أجل تعديل نظام الإدارة المحلية الحالي لما ينطوي عليه من سلبيات, ناقشتها معظم تقارير المجالس القومية المتخصصة, وآخرها تقرير المجالس الصادر بعنوان' نحو تطوير نظام الإدارة المحلية', والذي يكشف العديد من السلبيات في نظام الإدارة المحلية في مصر. وعلي ذلك, يري د. ثروت بدوي ضرورة أن يكون للعاصمة قانون مستقل, يصدر بالتزامن مع قانون جديد للإدارة المحلية حتي لا يتناقض قانون العاصمة مع القانون الحالي, وحتي لا تتضارب بنودهما, كما أن محافظ العاصمة لابد أن يكون عضوا في مجلس الوزراء, وأن يكون للمجلس دور كبير في تنظيم وإدارة أجهزة العاصمة. حاكم العاصمة.. وزيرا بالحكومة ولدي الدكتور صلاح الدين فوزي رئيس قسم القانون العام بكلية الحقوق_ جامعة المنصورة ومستشار محافظ القاهرة, رؤية تحسينية للعاصمة, ويميل إلي صدور قانون خاص للعاصمة علي غرار عواصم عالمية كبري, مثل باريس, ولندن, ولكل منهما قانون خاص.. والعواصم تحكمها عوامل جيوبولوتيكية تحكمها الجغرافيا السياسية, كما أنها تكون مقرا للحكومات, والبعثات الدبلوماسية, في الغالب تكون مركز ثقل اقتصادي, والقاهرة تنطبق عليها نفس المقومات, وفي العادة تتداخل المرافق, بين العاصمة وبين محافظات أخري متجاورة مثل محافظات حلوان, والقليوبية, والجيزة, و6 أكتوبر. وحين نتكلم عن العاصمة, فإننا نعني القاهرة الكبري, وتشمل( القاهرة, والقليوبية, والحدود المتاخمة حتي منطقة شبرا الخيمة, والحدود مع مدينة الجيزة), وقد استقطعت أجزاء من محافظة القاهرة لمصلحة محافظة حلوان, وأنا لا أميل لإنشاء محافظات جديدة, بقدر ما أميل لاستقلال العاصمة, ولذلك لابد من إخراج العاصمة من القانون الحالي للإدارة المحلية رقم43 لسنة.1979 وكلنا نعرف, أن القوانين الحالية تجعل المحافظ في مرتبة وزير معين, ترتبط ولايته بمدة ولاية السيد رئيس الجمهورية, وهي6 سنوات, وفي كل محافظة هناك مجلس تنفيذي معين برئاسة المحافظ, وعضوية رؤساء الأحياء, ورؤساء المراكز في المحافظات التي بها مراكز, وكذلك عضوية المديريات, وهذا بحكم الوظيفة, وبجوار المجلس التنفيذي المعين, هناك مجلس منتخب وهو المجلس الشعبي المحلي للمحافظة, وإذا صدر قانون مستقل لإدارة العاصمة, فلا ضرورة لان يكون هناك مجلسان, ويمكن الاحتفاظ بمجلس واحد فقط, لاسيما أن تجربة وجود مجلسين في محافظة من شأنها إبطاء العمل الإداري, الأمر الذي لا يتماشي مع فلسفة اللامركزية التي تأخذ بها الدولة حاليا. ونحن فقط نقترح مجلسا واحدا لإدارة العاصمة, يضم في عضويته مجموعة بالتعيين, ولا مانع من أن يكونوا من الشخصيات العامة, وأخري بالانتخاب, وكان هناك تصور لإنشاء مجلس أعلي لإدارة العاصمة, علي أن يكون برئاسة رئيس مجلس الوزراء. وفي تصوري_ والكلام مازال لمستشار محافظ القاهرة- أنه من الضروري أن يصبح محافظ العاصمة عضوا في مجلس الوزراء, وهنا يمكن أن تثار مسئوليته السياسية أمام البرلمان, ويمكن استجوابه بما يعني مزيدا من الرقابة علي أدائه, كما أن كونه عضوا في مجلس الوزراء, سوف يمنحه صلاحيات لاتخاذ قرارات حاسمه, وفض الاشتباك مع المحافظين, والإدارة المحلية المركزية, وفي حال الاستقلال الإداري للعاصمة يكون لها استقلالية في الموارد, وأفكار لتنمية هذه الموارد بما يصب في مصلحة العاصمة, وأجهزتها المخنلفة وبما ينعكس علي الخدمات المقدمة للمواطنين, ومن خلال الاستقلال الإداري للعاصمة يمكن إنشاء منظومة جديدة تقوم علي المشاركة مع العاصمة, وبالإمكان تأسيس شركات لحل مشكلة النظافة_ مثلا-, كما أميل لإطلاق يد حاكم العاصمة في التعيينات القيادية, ويمكن أن يكون هناك نواب قطاعوين للمحافظ, بخلاف النواب الحاليين للمناطق بحكم الموقع الجغرافي, وأن يكون لهم صلاحيات منتهية, بحيث نمنحهم صلاحيات لاتخاذ قرارات, ولكي يتفرغ حاكم العاصمة للتخطيط, ورسم السياسات, وحتي لا يضيع وقته في أشياء يمكن أن يقوم بها قيادات المحافظة, ومنهم نواب المحافظ, فالوزراء يمكن أن يضعوا رؤيتهم السياسية, وبعدها يأتي دور اللجان الفنية, وأخيرا لابد من طرح أي مشروع قانون علي الرأي العام قبل إقراره.