تحولت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة الي كارثة, لاسيما في ظل غياب خطة للقضاء عليها, كما كان يتم في الماضي عن طريق إطلاق الرصاص عليها ثم جمعها في سيارات. والخطورة توضحها الأرقام المتزايدة للمصابين بمرض السعار الناتج عن عقر الكلاب, لاسيما من الأطفال الذين يتعرضون لهذا الحادث الذي قد يعرض حياتهم نفسها للخطر.. والغريب أن الكلاب الضالة لم تعد حكرا علي الأحياء العشوائية بل وجدت في الأحياء الراقية بيئة أفضل لها حيث طبيعة الغذاء أفضل, كما أن الحدائق الصغيرة وسط المربعات السكنية تعتبر مأوي مناسبا وجذابا!! وفي مدينة نصر وتحديدا في منطقة الحي السويسري, يعيش السكان حالة من الرعب بسبب ميليشيات الكلاب الضالة. ويقول فاروق علي بالمعاش, إنه لا ينام الليل بشكل جيد لأن الكلاب تظل تنبح ثم تتجمع بشكل مفاجيء في ثورة لايمكن أن يتخيلها أحد, لدرجة أنني أخشي النزول لصلاة العشاء لأن الكلاب تحتل حديقة بجوار المسجد. وتقول السيدة( أنهار) إن السيدات العاملات ينزلن الي أعمالهن صباحا في حراسة أحد من شباب الأسرة لحمايتهن من الكلاب, كما أنهم ينتظرونهن علي باب الحي للدخول بهن عند حضورهن من العمل بعد صلاة المغرب, فالخوف أصبح يسيطر علي الحي حيث ملأت الكلاب الضالة كل المساحات الفضاء. ويقول أحد السكان, إن الحي عادة يحضر ويضرب كلبا واحدا ويتركون عشرين كلبا وتعود الأمور كما كانت, ويتناول الخيط أحد الشباب قائلا: إن الحي لم يرسل أحدا لقتل الكلاب منذ سنوات طويلة, فالحي منذ عشرين عاما وهو يعاني من الكلاب الضالة, كما يحكي لنا الوالد.