أصدرت لجنة تقييم الأداء الإعلامي برئاسة الدكتور فاروق أبو زيد تقريرها الأول عن التغطيات الإعلامية لانتخابات مجلس الشوري في الفترة من(17 إلي23 مايو2010). حيث أشادت اللجنة بالجهد الذي بذله اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمحطاته الإذاعية وقنواته التلفزيونية في التعريف باللجنة والمهام الموكولة إليها مما أسهم في تأكيد أهمية عملها لدي الرأي العام وإدراك مدي التزام الدولة بتقديم تغطية نزيهة وعادلة للانتخابات. وفي الوقت نفسه أيدت اللجنة ملاحظة حول ضعف مستوي اهتمام محطات الإذاعة وقنوات التليفزيون ببرامج التنوير والتثقيف السياسي وتحفيز الناخبين علي المشاركة السياسية باعتبار ذلك ضرورة حيوية للتطور الديمقراطي في مصر ويظهر ذلك بوضوح في قنوات التليفزيون الخاصة. ومن بين التجاوزات التي رصدتها اللجنة ما قدمه' راديو مصر' في موجز الأنباء حول بدء الحملة الدعائية للحزب الوطني دون الإشارة إلي أية حملات للأحزاب السياسية الأخري او المستقلين مما يعد تحيزا كان يمكن تجنبه. وما قدمته القناة الأولي في برنامج' صباح الخير يا مصر من خبر منقول عن جريدة الشروق مفاده أن عددا من شباب جماعة الإخوان المحظورة طلب من قيادة الجماعة إصدار فتوي خاصة بالدفاع عن صناديق الانتخاب. واشار الخبر إلي صدور فتوي دينية عن الجماعة تنص علي أن من مات دون صندوق الانتخابات فهو شهيد. وتمثل إذاعة الخبر بالشكل الذي تم مخالفة صريحة وواضحة لجميع المعايير المهنية التي تحكم العمل الإعلامي فضلا عن مخالفة معالجة شئون الانتخابات. فالخبر أذيع مجهلا دون مصدر ولا يعفي البرنامج من المسئولية اعتماده علي صحيفة مهما كان شأنها. فالخبر بصيغته التي أذيعت يظل مسئولية القناة التي أذاعته. وكذلك فإن بث هذا الخبر بهذا الشكل يمثل ترويجا هائلا لخبر نشرته صحيفة محدودة الانتشار علي الأقل قياسا لحجم مشاهدي التليفزيون بكل ما يحتويه من فتنة وخلط بين الدين والسياسة في الوقت الذي تنص عليه جميع المعايير والقوانين علي الفصل بين الدين والسياسة. وأصدرت اللجنة توصيات هامة بينها: 1 التوجيه بتكثيف التنويهات التي تقدمها المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون التي تحث الأحزاب السياسية والمرشحين المستقلين علي الإستفادة من الفرص التي تتيحها تلك المحطات والقنوات في تقديم تغطية نزيهة ومتوازنة لكافة برامج الأحزاب والمرشحين. ومطالبة القنوات الخاصة بالمشاركة في هذا الواجب الوطني. 2 حث كافة المحطات والقنوات العامة والخاصة علي تقديم ما من شأنه تحفيز المواطنين علي المشاركة السياسة وتبصيرهم بعائدات المشاركة في الانتخابات علي حياتهم اليومية. 3 التأكيد علي المذيعين ومقدمي البرامج باتخاذ موقف محايد في البرامج الحوارية باعتبار ذلك واحدا من المعايير المهنية اللازمة لأداء مهامهم. 4 توجيه المذيعين إلي أهمية مراعاة الصفة التي يتم بها تقديم الضيوف. فالصفات الحزبية تستخدم فقط في حالة التعبير رسميا عن موقف الحزب وبرامجه واتجاهاته. كما أن طبيعة الموضوع المطروح للنقاش تفرض نوع الصفة المستخدمة ولاينبغي الخلط بين وظيفة الضيف وصفته الحزبية في ضوء طبيعة الموضوع المطروح للنقاش. 5 امتناع كافة المحطات والقنوات عن التنبؤ بنتائج انتخابات الشوري والتقليل من أهمية مشاركة الأحزاب أو المستقلين لأن ذلك من شأنه صرف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات. ولابد وأن تعكس برامج القنوات والمحطات حقيقة التفاعل الحيوي القائم في المجتمع والفرص المتاحة لجميع المرشحين بما يخدم التطور الديمقراطي ودعم المشاركة السياسية في المجتمع.