امتدت الفضيحة التي هزت واشنطن والمحيطة بمدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) المستقيل ديفيد بترايوس لتطال قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال جون آلن، بحسب ما افاد مسؤولون الثلاثاء. وادى العثور على مراسلات بين الجنرال آلن والمراة التي قادت مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) الى عشيقة بترايوس السابقة، بالرئيس الاميركي باراك اوباما الى تجميد تعيين آلن قائدا اعلى لقوات الحلف الاطلسي. واشتملت تلك المراسلات على رسائل الكترونية "غير لائقة" بين آلن وجيل كيلي (37 عاما) وهي شخصية تنشط في الحفلات الاجتماعية في فلوريدا كانت ابلغت الاف بي اي عن تلقيها رسائل الكترونية تهديدية من بولا برودويل، عشيقة بترايوس وكاتبة سيرته الذاتية. ويحقق الاف بي اي في ما يقدر ب 20 الى 30 الف صفحة من مراسلات آلن، من بينها العديد من الرسائل الالكترونية المرسلة الى كيلي، بحسب ما صرح مسؤول في وزارة الدفاع للصحافيين اثناء رحلة مع وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا. وفي بيان قال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي ان آلن سيظل في منصبه في افغانستان، الا ان الرئيس اوباما جمد تعيينه قائدا عسكريا لحلف الاطلسي بانتظار انتهاء التحقيق الداخلي الذي يجريه البنتاغون. وتأتي هذه المفاجأة بعد ايام من استقالة بترايوس، الذي سبق آلن في قيادة القوات في افغانستان، من رئاسة السي اي ايه بسبب اقامته علاقة خارج اطار الزواج. وتكشفت الفضيحة عندما تلقى عملاء الاف بي اي شكوى من كيلي من مضايقتها على الانترنت، وقاموا برصد سلسلة من الرسائل الالكترونية التي تحمل تهديدات من برودويل. وعثر المحققون عندها على رسائل الكترونية تحمل عبارات جنسية صريحة بين بترايوس وبولا برودويل، ما اكد وجود علاقة بينهما. وجرت مقابلة الاثنين في اواخر تشرين الاول/اكتوبر ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر، الا انه ورغم انباء بالعثور في حوزة برودويل على مواد سرية، الا انه لم توجه ضدها اية اتهامات. ومن المقرر ان يدلي بترايوس بشهادته امام الكونغرس هذا الاسبوع في الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر والذي ادى الى مقتل اربعة اميركيين من بينهم السفير الاميركي في ليبيا كريس ستفينز. والان يرغب الكونغرس ان يعلم سبب امتناع الاف بي اي ووزارة العدل عن ابلاغه او ابلاغ البيت الابيض بالتحقيق في قضية بترايوس قبل هذا الوقت. وقال بانيتا في بيان ان الاف بي اي ابلغ القضية الى وزارته الاحد وانه احالها الى المفتش العام في البنتاغون للتحقيق فيها. واضاف ان آلن سيبقى في منصبه في كابول لكنه طلب من لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ارجاء اي تحرك بشأن تعيين آلن قائدا اعلى للحلف الاطلسي. واشاد بانيتا بعمل الجنرال في افغانستان، مؤكدا ان قيادته كانت "اساسية" في تحقيق تقدم في الحرب على متمردي طالبان. الا ان بانيتا قال انه طلب من لجنة مجلس الشيوخ الاسراع في تعيين الجنرال جوزف دانفورد خلفا لآلن في افغانستان. ولم تكن التهم الموجهة الى آلن واضحة، ورفض المسؤولون التعليق على ما اذا كان الجنرال متهما باستخدام بريده الالكتروني الخاص بعمله للتواصل مع كيلي او ما اذا كشف اي معلومات سرية. واضاف المسؤول نفسه انه "من المبكر التكهن بشأن ما قد يكتشفه المفتش العام". واوضح "هناك قلق كاف يدفعنا الى اتخاذ الخطوات المناسبة لفتح تحقيق وابلاغ الكونغرس بالامر". وتابع "علينا ان نرى الى اين ستقودنا الوقائع في هذه القضية قبل استخلاص اي نتائج". واضاف ان آلن "يؤكد انه لم يرتكب اي خطأ في هذه القضية". من جهة اخرى، قام اكثر من عشرة عملاء من مكتب الاف بي آي بمداهمة منزل العشيقة السابقة لبترايوس، على ما افادت وسائل اعلام اميركية الاثنين. ونقل المكتب المحلي لشبكة سي بي اس ان الشرطيين الفدراليين اخرجوا صناديق وحقائب وصور من منزل بولا برودويل في شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية. وذكرت صحيفة شارلوت اوبزرفر انه بدا ان عملاء الاف بي آي يفتشون طبقتي المنزل. وكيلي البالغة ال37 من العمر والمقيمة في تامبا كانت صديقة لاسرة بترايوس. وكان مركز بترايوس وآلن في تامبا حيث مقر القيادة المركزية الاميركية التي كان يتولى بترايوس رئاستها قبل تولي القيادة في افغانستان في 2010.