تغير اتجاه بوصلة الترشيحات لأعضاء الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس بكشف صحيفة واشنطن بوست عن أن الرئيس الديمقراطي يفكر جديا في تعيين السيناتور جون كيري في منصب وزير الدفاع خلفا لليون بانيتا. وذلك في إطار عملية إعادة ترتيب فريق الأمن القومي الأمريكي عقب استقالة مدير وكالة المخابرات المركزية سي آي إيه ديفيد بيتريوس المتورط في فضيحة جنسية مع كاتبة سيرته الذاتية, وهي الفضيحة التي قد تطيح أيضا بقائد القوات الأمريكية في أفغانستان جون ألين. وجاء ترشيح كيري لوزراة الدفاع الأمريكية البنتاجون ليعيد السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس إلي بورصة الترشيحات لقيادة وزارة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون, حيث كان كيري هو المرشح الأقرب لتولي الخارجية. وبحسب واشنطن بوست فإن تورط بيتريوس في فضيحة جنسية واستقالته فرضت علي البيت الأبيض إعادة التفكير في تركيبة مجلس الأمن القومي والبحث عن شخص أكثر قربا لأوباما لتولي قيادة البنتاجون خلال الفترة المقبلة مما صب في صالح ترشيح كيري للمنصب.وقال مسئولون في الإدارة الأمريكية إن مؤهلات كيري, الذي يوصف بأنه بطل الحرب, لقيادة البنتاجون تتضمن خدمته ضمن القوات البحرية في فيتنام ومعرفته بشئون الميزانية وخبرته في الدبلوماسية التي أصبحت جزءا من حقيبة الدفاع. ويشير مراقبون إلي أن أوباما قد ينحاز في اللحظة الأخيرة لصالح تعيين أشتون كارتر, نائب وزير الدفاع, خلفا لبانيتا مع الإبقاء علي كيري في وزارة الخارجية. ورشحت واشنطن بوست حاكم ولاية ماساتشوستس ديفال باتريك وسيناتور رود آيلاند شيلدون وايتهاوس لتولي حقيبة العدل, وتعيين جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي الحالية خلفا للوزير الحالي إيريك هولدر. وبالتوازي مع بورصة الترشيحات للإدارة الجديدة, تدحرجت كرة ثلج فضيحة بيتريوس الجنسية بسرعة مذهلة مع اتساع نطاق تحقيقات البنتاجون لتشمل قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون ألين الذي لتحقيق البنتاجون في مزاعم عن اتصالات مشبوهة له مع امرأة في قلب الفضيحة التي تلاحق المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ويشتبه في وجود علاقة تربط ألين بجيل كيلي التي تلقت رسائل تهديد من عشيقة بيتريوس الكاتبة بولا برودويل والتي كانت السبب في الكشف عن الفضيحة, بعد تقديمها بلاغ بشأن تلقيها تهديدات عبر رسائل إلكترونية من شخص مجهول تبين في النهاية أنه برودويل التي كانت تخشي من اقتراب كيلي من بيتريوس. وقال مسئول أمريكي إن مكتب التحقيقات الفيدرالي أف. بي. آي اكتشف بين20 و30 ألف صفحة من المراسلات معظمها رسائل بريد الكتروني بين عامي2010 و2012 بين ألين وكيلي التي وصفت بانها صديقة قديمة لاسرة بتريوس والمتطوعة لمساعدة أسر عسكريين في قاعدة ماكديل الجوية بفلوريدا. ويخشي المراقبون أن تقود خيوط فضيحة بيتريوس الجنسية إلي سقوط عدد من أبرز القيادات في الجيش الأمريكي خلال لحظة حرجة مع بدء الاستعدادات لانسحاب القوات من أفغانستان بعد أقل من عامين, خاصة أن أفغانستان كانت هي الموقع الأساسي للعلاقة غير الشرعية بين مدير المخابرات السابق والكاتبة برودويل, حين كان قائدا للقوات الأمريكية في أفغانستان. وقادت هذه التحقيقات وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إلي طلب تأجيل ترشيح الين كقائد للقيادة الأمريكية الاوروبية وكقائد أعلي لقوات التحالف في أوروبا. وقال بانيتا إن بيتريوس فعل ما هو صحيح بتقديم استقالته عقب الكشف عن تورطه في علاقة جنسية خارج الزواج. إلي ذلك, قامت عناصر من إف بي آي مساء أمس الأول بتفتيش منزل عشيقة بيتريوس. وذكرت صحيفة شارلوت أوبزرفر أن عدة عملاء ب أف بي آي دخلوا, وهم يحملون صناديق فارغة, منزل بولا برودويل(40 عاما) في شارلوت بولاية نورث كارولينا. وقالت شبكة سي إن إن الاخبارية إن المتحدثة المحلية باسم إف بي آي شيلاي لينش أكدت وجود عملاء أف بي آي في المنزل لكنها لم تذكر ماذا يفعلون داخله.