عشرون عاما انقضت منذ أن أطلقت السيدة الفاضلة سوزان مبارك مبادرتها لتعيد للكتاب مكانته وموقعه في حياة الأسر المصرية ولتفعل وجوده في الساحة الثقافية. ولتبدأ منظومة العمل المستمر للتغلب علي المعوقات التي حولت الكتاب لسنوات طويلة لشبه سلعة نادرة لا يستطيع اقتناءها بصعوبة إلا القادرون ماديا, فيما يلهث وراءها بلا نهاية ولا جدوي من أصابهم داء الأدب وتملكتهم شهوة المعرفة والولع بالثقافة والفنون. فتحت شعار القراءة حق للجميع بدأت فاعليات الدورة العشرين لحملة القراءة للجميع لصيف2010 معلنة بدء العقد الثالث في عمر المشروع, الذي أسفر استطلاع للرأي بين المثقفين المصريين, كانت قد أجرته صحيفة الأهرام في الأيام الأخيرة من عام1999, حول تقييمهم لأهم مشروع ثقافي شهدته مصر في القرن العشرين, عن شبه اجماع علي اختياره مشروعا للقرن, وقد جاءت اشارة بدء حملة القراءة للجميع في هذا العام لتحمل أكثر من دلالة سواء من حيث اختيار المكان الذي انطلقت منه اشارة بدء فاعليات المهرجان أو من حيث اختيار شعار الحملة, ففي ظني أن اختيار السيدة سوزان مبارك راعية الحملة القومية للقراة للجميع لمحافظة الاسماعيلية لاطلاق اشارة بدأ فاعليات حملة هذا العام قد يعني بدء مرحلة جديدة في المشروع تستهدف دعم عملية وصول الكتاب وكل الأنشطة الثقافية المصاحبة لمهرجان القراءة للجميع لكل محافظات مصر ومناطقها النائية, وبالتالي معالجة مشكل صعوبة الحصول علي اصدارات مكتبة الأسرة في المحافظات والقري, وهي مشكلة كثيرا ما رددها علي مسامعنا كتاب ومثقفي صعيد مصر ومنطقة القناة وسيناء, بل وقاطنو بعض مدن الوجه البحري. ويأتي شعار القراءة حق للجميع ليدفع بالمشروع في عقده الثالث صوب تأكيد حق المعرفة وحرية تبادل الرأي والمعلومات والأفكار وهي الحقوق التي تنص عليها اتفاقيات حقوق الانسان واتفاقيات التبادل المعرفي. ومع بداية دورة جديدة في مشروع القراءة للجميع, حاول فريق عمل صفحة دنيا الثقافة أن يرصد علي أرض الواقع ما يحدث في المكتبات العامة وأن يستطلع رأي عدد من مثقفينا حول كيفية تحويل شعار القراءة حق للجميع لواقع ملموس في حياة الاسرة المصرية, وفي هذا السياق اكتشفنا أن عددا من المكتبات قد قدمت نموذجا ناجحا لدور المكتبة في نشر الثقافة في العديد من محافظات مصر, واستحدثت أنشطة جديدة, ترفيهية وتعليمية تستهدف تعلم مهارات لرفع مستوي دخل الأسر وبالتالي اجتذاب فئات جديدة في المجتمع المصري لم تكن القراءة من بين أولوياتها لسبب أو آأخر. واليوم إذ نقدم هذه النماذج وتلك الرؤي ونعد بمواصلة رصدها علي امتداد الشهور القادمة, باذن الله, نتمني أن تعود للثقافة مكانتها في مجتمعنا وأن يعود الكتاب من جديد ليصبح ملمحا أساسيا من ملامح المجتمع المصري وألا ننسي أو نتناسي قط حقيقة أن قوة مصر الدائمة انما تكمن في عقول وثقافة أبنائها.. [email protected]