طالب الدكتور محمود عزب, مستشار شيخ الأزهر للحوار, الجامعات والهيئات العلمية الأوروبية بالتوسع في إنشاء المراكز البحثية والمعاهد الإسلامية لدراسة الإسلام ومعرفته عن قرب. والعمل علي دمج الأقليات الإسلامية في المجتمعات الغربية لمد جسور التعاون والتفاهم بين أتباع الديانات والحضارات, مؤكدا استعداد الأزهر التام للتعاون وتبادل الخبرات مع تلك المراكز وتنظيم دورات للدعاة والأئمة المسلمين في الغرب, جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح مركز دراسات العقيدة الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا. وقال العزب إن إنشاء قسم أو مركز لدراسات العقيدة الإسلامية في ألمانيا يعد دليلا قويا علي رغبة ألمانيا الصادقة في إدماج مسلميها في الحياة العلمية والبحثية والثقافية, مع احتفاظهم بعقيدتهم ودينهم وشعائرهم التي ستكون- ولا شك- نوعا من الإضافة وإثراء للحياة الثقافية والاجتماعية في ألمانيا, مشيرا إلي أن هذا التنوع في الثقافات المتجاورة والمتداخلة عرفته الحضارة الإسلامية وحققته في مجتمعات وعواصم عالمية كانت مراكز إشعاع وتعايش وتكامل في بغداد وقرطبة والقاهرة وغيرها, وترجمت علوم الإسلام التي طورها خلال أربعة قرون حيث كانت العربية لغة العلم الأولي, ترجمت هذه العلوم في طليطلة وباليرمو في القرن الثالث عشر إلي اللغات الأوروبية, وكانت من أهم ركائز عصر النهضة التي اعتمد عليها العقل الأوروبي الناشئ في ذلك الوقت. وأكد أن الأزهر علي استعداد تام للتعاون والمشاركة بتبادل الأساتذة والطلاب مع الجامعات والمراكز البحثية والدينية الألمانية حتي نتكامل في تدعيم أواصر المعرفة والحوار الخلاقة, موضحا أن الأزهر يفخر بأبنائه الذين درسوا ويدرسون في أوروبا وأشاد عزب في كلمته بجامعة مونستر لأنها تبتكر نموذجا جديرا بالانتشار والتطبيق في جامعات أخري سيكون لها فيما بعد آثار بناءة تؤدي إلي مزيد من تماسك المجتمع الألماني وتقويته, وسيكون ذلك دافعا لبلاد أوروبا المجاورة, حتي تعطي الفرصة لمسلميها في أن يندمجوا ويتقاربوا ويعملوا في سبيل مزيد من الرقي لمجتمعهم, والإسلام الصحيح حيوي وقادر علي تحقيق ذلك, وفي التاريخ ما يشهد عليه.