عاد أفراد عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين العاملين فى تركيا إلى إسرائيل خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وذلك بناء على قرار اتخذته وزارة الخارجية الإسرائيلية. وأوضحت وسائل الإعلامالإسرائيلية أن الإجراء جاء تجنبا لتعرض أبناء عائلات الدبلوماسيين لأى خطرفى ظل المظاهرات الصاخبة التى تشهدها تركيا فى أعقاب عملية اقتحام القواتالبحرية الإسرائيلية سفن (أسطول الحرية) فى المياه الدولية بالبحر المتوسطوما نتج عن ذلك من مقتل حوالى 16 متضامنا وإصابة نحو 50 آخرين ينتمون إلى 40 دولة وكانوا فى طريقهم إلى قطاع غزة فى محاولة لكسر الحصار الاسرائيلىالمفروض عليه منذ 4 سنوات. وذكر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" اليومالأربعاء أن جزءا من عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين وصل أمس إلى مطار بنجوريون ، فيما سيصل اليوم باقى العائلات. وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلىأنه منذ اقتحام قوات البحرية الإسرائيلية سفن (اسطول الحرية) خرج الآلاف منالمتظاهرين الأتراك إلى الشوارع وتوجهوا إلى السفارة الإسرائيلية وحاولوااقتحامها وكذلك الحال مع القنصلية الإسرائيلية فى اسطنبول خاصة أن العددالأكبر من المتضامنين الذين كانوا على متن سفن (أسطول الحرية) من الأتراك. يذكرأن السفارة الإسرائيلية فى أنقرة والقنصلية فى اسطنبول كانتا مغلقتين أمسأيضا بسبب المظاهرات. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد طلبت منسفارتها فى أنقرة وقنصليتها فى اسطنبول بإعادة عائلات الدبلوماسيينالعاملين فيهما إلى تل أبيب . وذكرت شبكة "إن تى فى" الإخبارية التركيةاليوم أن الخارجية الإسرائيلية وجهت مذكرة إلى كل من السفارة الإسرائيليةفى انقرة والقنصلية الإسرائيلية فى اسطنبول تطالب بالإسراع فى إعادة عائلات الدبلوماسيين إلى تل أبيب خشية تعرضهم لأعمال عنف من جانب المواطنينالأتراك الغاضبين بعد الهجوم البحرى على سفن اسطول الحرية الذى أثار موجةغضب فى الشارع التركى ومن جانبه اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه يجب معاقبة اسرائيل علي المجزرة الدموية التي ارتكبتها علي اسطول الحرية محذرا تل بيب من اختبار صبر أنقرة. وقال اردوغان أمام اعضاء حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في البرلمان التركي في رد غاضب علي الهجوم الاسرائيلي إن المجزرة الدموية التي ارتكبتها اسرائيل ضد السفن التي تحمل مواد إغاثة الي غزة تستحق الادانة. وقال إن الهجوم الوقح وغير المسئول الذي شنته اسرائيل والذي ينتهك القانون ويدوس علي الكرامة الانسانية, يجب ان يعاقب بكل تأكيد. وقال وسط تصفيق الحاضرين يجب الا يختبر أي كان صبر تركيا. ودعا اردوغان المجتمع الدولي الي الوقوف في وجه اسرائيل ومحاسبتها علي اعمالها. واضاف لم يعد من الممكن التغطية علي خروج اسرائيل علي القانون او تغاضيها عنه. وعلي المجتمع الدولي ان يقول من الآن وصاعدا كفي. وقال اردوغان ان البيان الذي اصدره مجلس الامن الدولي غير كاف ودعا الي اجراء تحقيق محايد في الهجوم علي السفن والافراج الفوري عن كافة المدنيين الذين كانوا علي متنها. واضاف ان تصريحات الادانة الجافة غير كافية.. يجب ان تكون هناك نتائج. وكان أردوغان قد قال في تصريح مقتضب للصحفيين المرافقين له علي متن الطائرة التي أقلته من سانتياجو الي أنقرة بعد أن قطع زيارته لشيلي ضمن جولته في دول أمريكا اللاتينية, إنه سيعلن خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم خريطة للرد علي العدوان الاسرائيلي. وأكد أردوغان أن الهجوم الإسرائيلي علي السفينة التركية مرمرة الزرقاء إحدي سفن أسطول الحرية هو إرهاب دولة. ومن جانبه, أكد نائب رئيس الوزراء وزير الدولة التركي بولنت أرنج انه يجب ألا يتوقع أحد أن تعلن تركيا الحرب علي إسرائيل بسبب الهجوم. وقال أرنج, الذي تولي منصب رئيس الوزراء بالإنابة لسفر أردوغان, في تصريحات للتليفزيون الرسمي تي ر تي, إن تركيا ستسعي الي علاج الخطأ الذي وقعت فيه إسرائيل من خلال القانون والدبلوماسية. في الوقت نفسه, تجمعت صباح أمس اعداد كبيرة من المواطنيين أمام منزل السفير الاسرائيلي في انقرة احتجاجا علي العدوان ضد سفن الحرية وذكرت المصادر أن متظاهرين قاموا بقطع الطريق الرئيسي وقاموا برشق الحجارة والبيض الفاسد باتجاه منزل السفير الاسرائيلي مما اضطر قوات الشرطة لإلقاء القبض علي عدد منهم بعد استخدام الغازات المسيلة للدموع.