«صلبان وقلوب وتيجان» الأقصر تتزين بزعف النخيل احتفالاً بأحد الشعانين    صندوق النقد يتوقع ارتفاع حجم الناتج المحلى لمصر إلى 32 تريليون جنيه 2028    محافظ الجيزة يوجه معدات وفرق النظافة لرفع المخلفات بالبراجيل    وزير خارجية إسرائيل: سنؤجل عملية رفح إذا جرى التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين    خبير: التصريحات الأمريكية متناقضة وضبابية منذ السابع من أكتوبر    إدخال 4000 شاحنة مساعدات لغزة من معبر رفح منذ أول أبريل    "لو تحدثت هتشتعل النيران".. مشادة كلامية بين محمد صلاح وكلوب    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    30 أبريل.. أولى جلسات محاكمة المتهم بالشروع في قتل طالب بالنزهة    ياسمين عز تُعلق على شائعة طلاق أحمد السقا وزوجته: هو أنا لو اتكلمت عن الحوامل أبقى حامل؟!    حزب "المصريين" يُكرم هيئة الإسعاف في البحر الأحمر لجهودهم الاستثنائية    خبير ل الحياة اليوم: موقف مصر اليوم من القضية الفلسطينية أقوى من أى دولة    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    ناهد السباعي: عالجنا السحر في «محارب» كما جاء في القرآن (فيديو)    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    إزالة 5 محلات ورفع إشغالات ب 3 مدن في أسوان    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة هذا الزمان‏..‏ وكل زمان

مصر في فكر وخاطر السيدة سوزان مبارك‏..‏ في مكان القلب والعقل والوجدان والمرأة المصرية هي شغلها الشاغل تعيش في أجندتها اليومية تكاد تملأ كل صفحات أيامها‏. واهتمام السيدة سوزان مبارك بمصر أمنا وشرفنا وعرضنا وترابنا‏..‏ والمرأة المصرية بوصفها أما حنونا وزوجة صابرة عطاءة لا تكل ولا تمل علي مر الزمان وربة أسرة تضحي من أجل أولادها وترعي حرمة بيتها وتراعي زوجها وتعاونه حاضرا أو غائبا‏..‏ وكلماتها كما جاءت في مقدمة كتاب سيدة العالم القديم للصديق عالم المصريات د‏.‏ زاهي حواس‏..‏ تعبير صادق عن ذلك كله‏..‏ حين تقول‏:‏
إن مصر صاحبة أعرق حضارة أثرها علي امتداد العصور‏..‏ وها هي هذه عمائرها وآثارها منتشرة في أنحاء الارض ومتاحفها تنهض شواهد علي بدائع عبقرية أثارت وتثير الإعجاب‏,‏ إذ انطلقت من ترابها فنا وأدبا وضميرا وعقيدة كرمت الإنسان ورعت حقوق الإنسان‏,‏ وصانت المرأة ورفعتها إلي ما لم ترتفع إليه أختها في غيرها من أركان الأرض‏,‏فكانت منارا للعالم القديم‏.‏
ومازالت ربة المصريين ايسه إيزيس حتي يومنا هذا تتمتع بالذكر منذ أرسلها المصريون أما عظمي ومربية مثلي ومعلمة أولي ورداء الأسرة من زوج وأخ وولد‏,‏ ومناضلة عنيدة مع خصم عنيف لدود‏.‏
ولقد احتملنا نحن النساء في الأسرة ما نيط بنا من تكامل العاطفة وصون وشائج القربي‏,‏ وعلينا أن نتحمل ما يقتضي المجتمع اليوم من عمل وتنظيم يصون الدقائق والساعات‏,‏ ويعبئ الجهد بسلامة التخطيط وإحكام التنسيق‏,‏ ومواكبة ركب العلم بالإحصاء والحساب بأجهزة الإحصاء والحساب‏.‏
ولئن كانت مصر هبة النيل بما فاض من نعمه السقيا وكريم الوفرة وسبل الاتصال‏,‏ فلقد كانت نساء مصر هبة من الله وآية من خلق الله‏,‏ أسهمن في وضع لبنات حضارة عريقة أنارت للإنسانية طريقها‏.‏
‏.........‏
‏.........‏
هكذا تحدثت السيدة سوزان مبارك‏..‏
ولقد سألت من أقدر علي فهم أسرار الحضارة المصرية والغوص في أغوار المرأة المصرية‏,‏ فهو صاحب كتاب سيدة العالم القديم الذي ظهر بالإنجليزية قبل سنوات‏..‏ ويصدر بالعربية هذا الشهر‏..‏
إنه الدكتور زاهي حواس عالم المصريات‏.‏
سألته‏:‏ لماذا لم تظهر نصوص علي جدران المعابد أو المسلات أو حتي المقابر كتبتها امرأة مصرية؟
ولماذا تظهر صورهن أقل حجما من الرجل؟
يقول رفيق الطريق كما كتب في كتاب سيدة العالم القديم‏:‏
نحن نفتقد أي نص مكتوب كتبته ووجهته إلي النساء امرأة في أي مكان‏,‏ كما لا نعرف هل كن راضيات حين ظهرن عن صورهن التي فرضها عليهن الرجل؟ فهل استراحت المرأة إلي ظهورها علي الآثار المصرية مخلوقة رقيقة ضعيفة؟
تري هل كن فخورات بحجمهن أو مكانتهن في المجتمع؟ وهل كن فخورات بكثرة النسل بما يشير إليه من قوة وخصوبة مازالت ليومنا هذا في القري المصرية؟
لعل العلماء اعتقدوا أن الهيئة والمظهر الرقيق للمرأة في المقابر‏,‏ إنما يعبر عن نساء الطبقات العليا غير أن الاكتشافات الحديثة في الجيزة أظهرت أن المرأة العاملة‏,‏ سواء زوجة العامل المصري الذي نقل الأحجار‏,‏ وزوجة الفنان الذي رسم المقابر‏,‏ لم تكن تقل رقة وجمالا عن نساء الطبقة العليا‏,‏ ولذلك فلن نستطيع منذ اليوم القول إننا لا نعرف عن الطبقة الدنيا في مصر القديمة بعد هذه الاكتشافات‏.‏
وقد اعتمدنا في هذا الكتاب علي المصادر المكتوبة خاصة المترجمة منها‏,‏ وذلك فضلا عن بعض النصوص التي ترجمناها خاصة ما كشف منها في الجيزة حديثا‏,‏ ومن مصادرنا الرئيسية التي نطقت عن عقائد المصريين ما عرف بأدب الحكم والتصالح‏,‏ الذي نسب إلي حكيم أو وزير أو موظف من علية القوم‏,‏ بل ونسب إلي ملك ينصح ابنه‏,‏ ومن ثم صدرت كلها عن رجل إلي رجال‏..‏
وكل ذلك مما قدمنا من وجهة نظر الرجل‏..‏ علي حين غاب أو لم يحفظ ما يفصح عن وجهة نظر المرأة‏..‏ ولعله كتب ولم يكتشف بعد‏,‏ أو لعله كان نصائح وتعاليم شفهية‏..‏ علي أن لدينا نصا واحدا كان نصيحة أم لابنتها عن كيفية التعامل مع زوج بخيل أو قاس مستبد‏..‏ قالت الأم لابنتها‏:‏
احرصي علي وضع طعامه المفضل بين يديه‏..‏ إذن سوف توفقين في كل رغباتك‏..‏ فالزوج الذي يلقي الرعاية والاهتمام‏,‏ لا يستغني أبدا عن نبع العطاء‏.‏
وقد يرجع كذلك السبب في افتقاد كتابات للمرأة أو نصوص موجهة إلي امرأة أخري‏..‏ لقلة من يعرفن القراءة والكتابة‏,‏ وذلك لاقتصار المدارس التي كانت تخرج الكتبة علي الذكور فقط‏.‏
كان التعليم التزاما أساسيا بالنسبة لأي موظف طموح يتلمس الترقية إلي منصب رفيع بالسلك الحكومي‏..‏ أما الدور الرئيسي للمرأة فإنما يتمثل في إنجاب الوريث الذي يقوم علي رعاية الوالدين عند تقدم السن بهما‏,‏ فضلا عن الإشراف علي بناء مقبرتيهما وإمدادهما بالقرابين في الأعياد والمواسم‏.‏
والحق أن الحقوق الشرعية للمرأة المصرية القديمة قد سجلت تسجيلا جيدا‏,‏ مما أدي إلي الكشف عن فروق صارخة عند مقارتنها بنظيرتها‏,‏ المرأة اليونانية والرومانية‏,‏ ويوضح الوضع المتدني للمرأة في هذه البلاد التي عرفت بالتقدم في المجالات الأخري‏,‏ إذ تمتعت المرأة في مصر بحقوق شرعية مساوية للرجل‏,‏ فكانت ترث الأرض والمنزل وجميع البضائع وتشتريها بنفسها‏,‏ وذلك فضلا عن حقها في التصرف في ممتلكاتها وإدارتها كيف شاءت‏..‏ كما كان لها الحق في إقامة الدعوي القضائية في المحاكم‏,‏ وقد حفظت كثير من النصوص القانونية والشرعية‏,‏ وعقود الممتلكات خاصة النصوص المدنية والدنيوية‏,‏ كالوصية التي يوصي بها عند الوفاة‏.‏ وقد عثر علي ذلك في نصوص كثيرة جدا في قرية دير المدينة بالبر الغربي من الأقصر‏,‏ حين أسكن العمال والفنانون ممن تولوا إعداد قبور الملوك بوادي الملوك في عصر الدولة الحديثة‏,‏ وتعد هذه النصوص مصدر أغلب معلوماتنا عن النظم والقوانين الشرعية التي عمل بها في المجتمع المصري القديم بوجه عام‏.‏
وأود أن أوضح هنا أن أهل القرية لم يكونوا من الصفوة‏,‏ بل عمالا وكانوا من غير شك من الطبقة الدنيا يومئذ‏,‏ فهم العمال والفلاحون الذين قامت علي كواهلهم هذه الحضارة الرائعة‏,‏ وفي ذلك ما يردنا عن تلك العبارات التي جرت بها أقلام العلماء‏,‏ وما صرحت به من أن طبقة المتعلمين إنما كانت مقصورة علي الطبقة الأرستقراطية‏.‏
وقد اعتمد استقرار المجتمع المصري القديم علي إيجاد توازن ثابت ومقبول بين أدوار الرجل والمرأة المختلفة‏,‏ وقد لا يتسق هذا التوازن‏,‏ من غير شك‏,‏ مع نظرية المساواة بين الجنسين في عصرنا الحالي‏,‏ ومع ذلك فما ينبغي أن ننسي أن نساء يومئذ لم يكن مشبعات بالأفكار الحديثة عن الاستقلال والمساواة‏,‏ ولا كذلك كان الرجال‏!!‏
‏...........‏
‏...........‏
وقد يسأل سائل‏:‏ هل هذا كله يعني أن المرأة كانت علي قدم المساواة مع الرجل؟
إنه يعني‏,‏ كما قال عالم الآثار ماير‏:‏ إن المصريين ظلوا لآلاف السنين يتمسكون بنفس الأفكار فيما يتعلق بالحياة الأسرية‏,‏ وهي ضرورة حسن معاملة الزوجة التي تكون جديرة بهذه المعاملة الحسنة من قبل زوجها‏..‏ ويضيف ماير أن هذه الأقوال تشير إلي فكرة المساواة بين الجنسين‏,‏ وأنه من الممكن أن تعد من أمجاد الحكمة المصرية القديمة تعبيرها لأول مرة عن كرامة وسمو الزوجة والمرأة‏.‏
أسأل الدكتور عبدالعزيز صالح في كتابه الأسرة في المجتمع المصري القديم‏:‏ هل كان المصري عندما يبشرونه بمولد الأنثي‏..‏ هل كان يخفي وجهه كما كان يفعل العرب وهو كظيم؟
قال‏:‏ أبدا‏..‏ بل كانوا يفرحون بقدوم الأنثي ويطلقون عليها الأسماء اللطيفة التي تتسم بطابع العذوبة والطرافة‏..‏ ويسهل التعبير عن أسمائهن الشائعة باللهجة العامية أكثر من الفصحي‏,‏ مثل نفرة أي جملة‏,‏ نيرة أي طعمة‏,‏ حررة أي زهرة‏,‏ جحسة أي غزالة‏,‏ نفرتاري أي حلوتهم‏,‏ نفرتيتي أي الحلوة جاية‏,‏ دوت نفرة أي صباحية مباركة‏.‏
ومن الشواهد علي أن قدماء المصريين لم يكونوا يكرهون خلفة البنات أن الملكة نفرتيتي زوجة أخناتون أنجبت ست بنات ولم تنجب أبناء‏,‏ ومع ذلك كانت السعادة ترفرف علي الأسرة الملكية‏.‏
أسأل الدكتور محمود سلام زناتي‏:‏ هل كانت المرأة تدخل في صغرها المدارس؟ يعني هل كان هناك تعليم للإناث مثل الأولاد في المدارس؟
قال‏:‏ لقد وجدت بعض النصوص والوثائق التي تشير إلي أنه من الإناث من كن يعرفن الكتابة والقراءة ويشاركن في الثقافة‏,‏ ويتذوقن الأدب ويتراسلن به‏,‏ ومنهن من تولت كتابة رسائل الملكة في عهدها‏,‏ وأخري شاركت زوجها ما يقرأه ويكتبه‏,‏ وسيدة تولت تثقيف فتية أجانب لحساب البلاط الفرعوني‏.‏
يقول عالم الآثار بتري هنا‏:‏ إن أي امرأة من نساء الطبقة الراقية تستطيع قراءة الهيراطيقية الخاصة بذلك العصر‏,‏ غير أن الكتابة لا يتقنها إلا كاتب قدير وعالم جليل‏.‏
ويقول د‏.‏ عبدالعزيز صالح‏:‏ لقد أشارت الوثائق إلي أثاث من أواسط الناس تراسلن مع بعضهن بعضا‏,‏ وأفضن في الدعاء والأماني وأساليب الوصف‏,‏ ومنهن واحدة زارت مدينة منف‏..‏ ووصفت لها مواكب الجند في المدينة‏,‏ وما يحيط بها عادة من طبول وتهليل‏.‏
وتقول الباحثة فاطمة عبدالله محمود‏:‏ إن الكاتبة الفرنسية كريستيان نوبلكور في كتابها المرأة الفرعونية تقول‏:‏ إن أوائل المنتفعات بمثل هذه الثقافة والتربية كن بطبيعة الحال‏,‏ بنات النبلاء والأمراء‏,‏ اللاتي تيسر لهن الالتحاق بمدرسة القصر الملكي مع أبناء وبنات الأسرة المالكة‏..‏ ولذا فليس من المستغرب مطلقا أن نري ذلك المنظر الذي يرجع إلي الدولة القديمة‏,‏ والذي يمثل الأميرة أدوت في مقصورتها بسقارة في أثناء تنزهها بمركبها‏,‏ وقد أخذت معها كل معداتها اللازمة لها ككاتبة ووضعتها بكل عناية علي ظهر مركبها‏.‏
ومن المؤكد كما تقول الباحثة روزا ليند أنه كانت هناك مثقفات بين علية القوم‏,‏ فقد صورت تحت كراسي السيدات في نقوش القبور أحيانا أدوات للكتابة بدلا من الصور العادية لأدوات الزينة كالمرايا‏,‏ أو الحيوانات المستأنسة كالقطط والقردة‏..‏ منذ ذلك لوح كتابة‏,‏ وحقيبة جلدية لحفظ أدوات الكتابة‏,‏ ولفافة بردي أحيانا‏.‏
وهناك دليل مقنع من معبد دير المدينة الذي شيدته الملكة العظيمة حتشبسوت علي وجود نساء متعلمات‏,‏ فقد وجد بين آلاف الشقفات التي استخرجت من القرية رسائل كثيرة معظمها حوار متبادل بين سيدات‏.‏
أسأل‏:‏ هل كانت المرأة المصرية سافرة الوجه أم عرفت الحجاب كزميلتها المرأة الأشورية في بلاد ما بين النهرين‏..‏ وهي الحضارة الموازية لحضارة مصر في وادي النيل؟
وجاءني الجواب‏:‏ كانت المرأة في العصر الفرعوني سافرة الوجه‏,‏ فالمرأة دائما وفي كل المناسبات مكشوفة الوجه‏,‏ يبدو ذلك واضحا في كل التماثيل الخاصة بالنساء‏,‏ وفي كل النقوش التي تصورهن في مختلف المواقع والمناسبات‏.‏
ولم يكن السفور مقصورا علي نساء الفلاحين أو نساء الطبقة الوسطي‏,‏ بل كان شاملا المجتمع المصري بأسره‏..‏ فحتي الأميرات والملكات كن يخرجن سافرات في مختلف المناسبات حتي ما كان منها ذا طابع رسمي‏.‏
ويقول هنا جيمس هنري في كتابه فجر الضمير‏:‏ أقام أخناتون احتفالا عظيما وركب عجلته في موكب فخم مصحوبا بكريماته الأربع وكبار دولته‏..‏ فقابلهم القوم عند معبد أتون بهتاف عظيم‏..‏ وقد اشترك جلالته في الاحتفال شخصيا وأنشدت زوجته أنشودة السلام إلي المعبود أتون بصوت رخيم‏..‏ وهي قابضة بيديها الجميلتين علي آلتين موسيقيتين‏.‏
كذلك عندما أراد أخناتون أن يعين رئيسا لكهنة أتون‏,‏ وأن يمتنع هو عن القيام بأعباء ذلك المركز‏..‏ عمل احتفالا كبيرا‏,‏ وقف في اثنائه علي شرفة قصره مصحوبا بزوجته‏..‏ ثم استقبل الزوار وأعلن اختيار مري رع الضابط الكبير رئيسا لكهنة أتون‏..‏ وقد عثر علي نقوش ورسوم فوق أحد أبواب المعابد تشير إلي أن الملك كان مصحوبا بزوجته وكريمتيه‏,‏ لما أعطي مري رع مكافأة الأمانة والإخلاص‏.‏
ويختلف موقف المصريين في هذا الشأن اختلافا بينا عن موقف كثير من الشعوب القديمة‏..‏ وفي مقدمتهم الأشوريون الذين كانوا في اعتقادنا أول من فرض النقاب علي النساء‏.‏
قلت‏:‏ لقد قرأت في مجلة جيو الإيطالية أنهم قد عثروا علي عدد من اللوحات المسمارية في خرائب مدينة قديمة في مدينة آشور‏..‏ وقد تضمنت هذه اللوحات عددا من الأحكام القانونية ويرجع تاريخ هذه اللوحات إلي القرن الثالث عشر قبل الميلاد‏.‏
يقول د‏.‏ محمود سلام زناتي‏:‏ بل وتضمنت هذه اللوحات فرض النقاب علي النساء الحرائر دون غيرهن من النساء‏..‏ وقد نصت إحدي اللوحات علي ما يلي‏:‏
لا زوجات الرجال ولا الأرامل ولا النساء الأشوريات اللاتي يخرجن إلي الطريق يمكنهن ترك رءوسهن مكشوفة‏..‏ ويجب عليهن حجاب أنفسهن‏..‏ ولا ينبغي لهن ترك رءوسهن مكشوفة‏.‏
ولما كان الحجاب عند الأشوريين نظاما خاصا بالحرائر من النساء‏..‏ فقد استعان به المشرع الأشوري كإجراء لإسباغ صفة الزوجة علي السرية التي يرغب زوجها في أن يجعل منها زوجة شرعية‏,‏ فنص علي أنه إذا رغب الرجل في أن يحجب سريته‏,‏ فعليه أن يحضر خمسة أو ستة من جيرانه‏..‏ ويحجبها في حضورهم قائلا‏:‏ إنها زوجتي‏..‏ ومن ثم تصبح زوجته‏..‏ كما نص علي أن السرية التي لم تحجب في حضور الرجال والتي لم يقل زوجها أنها زوجتي ليست زوجة‏..‏ وإنما هي مازالت سرية‏.‏
ولم يكن ظهور نظام الحجاب عند الأشوريين علي ما يبدو مجرد مصادفة‏..‏ بل كانت هناك عوامل عدة أسهمت في إيجاده‏,‏ فالآشوريون شعب غلبت عليهم الغلظة والقسوة‏,‏ وبدت قسوتهم واضحة في معاملتهم لأعدائهم في الحروب‏..‏ كما بدت واضحة في معاملتهم لنسائهم‏..‏ وما نصت عليه قوانينهم من جزاءات بالغة الشدة للجرائم الجنسية‏..‏ كذلك كان الأشوريون شعبا محاربا شن الكثير من الحروب علي الشعوب المجاورة‏..‏ وكانت هذه الحروب تضطر رجالهم إلي البقاء بعيدا عن نسائهم فترات طويلة‏..‏ كما أفضت حروبهم المستمرة إلي إغراق المجتمع الأشوري بأعداد هائلة من الأرقاء من الجنسين‏..‏ وثمة ارتباط وثيق بين انتشار الرق ونظام الحجاب‏,‏ حيث إن كثرة الأرقاء تؤدي من ناحية إلي انحلال الأخلاق‏..‏ وانحلال الأخلاق يفضي إلي مزيد من القيود علي حرية المرأة‏.‏
قلت‏:‏ حسب معلوماتي وقراءاتي فإن هناك من الدلائل ما يشير إلي أن الحجاب قد عرف طريقه إلي مصر في بعض العصور‏.‏
قال‏:‏ ليس من شك في أن هذه العصور هي تلك التي تميزت بالاضطرابات والفتن الداخلية‏,‏ أو تلك التي خضعت فيها مصر للغزو الأجنبي‏..‏ في مثل هذه الظروف لم تكن المرأة تأمن علي نفسها إذا خرجت‏,‏ ولذلك كانت تقر في بيتها‏,‏ وإذا خرجت تخفت في ثيابها لتأمن التعرض لها‏.‏
يقول جيمس هنري بريستد في فجر الضمير‏:‏ يدلنا علي ذلك نقوش ترجع إلي عهد الملك رمسيس الثالث‏..‏ الدولة الحديثة‏..‏ يفخر فيها بالانتصار علي أعدائه وإقرار الأمن في ربوع البلاد‏,‏ وقد جاء فيها ما يلي‏:‏
لقد أمكن لكل امرأة الآن أن تسير خارج منزلها كما تريد رافعة قناعها بلا خوف ولا وجل لأنه لم يعد أحد يتعرض لها‏..‏ وأيضا لقد جعلت المرأة المصرية تذهب كما تشاء مكشوفة الأذنين‏,‏ فلا يتعرض لها أجنبي أو غيره‏.‏
أسأل‏:‏ وهل كان هناك اختلاط بين الجنسين؟
الجواب لماسبيرو عالم الآثار المدفون في المتحف المصري بوصفه أول مدير للمتحف المصري‏..‏ في كتابه الحياة في مصر القديمة‏:‏
كل الشواهد تدل علي أن اختلاط الجنسين كان سائدا في العصر الفرعوني‏..‏ ولم يكن الاختلاط بين الجنسين في هذا العصر مقصورا علي هذا المجال أو ذاك علي هذه المناسبة أو تلك‏..‏ بل كان شاملا كل المجالات ومختلف المناسبات‏.‏
فالمرأة من عامة الشعب كانت تذهب إلي الأسواق تحمل إليها ما تريد بيعه وتأتي منها بما ترغب في شرائه‏..‏ فهناك رسوم تصور المرأة وهي تحمل الطيور وغيرها وهي في طريقها إلي السوق‏..‏ كما تصور مناظر متعددة من نشاط المرأة في السوق‏.‏
كذلك كانت المرأة الفلاحة‏..‏ تساعد زوجها في أعمال الحقل‏..‏ فكان يقوم بالحرث وتقوم هي بالبذر‏..‏ وكانت تساعد في حصاد المحصول ونقله إلي البيت‏..‏ كما كانت تذهب إلي زوجها في الحقل تحمل إليه طعامه‏.‏
قلت‏:‏ ومازالت تفعل الشيء نفسه صابرة‏..‏ ونحن في القرن الحادي والعشرين‏!‏
‏.........‏
‏.........‏
وقد يتساءل خبيث من الخبثاء‏:‏ هل كانت المرأة المصرية من النواحي القانونية‏..‏ تتساوي مع الرجل حقا قبل أكثر من خمسة آلاف عام؟
الجواب تنقله لنا فاطمة محمود من كتاب المرأة الفرعونية للعالمة الفرنسية كريستيان نوبلكور التي تقول‏:‏ كل الدلائل تؤكد أن المرأة المصرية كانت تتساوي تماما مع الرجل من الناحية القانونية‏,‏ وتعامل مثله علي قدم المساواة‏,‏ وكذلك كان الحال فيما بين الأبناء والبنات‏,‏ وكانت المرأة تستطيع أن تكون صاحبة أملاك‏,‏ وأن تبرم عقودا‏,‏ وأن تلتزم بكامل حريتها‏.‏
ولاشك أن الأم كانت بمثابة المحور الأساسي للعائلة‏,‏ ولكنها لم تكن تستمد من ذلك هذا الاستقلال‏..‏ فكانت تمتلك جميع الحقوق‏,‏ منذ ولادتها ولا يطرأ أي تغيير علي وضعها القانوني بسبب زوجها أو أمومتها‏,‏ وكانت أهليتها كاملة ومطلقة‏,‏ حالما تبلغ سن الرشد وتتزوج‏,‏ ويبدو أن الفتاة غير المتزوجة كان يمكنها إبرام أي عقود ذات صيغة قانونية مادامت تستطيع فهم كنهها وتقدير مداها‏.‏
ولم تعرف المرأة المصرية الوصاية التي خضعت إليها امرأة رومانية‏,‏ كما أن سلطة الأبوين خاصة سلطة الأب كانت قبل كل شيء نوعا من الرعاية‏,‏ وفي مجال الميراث والتركة كانت الأيلولة تتطابق بين الرجل والمرأة‏,‏ ويبدو أيضا أن المرأة المصرية في إطار بعض القواعد والأسس ومن ضمنها طبعا موافقة الأب‏.‏
كانت حرة نسبيا في اختيار زوجها المقبل‏,‏ ولا ريب أن هذا الاستقلال قد بلغ مداه خلال الأسرات الوطنية المتأخرة لدرجة أن سوفوكليس ويربيديس قد بلغا في الكثير من أعمالهما في الحط من شأن الرجال المصريين فصوراهم في صورة من يقبعون في ركن من الدار بينما الزوجة تدير جميع شئون الأسرة بنفسها‏.‏
أسأل‏:‏ يعني المرأة المصرية كانت حرة تماما؟
الجواب لكريستيان نوبلكور‏:‏
يبدو أن المفهوم الطبقي لم يكن له أثر في المجتمع المصري‏,‏ وإذا نحينا جانبا نظام الإماء‏,‏ فإننا سنجد أن جميع الامتيازات قد أقر بها للمرأة مثل الرجل‏,‏ فكانت المرأة تنادي باسمها‏,‏ إذا كانت متزوجة‏,‏ بلقب نبت بر أي ربة البيت‏,‏ ولاشك أن هذا هو اللقب الذي تشتهيه وترغب في الحصول عليه فتاة شابة‏:‏ وهذا هو ما تقوله تلك الشابة الصغيرة العاقلة التي تناجي حبيبها وزوجها بقولها‏:‏
أنت أكثر الرجال وسامة‏.‏
إنني أرغب في رعاية شئون مملكتك الصغيرة عندما أصبح ربة بيتك‏.‏
ويرقد ذراعك فوق ذراعي
لكي يساعدك ويعاونك حبي
قلت‏:‏ يعني ربة بيت أجمل اسم يمكن أن تنادي به المرأة المصرية؟‏!‏
قالت‏:‏ هذا صحيح تماما‏!‏
قلت‏:‏ أمال إيه بس اللي حصل دلوقتي‏..‏ كل واحدة عاوزة تشتغل وبس‏..‏ وتثبت وجودها‏..‏ أما البيت والزوج والأولاد فأمرهم يتدبر‏!‏
فاطمة محمود مازالت تقرأ كلمات العالمة كريستيان نوبلكور‏:‏ يدعي البعض أن المرأة في عصر الأهرامات لم تكن تتمتع بهذا القدر من الحقوق التي كانت تتمتع بها في عصر الغزوات الكبري لتحتمس ورمسيس‏,‏ ولكن يبدو أن وضعها لم يكن‏,‏ أقل إرضاء عما كان عليه في الأزمنة الأولي‏,‏ فإن امتيازاتها كانت هائلة وتتوافق مع ما كانت تستحقه من احترام‏.‏
وسوف نري بعد ذلك الأحوال القضائية والعاطفية‏,‏ التي كان يتم في أجوائها زواج المصرية‏,‏ ولكن علينا أن نبين أنه إذا كان وضع المرأة القانوني منذ الدولة القديمة يتساوي مع وضع الرجل‏,‏ فقد كانت هناك ضرورة يتحتم توافرها من أجل إتمام زواحها‏,‏ أولا‏:‏ أن تكون عذراء‏,‏ وبعد ذلك‏,‏ ولكي تحتفظ بوضعها كسيدة متزوجة‏,‏ عليها ألا تقترف جريمة الزنا وإلا عوقبت بالموت‏,‏ وإن لم يستدل علي دلائل فعلية تبين تطببق مثل هذا الحكم ومثل هذه العقوبة القاسية سوي الحكايات والقصص الشعبية التي تهيب بالزوجات الناشزات أن يتبعن طريق الحكمة والعقل‏.‏
فمثلا‏,‏ قصة الزوج المخدوع التي قصت علي مسامع الملك خوفو‏,‏ للتسرية عنه في ليلة أرق بها أو ضجر‏,‏ كانت نوعا من التحذير الجاد‏,‏ وهي قصة زوجة أحد السحرة كاهن قاري يدعي أوبا أوني التي اتفقت علي موعد غرامي مع أحد القرويين من الأحياء المجاورة‏,‏ وكانت قد شغفت به حبا وهذا يبين أنها كانت حرة التصرف‏,‏ ولكن البستاني الذي يعمل لدي زوجها وشي بها إليه‏,‏ فقام هذا الزوج بصنع تمساح يبلغ طوله‏7‏ بوصات من الشمع وبث فيه الحياة بسحره‏,‏ وبعد أن انتهي العاشقان من لقائهما المحرم بالمبني الصغير الملحق بالحديقة‏,‏ وعندما أسدل الليل ستاره اتجه العاشق إلي البركة ليغتسل‏,‏ وهنا ألقي البستاني وراءه في المياه التمساح المصنوع من الشمع‏,‏ الذي تحول إلي تمساح حقيقي يبلغ طوله سبعة أذرع‏,‏ وانقض علي القروي‏,‏ ثم جره إلي أعماق المياه‏,‏ أما زوجة الكاهن الساحر فقد أمر الملك بأن تساق إلي أرض فضاء‏,‏ شمال القصر‏,‏ لتحرق وينثر رمادها بالنهر‏!‏
ولاشك أن هذه العقوبة قد ذكرت علي سيبل الإرشاد والتوجيه‏,‏ ولم يكن هذا في عهد الدولة القديمة فقط‏,‏ ففي عهد الرعامسة تضمنت قصة الأخوين مغامرات لا يصدقها عقل‏,‏ بطلتها زوجة كانت تضمر نيات واضحة لخيانة زوجها مع أخيه الأصغر الذي صدها‏,‏ وكانت قد حاولت إغراءه علي نسق امرأة العزيز‏,‏ أما الأخ الأكبر فعندما علم بالحقيقة في نهاية الأمر‏,‏ قتل المرأة الخائنة‏,‏ ولاشك أن الهدف الأساسي من وراء كل ذلك هو توضيح أن الوفاء والإخلاص كان يعد من الأمور المطلوبة عامة من الزوجة‏,‏ وأن انتهاكه أو خرقه كان أثما فادحا‏!‏
‏............‏
‏............‏
وإذا كنا قد عرفنا أن الفتاة المصرية في الزمن الجميل كانت تتمتع بحرية اختيار زوجها‏,‏ فلم يكن القانون المصري يعزف في مصر الفرعونية للأب بسلطة تزويج ابنته رغم أنفها‏,‏ ولكن موافقة الابنة كانت ضرورية‏.‏
وهو نفس ما تنص عليه الشريعة الإسلامية التي تنص علي ألا تجبر البنت البكر الرشيدة علي الزواج إلا برضاها‏.‏
ويقدم لنا عالم الآثار الفرنسي مونتيه هذه القصة التي تؤكد حرية الفتاة في اختيار زوجها‏..‏ إنها قصة الأميرة أجوري‏..‏ ففي هذه القصة نجد الفرعون وقد عزم علي أن يزوج ابنته من ابن لأحد قواده‏,‏ وأن يزوج ابنه من ابنة لقائد آخر‏,‏ لكن الأميرة كانت تحب شابا آخر وتريد الزواج منه وكانت أمها تشجعها علي ذلك جريا علي العادة المتبعة في الأسر الملكية وعندما عرف الملك برغبة ابنته عدل عن مشروعه السابق وزوجها ممن تحب‏!‏
‏..............‏
‏..............‏
ولقد احتفلت مصر كلها بمرور عشرين عاما علي ملحمة القراءة للجميع التي وضعت علي مائدة كل مصري مع رغيف الخبز كتاب للنور والتنوير‏..‏
ولقد كانت السيدة سوزان مبارك وراء إصدار مجلة علاء الدين التي حققت نجاحا خرافيا حتي أصبحت أكثر مجلات الأطفال انتشارا في العالم العربي كله‏..‏ بفضل توجيهاتها‏.‏
إان إنجازات السيدة سوزان مبارك للحق يحتاج إلي عدد خاص من الأهرام‏..‏ في المجال الداخلي للمرأة والطفولة ومتاحف الطفل‏..‏ وللحق فإن السيدة سوزان مبارك يحق فيها قول الشاعر كلما مشت في طريق تفتحت علي جوانبه الزهور‏..{‏
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.