تحولت الكلاب الضالة بقري ومدن الاسماعيلية الي صداع مزمن للاهالي في ظل انتشارها بصورة فاقت الحد وبشكل بات يشكل خطرا حقيقيا ولعل حجم المصابين الذين تستقبلهم المستشفيات بسبب عقر الكلاب يعكس حجم المأساة وكان آخرها واقعة وفاة طفل من سرابيوم متأثرا بمرض السعار. ويقول حسن عياد من ابناء قرية جلبانة شرق قناة السويس ان الكلاب المسعورة باتت تغزو الشوارع مطالبا بعمل حملات مكثفة للقضاء عليها في ظل تعدد الاصابات. ويضيف حلمي ابوحمزة مزارع ان الكلاب الضالة تزحف نحو المناطق السكنية بحثا عن الطعام وتهاجم اولادنا وتهددنا بالخطر في كل لحظة, ويشير عبد المنعم عوض من ابناء قرية الفردان الي ان مشكلة الكلاب الضالة لاتقف عند هجومها علي الاهالي لكنها تعبث بالاواني المنزلية اثناء قيام السيدات بتنظيفها ووضعها حتي تجف حيث تلعقها بألسنتها في غفله من ربات البيوت ومن هنا تأتي الأمراض. ويوضح فتحي ابوهاشم ان ابادة الكلاب امر ضروري للغايه ويقع علي عاتق المسئولين بالطب البيطري لأن تكلفة من يصاب بمرض السعار غالية وهناك صعوبة للشفاء منه. ويؤكد الدكتور جودة راشد مدير عام مستشفي الحميات بالاسماعيلية ان الدولة تستقطع من ميزانيتها سنويا100 مليون جنيه لاستيراد مصل مرض الكلب السعار من فرنسا ومن يصاب به يحصل علي5 جرعات تكلفتها ألف و500 جنيه وهذا المرض اذا تمكن من الانسان يكون اخطر من وباء انفلونزا الخنازير والطيور ونسبة الوفاة فيه100%. وطالب كل من يمتلك كلبا في منزله بمراجعة الوحدات البيطرية من اجل تطعيمه والكشف الدوري عليه بجانب قيام الجهات المعنية بمحاربه الكلاب الضالة والقضاء علي القمامة اولا بأول وعدم ترك مخلفات المجازر ومحال بيع اللحوم والاسماك لأنها المكان الوحيد الذي تتجمع حوله المجموعات المتعددة من الكلاب. ومن جانبه قال الدكتور صالح الخباز مدير ادارة الطب البيطري بالاسماعيلية ان هناك تهويلا في الحديث عن انتشار الكلاب الضالة في مناطق متفرقة من المحافظة والامر لايعدو مجرد تجمعات حول حدائق المانجو والموالح في القري يتم تربيتها من قبل المزارعين الذين يستخدمونها في الحراسة وهذه مشكلة تواجهنا عند تسيير حملاتنا والشيء المؤسف ان البعض من اصحاب الحدائق يعترضوا عملنا بل ويخفون الكلاب وقت مرور الحملات. واضاف ان اللواء عبد الجليل الفخراني محافظ الاسماعيلية دعمنا مبلغ180 ألف جنيه لشراء مادة سلفات الاستركنين السامة وهذه المادة غير متوافرة منذ6 اشهر بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة, حيث نضع كمية تعادل جراما في رأس دجاجة ميتة يتناولها الكلب الضال ليموت بعدها في اقل من دقيقة.. واشار مدير ادارة الطب البيطري الي ان الامر لايقتصر علي المادة السامة المستوردة من الخارج بل نشتري طلقات الخرطوش ونسلمها للجنود المرافقين لحملاتنا من اجل استخدامها في الساعات الاولي من الصباح وقت خلو الشوارع في القري والمدن من المارة ونحقق من ورائها نجاحات كبيرة. واوضحت الحملات تضم طبيبا بيطريا ومندوبا له وعسكري شرطة وهم الآن يجوبون مراكز القنطرة غرب وشرق التل الكبير والقصاصين ونرصد الاعداد التي يقضون عليها من الكلاب الضالة وكل ما نطلبه مزيدا من التعاون من المواطنين خاصة الفلاحين.