طالب أنس الفقي وزير الإعلام برامج الإذاعة والتليفزيون بالإلتزام بالحياد الكامل ومعايير ومبادئ لجنة تقييم الأداء الإعلامي لإنتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري والتي أظهرت ثمانية تجاوزات في برامجها بالإذاعة والتليفزيون. وكانت اللجنة برئاسة د. فاروق أبو زيد قد أصدرت تقريرها الأول عن التغطيات الإعلامية لانتخابات مجلس الشوري في الفترة من (17 إلي 23 مايو 0102) و جاء نص التقرير كالاتي : في الفترة من (17- 23 مايو 2010 م ) أولاً : آليات تحديد وتوزيع أعمال اللجنة : بدأت اللجنة أعمالها - فور تشكيلها- يوم الإثنين 17 مايو 2010 م الساعة الخامسة عصرا في جلسة إجراءات لتوزيع المهام وتحديد أساليب عمل اللجنة. وتم الاتفاق علي ما يلي : 1- أن يستمر عمل اللجنة لمدة اثنتي عشرة ساعة يوميا من الساعة الثانية عشرة صباحا وحتي الثانية عشرة مساء. 2- تقسيم فترات المتابعة إلي ست فترات مدة كل منها ساعتان 3- قام كل عضو من أعضاء اللجنة باختيار فترات العمل التي تناسبه بحيث يتواجد جميع أعضاء اللجنة يوميا في فترة من فترات العمل. 4- يقوم أعضاء اللجنة في كل فترة عمل بإعداد تقرير بملاحظاتهم في ضوء المبادئ والمعايير التي انتهت إليها اللجنة. يرفع هذا التقرير إلي رئيس اللجنة لاتخاذ ما يلزم بشأنها. 5- قام اتحاد الإذاعة والتليفزيون بتوفير كافة الإمكانات اللازمة لعمل اللجنة. 6- استقبلت اللجنة بعض الشكاوي من الأحزاب وفوضت اللجنة الأستاذ الدكتور فاروق أبو زيد رئيس اللجنة بفحص تلك الشكاوي واتخاذ ما يلزم تجاهها. ثانياً : الملاحظات العامة : 1- تشيد اللجنة بالجهد الذي بذله اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمحطاته الإذاعية وقنواته التليفزيونية في التعريف باللجنة والمهام الموكولة إليها مما أسهم في تأكيد أهمية عمل اللجنة لدي الرأي العام ، وإدراك مدي التزام الدولة بتقديم تغطية نزيهة وعادلة للانتخابات. 2- ضعف مستوي اهتمام محطات الإذاعة وقنوات التليفزيون ببرامج التنوير والتثقيف السياسي وحفز الناخبين علي المشاركة السياسية باعتبار ذلك ضرورة حيوية للتطور الديموقراطي في مصر. ويظهر ذلك بوضوح في قنوات التلفزيون الخاصة. 3- كان الاهتمام بانتخابات مجلس الشوري حتي الآن دون المستوي المطلوب ودون الأهمية التشريعية للمجلس في ضوء التعديلات الدستورية الأخيرة. ثالثاً : التغطية الإعلامية لانتخابات الشوري علي ضوء المبادئ والمعايير المعتمدة : ( أ ) الإذاعة المسموعة : 1- في يوم الإثنين 71/5/0102 قدم راديو مصر في موجز الأنباء خبرا حول بدء الحملة الدعائية للحزب الوطني الديموقراطي " من أجلك أنت " دون الإشارة إلي أي حملات قامت بها الأحزاب السياسية الأخري مما يعد تحيزا كان يمكن تجنبه. 2- في يوم الأربعاء 19/5/0102 أفرد برنامج " لهذا رشحت نفسي " في إذاعة القاهرة الكبري وقت البرنامج كاملا لمرشحي الحزب الوطني الديموقراطي عن الدوائر الانتخابية في الجيزة وشمال إمبابة والدقي لعرض برامجهم الانتخابية دون استضافة مرشحين آخرين من الاحزاب أو المستقلين. وبالرغم من كثرة عدد مرشحي الحزب الوطني مقارنة بعدد مرشحي الأحزاب أو المستقلين ، إلا أنه كان يجدر بالبرنامج تقديم ولو مرشح واحد مستقل أو من الأحزاب الأخري بدلا من تركيز الاهتمام كله علي مرشحي الحزب الوطني. 3- في يوم الأربعاء 91/5/0102 أفرد برنامج " لهذا رشحت نفسي " في إذاعة وسط الدلتا لمرشحي الحزب الوطني عن الدائرة الأولي لمركز ومدينة المنصورة ودائرة اشمون لعرض برامجهم الانتخاببة دون استضافة أي من مرشحي الأحزاب الأخري أو المستقلين. 4- في يوم الإثنين 71/5/0102 قدم برنامج دنيا المنوعات في إذاعة الشباب والرياضة حلقة استضاف فيها الدكتور جهاد عودة للحديث عن انتخابات الشوري. وقد تم تقديم سيادته بوصفه عضوا بأمانة السياسات في الحزب الوطني الديموقراطي. وكان بوسع المذيع تقديم سيادته باعتباره أستاذا للعلوم السياسية ما دام كان حديثه كان عاما عن المشاركة السياسة وأهمية انتخابات مجلس الشوري. (ب) قنوات التليفزيون : 1- في يوم الإثنين 17/5/0102 قدمت القناة الأولي في برنامج " صباح الخير يا مصر " خبرا منقولا عن جريدة الشروق مفاده أن عددا من شباب جماعة الإخوان طلب من قيادة الجماعة إصدار فتوي خاصة بالدفاع عن صناديق الانتخاب. واشار الخبر إلي صدور فتوي دينية عن جماعة الإخوان المسلمين تنص علي أن من مات دون صندوق الانتخابات فهو شهيد. وتمثل إذاعة الخبر بالشكل الذي تم مخالفة صريحة وواضحة لجميع المعايير المهنية التي تحكم العمل الإعلامي فضلا عن مخالفة معالجة شؤون الانتخابات. فالخبر أذيع مجهلا دون مصدر ولا يعفي البرنامج من المسئولية اعتماده علي صحيفة مهما كان شأنها. فالخبر بصيغته التي أذيعت يظل مسئولية القناة التي أذاعته. وكذلك فإن بث هذا الخبر بهذا الشكل يمثل ترويجا هائلا لخبر نشرته صحيفة محدودة الانتشار علي الأقل قياسا لحجم مشاهدي التليفزيون بكل ما يحتوي عليه من فتنة وخلط بين الدين والسياسة في الوقت الذي تنص فيه جميع المعايير والقوانين علي الفصل بين الدين والسياسة. 2- في يوم الأربعاء 91/5/0102 قدم برنامج شارع الجنوب علي القناة الثامنة فقرة نقلا عن جريدة الأهرام تشير إلي بدء الحملة الانتخابية للحزب الوطني الديموقراطي لمجلس الشوري دون الإشارة إلي أي أنشطة قد تكون الأحزاب الأخري قد قامت بها. 3-في يوم الخميس 02/5/0102 قدم برنامج هنا الإسكندرية علي القناة الخامسة تقريرا مصورا عن المؤتمر الجماهيري للحزب الوطني الديموقراطي بدائرة الرمل لمساندة مرشحي الحزب لمجلس الشوري. كما أعيد هذا التقرير في حلقة البرنامج يوم 20/5 ويعد ذلك مخالفة لمبادئ المساواة والتوازن في معالجة الشأن الانتخابي المنصوص عليها في المعايير التي انتهت إليها اللجنة. 4- في يوم الأربعاء 91/5/0102 قدمت القناة الأولي برنامج " طعم البيوت " الذي استضاف السيدة نهال شكري الصحفية بالأهرام وتم تعريفها في البرنامج بوصفها عضو مكتب الأمانة المركزية للمرأة وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الديموقراطي. وتحدثت عن الدورة التي نظمتها أمانة المرأة بالحزب للتثقيف السياسي مما يعد اهتماما متحيزا بأنشطة الحزب الوطني الديموقراطي. رابعاً : التوصيات : 1- التوجيه بتكثيف التنويهات التي تقدمها المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون والتي تحث الأحزاب السياسية والمرشحين المستقلين علي الإفادة من الفرص التي تتيحها تلك المحطات والقنوات في تقديم تغطية نزيهة ومتوازنة لجميع برامج الأحزاب والمرشحين. ومطالبة القنوات الخاصة بالمشاركة في هذا الواجب الوطني. 2-حث كافة المحطات والقنوات العامة والخاصة علي تقديم ما من شأنه حفز المواطنين علي المشاركة السياسية وتبصيرهم بعائدات المشاركة في الانتخابات علي حياتهم اليومية. 3-التأكيد لدي مختلف المحطات والقنوات الإذاعية والتلفزيونية العامة والخاصة علي أهمية توخي الحذر بشأن الاعتماد علي الصحف في تقديم التغطية الإخبارية لانتخابات مجلس الشوري. فالاعتماد علي الصحف يفقد القنوات والمحطات شخصيتها ويجعلها عرضة للتأثر بالأجندة السياسية لتلك الصحف. 4-التأكيد علي المذيعين ومقدمي البرامج باتخاذ موقف محايد في البرامج الحوارية باعتبار ذلك واحدا من المعايير المهنية اللازمة لأداء مهامهم. وليس من المطلوب أن يتخذ المذيع موقفا يخرج به عن مقتضيات العمل المهني ويضعه موضع التحيز. 5-توجيه المذيعين إلي أهمية مراعاة الصفة التي يتم بها تقديم الضيوف. فالصفات الحزبية تستخدم فقط في حالة التعبير رسميا عن موقف الحزب وبرامجه واتجاهاته. كما أن طبيعة الموضوع المطروح للنقاش تفرض نوع الصفة المستخدمة ولاينبغي الخلط بين وظيفة الضيف وصفته الحزبية في ضوء طبيعة الموضوع المطروح للنقاش. 6- امتناع جميع المحطات والقنوات عن التنبؤ بنتائج انتخابات الشوري والتقليل من أهمية مشاركة الأحزاب أو المستقلين لأن ذلك من شانه صرف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات. ولابد وأن تعكس برامج القنوات والمحطات حقيقة التفاعل الحيوي القائم في المجتمع والفرص المتاحة لجميع المرشحين بما يخدم التطور الديموقراطي ودعم المشاركة السياسية في المجتمع.