تحقيق باسم صادق: في فترة من الفترات كان حي الشيخ زايد من أرقي الأحياء تخطيطا ونظافة وفي السنوات الأخيرة زحفت الفوضي والعشوائيات الي الحي فتحولت الأرصفة الي مقاه للشيشة واحتل باعة الخضر الميادين والشوارع الرئيسية وانتشرت الورش في الأدوار الارضية للعمارات وعجز جهاز المدينة عن مواجهة هذه الهجمة الشرسة. تبدأ الحكاية حسب ما قاله محمد عبدالجليل موظف في أحد الفنادق وأحد سكان المدينة بامرأة قادمة من الفيوم, حيث افترشت تلك المرأة في ذات نهار رصيف المستشفي العام بقفص بلح, ثم تلاها أحد باعة الخضر, ويوما بعد يوم تحول الميدان الأهم في الحي الأول والذي يشغله المستشفي العام ومكتب البريد وحضانة الأطفال الي سوق كبير أبطاله باعة جائلون, فما بين بائعي الخضراوات والفاكهة والأسماك الي بائعي لعب الأطفال تحول الميدان والكلام لايزال لمحمد عبدالجليل الي سوق كبير تحت أعين جهاز المدينة وشرطة المرافق, وتساءل خالد أبو النجا موظف كيف تقام سوق غير شرعية علي بعد خطوات من مكتب رئيس الجهاز وشرطة المرافق دون أن يتحرك أحد.. من المؤكد أن هناك سرا ما. إيمان خيري مخرجة بالتليفزيون وتسكن الحي الأول تؤكد وجود مصالح متبادلة خفية وتشير الي أن جميع المحلات والمقاهي المنتشرة بشكل غير شرعي تقفل أبوابها ساعة علي الأقل قبل مرور أي من حملات المحافظة. وأضافت: إن أغلب المحلات ليس لديها تراخيص لمزاولة العمل وليس لديها بالتالي بطاقات ضريبية ولا شهادات من وزارة الصحة ومع هذا تمارس عملها في حماية جهاز المدينة وتحت سمع وبصر رجاله, مشيرة الي تجاهل كافة الشكاوي التي تقدمت بها وجيرانها ضد مثل هذه المحلات. حاكم بأمره هكذا قال رامي ابراهيم احد السكان حيث أنه بعد تجاهل الجهاز ومدير التنمية المحلية شكاواه الخاصة بتعدي المقاهي غير الشرعية علي المساحات الخضراء تقدم بشكواه الي محافظة السادس من أكتوبر ليفاجأ بأن السيد المحافظ ليس له سلطان علي مدينة الشيخ زايد ومن ثم نصحه مدير مكتب المحافظ بأن يواجه مصير شكاواه مع جهاز المدينة. وبسؤال السيد أنور عبدالخالق مدير مكتب محافظ السادس من أكتوبر أجاب أن مدينة الشيخ زايد ومدينة السادس من أكتوبر غير تابعتين للمحافظة وإنما تابعتان لهيئة المجتمعات العمرانية بوزارة الاسكان, وبسؤاله عن مصير الشكاوي المقدمة للمحافظة ضد رئيس جهاز المدينة قال إن هذه الشكاوي تحال الي رئيس الجهاز للبت فيها! أي أن السيد رئيس الجهاز يصبح بقدرة قادر الحكم والمشكو في حقه في الوقت نفسه! محمد عبدالحليم موظف وأحد سكان الحي الأول يشيرالي كم المقاهي التي تفتح أبوابها علي مدار الليل والنهار قائلا: هنا في مدينة الشيخ زايد مقهي لكل عقار, لافتا الي أن المشكلة ليست فحسب في انتشار هذه المقاهي وإنما في استغلالها كافة المساحات الخضراء المفترض أنها رئة المدينة وضمها إليها, مايعني أولا تحول هذه المساحات الخضراء الي أراض جرداء, وما يعني ثانيا حرمان المدينة من متنزهاتها الطبيعية وحرمان الأطفال من أماكن للعب.. أما أحمد عبدالرحمن نائب رئيس إدارة الحاسب الآلي في احد البنوك فيتفق معه ويضيف أنه حتي الساحات التي تقع في منتصف الحي الأول يستغلها البعض في إقامة حفلات زفافهم التي تمتد حتي الصباح دون أن يتدخل رئيس المدينة لمنعها, حتي أنه يشاع بين كثير من السكان أن هذه الأفراح تقام بترخيص من سيادته وجهازه! عوض احمد بجريدة الأخبار وأحد سكان الحي الأول, قال إن محلات الألوميتال وتقطيع الرخام في سوق المهندسين باتت تتنافس علي الأكثر قدرة علي أزعاج سكان العمارات فبين أصوات منشار تقطيع الألوميتال وصراخ صاروخ الرخام ضاعت أحلام الحياة الهادئة, ناهيك عن التلوث الناتج عن تقطيع الرخام والذي يهدد صحة المواطنين قاطني الحي الأول. إيهاب أمين مهندس صوتيشكو من ورش تصليح السيارات التي انتشرت في محلات سنتر اللؤلؤة أهم مراكز المدينة التجارية وكذلك أسفل كثير من العقارات دون أن يمنعهم أحد. حاتم حافظ الذي يسكن المدينة منذ6 سنوات والذي شهد تطور المدينة وتزايد معدلات الإهمال فيها قال إنه حين شكا لنائب رئيس جهاز المدينة من فشل رجال الجهاز في فرض القانون أخبره الأخير أن الفساد في المدينة أصبح مؤسسة في إشارة الي قيام صغار الموظفين بتبليغ أصحاب المحلات قبل خروج أي حملة.. حافظ أكد أن الحلول والشكاوي الفردية لم تعد تجدي ولهذا فكر في جمع توقيعات من سكان المدينة لتفويض لجنة السكان للتفاوض مع رئيس الجهاز حتي تعود المدينة نظيفة وهادئة كما كانت في الماضي قبل عامين من الآن. وأضاف حافظ: شكلنا لجنة وبدأنا في جمع توقيعات السكان الذين رحبوا بالفكرة حتي تم جمع أكثر من100 توقيع, ثم ذهبنا للقاء رئيس الجهاز الذي رفض مقابلتنا بحجة أنه لايستقبل مواطنين بعد الساعة الرابعة, رغم أنه خلال النهار يقال لنا دائما العبارة نفسها: أصل الباشا بيمر ومش في مكتبه. الذين سكنوا مدينة الشيخ زايد منذ سنوات يتجولون اليوم بين شوارعها وكأنهم لايعرفونها, ففي عامين فقط تم تغيير شركة النظافة فملأت القمامة شوارع المدينة.