من المؤكد أن شجاعة وصراحة أي منبر إعلامي تبرز في صدق كلماته وليس في غلظة العبارات فالشجاعة صدق لا علاقة له بالوقاحة وأشجع المحللين والمفكرين والكتاب هو أكثرهم حرصا علي الصدق مع أنفسهم ومع الآخرين لأن هذا الصدق هو الذي يوفر لهم سلاح الحق الذي لا تستطيع كل أسلحة الباطل أن تصمد أمامه! و الحقيقة إن الصدق لا يجيء بمجرد التمني وإنما هو بالنسبة للإعلامي جهد شاق قد يصل إلي حد الوسوسة لكي تجيء الكلمة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية عنوانا للحقيقة فقط! وربما يكون ذلك هو السبب في إصرار المعنيين بحرية الإعلام علي إيجاد الأجواء الضرورية لإنعاش هذه الحرية وضمان عدم انحرافها من خلال تأكيد حرية تدفق وتداول المعلومات لأنه في غيبة من ذلك تكون الغلبة لأولئك الذين يريدون أسر حرية الإعلام خلف قضبان الشائعات التي تسمح باستخدام عبارات مطاطة من نوع يتردد كذا أو نسبة الروايات المفبركة إلي مصادر عليا! وأغلب الدول التي تؤمن بالحرية وتعرف أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في خدمة المجتمع لا تترك الرأي العام فيها فريسة لمحترفي الشائعات الذين قد يتسلل بعضهم إلي المنابر الإعلامية ومن ثم يكون هناك متحدث رسمي في كل موقع عام لديه القدرة علي كشف الحقائق ووضع النقاط علي الحروف بشأن أي تساؤلات مطروحة علي صعيد الرأي العام. خلاصة القول: إن ضرورات الالتزام بأبجديات الحرية تقتضي صدقا من جانب وسائل الإعلام علي أن توازيها شفافية وحرية في تدفق وتداول المعلومات من جانب الأجهزة الرسمية في الدولة! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: لولا إيماني بالحظ لعجزت عن تفسير النجاح المذهل لبعض الجهلاء! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله