فيما أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, موافقتها علي استئناف المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع النهائي, وعلي حضور الاجتماع الذي دعيت اليه في مطلع سبتمبر القادم, شريطة التزام إسرائيل ببيان الرباعية الدولية الأخير. بما في ذلك وقف جميع الأنشطة الاستيطانية, اعتبرت مصادر سياسية اسرائيلية ان تمديد فترة تجميد الاستيطان ليس مطروحا في الوقت الحالي. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر اسرائيلية رفيعة المستوي قولها إن القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والامنية بتجميد الاستيطان لمدة10 اشهر نص صراحة علي استئناف اعمال البناء بعد انقضاء هذه الفترة. وقالت الإذاعة إن هذا الإعلان جاء تعقيبا علي بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي اعلنت فيه موافقتها علي استئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل, محذرة من ان استمرار المفاوضات سيكون مهددا إذا امتنعت إسرائيل عن الوقف التام لجميع النشاطات الاستيطانية. وكان رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قد أعلن ان الجانب الفلسطيني سينسحب من المفاوضات المباشرة مع اسرائيل اذا أعلنت الحكومة الاسرائيلية بناء اي مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. وأشار عريقات في تصريحات له بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله:' اذا ما قررت الحكومة الاسرائيلية في26 سبتمبر المقبل انتهاء الوقف الجزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية أي استمرار الاستيطان وطرح العطاءات الاستيطانية فلن تكون هناك مفاوضات بالنسبة لنا'. وقال عريقات' نرجو من الولاياتالمتحدة واعضاء اللجنة الرباعية الاخرين تحويل كلمات بيانهم الي افعال. المطلوب الان الانتقال من موقع الكلمات والنوايا الي افعال. نعم نستطيع انهاء كافة قضايا الوضع النهائي خلال عام هذا ممكن ولكن المسألة بحاجة الي قرارات. حكومة اسرائيل امام خيارين اما ان تختار الاستيطان واما السلام وإما ان تختار الصراع والاحتلال واما ان تختار الانسحاب من اراضي67. لا مجال لاستمرار هذه الدوامة المطلوب الان هو آلية التنفيذ والجدول الزمني من المجتمع الدولي وتحديدا الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.' و في وقت أعلنت فيه فصائل فلسطينية رفضها للتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي, رحبت عدة أطراف دولية بدعوة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط السلطة الفلسطينية وإسرائيل إلي العودة للمفاوضات المباشرة. فقد عبرت كل من فرنسا وإيطاليا والولاياتالمتحدة وبريطانيا عن ترحيبها بدعوة اللجنة الرباعية والولاياتالمتحدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلي استئناف المفاوضات المباشرة في واشنطن في الثاني من سبتمبر المقبل. و تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان له بالتزام باريس بالتعاون مع شركائها الأوروبيين لدعم عملية السلام الجديدة. و أضاف الرئيس الفرنسي أنه دائما ما كان يحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علي الحوار. وأشار بيان الرئيس الفرنسي إلي أنه سيتم التفكير في عقد مؤتمر للدول المانحة لإعمار الدولة الفلسطينية المقبلة, وذلك حال حدوث تقدم ملموس في المحادثات. من جانبها, اعتبرت بريطانيا الانتقال من المفاوضات غير المباشرة التي كانت ترعاها الولاياتالمتحدة منذ مايو الماضي إلي مفاوضات مباشرة' خطوة شجاعة'. في السياق نفسه, قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إنه لا فائدة من استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وأضاف أن الرباعية لم تقدم شيئا يخدم القضية الفلسطينية. وأعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية( حماس) سامي أبو زهري أن الدعوة إلي العودة للمفاوضات' محاولة جديدة لخداع شعبنا الفلسطيني', وأضاف أن هذه الدعوة' لا جدوي منها وتؤدي إلي العودة لنقطة الصفر دون تحقيق أي نتائج', وأن المفاوضات ما هي إلا' شرعنة للاستيطان وقبول لاستمراريته'. أما حركة الجهاد الإسلامي فأعلنت في بيان لها أن الدعوة إلي المفاوضات' تكريس هيمنة' ودليل علي حرص الإدارة الأمريكية علي تحقيق مصالح الاحتلال.