متي تبدأ الحكومة في نقل دواوين الوزارات ومقار الهيئات التابعة لها من مربع الوزارات -مربع الرعب المروري- من قلب العاصمة؟ بالرغم من الإعلان في وقت سابق عن اتجاه الحكومة لتنفيذ هذه الخطوة علي مراحل إلا أنه لم يتم البدء فيها حتي الآن خاصة ان هذه المقار الحكومية لا تقدم خدمات جماهيرية أو لها صلة بتقديم الخدمات. يناقش "الأسبوعي" هذه القضية بين مؤيد ومعارض لها ففي الوقت الذي يؤكد البعض أهمية نقل الوزارات من قلب العاصمة يري آخرون أنها خطوة لن تقدم أو تؤخر لأن الوزارات التي انتقلت من العاصمة إلي القرية الذكية أوجدت مشاكل أخري إضافة إلي ايجاد أزمة جديدة كما حدث في نقل وزارتي المالية والتجارة والصناعة إلي مدينة نصر. بداية يوضح د.عباس الزعفراني الأستاذ المساعد بكلية التخطيط العمراني بجامعة القاهرة ان مركز استشارات البحوث والدراسات العمرانية بكلية التخطيط العمراني أعد دراسة وافية للتصور التخطيطي المستقبلي لمربع الوزارات الواقع في وسط القاهرة والذي يضم شارع قصر العيني ونوبار من جهة الشرق والمبتديان جنوبا وذلك بناء علي تكليف من الأمانة العامة لمجلس الوزراء مشيرا إلي أن الهدف من الدراسة كان الحفاظ علي القصور التاريخية وإزالة بعض المباني القديمة والمتهالكة تمهيدا لتحويلها لحدائق ومتنزهات إلي جانب تخصيص مسارات للمرور والمشاة بما يدعم من شكل القاهرة كمنطقة حضارية. ويلفت الدكتور الزعفراني إلي أن دواوين هذه الوزارات والاجهزة المركزية سواء كانت حكومية أو شركات خاصة أو عامة أو بنوكا ما هي إلا أجهزة تأخذ القرارات السياسية وتضع الخطط والاستراتيجيات وتقوم بعمليات متابعة لما يتم تنفيذه وبالتالي فلن يؤثر نقلها في سير العمل أو تقديم الخدمات الجماهيرية حيث إنه من الممكن مباشرة عملها في أي مكان آخر عن طريق الاتصالات المباشرة بين القيادات والرؤساء وبين منفذي هذه الاعمال والخدمات. ويشير إلي أن القاهرة تعاني من انسداد مروري كبير بما له من مردود اقتصادي سلبي يتطلب ايجاد تجمع متكامل يستوعب هذه الوزارات والهيئات والمؤسسات الموجودة في قلب القاهرة حتي يتم إنقاذ العاصمة من حالة الاختناق التي تعاني منها. تجارب عالمية ويؤيده في ذلك د.محمد النجار أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة -جامعة بنها- الذي يوضح ان الدول العظمي مثل أمريكا تجعل من عاصمتها واشنطن مكانا صغيرا وغير مكدس بالوزارات والهيئات وتجعل من نيويورك مكانا لصفوة المجتمع السياسي والاجتماعي كما يلفت إلي ان البرازيل لنفس الأسباب نقلت عاصمتها إلي مكان آخر. ووصلت الأمور لدينا إلي درجة أصبح معها من الضروري نقل الوزارات غير المؤثرة والتي لا يوجد لها تعامل مع الجمهور بشكل واضح مثل وزارات الخارجية والداخلية والتعاون الدولي إلي مجتمعات عمرانية جديدة مثل العاشر من رمضان أو 6 اكتوبر او القاهرةالجديدة ويلفت في هذا الإطار الي مبادرات سابقة لبعض الجهات بالانتقال الي هذه المدن مثل الجامعة الأمريكية وكلية الشرطة. ويوضح د.النجار ان وزارة التنمية الإدارية انتهت مؤخرا من دراسة مشروع لنقل الوزارات والجهات الحكومية الموجودة بوسط المدينة وتضم 8 وزارات علي أن يكون هذا النقل علي 3 مراحل وتكون المرحلة الأولي للجهات والإدارات التي لا تقدم خدمات جماهيرية وتقع في وسط القاهرة وأيضا للجهات والإدارات التي تقدم خدمات جماهيرية بالكمبيوتر وتقع في وسط المدينة ثم المرحلة الثانية وتشمل نقل الإدارات والجهات التي لا تقدم خدمات جماهيرية وتقع خارج مربع وسط المدينة ثم نقل جهات وإدارات تقدم خدماتها مميكنة وتقع خارج القاهرة وتشمل المرحلة الثالثة الجهات التي تقع داخل وخارج المربع الوزاري وتقدم خدماتها غير المميكنة للجمهور وجار ميكنتها. وجود غير مطلوب ومن جانبه يلفت الدكتور أمين مبارك رئيس لجنة الصناعة السابق بمجلس الشعب إلي أن مربع الوزارات الموجود بشوارع القصر العيني ومنصور والفلكي وميدان التحرير به عدد من الوزارات ليس لها علاقات مباشرة مع الجمهور مثل وزارات الإسكان والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والتضامن الاجتماعي والأحري أن يتم نقلها الي المدن الجديدة كالشروق والتجمع الخامس و6 اكتوبر والعاشر من رمضان كما يري د. مبارك ان وجود وزارة كالداخلية لا معني له في وسط المدينة حيث تقوم اقسام الشرطة بدورها مع الجمهور داخل وخارج المدينة وفي جميع الأحياء والمدن وينطبق نفس الشيء علي وزارات التعليم والتعليم العالي والاسكان لانها لا تعتبر منافذ خدمية لا يتطلب الأمر وجودها داخل وسط المدينة وإذا استدعي الأمر ذلك فالمطلوب مكاتب صغيرة فقط.