'اللمة تحلي' في إفطار البورسعيدية, حيث تستعد الأسر في المدينة الباسلة لشهر رمضان بطرق متعددة, من أول شراء الياميش استعدادا للعزومات والولائم العائلية التي تجمع الأم والأب والأبناء وزوجاتهم والبنات وأزواجهم والأحفاد وأحيانا الجدود والجدات إلي شراء أجمل الفوانيس. وفي اليوم الأول في شهر رمضان المعظم الذي غالبا ما يكون في بيت العائلة تزين المائدة بجميع أصناف الطعام الشهية. البط البلدي( المرجان) يحتل وسط المائدة وتتنوع إلي جانبه الطواجن من اللحم بالخضار وصينية الرقاق باللحم المفروم ومكرونة بالبشاميل ودقيات المحاشي والبامية إلي التفنن في صنع الحلويات والعصائر. وربما يعود الفضل في تعود البورسعيدية علي تناول البط بشكل أساسي في اليوم الأول وربما في أيام تالية إلي أن جذور سكان البلد تعود إلي أصول ريفية, تربت في الأساس علي تربية الدواجن والبط في المنازل. وانتقلت بعض هذه العادات إلي المدينة واستمرت حيث تقوم النساء في المناطق العشوائية ببناء عشش وتربية الدواجن إلا أن هذه العادات تقريبا اختفت مع انتشار انفلونزا الطيور. واستمرت الأسر في تناول البط الشهي والطواجن والدقيات التي جاءت بطريقتها من قري مصر المختلفة واختلطت ببعض حداثة المدينة من خلال تنوع وطرق الطهي وإضافة أنواع جديدة من البهارات مرورا بطرق التقديم. وبما أن رمضان جاء في فصل الصيف غالبا ما يفطر الصائم بتناول عدد من التمرات ثم يذهب للصلاة في أحد الجوامع الكبري مثل الجامع التوفيقي بشارع الثلاثيني أو العباسي بحي العرب أو جامع مريم بالأمين أو في مسجد بورفؤاد الكبير ببورفؤاد أو في مساجد منطقة الزهور. وبعد العودة من الصلاة, يعاود الصائم لإفطاره بعدد متنوع من المشروبات ومنها عصائر العرقسوس والخروب وقمر الدين والتمر هندي وعصير القصب والمانجو والبرتقال أو علي الخشاف المصنوع من الشربات المخفف بالماء والبلح والفواكه مثل التفاح والموز ويجمل بالكريم شانتيه. ثم ينتقل إلي الطبق الرئيسي البط المحشي بالمرتة( البصل النيء المتبل بالبهارات) والمحاشي والسلطات. بعد ذلك تبدأ الحلويات من كنافة محشية بالمكسرات أو القشطة وهناك سيدات تستبدلها بالمهلبية أو علي القطايف المحشية أيضا بالمكسرات أو بالجنبة الحلوة( التي يقول البعض إنها تصنع من ماء البحر الذي يضاف إليه اللبن) بالإضافة إلي بلح الشام والبقلاوة وغيرها. ولا يظهر السمك كطبق علي الإفطار إلا بعد مرور ثلاثة أو أربعة أيام في أغلب الأحيان. شهر رمضان يحمل البهجة لسكان بورسعيد, فلا يوجد منزل في أي مكان في الأحياء الستة إلا وقد زينته الزينة والأضواء وفانوس رمضان بأحجام وأشكال وألوان. وتبدأ المنافسة بين الأحياء في اختيار أجمل فانوس, والذي غالبا ما يكون من نصيب الحي الأقدم في المدينة وهو حي العرب. لكن المشكلة الأكبر تتمثل في الازدحام المروري بعد الإفطار خاصة في الشوارع الرئيسية مثل الثلاثيني و23 يوليو وطرح البحر. حيث يخرج الآلاف بعد أداء صلاة الجمع والعصر للتمشية أوللتسوق. وتظل المدينة في حالة من الحياة والحيوية حتي فجر اليوم التالي.وهكذا تظل بورسعيد بعاداتها وحيوتيها المستمرة الأجمل والأكثر بهجة في احتفالها بالشهر الكريم.