صيانة الكباري اهم قاعدة في انشائها جملة ذهبية مكتوبة في مقدمات كل الكتب والمراجع العالمية المتخصصة في علم انشاء الكباري.. وقاعدة يعمل بها في كل دول العالم النامي التي تطبقها بالتزام الا في مصر . والتي كان نتيجة عدم الاهتمام بها خلال عشرين عامادماء245 ألف قتيل ومصاب في73 الف حادث منذ عام1992 بمعدل25 ضعفا للمعدلات العالمية مما جعل مصر في المراكز الاولي عالميا من حيث عدد ضحايا اهمال صيانة الكباري التي انتهي عمر بعضها الافتراضي منذ سنوات والحل بسيط في كلمة واحدة هي الصيانة يقول المهندس اسامة الحسيني الخبير في هندسة الكباري ان فترات الفحص والتفتيش أو المدة الزمنية المقررة لتكرار فحص الكباري تتحدد طبقا لمجموعة عوامل منها خصائص المرور وعمر الكوبري وحالته وزيادة أعباء التحميل. وتشترط بعض المواصفات العالمية مثل(NBIS) الأمريكية أن تتم أعمال التفتيش والفحص الدوري للكباري علي فترات منتظمة لا تتجاوز سنتين وأما بالنسبة للعناصر الموجودة تحت الماء والتي لايمكن فحصها فانه يتم فحصها في فترات لاتتجاوز خمس سنوات. فالغرض الرئيسي من أعمال فحص وصيانة الكباري هو الحفاظ علي السلامة العامة وتأكيد جودة وسلامة هذه الكباري, وهذا يتطلب أعمال فحص وصيانة شاملة وان يكون القائم بأعمال الفحص والتفتيش واسع الاطلاع وعلي دراية بالطابع الإنشائي للكباري والتصميم وتطبيقات الإنشاء المماثلة, وهناك بعض المسئوليات الرئيسية للقائم بأعمال الفحص والتفتيش للكباري ومنها: - القدرة علي تمييز المشاكل البسيطة والتي يمكن إصلاحها قبل البدء في الإصلاحات الرئيسية والقدرة علي تمييز مكونات وأجزاء الكوبري التي تحتاج الي إصلاح سريع أو مؤقت حتي نتجنب الإصلاحات الرئيسية بالاضافه الي القدرة علي معرفة الأماكن والظروف الخطيرة و إعداد تقرير فحص دقيق مسجلا به التوصيات المطلوبة للإصلاح واستخدام بعض البرامج المخصصة لفحص وصيانة الكباري وفحص العناصر الخرسانية يتم أما بالفحص البصري أو باستخدام بعض الاختبارات الفيزيائية ومن العيوب التي يمكن ملاحظاتها بالفحص البصري هي وجود الشروخ وبقع الصدأ(Ruststains). ويجب علي القائم بأعمال الفحص إدراك ان كل الشروخ تنقسم الي نوعين شروخ إنشائية والتي تحدث نتيجة لاعباء التحميل(DL+LL) ويجب أن تسترعي الانتباه, وأخري غير إنشائية وهي عادة تنشأ من التمدد الحراري والانكماش وهي لا تعبر عن مقدرة العنصر الإنشائية ولكن يجب تسجليها لأنها قد تؤدي في بعض الأحيان الي مشاكل تستلزم إجراء الصيانة لها. اما بقع الصدأ والتي تكون موجودة علي سطح الخرسانة تعد واحدة من العلامات الدالة علي وجود صدأ بحديد التسليح والذي ينتج عنه ضعف مقاومته وكذلك نقص التماسك بينه وبين الخرسانة. مشاكل الكباري المعدنية ويضيف اسامة الحسيني ان من العيوب الشائعة في الكباري المعدنية هي الصدأ والشروخ والاجهادات الزائدة نتيجة لمرور النقل الثقيل بكثافة عليها دون مراعاة ظروف الكوبري الانشائية. والشروخ عادة تنشأ عند الوصلات بمناطق نهاية اللحام أو الأماكن المؤكسدة المتآكلة من العنصر وعندئذ تزداد عبر القطاع حتي يحدث الانهيار له. وهناك بعض الشروخ المهمة تحدث في الكباري المعدنية من جراء الأحمال المتكررة(fatiguecracking) يمكن أن يتسبب في الانهيار المفاجئ ويؤدي إلي الكوارث. ويمكن اكتشاف الشروخ بالفحص البصري بعد تنظيف أسطح تلك الأجزاء جيدا أو بعمل بعض الاختبارات مثل فحص الصبغة المخترقة(dye-penetrant) لتحديد مكان وعرض الشروخ, ويجب تسجيل أماكن وسبب واتساع الصدأ لاستخدامه في حساب تقديرات الصيانة أخذه كمقياس لمنع اقل إتلاف في المستقبل. ويوضح أن الفواصل في الكباري لها فائدة أساسية وهي إتاحة عملية التمدد والانكماش للجزء العلوي من الكوبري بالإضافة إلي تيسير الانتقال السلس من الطريق إلي سطح الكوبري.ويحدث الإتلاف في الفواصل نتيجة حركة وتأثير المركبات الدائم عليها الزيادات الكبيرة والغير متوقعة في درجات الحرارة وتجمع الأتربة والمخلفات بها.والتلف الذي يحدث من حركة المركبات وتجمع المخلفات بها تؤدي اقتلاعها إن تمزقها أو جذب وتلف مسامير التثبيت لها. أما في حالة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة فيحدث انهيار للتماسك بين الفاصل وسطح الكوبري ويؤدي إلي اقتلاع الفاصل. وهي السبب الاساسي الذي يقف خلف كل الحوادث علي الطريق الدئري والمحور وكوبري6 اكتوبر وايضا علي الطرق السريعة وهي مشاكل يمكن تجنبها بشيء من الصيانة والمتابعة وهي عملية سهلة وبسيطة في ظل وجود الامكانات الفنية العالية لدي مهندسي الطرق والكباري المصريين. ويشير المهندس عادل الكاشف رئيس جمعية الطرق المصرية وسلامة المرور الي إن أي كوبري عبارة عن ثلاثة اجزاء أولها جسم الكوبري وهو من الخرسانة ولايحتاج لصيانة دورية والجزء الثاني هو الاكسسورات الخاصة بالكوبري من العلامات والاشارات والجزر الوسطي والاسوار وهي تحتاج لصيانة كل خمس سنوات. أما الجزء الاهم والمهمل في صيانة الكباري الجزء الخاص بالاسفلت والرصف والفواصل وهو السبب الخفي الذي يقف خلف90% من الحوادث التي تحدث علي الكباري لان في مصر لاتوجد خطة للصيانة, مما ادي الي تدهور الكبار بشكل ملحوظ. لان الاعتمادات المالية المخصصة لعملية الصيانة يتم دمجها في عمليات إنشاء كباري جديدة. وتقتصر الصيانة علي الاكسسورات كاصلاح الأسوار ودهان الارضيات بالعلامات الارشادية. أما البعد الاخر في عملية سوء الصيانة للكباري فيكمن في عدم وجود كوادر مؤهلة لعملية الصيانة. بالاضافة الي الغش في الخامات نفسها والتي لاتراعي المواصفات العالمية للطرق. نقطة أخري يضيفها الدكتور ابراهيم حسن استاذ البنية الاساسية والتخطيط العمراني المعاييروالكود بأن ما وصلت اليه كباري مصر من حالة سيئة يعود الي طرق انشاء الكباري التي لم تراع المعايير العالمية ولاحتي الكود المصري الخاص بإنشاء الكباري وصيانتها والذي صدر عام1996 حدد خامات خاصة. تخضع لاختبارات وقياسات تضمن بقاء الكوبري100 عام في الخدمة. مما أدي لظهور عيوب في جسم الكوبري من تشققات. وهبوط في بعض الاجزاء وانهيار للفواصل مما يؤدي الي وقوع عشرات الحوادث فوق تلك الكباري. حتي عمليات الصيانة لاتتم بشكل علمي لانها لاتتم عن طريق إزالة الطبقة الاسفلتية بل يتم الرصف فوقها مما يحول الكباري الي طرق مقلوبة بمعني ان سمك طبقة الرصف تكون اكبر من الاساس فتظهر بذلك الارتفاعات المختلفة في الكوبري. المثير للدهشة في قضية صيانة الكباري والتي لا يلقي لها الكثير من المسئولين بالا كما يقول الدكتور ابراهيم هو انها تتم كل خمس سنوات. كخطة خمسية لهيئة الطرق والكباري او تتم بالمصادفة البحتة وتؤجل لحين وجود الاعتماد اللازم لعملية الصيانة والدليل علي ذلك عدم تغيير اماكن الفواصل التالفة والمطبات علي الكباري فالمواطنون يتفادونها لسنوات طويلة. ويعترف المهندس إبراهيم عامر رئيس الادارة مشاكل تراكمية بهيئة الطرق والكباري بأنه لم تكن هناك بنود لصيانة الكباري حتي بداية عام2001 مما ادي الي وجود مشاكل تراكمية علي اجسام الكباري في مصر والاقاليم في الفواصل وبلاطات الجزء العلوي وبعض الكمرات خاصة في الكباري الساحلية نتيجة لعوامل الطقس المتغيرة والامطار الا ان نسبة هذه المشاكل انخفضت كثيرا بعد بدء عمليات الصيانة. ويضيف ان هناك عقودا للصيانة تطرح كل ثلاث سنوات تشمل الرصف والفواصل والدعامات. وقد تم اعتماد200 مليون جنيه سوف تخصص كلها لاعمال الصيانة لإطالة عمر الكباري لتصل الي معدلها100 عام من العمل. لكن المشكلة التي تقضي علي كل ما تقوم به من اعمال صيانة والتي ادت الي تدهور صحة الكباري في مصر هو النقل الثقيل بينما يؤكد المهندس محمود حسني مدير عام الكباري ان كباري مصر بخير وان اكبر معاناة تكبد الهيئة الملايين من الجنيهات تؤثر علي عملية الصيانة لباقي اجزاء الكوبري هي حودث السيارات والتلفيات التي تحدثها للاسوار. اما باقي عمليات الصيانة فأنا راض عنها فنيا ولاتوجد اي مشاكل في عملية الصيانة وأن عمليات الصيانة تتم وفق معايير الكود العالمي وللمواصفات العالمية.