«الجارديان»: الحرب تعمق جراح الاقتصاد الأوكراني    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في القمة العربية بالبحرين    القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا: روسيا غير قادرة على تحقيق اختراق في خاركيف    مصطفى شلبي يعلن جاهزيته لنهائي الكونفدرالية    وصول إلهام شاهين وعايدة فهمي افتتاح الدورة الثانية من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    النيابة تعاين موقع حريق مخزن مصنع شركة الأدوية بأسيوط الجديدة (احترق بالكامل)    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    إنطلاق المشروع القومي لتطوير مدربي المنتخبات المصرية لكرة القدم NCE    "زراعة النواب" تطالب بوقف إهدار المال العام وحسم ملف العمالة بوزارة الزراعة    حدث في 8 ساعات| الرئيس السيسي يشارك في القمة العربية.. ومصر ترفض طلبات إسرائيلية    بالفيديو.. كواليس كوميدية للفنانة ياسمين عبد العزيز في حملتها الإعلانية الجديدة    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس    باسم سمرة يعلن انتهاء تصوير فيلم اللعب مع العيال    الهلال السعودي يراقب نجم برشلونة    شي جين بينغ بمناسبة قمة البحرين: العلاقات الصينية العربية تمر بأفضل فترة في التاريخ    وزارة الصحة: إرشادات مهمة للحماية من العدوى خلال مناسك الحج    مترو التوفيقية القاهرة.. 5 محطات جديدة تعمل في نقل الركاب    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    حريق في طائرة أمريكية يجبر المسافرين على الإخلاء (فيديو)    قرار حكومى باعتبار مشروع نزع ملكية عقارين بشارع السبتية من أعمال المنفعة العامة    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    "الصحة" تنظم فاعلية للاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد .. صور    كيف تؤثر موجات الطقس الحارة على الصحة النفسية والبدنية للفرد؟    "هُتك عرضه".. آخر تطورات واقعة تهديد طفل بمقطع فيديو في الشرقية    هالة الشلقاني.. قصة حب عادل إمام الأولي والأخيرة    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    تفاصيل اجتماع وزيرا الرياضة و التخطيط لتقييم العروض المتُقدمة لإدارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية    السفير المصري بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة هامة لتسويق المنتجات المصرية    جامعة الفيوم تنظم ندوة عن بث روح الانتماء في الطلاب    شرطة الكهرباء تضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    التصلب المتعدد تحت المجهر.. بروتوكولات جديدة للكشف المبكر والعلاج    قطع مياه الشرب عن 6 قرى في سمسطا ببني سويف.. تفاصيل    نجم الأهلي مهدد بالاستبعاد من منتخب مصر (تعرف على السبب)    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    الخارجية الكورية الجنوبية تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل لرئيس الوزراء السلوفاكي    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعة بنها وجامعة ووهان الصينية    جولة جديدة لأتوبيس الفن الجميل بمتحف الفن الإسلامي    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    أنشيلوتي يقترب من رقم تاريخي مع ريال مدريد    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المباني المخالفة تناطح القانون

معظم الخدمات البسيطة .. والهامة لحياة المواطن اليومية عجزت الاحياء عن تقديمها كالانارة والرصف .. لم يتوقف التراخي عند هذا الحد فالاحياء فقدت هيبتها بعد عجزها عن مواجهة الباعة الجائلين والاسواق العشوائية وفشل حملات الاشغالات في ردعهم!
بل وتحولت تلك الحملات الي "سبوبة" لضعاف النفوس يسربون مواعيدها اما محاضر البيئة والاشغالات فهي حبر علي ورق!
المقاهي والورش انتشرت بعشوائية تنشر البلطجة وتجارة المخدرات.. والشوارع تحولت لجراج كبير وهناك دائما من يدفع ومن يمد يده ليأخذ.
139 جمهورية تفتح اليوم ملف "المحليات" الصداع اليومي للمواطنين وسبب مشاكلهم التي لا تنتهي.. تجولنا في كل احياء القاهرة والجيزة وحلوان والقليوبية.. رصدنا المخالفات بالصور واستمعنا لشكاوي الناس وواجهنا رؤساء الاحياء لعل وعسي ان نفلح في القاء حجر الماء الراكد.
ورصدنا ايضا تجربة مراكز خدمة المواطنين الاليكترونية التي لم تقدم شيئا ملموسا للناس حتي الآن مجرد لافتات براقة وأجهزة كمبيوتر معطلة.. رؤساء الأحياء القوا الكرة في ملعب المواطن.. والمواطن لايكف عن الشكوي ولكننا مازلنا نقف في المربع رقم صفر.. المشاكل قائمة وستظل والمسئولون لايدرون من أين يبدأون!!!
تأتي مخالفات البناء علي رأس مشكلات المحليات فلا يوجد حي في القاهرة او الجيزة الا وفيه ادوار او مبان او ابراج غير مرخصة ويقف فساد الذمم والثغرات القانونية والروتين اكبر العقبات امام ازالة تلك المخالفات. بعض رؤساء الاحياء يتراخون عن مواجهة هذه المباني المخالفة ورغم صدور قانون البناء الموحد الا ان القانون وحده لم يمنع الابراج الشاهقة والادوار المخالفة!!
اوضحت دراسة حديثة صادرة عن جامعة القاهرة ان 90% من عقارات مصر مخالفة واشارت الدراسة إلي ان ضعف اجور مهندسي الاحياء وصعوبة حصول المواطنين علي الترخيص بشكل شرعي مما فتح باب الرشاوي كما ان تضارب قوانين وتشريعات البناء سهلت عملية الالتفاف عليها واختراقها وقالت نفس الدراسة ان 50% من مباني مصر تحتاج للصيانة بالاضافة الي مليون عقار آيلة للسقوط في محافظات الجمهورية. وهناك 132 الف قرار ازالة مجمدة في ادراج المحليات.
الخط الساخن تجول بين أحياء القاهرة والجيزة ورصد العديد من العمارات والابراج التي لاترخيص لها بل ويوجد في بعضها شروخ لعدم تحمل الاساسات الادوار غير المصرح بها. ولكن اعين المحليات لاتري تلك المخالفات وحتي عندما تراها ويصدر لها قرار ازالة لايجد طريقه للتنفيذ.
البداية كانت في حي البساتين الذي يشهد اكبر حركة بناء مخالفة لم يفلح الحي في وقفها او ازالتها يقول حسين محمد انه يسكن في شارع علاء الدين من محمد نور الدين بجوار الشهر العقاري حيث قام احدهم ببناء برج مخالف يصل الي 13 دورا في رقم 21 رغم ان الشارع لايتجاوز عرضه 6 امتار لتظهر الشروخ والتصدعات في منزله رقم 23 فتقدم بشكاوي عديدة في الحي الذي اصدر عدة قرارات بالازالة بارقام 3823 و4008 و4126 و4126 و4399 كلها في عام 2010 وتم تحرير محضر بشرطة البساتين برقم 12039 اداري بتاريخ 21/9/2010 ولكن كل هذه القرارات تجمدت في الادراج ولم تتم ازالة حجر من البرج الذي تم بناؤه خلال اجازات رجال الحي. وكلما صدر قرار ازالة يخرج صاحب البرج ليسخر منا قائلا انه دفع مليون جنيه في هذا البرج ويعرف طريقه داخل الحي ولن يقدر احد علي ايقافه!
وفي شارع الجزائر بنفس الحي يقول سكان العقار رقم 2 ان المالك قام ببناء حائط مخالف بمدخل العقار مما يعوق دخول وخروج السكان. وقام السكان بتحرير محضر برقم 639 في 17 أكتوبر 2010 وحتي اليوم لم يأت احد من الحي لمعاينة الخالفة.
تسعيره للأدوار المخالفة
ويضيف انس عبدالحميد ان شوارع التوحيد وعمر بن الخطاب وهاشم عبدالفضيل ارتفعت فيها الابراج الشاهقة والادوار المخالفة. وهناك تسعيرة ثابتة وصلت لعشرة آلاف جنيه للدور المخالف. ويتم البناء منذ مساء الخميس حتي فجر السبت. وعند ابلاغ الحي نقابل بالتجاهل التام. واذا اتجهنا للصحف او المحافظة يصدر للبناء المخالف قرار ازالة لايتم تنفيذه. لذلك وصل الحال في البساتين لهذه الدرجة من العشوائية.
وفي مدينة نصر كان البناء المخالف علي املاك الدولة واكتفي حي شرق مدينة نصر بدور المتفرج. تقول وفاء مرعي انها تقيم في 563 ب عمارات بنك الاسكان والتعمير بالحي العاشر. وفوجئت بقيام شخص يدعي جمعة جاد بازالة الاشجار بقطعة ارض بين عمارتين فيها غرفة الكهرباء العمومية ليبني عليها برجا سكنيا. فابلغت الحي وقامت بتحرير محاضر عديدة منها 6ح بتاريخ 7 اكتوبر 2010 وآخر بتاريخ 4 ابريل 2010 ولكن هذه المحاضر لم توقف البرج الذي يتم بناؤه دون اشراف هندسي لدرجة ان ارتفاع الدور الواحد يتعدي الامتار الخمسة. وفي نهاية المطاف تم تحرير محضر لايقاف اعمال البناء بعد انتهاء اعمال البناء وصدر قرار للازالة ينتظر الاعتماد من محافظ القاهرة. وحتي اليوم لايزال البرج قائما يتحدي كل القوانين ويهدد المنطقة.
ولم يختلف الوضع كثيرا في حي دار السلام حيث يقوم الاهالي ببناء غرف اضافية ومخالفة في منازلهم. فيقول اسامة حسين موظف انه يقيم بمساكن العبد بلوك 47 مدخل 2 وتنتشر في هذه المساكن بناء الغرف المخالفة خلف البلوكات واعلي الاسطح لتربية الطيور والخراف او بناء اسوار امام وخلف البلوك. وكل العاملين بالحي علي علم بهذه المخالفات. واذا قام رئيس الحي بالمرور علي المساكن سوف يري مخالفات جسيمة وخطرا علي حياة المواطنين. واكد انه قام بالابلاغ بالعقار الذي يسكن به برقم 17562 بتاريخ 28 اكتوبر 2010 فأين مسئولو ادارة الاسكان واين الحي. فلا احد يهتم الا عندما تقع الكارثة.
الساحل ومصر القديمة
ومن حي الساحل يقول صبحي محمد انه يقيم في 39 حارة محمد رفعت من شارع الورشة بشبرا. وقد قام صاحب البيت ببناء دور خامس مخالف ولان اساسات المنزل لم تتحمل ظهرت شروخ وتصدعات في كافة انحاء العقار. وتم ابلاغ الحي اكثر من مرة. ليصدر في النهاية قرار ايقاف اعمال برقم 136 وحتي تتم ازالة الدور المخالف ننتظر دوامة من الاجراءات الروتينية علي رأسها المعاينة الامنية. فإذا وجدت هذه المعاينة "غسيلا منشورا علي الحبل" لن يقدر احد علي الاقتراب منه!!
ويقول الحاج احمد حجازي علي المعاش انه اصطدم كذلك بالمعاينة الامنية حيث يسكن في بلوك 138 بمساكن عين الصيرة بمصر القديمة حيث تنتشر اعمال البناء المخالفة في كافة البلوكات. فحتي الارصفة قام السكان باستغلالها وبنوها. فذهب اكثر من مرة لحي مصر القديمة. وكان الرد ان هناك قرارات ازالة لهذه التعديات ويتم التنسيق مع الجهات الامنية. وحتي الآن لا جديد فالمخالفات كل يوم تزيد ولا احد يتحرك.
ويضيف رضا صلاح الدين انه يسكن في العقار رقم 56 بشارع التعاون من شارع ترعة الدكر بالزاوية الحمراء. وقد قام مالك العقار ببناء دور مخالف. ومنذ اليوم الاول للبناء لجأنا للحي الذي كان متراخيا للغاية في التصدي له. وبعد انتهاء البناء واستقرار الوضع صدر قرار ايقاف اعمال بناء برقم 44 في 29 مارس 2009 وبعد مرور اكثر من عام ونصف العام علي القرار لايزال القرار حبرا علي ورق.
ويقول محمد رمضان من سكان العقار 29 شارع صابر باشا صبري بحسن محمد الهرم ان صاحب العقار قام ببناء ثلاثة ادوار مخالفة. ومع كل دور كان كل السكان يذهبون لحي العمرانية حتي صدر اخيرا قرار ازالة من الادارة الهندسية للحي برقم 834 لسنة 2007 بعد بناء الدور السادس والسابع والثامن وغرفتين من التاسع. وظننا اننا كسبنا الجولة ولكن بعد مرور ثلاث سنوات علي القرار لم يقترب احد من الادوار المخالفة. بل قام صاحب العقار بتحدي الجميع وقام بتركيب محطة محمول فوق العقار. فقام بابلاغ الحي بشكوي رقم 40464 في 1 سبتمبر الماضي. لتلحق الشكوي بالبلاغات والقرارات المجمدة في ادراج الحي. فانتشرت الشقوق والتصدعات في مختلف ادوار العقار. بالاضافة لتعرض السكان لذبذبات محطة التقوية التي لانعرف كيف تم تركيبها فوق ادوار غير مرخصة!!
مواجهة مع رؤساء الأحياء
وبمواجهة اللواء احمد يحيي رئيس حي العجوزة الحالي والعمرانية سابقا اكد ان تنفيذ قرارات الازالة من اكبر المشكلات التي تواجه اي رئيس حي. فهناك عقبات كثيرة تواجهه. واساليب تحايل اصحاب العقارات المخالفة علي قرارات الازالة لاتنتهي. مثل اغلاق العقار او قيام صاحب العقار نفسه بالاختفاء في مكان غير معروف او تركيب باب حديد علي السلم يحول دون الصعود للادوار المخالفة. ففي هذه الحالات لايمكن للحي اقتحام العقار والازالة بالقوة الجبرية لتعود الحملة دون تنفيذ مهمتها.
واشار الي ان الدراسات الامنية تعد احد اسباب تأخير تنفيذ هذه القرارات. حيث تستغرق وقتا طويلا للغاية فمحافظة الجيزة بها ثمانية احياء. ولو كان في كل حي خمسة قرارات فقط سوف نحتاج 40 دراسة امنية قد تستغرق شهورا طويلة. فأقسام الشرطة ومديريات الامن محملون بأعباء كثيرة. وعندما تخرج الدراسة الامنية للنور يتم تحديد ميعاد لتنفيذ الازالة وتشكيل لجنة متخصصة من الحي ومديرية الامن لتنفيذ القرار. وضمان عدم مقاومة اصحاب العقار للازالة.
وعن الشكاوي من وجود موظفين ضعاف النفوس يحصلون علي رشاوي نظير تسهيل عملية البناء المخالف. اكد ان ضعاف النفوس ليسوا في الاحياء فقط وانما في كل الاماكن والطوائف. ومهمة رئيس الحي ان يكتشف اوجه الفساد داخل الحي والقضاء عليها.
ويري اللواء خليل غازي رئيس حي عابدين ان تراكم قرارات الإزالة وتأخيرها يؤدي إلي تعقد المشكلة فلو تم تطبيق القانون وإزالة التعديات والمخالفات في بدايتها سوف يكون الأمر أكثر سهولة من ازالة عقار كبير من عشرة أدوار أو أكثر بالاضافة لدخول في صدامات مع الأهالي وسكان هذه الأدوار المخالفة.
شرطة متخصصة
ويشير ابراهيم صابر رئيس حي طرة إلي ان قرارات الازالة والاخلاءات الادارية صداع في رأس المحليات ويري ضرورة عمل جهاز شرطة متخصص للإزالة فقط وعودة النيابات والمحاكم البلدية التي كانت موجودة في الماضي وكانت مختصة بمخالفات المباني غير المرخصة حتي يكون هناك تخصص أكبر وسرعة في اتخاذ قرار الازالة الفورية للمخالفات في بدايتها.
ويؤكد اللواء محمد سعيد رئيس حي فيصل بالسويس حاليا والموسكي والمعادي سابقا ان مشكلة تنفيذ قرارات الازالة هي وليدة نظام وسلوكيات مجتمع بأكمله فاثناء رئاسته لحي الموسكو صدر قرار تنكيس وترميم لأحد العقارات وخلال اجازة العيد قام ملك العقار بهدمه بالكامل واعادة بنائه مرة أخري دون الحصول علي تصريح فتم تحرير محضر بالمخالفة واستخراج قرار ايقاف أعمال وبعدها اصدار قرار ازالة للعقار بالكامل حتي سطح الأرض لافتقاده اشتراطات السلامة الانشائية وهذه الاجراءات تتم للحفاظ علي سلامة الأرواح وتفاديا لحدوث صدام بين المواطنين ورجال الأمن مثلما حدث في عزبة الهجانة.
ويري اللواء مهندس عبدالقادر الدريري وكيل وزارة الاسكان بالقاهرة السابق ن 90% من حالات عدم تنفيذ قرارات الازالة بسبب علي سلوكيات المواطنين الخاطئة فالحي يقوم بعمل معاينة للعقار المخالف واستصدار قرار ازالة خاصة إذا كان يشكل خطورة علي سكانه فيتم اصدار القرار بشكل فوري وحصر سكان الشقق لتوفير مساكن بديلة لهم ومع ذلك نجد رفضا ومقاومة من قبل سكان العقارات.
وأكد ان مديرية الاسكان تضع عددا من شقق مشاريع الاسكان تحت تصرف رئيس الحي ونائب المحافظ والمحافظ ليتصرفوا فيها كيفما يشاءون في حالة سقوط أحد العقارات أو اخلائه للخطورة الداهمة حفاظا علي حياة السكان.
القط والفأر اسم اللعبة بين المحليات والباعة الجائلين.. فالحملات يومية فعلا علي اماكن تجمع البائعين لكن المخالفين ايضا يعرفون مواعيد تحرك الحملة. ففي لحظات تختفي البضاعة واصحابها ولتثبت الحملة عدم وجود مخالفات وبعد انصرافها يعود كل شئ كما كان. وحتي اذا صادرت الحملة فرشة أحد الباعة يذهب للحي ويدفع غرامة ويعود مرة أخري.
البداية من شارع المطراوي بحي المطرية. الرصيف تحول الي سوق طويل شديد الازدحام. قام الباعة الجائلون واصحاب المحلات بفرش بضائعهم ولم يعد للمارة اختيار الا السير في وسط الشارع. مما أدي لاختناق مروري لعدم قدرة السيارات علي السير وسط هذا الكم من الاشغالات والمارة. والطريف ان البعض يؤكد ان هذا الشارع كان اتجاهين. وبدلا من محاربة هذه الاشغالات تم تحويله لاتجاه واحد!!
يقول ايهاب عبدالحي محاسب السير في شارع المطراوي بالسيارة اصبح صعبا بسبب اشغالات المحلات للرصيف ونزول المارة للسير في الشارع. بالاضافة لوضع صناديق القمامة بعرض الشارع الذي لم يعد فيه مكان للسير.
الشارع تحول لجراج
ويتساءل مهاب بدوي اين الحي والمرور اللذان تركا السيارات تركن صفا ثانيا حتي تحول الشارع الي جراج مفتوح وسوق كبير. ولم يعد من حق الناس ان يسيروا فيه لا بالسيارات ولاحتي علي اقدامهم بعد ان اصبح الطريق مسدودا من كل هذه الاشغالات.
ويؤكد محمد محمود ان الحي يتعامل بعشوائية شديدة مع مشكلات شارع المطراوي. فلا رقابة علي المحلات التي تفرد بضاعتها علي الارصفة ليل نهار. ولا تنسيق مروري للسيارات التي كانت تسير في اتجاهين ثم اصبح الطريق اتجاها واحدا بسبب الزحام. والان دخل التوك توك في الخط فماذا تفعل اذا كنت تقود سيارتك وسط شارع شديد الازدحام من الباعة والمارة وتجد طفلا يقود توك توك يقف في الاتجاه المعاكس لك؟ فهذا الشارع في حاجة ماسة لاعادة التخطيط.
ويشكو سيد سويلم من احتلال عربات الكارو رصيف الكورنيش الجديد بعد تطوير شارع مسطرد للمرة الثالثة. فكل المجهودات ضاعت بعد تحول شارع الكابلات اسفل كوبري مسطرد الي زريبة للاحصنة وجراح للكارو.
ويتساءل هاني عبدالستار لماذا يغض رجال المرافق اعينهم عن البلطجية وارباب السوابق الذين احتلوا الكورنيش الذي صرفت عليه مئات الالاف من الجنيهات لتطويره من أجل استمتاع الاهالي به تحول لمقهي يباع فيه الشاي وحمص الشام. وتسعيرة الوقوف عليه خمسة جنيهات. فمن المسئول عن كل هذه المخالفات والاشغالات علي كورنيش ترعة الاسماعيلية.
وفي حي شمال الجيزة كان الباعة الجائلون يفترشون شارعي المنيرة والنادي الرياضي بامبابة ولكن المشكلة التي تثبت مدي تراخي الحي عن مواجهتهم ان بعض الباعة فرشوا بضاعتهم امام نقطة شرطة الاشغالات نفسها!!
يقول يوسف حسن انه يتمني نزول محافظ الجيزة لشارع النادي الرياضي ليري كم الاشغالات ومشهد الباعة الجائلين الذين احتلوا المنطقة واغلقوا الشارع وعجز الحي عن مواجهتهم. فاذا حاول صاحب محل الاعتراض علي وجود فرشة او عربة أمام محله يتلقي درسا قاسيا يصل الي الاعتداء عليه. فأين الحملات التي يزعمون انها تنزل الشوارع وتصادر البضائع وتفرض الغرامات واين الجولات المرورية لرئيس الحي؟
مافيا الباعة الجائلين
ويضيف عادل مصطفي ان المنطقة تشهد مافيا للباعة الجائلين. فيوجد بلطجية يؤجرون متر الشارع بخمسين جنيها في اليوم. وفي المقابل يتم حماية الباعة الجائلين من الحي والمرافق. حيث يقوم بعض موظفي الحي بتسريب موعد الحملات مقابل مبلغ يومي او اسبوعي. بل عندما تصادر الحملة بضائع المخالفين يتم ردها اليهم مرة أخري.
وفي حلوان كان سوق مترو الانفاق الاكثر ازدحاما وعشوائية. حيث يبدأ السوق من اول بوابة المترو حتي يصل الي الشوارع الداخلية المحيطة بالمنطقة. ويعلن الباعة الجائلون انهم لن يتنازلوا عن موقعهم الذي يمر عليه اكثر من 150 الف راكب يوميا. ورغم تحويل حلوان الي محافظة لم يتمكن احد حتي اليوم من الوقوف امام هؤلاء الباعة.
يقول هاني نصر سليمان موظف انه يستقل المترو يوميا ليذهب الي عمله ليعاني من هذا السوق الذي يباع فيه كل شئ من الخضروات والفاكهة حتي الملابس والمفارش والسجاجيد. ولم تقدر شرطة المرافق علي الوقوف امامهم. كما ان شرطة المترو لاتملك التصدي لهم رغم انهم يفترشون امام البوابة الرئيسية.
ويأتي محروس محمد يوميا من الصف الي حلوان ليستقل المترو لعمله. ويؤكد ان هذه الفوضي لايجدها في مدينته الريفية. فيشعر انه وسط مظاهرة وليس شارعا حيويا مثل شارع المترو. ووسط هذه الفوضي ينتشر اللصوص والنشالون. وقبل نزول حملة المرافق يقوم الباعة بحمل بضاعتهم واخفائها في مداخل المنازل أو داخل بعض المحلات. وبعد عشر دقائق تعود الفوضي والزحام.
والورش ايضا مخالفة
ولم تقف المحليات عاجزة امام الباعة الجائلين فقط. فلايوجد شارع في القاهرة لاتوجد فيه ورشة مخالفة او مقهي اسفل عقار حول حياة السكان لجحيم. وهؤلاء يعرفون طريقهم جيدا للعاملين بالاحياء. فكل الناس يؤكدون ان الحملات تنزل وتحصل من صاحب المخالفة علي "المعلوم" وتتركه دون ان يغلق محله يوما واحدا.
تقول نشوي احمد ان شارع علي سلامة المتفرع من شارع جمال عبدالناصر بحي السلام تحول لمنطقة صناعية عشوائية. فالمحلات والورش غير المرخصة انتشرت بالشارع ليعاني السكان من الازعاج الذي لاينقطع ليلا ولا نهارا. فأغلب المساكن قام أصحابها بتأجير الادوار الارضية والمحلات لورش السمكرة أو تصليح الثلاجات أو نجارين. وكلها محلات بلا ترخيص. وقد قدمنا شكاوي عديدة لمسئولي حي السلام. فجاء احد الموظفين وانصرف دون ان يفعل شيئا.
وتقول جميلة يوسف إن صقر قريش بمدينة نصر كانت منطقة راقية. ولكن مع غفلة الحي انتشرت الورش بين المنازل حتي تحولنا لمنطقة عشوائية. والمشكلة الاكبر ان اغلب الورش الموجودة ينتج عنها كميات كبيرة من القمامة والمخلفات القابلة للاشتعال تنتظر اول عقب سجائر حتي نجد انفسنا في كارثة لايعلم مداها سوي الله.
المواطنون السبب
وبمواجهة اللواء محمود قاسم رئيس حي المطرية فوجئنا به يشكو من عشوائية الحي وعدم تعاون الناس خاصة اصحاب المحلات الذين يشغلون ارصفة المشاة. ويقوم الحي قدر استطاعته بمواجهة هذه المشكلة بعمل حملات يومية للاشغالات واشار إلي أن الحي يتصدي لمخالفات التوك توك بالتنسيق مع قسم المطرية. وسوف يبحث عن اساليب جديدة للقضاء علي ركن السيارات صف ثان وسيرها عكس الاتجاه في الحي.
حاولنا لقاء رئيس حي شمال الجيزة اكثر من مرة لعرض الصور التي التقطناها ونقل شكاوي الناس اليه. لكنه رفض المقابلة بحجة انشغاله الدائم باجتماعات في المحافظة!!
أما اللواء اسامة فرج رئيس مجلس مدينة حلوان فأكد ان الباعة الجائلين تحولوا لصداع مزمن في رأس حلوان فالمترو يتردد عليه حوالي خمسة الاف راكب يوميا بالاضافة الي عشرة الاف راكب للميكروباص. لذلك تعد هذه المنطقة "منجم ذهب" للباعة الجائلين. واكد علي وجود حملات يومية علي السوق تستمر حتي منتصف الليل وتقوم بمصادرة بضائعهم وتحرير محاضر اشغال طريق وتوقيع غرامات عليهم. ويتم حاليا دراسة نقل المحطة للخلف لمسافة 350 مترا لتوسعة الميدان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.