أشاد الأزهر الشريف بموقف ألمانيا ومحاولتها دمج مسلميها داخل الحياة العملية والثقافية دون التأثير علي معتقداتهم وقال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار بمناسبة افتتاح مركز دراسات العقيدة الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا: إن الأزهر يري إنشاء قسم أو مركز لدراسات العقيدة الإسلامية أقوي دليل علي قدرة ألمانيا ورغبتها الصادقة في إدماج مسلميها في الحياة العلمية والبحثية والثقافية، مع احتفاظهم بعقيدتهم ودينهم وشعائرهم التي ستكون - ولا شكَّ - نوعًا من الإضافة وإثراء للحياة الثقافية والاجتماعية في ألمانيا. وأكَّد أنَّ الأزهر علي استعداد تام للتعاون والمشاركة بتبادُل الأساتذة والطلاب مع جامعات ألمانيا ومراكزها للتكامل في تدعيم أواصر المعرفة والحوار الخلاَّق. وأضاف أن الأزهر يفخَرُ بأبنائه الذين درسوا ويدرسون في أوروبا والذين يعرفون لكلِّ مجتمع خصوصيَّاته الثقافية والحضارية، والأزهر يُطبق ذلك وهو يستقبل شباب الأئمة من ألمانيا وإنجلترا وغيرهم لتدريبهم في إطار المنهج الأزهري الوسطي المعتدِل الذي يُرسِّخ قيم التنوُّع وحق الاختلاف وآدابه. وأوضح عزب أن الأزهر الشريف يستعيد بقوة وكفاءة دوائره التاريخية الثلاث: الدائرة الوطنية المصرية في هذه المرحلة الدقيقة من حياة مصر، والدائرة العربية الإسلامية مع ما يدور في المنطقة من أحداث جِسام، ثم الدائرة العالمية، مع ذلك كلِّه فإن الأزهر ينظر بعين الاهتمام إلي شمال المتوسط وما يدور فيه من حياةٍ علمية، وما يمسُّ الإسلام وعلومه وحضارته في جامعات أوروبا وجامعات ألمانيا علي وجه الخصوص. وأشار إلي أنَّ هذا التنوُّع في الثقافات المتجاورة والمتداخلة عرفته الحضارة الإسلامية وحقَّقته في مجتمعات وعواصم عالمية كانت مراكز إشعاع وتعايُش وتكامُل في بغداد وقرطبة والقاهرة وغيرها، وقد تُرجِمت علوم الإسلام التي طوَّرها خلال أربعة قُرون.