استقرار أسعار الأسماك وارتفاع الجمبري في أسواق الإسكندرية اليوم    رئيس الوزراء: مستعدون لتقديم أي دعم مُمكن لزيادة صادرات الصناعات الغذائية    توريد 587 ألف طن قمح لشون وصوامع الشرقية    وزير التنمية المحلية: مشروعات الرصف والتطوير بالغربية تحقق رضا المواطن    إنفوجراف| تعرف على أنشطة مديريات الزراعة والطب البيطري خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: نحذر من استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا من رفح إلى جنين    بعد تحقق توقعاته عن زلازل إيطاليا.. العالم الهولندي يحذر العالم من أخطر 48 ساعة    حزب الله يستهدف جنودا إسرائيليين عند موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية    تطورات بيان «كاف» عن نهائي الكونفدرالية.. إيقاف لاعب الزمالك وعضو المجلس | عاجل    شوبير يكشف موعد عودة علي معلول إلى الملاعب.. مفاجأة كبرى ل الأهلي    وكيل «تعليم مطروح» يشكل لجنة لمراجعة ترجمة امتحان العلوم للشهادة الإعدادية    تحرير 121 محضرا مخالفا خلال حملات تموينية وتفتيشية بمراكز المنيا    مدير «القومية للحج» يوضح تفاصيل تفويج حجاج الجمعيات الأهلية (فيديو)    إصابة مواطنين في حادث تصادم بين سيارتين بالفيوم    الإعدام لعامل والمؤبد والسجن لآخرين في قضية قتل سيدة وتقطيع جسدها في الإسكندرية    فيلم السرب يواصل صعوده في شباك التذاكر.. وإيراداته تتجاوز 31 مليون جنيه    الليلة.. أبطال وصناع فيلم "بنقدر ظروفك" يحتفلون بالعرض الخاص    أخصائي أمراض الجهاز الهضمي يوضح الفرق بين الإجهاد الحراري وضربات الشمس    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية رسلان غدا.. تضم 8 تخصصات    محافظ جنوب سيناء ومنسق المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء يتفقدان مبنى الرصد الأمني بشرم الشيخ    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    إستراليا ونيوزيلندا ترسلان طائرات إلى كاليدونيا الجديدة في ظل الاضطرابات    صباح الكورة.. 7 لاعبين مهددون بالرحيل عن الهلال وبنزيما يقرر الرحيل عن اتحاد جدة وميسي يفاجئ تركي آل الشيخ    كيف تستعد وزارة الصحة لأشهر فصل الصيف؟    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    أخبار الأهلي : قلق داخل الأهلي قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا    لمواليد برج الحمل.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (تفاصيل)    رئيس الإذاعة: المولى عز وجل قدّر للرئيس السيسي أن يكون حارسا للقرآن وأهله    الموعد والقناة الناقلة لقمة اليد بين الأهلي والزمالك بدوري كرة اليد    أخبار الأهلي : هجوم ناري من شوبير على الرابطة بسبب الأهلي والزمالك.. وكارثة منتظرة    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    بالتزامن مع فصل الصيف.. توجيهات عاجلة من وزير الصحة    في يومه العالمي.. طبيب يكشف فوائد الشاي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    الثلاثاء 21 مايو 2024.. نشرة أسعار الأسماك اليوم بسوق العبور للجملة    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    حسام المندوه: الكونفدرالية جاءت للزمالك في وقت صعب.. وهذا ما سيحقق المزيد من الإنجازات    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال قرب مفترق بلدة طمون جنوب مدينة طوباس    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير الحسن‏ فى حوار للأهرام:
ماذا صنعنا لمستقبل الأجيال المقبلة؟

الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدي الفكر العربي‏,‏ وولي عهد الأردن السابق‏..‏ هو أحد الحكماء العرب‏,‏ بل أحد الأصوات الصريحة للغاية في الساحة العربية‏. وفي لقاء خاص بالعاصمة الأردنية علي هامش مؤتمر المستقبل العربي في ضوء الحراك الشبابي تحدث بصراحة شديدة تفرضها اللحظة التاريخية الدقيقة... وهنا نحن أمام رؤية شاملة لما يحدث, وتقييم لما حدث, حتي وصلنا إلي لحظة الأزمة.. وإلي أزمنة الثورة, وربما الإنتفاضة.. وهنا يحاول الأمير الحسن ألا يكون صادما لنا, ولكنه بصراحة- بل ربما بمرارة- توجع, وبرؤية تتحدي الجمود والدولة التي شاخت مفاصلها يقدم روشتة للخروج من المأزق الراهن, الذي يعصف بالجميع من المحيط إلي الخليج.. فإلي الحوار:
كيف وصلت الأنظمة العربية إلي هذه المرحلة الخانقة والمأزومة.. وأين الأحلام الكبري في التحرر والنهضة ومقاومة الإستعمار؟
أعود إلي الإستنهاض الأول, ونذكر الشيخ محمد عبده واليازجي والبستاني والفكر المتعدد في بدايات القرن العشرين وماقبل ذلك, وهذه هي النهضة الفكرية الأولي في نظري بالفراغ الذي سببته نهاية الدولة العثمانية, وفي لقائنا في بلجيكا مع الهيئة الثلاثية ذهبنا كمفكرين عرب في منبر جديد أسسناه هو غرب آسيا وشمال أفريقيا, أتانا خبر تجميد العالم العربي لعلاقاته مع الدولة السورية فكنت المسلم العربي الوحيد, فقلت في عقلي لايصح ان أقبل التهاني, حتي لو كانت الخطوة متخذة من الجامعة العربية, دونما توجيه سؤال أين أنتم من كيفية إنتهاء الحروب, وقبل الحرب في العراق قلت للعراقيين والأجانب: اتقوا الله وتفكروا كيف تنتهي الحروب, فأقول حول موضوع التحرر ماكبلنا هو صيغة الإحتلال الصهيوني لفلسطين,وهذا حقيقة مالم نستطع أن نتفق علي كيفية معالجته, وفي مقابلة هيكل مع الأهرام قال: الأردن1% من العالم العربي, ودائما تقولون الأردن والجيش العربي وعام1948, فقلت له لما ال99% يقدمون لنا كشف حساب ماذا فعلوا سنقارن, علي الأقل نحن استرجعنا القدس العربية والأراضي المحتلة, والعالم العربي برمته رغم أننا دخلنا الأمم المتحدة عام1955, لم يتفق علي أن الأردن أنجز شيئا ن رغم أن الأردن دخل بضفتيه الشرقية والغربية, ولما أقول هذا الكلام والأستاذ خالد مشعل زائر لغزة ويتحدث عن أن المرجعية الأساسية هي منظمة التحرير الفلسطينية, وأن فلسطين أكبر من ان تدار من قبل فصيل واحد, وأن مرجعية القيادة الفلسطينية يجب أن تكفي, أقول نعم يجب أن تكفي لكن ماذا عن الأدوار المتكاملة بين الدول العربية, وهناك مخاوف من أن تنال الخلافات داخل مصر من الوضع في فلسطين, وبالتالي أقول أنه يجب تقديم الأهم علي المهم, ونحن في قضايا التحرر الوطني لم نفعل ذلك, ويجب أن يكون إعداد القوة عمليا جزءا من الإدارة الكاملة للموارد الوطنية, ضمن الثالوث السياسي والإقتصادي والمدني, وعندما نتحدث عن الإخفاق علي خلفية الدعوة للتحرر, فالإستعمار مازال قائما, ولننظر إلي دراسة صدرت مؤخرا عمن يقف وراء الأزمة الدولية, أكبر شر كة الآن للكربونات شركة أمريكية الأخوان القائمان عليها دخلهما90 بليار دولار, ولهما وغيرهما دخل في إحباط أي برنامج للحد من التلوث المناخي. أما عن الإستعمار من أجل السيطرة علي الموارد الدولية, فقد شهدتا الهجمة علي شرق المتوسط من قبل روميل, رغبة منه في قطع الحدود المصرية والوصول لآبار البترول, ومحاولة التركيز علي النفط ليست جديدة, وهذه المحاولة التي كانت عسكرية في فترة من الفترات أصبحت الآن ناجحة بالكمال والتمام بسبب النفوذ الصناعي العسكري الدولي, والسيطرة الآن علي الإقليم هو من هذا المنطلق, دولتان يقال عنهما قويتان إقتصاديا في الإقليم إسرائيل وتركيا, أما إيران فلها منهجها الخاص ومستبعدة ومطوقة, ونحن العرب كما أكرر دائما لسنا بحاجة إلي خصوم لأننا نقوم بخصومة علي الصعيد الإقليمي والدولي وإجتهادات من الخارج والداخل تمزقنا, وربما السبب الأساسي في ذلك أن مكافحة الإستعمار داخل الوطن العربي والذي يؤدي إلي صنع الإرادة محجم نتيجة للضغوط الخارجية والأنانيات الداخلية.... أنا المنقذ الأعظم, أنا المخلص, انا صاحب العقيدة التي ستؤدي إلي بر السلام... وأقول الآن أن قصة الأنا هذه لابد أن تنتهي لنبدأ في قضية نحن من جديد في التكامل بين الإجتهادات والأجيال والتعدديات الموجودة, وقياسا بالشعارات التي رفعت في ميدان التحرير وهي لقمة العيش التي هي بطبيعة الحال شكل من أشكال التحرر, هناك تبعية متزايدة في دول كانت تعتبر سلة الغذاء في الإقليم, واضيف إلي ذلك السودان, الذي أصبح الآن السودان الشمالي بعد أن كان في الماضي السودان الموحد, واليوم عندما نتحدث عن إنتهاء الإستعمار, فلازال النفوذ الإستعماري مستمر, لذلك فالعلاقات مع الدول الموقعة لإتفاقية السلام مع اسرائيل مستمرة, لأن الإتفاقية هي جزء من العلاقة الاستراتيجية التي تجعل من السلام خيارا إستراتيجيا, ولايوجد بديل كما يبدو علي صعيد الدول النفطية المقتدرة في أن تتولي مهمة التكامل, لا أقول الدعم أو الهبات أو الأعطيات, بل التكامل مع الدول العربية ذات السيادة المواجهة مباشرة للوجود الإسرائيلي علي الأرض, ومن الغرابة أن يستمر تصدير الغاز من مصر إلي اسرائيل في الوقت الذي يتوقف تصديره إلي الأردن, وهي ليست مصادفة أن كل أنواع الدعم النفطي تتوقف عن الأردن في هذه المرحلة الدقيقة بالذات, وكأنما القول للاردن اقبلوا بحلول معينة بوضعكم القائم وإلا.., نقول: ما هي الحلول المعينة تلك.
كيف تنظر لمستقبل الثورات في العالم العربي, ومستقبلها علي الصراع العربي الإسرائيلي؟
بالنسبة للثورات في العالم العربي, هناك أكثر من أجنبي يقول إننا أنجزنا تغييرا في الوطن العربي, وهذه من الملاحظات القبيحة التي أسمعها, خاصة من مراكز بحوث غربية ودبلوماسيين غربيين.
هل هي سايكس بيكو جديدة لتقسيم المنطقة كما وصفها البعض ؟
بالضبط! وأقول لهؤلاء الغربيين.. أنجزتم ماذا ؟, يقولون أنجزنا في المغرب وتونس وليبيا ومصر واليمن, وأنتم في الأردن حتي الآن متلكئين, ولكن سيأتيكم الدور... الإنجاز, وقد أنجزوا في العراق بالطبع قبل ذلك وأفغانستان, ولكن ماذا أنجزوا ؟...إنهم أنجزوا رؤية جديدة إنتقالية لإعادة سيطرة النفوذ علي الموارد والممرات المائية والنفطية, فأقول اين إرادة هذا الإقليم من ذلك الإنجاز بين قوسين, نحن هنا في إطار ملتقي لمنتدي فكر عربي, ماهو دور الفكر العربي, ونحن نتكلم عن دول عربية وإنجاز مجزأ لكل دولة في حالة معينة, والخيار عادة غربيا مايكون المغرب وتونس ومصر والأردن, لأن الخليج له خصوصية, دول نفطية تشتري كميات كبيرة من السلع, في الماضي كانت الدول المواجهة لإسرائيل تشتري السلاح بغرض التسلح ضد العدو المشترك, الآن هذه المشتريات لصالح من, لصالح تشغيل فرص العمل في الصناعات الأمريكية والغربية وربما الروسية والصينية أيضا, مايفلت من يدنا تمويلا لن يفلت عمليا من يد اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة, لاحظ أن السلاح الذي تستخدمه دول كالهند والصين علي سبيل المثال جري تصنيعه في إسرائيل, التي لاتستطيع بيع هذا السلاح مباشرة, لأنها نظريا مقاطعة, فيتم الشراء والبيع في صفقات تجري علي الأرض الأمريكية, والمهم في المعادلة كلها أن الدول العربية تستنهض رؤية جديدة كما يقال, انظروا ماذا حدث بدأنا بمبادرة شريفة نظيفة لأعداد من الشباب الذين أجبروا علي البقاء في ميدان التحرير لمدة18 يوما, البعض منهم ماكان يتوقع أن يبقي يوما أو يومين, ظنوها مظاهرة وتنتهي, لكن شهدنا غليان, وبعده حدث الفوران وارتفعت سقف المطالب, والباقي يبقي تاريخا, من استغل الموقف, ومن ملأ الفراغ, فأقول مرة ثانية عند الحديث عن الحرية والرغيف والحرية والعدالة الإجتماعية, ماذا صنعنا من تصور لمستقبل أيامنا ومستقبل شبابنا, ماذا عن حق الأجيال المقبلة في الحياة, لم أر عمليا لقاءات عربية للحديث عن إعادة البناء بعد الخراب, عن حركة جديدة لبناء مجلس إقتصادي إجتماعي عربي, يتبني قضايانا لكي لانتعرض للإحراج عندما يأتي لا لسخاء أوروبي, والخيار الأول للخروج من هذه الازمة هو قانون يعمل من أجل الجميع, وبناء لوبي للدفاع عن الفقراء, ولوبي للدفاع عن المواطنة وميثاق للمواطنة مدعوم بصندوق يجمع بين فكرة الزكاة وبين فكرة الإدارة للمصارف الحديثة, ويتبني فكرة اللحاق ببرنامج للتشغيل, وكنا قد اجتمعنا عام1994 بعد الإتفاق الأردني مع اسرائيل وبعد كامب ديفيد بعشرين عاما في الدار البيضاء بالمغرب وكان الإقتراح إنفاق35 مليار دولار من المغرب إلي تركيا لمدة عشرة أعوام لإقامة البنية التحتية لمنع الهجرة القصرية وظاهرة المغتربين المزرية المقتولين علي السواحل الأوروبية, وبدا كأننا نطلب منة من الغربيين, ودارت الأيام فإذا بال35 مليارا تنفق لإدارة الدفاع عن الوطن, بمعني آخر بناء الجدران سواء في اسرائيل أو حول أمن الولايات المتحدة, أسهل وأيسر وأكثر لباقة سياسيا من السياسة الإستباقية بأن نستثمر في المياه النقية والبنية التحتية إلخ, فإلي متي سنبقي نبحث عن فرص الإغاثة من الخارج, وهنا أيضا في الأردن إلي متي سنظل ننتظر حتي نلحق بركاب التحديث والتطوير في إطار ديمقراطي, ولانعالج مواضيعنا بصراحة, وبحوار وطني سياسي إجتماعي إقتصادي مسئول, والإنتخابات ستعقد في الأردن في شهر يناير المقبل, وماذا سيحدث إذا عقدت في موعدها, وماذا سيحدث لولم تعقد في موعدها, وكأنما الحياة السياسية توقفت عند بعض المشاهدات, وايضا علي مايحدث في سوريا ومصر, البعض يريد أن يري ماسيحدث فيهما, خاصة أن هناك بعدا عقائديا, له دور وتأثير وإيحاء علي مستوي الوطن العربي, ومن الغرابة بمكان أن بعض دول الخليج التي لم تستكمل مؤسساتها الدستورية والديمقراطية بمفهوم عالمي تستطيع أن تغير الأوضاع السياسية في دول عربية ودول إسلامية, وأن تشرع في توجه عقائدي, وأن تلقي إستحسانا في ذلك من دول غربية, كانت في الماضي تقول لانحاور منظمات إرهابية, والآن حماس تسعي لرفع هذه الصفة عنها, كما قال الرئيس كارتر عند الإنتخابات التي أدت إلي نجاح حماس: إن الإنتخابات ديمقر اطية, ولكن الوصول لقائمة الإرهاب سهل والخروج منه صعب وصعب جدا, وأقول: أين الرهاب الحقيقي عندما أتحدث عن الأردن والحالة العربية, فأقول إن الرهاب الحقيقي هو في غياب الوضوح المبني علي الثقة, والمؤسسات فقدت قدرتها علي التعامل مع القضايا اليومية الحياتية, بسبب حركة الإسترضاء في كل شيء, فالدولة الآن تبحث عن استرضاء النقابات لكل مهنة, وهذا يسمي ديمقراطية.
هل فقدنا استقلالية القرار؟
أذكر أنني حضرت في الماضي قمما لعدم الإنحياز وكانت هناك أسماء عملاقة, قد نتفق أو لانتفق مع سياساتها, نكروما وجمال عبد الناصر وأنديرا غاندي وهيلاسلاسي, ولكن كانت هناك قيمة ذاتية لهؤلاء, كانوا يحاولون أن يختطوا سياساتهم بعيدا عن التاثيرات الخارجية, اليوم لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يختط سياسته دونما أن يطمئن لآخر زيارة لوزيرة الخارجية الأمريكية أو وزير الخارجية الروسي, فأقول أين الكتلة الحيوية العربية التي تستطيع أن تعين الأردن علي سبيل المثال, أو تعين مصر في مواجهة تحد ما, أو حتي تبني صورة الشوروية,, فالديمقراطية ليست داخل القطر الواحد أي-ن الديمقراطية بين الدول.
لماذا فشلت الدولة القطرية في إدارة الحوار مع شعبها ؟
العقد أو الميثاق الإجتماعي إن وجد, وهو موجود في كتابات النهضة الأولي ونهضة الأربعينيات والخمسينيات, المسألة ليست أن الدولة فشلت في المحافظة علي العقد فقط, ولكنها كانت غير راغبة في الحفاظ علي ذلك العقد, ومن الصعب أن تتحدث عن غزو فلسطين وتحريرها, وأنت تعيش ظروفا إقتصادية وإجتماعية حقيقة لاتؤهلك من الإقدام علي تلك الخطوة, فالمغامرات العربية علي حساب كيانات الدول, متي كانت تلك الفعاليات في داخل كل دولة في حوار مستديم أو في شوري مسئولة أمام الناس, أما لماذا فشلت الدول العربية ففاقد الشيء لايعطيه, وإذا كان الإتفاق الداخلي علي الأولويات مغيب, فكيف نستطيع الحديث عن الإتفاق الإقليمي, وفي غياب مصلحة عليا, والفشل الذي مررنا به, فإن البعض منا يؤيد الشباب بصدق, والبعض يقول لماذا ستكتب لهم فرص النجاح, ولم تكتب لنا في الماضي, وأقول لهم إنه إذا كان الإناء غير صالح, فلنغير ذلك الإناء, لإعادة النظر عند الحديث عن المقدرات العربية.
وهل هناك مخاوف من صراع سني شيعي ؟
بشأن الموضوع السني الشيعي لايوجد حتي اليوم قناعة لدي العقل المطلع بأن هناك أي سبب لخلاف فقهي بين السنة والشيعة, وأقول ذلك بالعودة للشيخ شلتوت والشيخ البروجوردي, الأمر واضح, لكن إذا تحدثنا عن الخلاف السياسي, فهناك سنة خليجية عربية, وهم أحد أسباب الحرب العراقية الإيرانية, وفي هذه المعادلة الشيعة العرب العراقيون كان لهم دور أساسي في الدفاع عن الوطن العراقي, الدور ربما تغير الآن بسبب النفوذ الإيراني الشيعي وتأثيره علي بغداد وسوريا وجنوب لبنان, فهناك محور الآن من إيران إلي البحر الأبيض المتوسط, وهذا المحور تقابله الريبة الخليجية العربية بأن إيران ستقطع مستقبل العلاقة مابين الخليج والبحر الأبيض المتوسط, وبالتالي لهم في هذا الأمر إهتمام أساسي إستراتيجي كمصر, لأن قناة السويس لأول مرة في تاريخها تزار من قبل قطع إيرانية بحرية وصلت لشرق المتوسط, مثلما وصلت القطع الروسية لشرق المتوسط هي الأخري, فالموضوع ليس مذهبيا فقهيا بقدر ماهو موضوع سياسي.
كيف تنظر لتطورات الأزمة السورية ؟
الوضع الحالي في سوريا كما فهمت من صديقي السيد الأخضر الإبراهيمي لم يفقد الأمل في إيجاد حل أو مخرج سياسي, ووزير الخارجية الروسي لافروف ينفي أن يخرج الرئيس السوري إلي روسيا أو إلي أي مكان آخر, وهنالك إتصالات الآن بين المعارضة رغبة منها في إيجاد قيادة موحدة, لكن في إعتقادي أن حل الموضوع السوري في إطار حل سياسي سيؤدي إلي كثير من الطمأنة لدول الإقليم وللمصالح خارج الإقليم, والمنازلة السورية اشتملت الآن علي منازلة من الدولتين, ولأول مرة في مجلس الأمن تتخذ مواقف صلبة, وبين دول في مجلس الأمن لها مصلحة في إستكمال المخطط الذي اشرنا إليه, وهو مخطط التغيير والتضامن مع رواد التغيير, ولكن التغيير لماذا, إن سوريا تمثل الواقع الأخير الذي لم يتغير في إطار علي الأقل التجارب الجمهورية في الوطن العربي, ولكن إذا انتهت لاقدر الله التعددية السورية إلي تمزق أشلاء الوطن السوري ستؤدي إلي تمزق الإقليم ككل, وستصبح البلقنة والصوملة سهلة قياسا بما قد يؤثر علي هويتنا العربية والإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.